خطبة عن عشر ذي الحجة

hanan hikal
2021-10-01T22:19:08+02:00
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif1 أكتوبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن العشر أيام الأول من شهر ذي الحجة من أفضل أيام الله التي شرع فيها الحج للناس، واستقبل زواره وعمّار البيت الحرام بواسع فضله وكرمه ورحمته ومغفرته، وفيها خير يوم طلعت عليه الشمس أي يوم عرفة، وتنتهي بيوم الأضحى المبارك ثاني أعياد المسلمين، وفيها يتم النحر وتقديم الذبيحة قربانًا لربّ العباد، وهي أيام يستحب فيها الإكثار من أعمال الخير وذكر الله، وإعطاء الصدقات، والصيام لمن لم يكن حاضرًا للحج.

قال تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ.”

خطبة عن عشر ذي الحجة

خطبة عن عشر ذي الحجة مؤثرة
خطبة عن عشر ذي الحجة

الحمد لله الذي جعل للناس منسكًا يشكرونه فيه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويحتفلون ويفرحون بهذا اليوم، قال تعالى: “لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ.” ونصلي ونسلم على سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

عباد الله قال تعالى في كتابه الحكيم: “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.” أفلا نستن بسنته في الذبح والفداء، بعد أن شرّفه الله وافتدى إسماعيل بذبح عظيم؟

إن العشر الأول من شهر ذي الحجة من أفضل أيام الله، وهي تذكرنا بنهج الأنبياء والصالحين، وتجعلنا نشكر الله على نعمه، ونقتدي بابو الأنبياء إبراهيم، ونتذكر دعوته إلى سبيل الله، وبناءه لبيت الله مع إبنه إسماعيل كما جاء في قوله تعالى:

“وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ”

خطبة عن فضل عشر ذي الحجة

خطبة عن فضل عشر ذي الحجة مؤثرة
خطبة عن فضل عشر ذي الحجة

لقد أقسم الله جلّ وعلا بهذه الأيام المباركة في سورة الفجر حيث قال: “وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ.”

وعن فضل هذه الأيام المباركة قال رسول الله صلى عليه وسلّم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام”، يعني العشر الأوائل من ذي الحجة قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ”ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء”.

خطبة فضائل عشر ذي الحجة وما يشرع فيها

إن من أفضال هذه الأيام المباركات أن جعل الله فيها صيام اليوم يعادل صيام عام كامل، وكذلك كل عمل طيب يقوم به المسلم يضاعف الله له الأجر في تلك الأيام المباركة سبعمائة مرة.

وفي كل يوم من العشرة بركة ألف يوم، أما يوم عرفة ففيه بركة عشرة آلاف يوم، والعمل الصالح في ذلك اليوم يعدل غزوة في سبيل الله، يصام فيها النهار ويحرس فيه الإنسان ليلًا وهو عمل لا يستطيعه بشر.

خطبة عن فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة

إن بركة هذه الأيام والخير الكثير الذي تنطوي عليه إنما يرجع لفرض الحج فيها ولأن فيها يوم عرفة ويوم النحر، وفيها يشيع الأمان والسلام، فقوافل الحج تخرج من كل حدب وصوب إلى البيت العتيق ليشهد الناس منافع لهم، ويسبحون ويحمدون ويكبرون الله ويرجون عفوه ومغفرته.

إنها أيام يتشارك فيها الناس في البيت الحرام وفي كل مكان العبادة والصلاة والصيام والنحر، وكل ما يقربهم من الله ويتسابقون فيها على فعل الخيرات، ويتشاركون لحوم الأضحية، ويفرحون بعيدهم، ويتزاورون، ويسعدون، وتكثر فيها الصدقات والأعمال الصالحة.

وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».

خطبة عن عشر ذي الحجة وأحكام الأضحية

إن آخر أيام العشر الأوائل من ذي الحجة هو يوم النحر، وهو أول ايام عيد الأضحى المبارك، ويقوم فيه الناس بأداء شعيرة الأضحية، وذلك بعد أدائهم لصلاة العيد بحسب الآية القرآنية “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”، وعن هذه الأيام المباركة جاء في سنن أبو داوود الحديث التالي: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر» ويوم النحر هو يوم عيد الأضحى، أما يوم القر فهو يوم الوقوف بمنى، أي ثاني أيام عيد الأضحى.

وعن الأضحية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم یوم النحر عملاً أحب إلى الله عز وجل من هراقة دم، وإن الدم لیقع من الله عز وجل بمكان قبل أن یقع على الأرض، وإنه لیأتي یوم القیامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، فطیبوا بها نفسًا».

ومن شروط الأضحية أن تكون في السن المناسب وأن لا يشوبها عيب، وأن تذبح بعد صلاة العيد، وأن يحضر المضحّي الذبح، ويطعم منها أهله وأقاربه ويتصدق بالثلث.

خطبة قصيرة عن عشر ذي الحجة

الحمد لله المختص وحده بالعبادة، الذي يجازي الحسنة بعشر أمثالها ويضاعف لمن يشاء، ونصلي وسنلم على خير الأنام، سيدنا محمد بن عبد الله، أما بعد، إن هذه الأيام المباركة من أحب الأيام إلى الله، وفيها يستحب القيام بالأعمال الصالحة مثل الصيام.

إن الصيام من أحب الأعمال إلى الله، وفي العشر الأوائل من ذي الحجة يضاعف الأجر لمن يصوم حتى أن الله يعوضه عمّا فاته من صيام بفضل هذه الأيام ولقد كان الرسول عليه صلوات ربي وسلامه يصوم يوم عاشوراء وتسع من ذي الحجة والأيام القمرية الثلاثة من كل شهر هجري.

من المستحب أيضًا في تلك الأيام المباركة أن يكبر الناس ويهللون ويحمدون الله، أي يكررون قول لا إله إلا الله، والحمد لله، والله أكبر، وذلك بحسب أوامر الرسول عليه الصلاة والسلام.

ومن الأعمال الجليلة في هذه الأيام المباركة ذبح الأضحية، وهي من الأعمال التي يتقرّب بها المسلم من ربّه ويحصل له بها البركة والخير.

وعن يوم الوقوف بعرفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟»

إن هؤلاء يعظّمون شعائر الله ويستجيبون لداعيه، ويزورون بيته، ويحمدونه على ما أنعم به عليهم من نعم، ويكبرونه فهو الكبير المتعالي الذي ليس كمثله شئ، وهم يقرّون بوحدانيته وربوبيته بإرادتهم.

إنهم عباد الله الذين يعلون من كلمته في الأرض، ويسعون لرضاه، ويكرهون سخطه، ويقطعون الوديان والقفار والجبال لعمارة بيته الحرام.

قال تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»

خطبة عن العمل الصالح في عشر ذي الحجة

إن العمل الصالح هو ما يبقى للإنسان فهو لا يفنى، ولكنه يبقى عند الله يجازي به الناس في الحياة الآخرة، ومن أفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان في العشر الأوائل من ذي الحجة:

التوبة إلى الله، فكل موسم من مواسم الطاعات مثل شهر رمضان الكريم والعشر الأوائل من ذي الحجة هي فرصة لنجدد التوبة إلى الله تعالى، وأن ننوي عدم الرجوع إلى المعاصي، وأن نستغفره سبحانه ونتوب إليه، ونسأله الغفران والخير.

النية في الاجتهاد في تلك المواسم أيضًا فالله يجازي الإنسان بالعزم والنيّة وحتى لو حال حائلًا بينك وبين ما تريد أداءه من طاعات فعسى ربّك أن يعطيك على ما عزمت ويجازيك بما نويت فهو أهل لذلك.

من الأعمال المستحبة أيضًا في تلك الأيام المباركة، أن يتجنب الإنسان ما نهى الله عنه من أفعال، وأن يستقيم على الطريقة المثلى، فالله يعين الإنسان الذي يبتعد عن المعصية وينوي ذلك ويعزم عليه في سبيل التقرّب من الله وطلبًا لعفوه ورضوانه.

إن هذه الأيام المباركة تجتمع فيها كل أركان الإسلام وكل العبادات المحببة إلى ربّ العباد، ففيها الحج لمن كان حاضرًا المسجد الحرام ونوى الحج، وفيها الصيام لمن لم يحج، وفيها تقام الصلوات، ويقدم الناس الأضحية، ويتصدقون، ويرفعون أصواتهم بالحمد والتكبير والتهليل، وكلها أعمال ترفع من كلمة الله ويعزّ الله بها دينه ويمكّن له في الأرض.

قل رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *