خطبة عن الأمانة مؤثرة

hanan hikal
2021-09-16T05:45:08+02:00
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif16 سبتمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن الأمانة هي حمل ثقيل لا يستطيع حمله إلا من شرح الله قلبه للهدى، وزيّن في قلبه الإيمان، فالأمانة تقتضي الكثير من المسؤوليات، ولقد كانت أول ما حمله الإنسان وألزمه بها ربّه، بعد أن عرضها على السماوات والأرض والجبال فأبين ذلك ولكن حملها الإنسان.

قال تعالى: “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.”

خطبة عن الأمانة

خطبة عن الأمانة مؤثرة
خطبة عن الأمانة

الحمد لله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وكل شئ عنده بمقدار، وصلاة وسلامًا على الصادق الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد؛ يا عباد الله إن أداء الأمانة من أهم الأخلاقيات التي فرضها الله على المؤمنين، وجعلها من تمام الإيمان، ولقد جعلها الله صفة ملازمة لأنبياءه وأصفياءه.

والأمانة من أرفع الصفات الأخلاقية، وأكثرها سموًا، ومنها يشتق كل شئ جميل، فمنها الأمن، ومنها الأمان، وبها يكون الإنسان حريصًا على الوفاء بالتزاماته، وتقديم الحقوق لأصحابها، وتحمل المسؤولية، وأداء العبادات والفرائض، وفي  خطبة عن الأمانة مكتوبة نذكر قول الله تعالى في كتابه الحكيم: “إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا.”

ولقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام الأمانة من الصفات الملازمة للإيمان، فلا إيمان بدون أمانة كما جاء في الحديث الشريف: “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له.”

خطبة عن الأمانة قصيرة

الحمد لله الذي أوصانا بمكارم الأخلاق، وميّز بين عباده بالتقوى، وأرسل الرسل مبشرين وهادين ومنذرين بين يدي رحمته، وحملّهم الأمانة، وأعزهم ونصرهم، ومكّن لدينه الحق، أما بعد؛ إن الأمانة من الأخلاقايات التي يحصل بها كل خير، فبها تعمر الأرض، وعليها تبنى الأعمال، وتنشأ الأسر الكريمة، فلو كل إنسان أدى أمانته لانتشر العدل ولعم الأمان، ولصفيت النفوس، ولأصبح المجتمع متراحمًا متوادًا متعاطفًا خيرًا نافعًا، كما أراد الله له.

والأمانة هي خلق الأنبياء فهي أهم مواصفات النبي ليحمل رسالة ربّه إلى الناس، ويهديهم إلى دين الله الحق، وإلى عبادته، والأنبياء أمناء الله في الأرض كما جاء على لسان هود في  سورة الأعراف: “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ.”

وها هو نبي الله يوسف الصديق يقول له الملك بعد أن ثبت له صلاحه وتقوته: “وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ.” فيقول له يوسف عليه السلام: “اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ.”

وها هو نبي الله موسى عندما فرّ من بطش فرعون ودعى ربّه لينزّل إليه من الخير ما هو بحاجة إليه، فيرسل له إحدى المرأتين اللتين سقى لهما لتقدمه لوالدها ليستأجره فتقول لوالدها: “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”.

فبالأمانة تنمو الأعمال وتزدهر وتربو، وترضي الرحمن، ولقد اتصف نبينا الكريم محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه قبل الدعوة بالأمانة والصدق، ولذلك كان تاجرًا ناجحًا يثق فيه الجميع، ويودعون لديه أموالهم، وودائعهم، وهم على ثقة كاملة في أنه سيؤديها لهم عندما يطلبون منه ذلك.

خطبة مؤثرة عن الأمانة للشيخ محمد حسان مكتوبة

يتحدث الشيخ حسّان في خطبته عن الأمانة عن واقعة فتح مكّة التي منّ الله بها على نبيه بالنصر، والتمكين، حيث دخلها فاتحًا وحطم الأصنام التي أقيمت حول الكعبة، وطهّر الأرض فأشرقت شمس التوحيد على بيت الله الحرام، ليبدأ عهدًا جديدًا، ووسط كل ذلك أخذ النبي صلوات ربي وسلامه عليه مفتاح الكعبة المشرفة من عثمان بن طلحة الذي كان سادنًا للبيت الحرام، وأعطاه للعباس عليه السلام، فنزل قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا” فنادي النبي على عثمان بن طلحة وأعطاه المفتاح وقال له “اليوم يوم برّ ووفاء” وجعل المفتاح في نسل عثمان حيث لا ينازعهم فيه أحدًا إلا ظالمًا.

خطبة عن الأمانة والنزاهة

خطبة عن الأمانة والنزاهة بالتفصيل
خطبة عن الأمانة والنزاهة

أيها الإخوة الكرام، إن كل مواقف النبي طوال حياته، سواء قبل الدعوة أو بعد الدعوة، كان عنوانها الأمانة، وليس ذلك فقط في تجارته، وعمله في رعاية الغنم، ولا في حادثة مفتاح الكعبة وحدها، ولكن اختارته السيدة خديجة بنت خويلد لتتزوج به لأمانته، وهو أول من دعى الناس للالتزم بهذا الخلق القويم، وعندما أرسل جعفر بن أبي طالب إلى النجاشي قال له عن الدين الإسلامي: “أَيُّهَا الْمَلِكُ، كنا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ونسيء الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا على ذلك حتى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ ما كنا نَحْنُ نعبد وَآبَاؤُنَا من دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحديث وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ.”

وهذه الأمانة لمسها كل من عايش الرسول عليه الصلاة والسلام، واعترف بها القاصي والداني، والعدو والحبيب، ولقد وصفه أبو سفيان بالأمانة عندما سأله هرقل عنه، فقال هرقل: “سَأَلْتُكَ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كان يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ والصدق وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قال: وَهَذِهِ صِفَةُ النبي.”

خطبة عن الأمانة في العمل

إن الأمان تقتضي من الإنسان أن يؤدي ما عليه من مسؤوليات على أكمل وجه، ومن ذلك أن يؤدي مسؤوليته في العمل بكل أمانة، وأن يحفظ حقوق الغير، ولا يرتشي، أو يحابي، أو يحقق منافع شخصية على حساب العمل.

ولقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الانتفاع والتربّح من وراء الوظيفة، ومن ذلك ما يعتبره البعض هدايا لا حرمة فيها ولكن في حقيقة الأمر فإنّ فيها إثمًا عظيمًا كما جاء في الحديث الشريف:

“اسْتَعْمَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا مِنَ الأسْدِ، يُقَالُ له: ابنُ اللُّتْبِيَّةِ، قالَ عَمْرٌو: وَابنُ أَبِي عُمَرَ، علَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: هذا لَكُمْ، وَهذا لِي، أُهْدِيَ لِي، قالَ: فَقَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عليه، وَقالَ: ما بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فيَقولُ: هذا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي، أَفلا قَعَدَ في بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ في بَيْتِ أُمِّهِ، حتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إلَيْهِ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَنَالُ أَحَدٌ مِنكُم منها شيئًا إلَّا جَاءَ به يَومَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ علَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ له رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ تَيْعِرُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إبْطَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ، هلْ بَلَّغْتُ؟ مَرَّتَيْنِ.”

خطبة عن الأمانة والمسؤولية

أيها الأحبة الكرام، إن العبادة أمانة، وعلى الإنسان أن يوفيها حقها من الأداء، لأنه محاسب بها، والتعفف وحفظ الجوارح عن المعاصي أمانة، والله محاسبنا بها، وحفظ ما يسدى إلينا من ودائع من الأمانة التي سنسأل عنه يوم القيامة، والعمل مسؤولية وأمانة، والقيام به على أفضل وجه واجب سنسأل عنه يوم القيامة.

وكذلك الكلمة أمانة، فالإنسان التقي لا يلقي بالكلام على عواهنه، وإنما يتقي الله في القول والعمل، ولقد وصف الله تعالى في كتابه الحكيم الكلمة الطيبة قائلًا: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ* يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ.”

وكل مسؤولية يضطلع بها ابن أدم هي أمانة سيسأل عنها يوم القيامة، فكلنا راعي وكلنا مسؤول عن رعيته. والسر أمانة، والبيع أمانة، والإيمان الحق هو الذي ينبع من نفس تعرف كيف تصون الأمانة، أولئك الذين وصفهم الله عزّ وجلّ في كتابه الحكيم قائلًا: “وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ.” إنهم هم المفلحون.

خطبة عن الأمانة ومحاربة الفساد

إن الشيطان لايزال بالعبد حتى يضيع الأمانة، وهو بذلك يستحق غضب الخالق، فالله يكره من الإنسان أن يكون مضيّعًا لأمانته، وبالأمانة يعم الخير وينتشر الودّ، والإنسان الذي لا يؤدي أمانته هو خائن، وصفة الخيانة هي من أحطّ الصفات التي يمكن أن يتسم بها الإنسان، ولقد أمرنا اله تعالى في كتابه العزيز  بعدم خيانة الأمانة قائلًا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.”

وخيانة الأمانة تستلزم من الدولة ومن المجتمع عقابًا صارمًا، حتى لا تتكرر أو يعتبرها الناس أمرًا مقبولًا ففي ذلك إضاعة للحقوق وتفكك وتحلل للدولة وانهيار قريب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *