خطبة محفلية عن العلم وأهميته

hanan hikal
2021-10-01T21:56:32+02:00
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif1 أكتوبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

العلم هو نتاج المعارف التي اكتسبها الإنسان والتجارب التي قام بها منذ أن خطّت قدميه على سطح الأرض، وهو سلاح ذو حديّن، فالإنسان يمكن به اختراع الأسلحة الفتاكة والأمراض المدمرة وأجهزة التجسس المتطورة التي تعتدي على الخصوصية وتنتهك حياة الغير، ويمكن أيضًا أن ينتج الدواء الشافي والمحاصيل الوافرة، ووسائل النقل والتواصل والاتصال الحديثة، والمباني الأمنة، ويجعل الحياة أفضل.

خطبة محفلية عن العلم

خطبة محفلية عن العلم مميزة
خطبة محفلية عن العلم

أيها الطلاب الكرام، أنتم براعم المستقبل وأمل الغد، وحملة مشعل العلم والأدب والفن إلى الأجيال القادمة، إن العلم ممتد بجذوره في عمق تاريخ البشر على الأرض، وهو وراء كل نهضة وكل تقدم أحرزته دولة من الدول، ولقد بلغ العلم أوجه قديمًا في مصر الفرعونية وبلاد ما بين النهرين وازدهرت في تلك الحضارات علوم الرياضيات والفلك والفلسفة وليومنا هذا مازالت هذه الحضارات تبهر العالم بما حققته من نهضة وما تركته من إنجازات ومعارف وما حوته من أسرار لا يعرف تفاصيلها العلماء حتى يومنا هذا.

والعلم ليس مجرد كلمات تحفظ ثم تنسى بعد انتهاء وقت الامتحان، ولكنه تجارب ومعارف تستقر بالذهن ويتلقّى الإنسان منها الدروس والعبر ويتعلم كيفية استخدامها لمنفعته ولخير من حوله.

يقول الدكتور سلمان العودة: “العلم لا يُوخذ بالقراءة والحفظ وحسب، بل إن حرارة التجربة والمعاناة تُنضج العقل، وتلقّحه بأهم العلوم وأنفعها وأكثرها احتواءً على الروح البنّاءة.”

والعلم هو وسيلتكم للبقاء ولمواكبة العالم من حولكم وبدونه أنتم لا شئ، فانتهزوا الفرصة، واهتموا بما يدرس لكم من علم، وحاولوا أن تكونوا على قدر المسؤولية فتتسائلوا، وتبحثوا وتجدوا إجابات على أسئلتكم، وتنظروا إلى ما حولكم نظرة متفحصة وثاقبة، فربما كنتم مخترعي الغد، وربما تمكنتم من صنع ما لم يصنعه أحد من قبلكم.

خطبة قصيرة جدًا عن العلم

الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، ونصلي ونسلم على نبينا محمد الهادي البشير الذي علمنا مكارم الأخلاق، واختص بمعجزة القرآن، وبقوة الكلمة، أما بعد:

إن فضل العلم في الإسلام عظيم والله أمرنا في الكثير من آيات الذكر الحكيم بالنظر والبحث والتأمّل فيما خلق كما في قوله تعالى: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.”

وفي قوله جلّ وعلا: “أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر.”

فهو يعبد بالعلم، وليس بالقوة والإجبار، وفي ذلك جائت الآيات التالية:

قال تعالى: “شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم.”

وقال جلّ شأنه وتعالت قدرته: “إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء.” وهو الذي يفاضل بين أهل العلم والجهلاء فيرفع العالم ويكرمّه كما في قوله تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَاب.”

خطبة عن أهمية العلم

خطبة عن أهمية العلم بالتفصيل
خطبة عن أهمية العلم

الحمد لله المتفرد بالكمال والجلال، الواحد الأحد الفرد الصمد، المنزّه عن الشريكة والولد، ونصلي ونسلم على خير الأنام النبيّ الأميّ الذي علمه ربّه وأدبّه فأحسن تأديبه.

إن الله عندما خلق أدم وأراد أن يستخلفه ويجعله الكائن المسيطر على الأرض قالت له الملائكة: “أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ.” قال لهم الله جل جلاله: “إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.” وليريهم الله لماذا فضّله الله عليهم وجعله مستخلف في الأرض علّمه من لدنه علمًا كما جاء في قوله تعالى: “وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِین، قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ، قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡۖ فَلَمَّاۤ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ غَیۡبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ.”

إنه العلم ما يجعل للإنسان قيمة، وما يجعله يرتقي فوق مخلوقات الله الآخرى، والعلم المقترن بالإيمان والتقوى هو تمام العلم، وهو خيرٌ توابٌ عند ربّ العالمين، وهو الذي يتحقق به إعمار الأرض، وازدهارها، وخيرها، وخير البشر أجمعين.

خطبة عن فضل العلم

إن العلم يقضي على الخرافات، فهو نور يقهر الظلام، ويضيء الطريق للناس فيمشون فيه وهم مطمئنون، لأن الجهل يجعلهم خائفين، والإنسان عدو ما يجهل، وهو يجعلهم أكثر تعصّبًا وتحيّزًا فالإنسان العالم الفاهم يكون أكثر حكمة، وأكثر رقيًّا وفهما.

وعن فضل العلم جاء الحديث النبوي التالي:

“ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ.”

خطبة عن طلب العلم

إن طلب العلم فريضة وبه يتحقق الخير، ولطالب العلم أجر عظيم عند ربّ العالمين ومن يتعلم العلم ويعلّمه للناس ينال فضلًا من الله ورضوانًا.

وعن طالب العلم يقول صلوات ربّي وسلامه عليه: “مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ.”

ولنا في قصّة الخضر مع نبي الله موسى عبرة، فلقد جعله الله منشرح الصدر لتلقي العلم،  ووجهه ليكون تلميذًا للخضر الذي وصفه الله تعالى قائلًا: “فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا.” ولكن الخضر كان له شروطًا ليعلمه، أهمها أن لا يسأله عن شئ حتى يحدثه هو عن هذا الشئ أولًا، وحتى افترقا بعد السؤال الثالث. فهذا الرجل قد ميّزه الله بالعلم، وجعل نبيه موسى يتبّعه ويطيع أمره.

خطبة عن العلم والعمل

إن العلم والعمل صنوان لا يفترقان، والعلم بدون عمل هو مجرد نظريات مكتوبة لا تحقق النفع لأي أحد، والعمل بدون علم، هو جهد ضائع، وانتاج مشوّه وفشل محتمل، والعلم والعمل معًا هما أساس النجاح  والتقدم والفلاح على مر العصور.

وحتى العلوم الشرعية والدينية لو ظلّت مجرد كلام مكتوب بلا تطبيق عملي لما كان لها من قيمة تذكر، فقيمة هذه العلوم بمن يتخلّق بها، وينفذها، ويرفع من قدرها بإخراجها إلى حيّز الوجود، وكان المسلمون يدعون دائمًا بقولهم: “اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا.” ولقد استعاذ الرسول عليه صلوات ربي وسلامه من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعوة لا يستجاب لها.

فالمعرفة هي قوة وهذه القوة لا تتحقق ما لم يعمل الإنسان بها ويستفيد منها ويحقق بها ما يصبو إليه، وهو بذلك يقضي حاجته، ويعتمد على نفسه، ويحقق لمجتمعه الخير والنفع، والعلم هو الأساس الذي يبنى عليه العمل الجيد، وكلما كان البناء موضوع على أساس قوي من العلوم والمعارف كلما كان بناءً عظيمًا نافعًا مفيدًا متينًا لا ينحني أمام تقلبات الدهر.

خطبة عن العلم والأخلاق

إن العلم والأخلاق من أثمن ما يمكن أن يحوز المرء عليه من ثروة، وعلى الرغم من تفضيل بعض الناس العلوم على الأخلاق، إلا أن ذلك كان دائمًا ينتج عنه الكثير من الخراب والدمار، فالعلم بدون أخلاق تضبطه وتوجهه هو علم منفلت، يصنع أدوات التخريب والتدمير، والفساد، ولا يأتي منه خير أبدًا، بل يصبح أداة للإفساد، والابتزاز، والتعذيب، والاستيلاء على حقوق الغير.

وعلى العكس فإن الأخلاق بدون علم يحميها ويقويها هي أخلاق معرّضة للإندثار، ولا تجد فيها ما يغري الناس باعتناقها واتباعها. لذا فإن العلم مع الأخلاق هما أفضل ما يحفظ للإنسان إنسانيته، ويقيه من الهوان ومن الفساد والانحلال.

يقول باسكال: “لو اجتمعت الأجسام الأرضية والأجرام السماوية كلها لَمَا ساوت أحقر فكرة من الأفكار. ولو اجتمعت الأفكار كلها مع تلك الأجسام والأجرام بأجمعها، لَمَا عادلت أصغر خلجة من خلجات العاطفة والحنان.” ويقول عالم الطبيعة كوفيه: “إن المعروف الذي يسديه الإنسان لبني نوعه يندثر سريعًا مهما كان عظيمًا، ولكن الحقيقة التي يتركها لهم تبقى على مدى الدهر، فلا تزول أبدًا.”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *