خطبة قصيرة عن الصدق

hanan hikal
2021-09-16T05:47:00+02:00
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif16 سبتمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

لكم أثنى الله تعالى على الصادقين في آيات القرآن، فهم الأقرب إليه، والأكثر إيمانًا وتقوى، ولكن ورغم ما في الصدق من سلامة للنفس وإرضاء للربّ، يمكن أن يتعرّض الصادق للكثير من المشكلات في حياته، فما أكثر الكارهين للحق، الذين يعيشون على الزيف والخداع. يقول الإمام علي بن ابي طالب: “أيها الحق، لم تترك لي صديق.”

خطبة قصيرة عن الصدق

خطبة قصيرة عن الصدق مؤثرة
خطبة قصيرة عن الصدق

الحمد لله المطّلع على ما في الضمائر، الذي يجازي الإنسان بما استقرّ في قلبه من نيّة، وهو أعلم بالمتقين، ونصلي ونسلّم على المبعوث رحمةً للعالمين، عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد أيها الإخوة الكرام، إن الصدق هو عنوان لكل الفضائل، فهو رفيق الاستقامة، وتوأم الأمانة، وخليل الوفاء، وهو سمة المخلصين المتقين الذين يراقبون الله في السرّ والعلن، والصدق منجاة، فيمكن لكلمة صدق واحدة أن تنجي الآف الناس من الهلاك، ويمكن لكذبة واحدة أن تتسبب في الكثير من الدمار والخراب الذي يعلم الله وحده مداه.

الصدق هو الوفاء بالعهد وأساس الاحترام والعامل الأهم في بناء أي علاقة صحيّة وهو سببًا هامًا للراحة النفسية، وللسلام الروحي الذي ينعم به الإنسان، فمهما لاقى من المزيفين يظل أمينًا مع نفسه، معتزًا بذاته، قويًا من داخله، معتمدًا على الخالق الذي جعل الصديقين في المرتبة التالية للأنبياء والرسل كما جاء في قوله تعالى: “فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ.”

خطبة قصيرة عن الصدق مع الله

الحمد لله المتفرّد بربوبيته، المتوحّد بألوهيته، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو  الذي يأمر بالتقوى ويجازي الصادقين بأفضل ما عملوا، وصلاة وسلامًا على الصادق الأمين، الذي أدى الرسالة ونصح الأمّة بما فيه خيرها، وأمر بمكارم الأخلاق جميعها وأولها الصدق.

أما بعد، إن الكذب عنوان لكل رذيلة ومايزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند الله كذّاب، والكذب أساس واهي لأي بناء وأي عمل وأي علاقة، ولا يمكن أن يستمر ويدوم ما بني على الكذب.

إن الكذب رفيق الغش وأخو التزييف، ورفيق الباطل وهو سمة المنافق كما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلم حيث قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.”

والصدق هو أهم خلق يتحلّى به الإنسان المؤمن كما ورد في الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.”

إخواني الكرام، إن الطريق إلى الجنّة محفوف بالمكاره، ومن ذلك قول الصدق والعمل به في مجتمع يعلو فيه الكذب والزيف، فقد يلاقي الإنسان الصادق في هذه الحالة الكثير من المتاعب، ولكنه إذا ما ترك أجره على الله، وجعل ما يلاقيه في سبيل الله، فاز فوزًا عظيمًا.

خطبة محفلية قصيرة عن الصدق

أيها الإخوة الكرام، إن الصدق من أعظم الفضائل، فهو يستلزم الكثير من القوة والإيمان، ولقد كان أشد الناس بلاءً بسبب صدقهم في الدعوة إلى الله هم الأنبياء، ولقد كان الصدق دائمًا أهم صفاتهم، ومن ذلك ما وصف ربّ العزّة به نبيه إبراهيم عليه السلام حيث قال: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا.”

وكذلك وصف الله نبيه إسماعيل بالصدق في قوله: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا.” وكذلك نبي الله يوسف وصفه قومه بالصدّيق أي الكثير الصدق: “يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ.”

والصدق أيضًا صفة نبي الله إدريس: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا.” والصدق كان سمة نبينا الكريم قبل وبعد الدعوة فهو الصادق الأمين، الذي يجير من استجار به، ويؤدي الأمانات لأهلها، وهو الذي يدير التجارة بالصدق فلا غشّ ولا تزييف.

خطبة عن الصدق مع النفس

إن أسوأ الناس ذلك الذي يكذب على نفسه، ويرضى أن تنطلي عليه أكاذيبه، إنه إنسان وصل إلى مرحلة متقدمة من الكذب، حتى أنه صار يخدع نفسه ويظن أنه يخدع ربّه ويخدع من حوله، مثل هذا الإنسان ورد ذكره في الآية الكريمة: “يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ.”

إن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الإنسان الذي اعتاد الكذب يصاب بخلل في الدماغ يجعله يكذب دون أن يشعر، ويصدق أكاذيبه، وربّما تتطور الأمور لديه فيعتقد أن من يكذّبه هو كاره له يريد به الشر.

وهكذا الكذب هو إهدار للطاقات، وإضاعة للوقت والجهد، وفقدان للرشد، أو كما جاء في الآية الكريمة: “سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ.”

إن أكبر عقوبة للكذابين أنهم لا يصدقون الآخرين، فهم يعتقدون أن كلّ الناس على شاكلتهم في الكذب والزيف، ولا يصدقون أبدًا أن هناك أتقياء أنقياء يكرهون لأنفسهم الكذب كما يكرهونه لغيرهم. ولذلك لا يمكن للكذّاب أن يقوم بعمل علاقة طبيعية إنسانية مع أي شخص، فسيظل بينهما دائمًا ذلك الشك، وتلك الريبة التي قال عنها ربّ العباد: “لَا يَزَالُ بُنْيَٰنُهُمُ ٱلَّذِى بَنَوْاْ رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ” إنه بناء بني على الزيف لا قائمة له.

إن الصدق وإن دفع الإنسان ثمنه غاليًا في الحياة الدنيا، فهو في الآخرة من المكرمين، ويوم القيامة سيوفّى الصادقون أجرهم بغير حساب. قال تعالى: “هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.”

إن الكذب قد يبدو فيه النجاة من المسؤولية ودفع الضرر والاتهامات في الكثير من الأحيان، وقد يكون الكاذب متوافقًا مع مجتمع مريض، ولكن الحق أحق أن يتبع، والغلبة للصادقين مهما طال الزمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تَحَرَّوُا الصِّدْقَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ، وَاجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَإِنَّ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ فَإِنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ.”

خطبة عن الصدق في الأقوال والأفعال

الحمد لله فاطر السماوات والأرض، ربّ كل شئ ومليكه، والصلاة والسلام على النبي الأميّ، الذي علمه الله وأدّبه فأحسن تعليمه وتأديبه، أما بعد؛ إن الله يأمركم بمكارم الأخلاق وهو من بعث نبيه محمد إليكم ليتمم هذه المكارم، ومن أهم مكارم الأخلاق التي يدعو إليها ربّ العباد، الصدق، الصدق مع الله والإخلاص في عبادته، والصدق مع الناس فالمسلم ليس بالكذّاب، وهو تقي يوافق فعله قوله، ويوافق مظهره مخبره.

والمسلم يصدق في معاملاته ويوفّي بعهوده، ويؤدي ما عليه من أمانات وهو لا يزيف البضاعة في البيع والشراء، ولا يبخس الناس أشيائهم، وهو صادق في كل ما يقوم به من عمل وكل ما يلفظ به من قول ويعلم أنه محاسب على كل كلمة وكل عمل أمام الله، قال تعالى: “مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.” فما أروع الصدق، إنه هو الحق، والحق أحق أن يتبع وإن غلب الباطل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *