صلاة الاستخارة هي إحدى الصلوات النافلة التي أمرنا النبي المصطفى بالاستعانة بها عند التحير في أمر ما، أو عند الإقدام على خطوة جديدة في الحياة، وهي ركعتين يصليها العبد دون الفريضة، ويقول فيها الدعاء المأثور عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في السجود أو بعد الانتهاء من الصلاة، وفيها تجسيد لحسن توكل العبد على المولى (سبحانه).ما هو تفسير الحلم بعد صلاة الاستخارة للزواج لكبار الفقهاء؟
كم مرة تُصلى صلاة الاستخارة؟
الصلاة ما هي إلا اتصال بين العبد وخالقه ويمكن الدعاء في الصلاة بشكل عام بما نتمناه من الله (سبحانه وتعالى)، ومع ذلك فقد أرشدنا الحبيب المصطفى إلى بعض النوافل المقيدة بأمر ما، ومنها صلاة الاستخارة التي أوصانا بها النبي في شتى أمور الحياة، وذلك لما فيها من الاستعانة بقدرة المولى (سبحانه وتعالى) واليقين أن تقديره كله خير.
ولم يحدد النبي عدد مرات معين لصلاة الاستخارة بل أمرنا بها حتى ينشرح الصدر وتُيسر الأمور لما نستخير فيه المولى، وقد ورد أن الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قد أقام صلاة الاستخارة لما يقرب من شهر قبل أمره بجمع القرآن الكريم، وهذا دليل على أن صلاة الاستخارة ليس لها عدد مرات محدد، ولكن يلتزم العبد بصلاتها والدعاء لله (سبحانه وتعالى) بأن ييسر له الخير حتى يشعر بتيسير الأمور أو تعقيدها وفي هذا دليل على أن هذا الأمر لا يوجد خيرٌ فيه.
وقد ذكر رأي في شأن صلاة الاستخارة سبع مرات ولكن الأرجح أنه لا عدد لصلوات الاستخارة حتى في الزواج.
ليه تصحى من نومك محتار لما ممكن تلاقي تفسيرك على موقع مصري لتفسير الأحلام.
هل يجوز صلاة الاستخارة مرتين في اليوم؟
ورد عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: “قد علمنا النبي الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن”، وفي هذا دليل على حرص النبي على إرشاد الصحابة لما فيه خير لدينهم ودنياهم، وأن في استخارة العبد لربه الراحة والرضا بما قسمه المولى لهم، فقد أمرهم عندما يشغلهم أمر ما أن يصلوا ركعتين من غير الفريضة، وفي ذلك جواز أن تكون ركعتي الاستخارة منفردتين، أو بدمج نيتهم في أحد صلوات الرواتب في اليوم مثل الضحى أو سنن الفروض.
كما فيه جواز على صلاة الاستخارة في أي وقت من ليل أو نهار فباب السماء لا يُغلق في وجه عبد يسأل ربه في أي وقت وأي مكان، وعلمهم (عليه الصلاة والسلام) أن يدعوا في صلاتهم بهذا الدعاء:
“إذا هم أحدكم بأمر فليصلِّ ركعتين ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسمي حاجته- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به”.
ولم يحدد النبي عدد مرات معين لصلاة الاستخارة، ومن هذا نستطيع القول بإمكانية صلاة الاستخارة لأكثر من مره في اليوم الواحد، أو جمع النية مع إحدى صلوات الرواتب والدعاء بدعاء الاستخارة في السجود، وهذا ما أجمع عليه جمهور الفقهاء.
هل صلاة الاستخارة لها وقت معين؟
لفقهاء الأمة في أمر أداء صلاة الاستخارة في وقت معين أكثر من قول، فعندما أمر النبي بها الصحابه الكرام قال فيها: “من همَّ به أمرٌ فيصلي ركعتين من غير الفريضة”، ولم يحدد لهم وقت معين للصلاة، وفي ذلك إباحة على صلاتها في أي وقت خلال اليوم، سواء منفصلة بذاتها أو دمجها مع أحد الرواتب اليومية.
وتعد صلاة الاستخارة من الصلوات التي تعرف “بذات الأسباب” وهي الصلوات التي تُقام لسبب معين مثل صلاة الخسوف، والمطر وهكذا، وللعلماء في صلاة الاستخارة في الأوقات المنهي فيه الصلاة قولان وهما:
القول الأول: وهو جواز صلاة الاستخارة في الأوقات المنهي فيها الصلاة، وذلك ما قال به الحنابلة والشافعية وذلك لأن الأوقات المنهي فيها الصلاة ذُكر فيها بعض التخصيص لصلوات يجوز صلاتها في هذا الوقت منها الصلاة الفائتة، وصلاة الحاجة، وأنها من الصلوات المقيدة بسبب لذلك لا ينطبق عليها حكم النهي.
القول الثاني: عدم جواز صلاتها في أوقات النهي عن الصلاة ومَن أيّد هذا الرأي المالكية والأحناف، وذلك إستنادًا على أن أمر النهي جاء متواتر في أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) لذلك فعمومها أولى، ومنه فقيام العبد بصلاة الاستخارة لا يتم في أوقات النهي، ولكن يمكن النطق بالدعاء في أي وقت شاء.
أوقات النهي هي أوقات حرَّم فيه الله الصلاة وهي:
- من بعد أذن الفجر إلى الشروق.
- من بعد صلاة العصر إلى المغرب.
وهناك فريق من العلماء عامَل صلاة الاستخارة معاملة الدعاء، فقالوا فيها على المستخير أن يتحرى أوقات الاستجابة للدعاء وقيام الصلاة فيها، مثل الثلث الأخير من الليل الذي يتنزل فيه الملك نزولًا يليق بكماله وجلاله كما ذكر النبي في حديثه:
“يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له، حتى ينفجر الفجر”.
ومن أوقات الاستجابة أيضًا الساعة الأخيرة قبل أذان المغرب يوم الجمعة، أو قبل الإفطار في أيام شهر رمضان الكريم، واختيار الأماكن الفاضلة مثل المسجد أو الحرم النبوي أو المكي، وهذا من باب الاستحباب وليس الوجوب، ويجب استحضار القلب والإخلاص في الدعاء في الاستخارة حتى يلتمس العبد النتيجة ويلهمه الله (جل وعلا) إلى سبيل الرشاد.
والراجح من قول العلماء أنه يجوز صلاة الاستخارة في أي ساعة من الوقت ليلًا أو نهارًا.
ما هو حكم صلاة الاستخارة؟
صلاة الاستخارة أوصى به نبينا أصحابه وعلَّما لهم لتكون سبيل الرشاد والرضا بما قدره الله لهم، فسبحانه أعلم بحال عباده، فأمرهم بأن من يهمّهُ أمرٌ ما عليه بالرجوع إلى المولى (سبحانه وتعالى) وأداء ركعتين دون الفريضة، والدعاء بالدعاء السابق المأثور عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
وأجمع علماء الأمة على أن صلاة الاستخارة سنة عن رسولنا الحبيب لما ورد سلفًا، ولكن يأتي في أمرها الفضل الكبير، والدليل العظيم في التوكل على من بيده مقاليد الأرض والسماء، واليقين أن من فوض أمره لله فالله ولَّاه وكفاه ووفقه إلى ما يتمناه، وبجانب الاستخارة نستطيع الاستعانة بمن يحيطون بنا من الأهل والأصدقاء الذين يتميزون بالالتزام ورجاحة العقل.
فيما نصلي الاستخارة؟
قد حدد علماء الدين مجموعة من الشروط اللازمة لقبول صلاة الاستخارة ومنها:
- الاستخارة لا تجوز فيما حرمه الله، فلا يجوز صلاة الاستخارة في أمر حرام شرعًا مثل الدخول في تجارة محرمة، أو عقوق الوالدين، أو قطع صلة رحم وغيره من الأمور المحرمة.
- لابد أن تكون الاستخارة في أمور دنيوية أو دينية مباحة مثل الاستخارة في شأن وظيفة جديدة، أو زواج، أو سفر وخلافه من الأمور المباحة أو أمور دينية كارتداء النقاب، أو اختيار موعد الحج وغيره.
- لا يجوز صلاة الاستخارة في الأمور الدينية الواجبة كالصلاة والصيام وغيره.
وبهذا القول نختم مقالنا عن عدد مرات الاستخارة ونتمنى من الله أن نكون وُفقْنا لما ينتفع به المسلمين.
محتار من حلم ومش لاقي تفسير يطمنك؟ ابحث من جوجل على موقع مصري لتفسير الأحلام.
