خطبة محفلية قصيرة عن الصبر وفضله

hanan hikal
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif1 أكتوبر 2021آخر تحديث : منذ سنتين

إن السماء لا تمطر الذهب ولا الفضة، والأقماح لا تنمو على السهول بدون من يزرعها، والأزهار لا تينع وتتفتح بدون أن تمتد إليها يد لترعاها وتتعهدها بالسقيا والعناية، وكل ما في الحياة يحتاج إلى الجهد والصبر والمثابرة، والكثير من الناس لا تتمتع بتلك الفضائل التي هي أساس كل عمل ناجح وكل إنجاز حققته البشرية، ولذا استسلموا في منتصف الطريق، أو وهم على وشك الوصول إلى ما يريدون ولو استسلم توماس أديسون للإخفاقات المتكررة لظلّت ليالينا مظلمة لا تضيئها مصابيح الكهرباء.

يقول ابن سينا: “الوهم نصف الداء، و الاطمئنان نصف الدواء، و الصبر أول خطوات الشفاء.”

خطبة محفلية قصيرة عن الصبر

خطبة محفلية قصيرة عن الصبر مميزة
خطبة محفلية قصيرة عن الصبر

أيها الحضور الكريم، اليوم نحدثكم عن أحد الفضائل الإنسانية العظيمة التي لا يمكن للإنسان أن يحقق في حياته أي إنجاز يذكر بدونها، إنها فضيل الصبر، الصبر والاجتهاد والجد وحتى الوصول إلى الأهداف، والصبر على المكاره وحتى يأذن الله لها أن تزول، والصبر عند الفزع، فيتحكم الإنسان في مشاعره وفي ردود أفعاله، ويتمكن من التفكير بشكل منطقي مرتّب في أصعب الظروف فينجو ويساعد غيره على النجاة، إنه الصبر الذي يشد عضدك في المصائب، ويقويك على تحملّها، ويجبرك في مرضك، فتحتسب ما بك من ألم عند من لا تضيع لديه الأعمال.

إن الإنسان ما بين أمرين إما الصبر والتحمل والاستمرار أو الجزع والركون إلى الراحة والاستسلام وغيرها من الأفعال التي لا يمكن معها أن يتحقق للإنسان ما يريد.

يقول الإمام عليّ بن أبي طالب عن الصبر: “المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والثقة كنزي، والعلم سلاحي، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، والفقر فخري، والزهد حرفتي، والصدق شفيعي، والطاعة حبي، والجهاد خُلقى وقرة عيني.”

خطبة عن الصبر على أقدار الله

خطبة عن الصبر على أقدار الله بالتفصيل
خطبة عن الصبر على أقدار الله

إن الصبر على أقدار الله أدعى لأن يثيبك الله على صبرك، وأن يتولّاك برعايته، ويعوّضك عمّا أصابك، فهو على كل شئ قدير وبيده مقاليد الأمور يصرفها كما يشاء، ولديه خزائن كل شئ يرسلها كما يشاء، وهو قادر على أن يبدّل همّك فرحّا وسرورًا ويحول عوزك غنًا ويسرًا، ويسبغ عليك من أفضاله ما لم تكن تنتظر أو تتصور الحصول عليه في يوم من الأيام.

لقد بدّل الله لنبيه وخليله إبراهيم طبيعة النار فجعلها بردًا وسلامًا عليه، أفلا يقدر أن يبدّل ما أنت فيه من كرب هناء وفرحة؟ بلا هو قادر على ذلك إذا ما صبرت وشكرت واحتسبت.

ولقد رفع الله البلاء عن إبراهيم وإسماعيل عندما امتثلا لأوامر الله، وبدّلهما الذبيحة بكبش فداء أصبح عيدًا للمسلمين وشعيرة هامة من الشعائر الإسلامية.

ونبي الله أيوب الذي صبر واحتسب على المرض والابتلاءات العديدة التي مرّ بها، فأبدله الله المرض بالصحة، وعفا عنه ورزقه خيرًا كثيرًا.

ونبي الله موسى الذي فرّ بقومة من بطش فرعون وجنده، ففرق الله لهم البحر وأغرق الفرعون وجيشه ونجّا موسى وقومه جزاء صبرهم وتمسكهم بدينهم.

ونبي الله نوح الذي دعى قومه ما يناهز الألف عام، ولكنهم أبوا إلا أن يكونوا مع الكافرين ورفضوا أن يستمعوا إليه، وسخروا منه، فأغرقهم الله ونجّاه وكذلك ينجي المؤمنين.

وها هو نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام يلاقي الكثير من الأذى في سبيل نشر الدعوة، فيقول له ربّ العزّة: “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ.” ثم يمكّن له في الأرض وينشر دين الإسلام في كل بقاع الدنيا.

إن البشرى كانت من نصيب الصابرين القانتين المحتسبين كما جاء في قوله تعالى: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.”

خطبة عن فضل الصبر

3 1 - موقع مصري

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وهو الصبور الشكور ذو العرش المجيد فعّال لما يريد، ونصلي ونسلّم على سيدنا محمد بن عبد الله خير الأنام، ونشهد أنه قد نصح الأمّة وكشف الغمة، وأدى الأمانة.

أما بعد؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أعطي أحد عطاء خير  وأوسع من الصبر.” والصبر أنواع فمنه الصبر على أداء الطاعات والعبادات ونفيذ أوامر الله، ومنه الصبر عن المحرمات وطاعة الله في ترك المعاصي والتحكّم في الشهوات وكبحها إلا فيما أحلّه الله، ومنه الصبر على المصاعب والعمل والكد لتحصيل المراد، ومنه الصبر على الابتلاءات والتماس فضل الله وفرجه وثوابه في هذا الصبر.

قال تعالى في كتابه الحكيم: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.”

خطبة قصيرة جداً عن الصبر

إن الحياة مليئة بالتحديات، والعثرات، والمعوقات، والإنسان في حاجة إلى الصبر بالإضافة إلى الكثير من المقومات الآخرى ليتخطى كل ذلك ويمضي في طريقه، ويحافظ على قيمه، وحياته، ووجوده.

والصبر يساعدك على توفير الوقت الذي قد تبذله نتيجة تخليك عن أهدافك والشروع في تحقيق أهداف آخرى فبه يمكنك أن تحقق ما تريد، وهو يوفر عليك المال والجهد على الرغم من أنه قد يبدو لك مضيعة للمال والجهد في بعض الأحيان، فبعض المشكلات لا يمكن تجاوزها إلا بالصبر.

والصبر يعني التخطيط الجيد وهو يقوي من عزيمتك، ويزيد من ثقتك بنفسك ومن ثقتك بخالقك، وهو يشحذ قواك، ويختبر قوّة تحمّلك، وكما يقول الإمام عليّ بن أبي طالب: “الصبر صبران، صبر على ما تكره، وصبر على ما تحب.”

والصبر لا يعني الاستسلام، والخضوع والبقاء تحت نير الظلم ولكنه صبر القوي الذي يسعى لامتلاك اسباب النصرة والقوة لتخطي المصاعب كما قال الإمام محمد الغزالي: “إن كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلاده، و الرضا به حمق.”

خطبة عن الصبر على البلاء

عندما يقع البلاء فإن أمام الإنسان خياران لا ثالث لهما إما القنوط واليأس والجزع مع ما في ذلك من خسائر مضاعفة، وإما التدبّر والتفكّر والصبر، والاستعانة بالله، والتوكل عليه، والتماس العون والأجر عنده، وهكذا يكون الفوز العظيم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ.” فالصبر خير لك من القنوت ومن الجزع وفيه مرضاة للرب، ووبه تستحق العون والفضل وبه ينصرك الله ويعوضك خيرًا عمّا عانيت وما فقدت.

والصبر هو خلق يكتسبه الإنسان كلما تقدم به العمر واختبر الحياة، وكما يقول جان جاك روسو: “التحمل هو أول شئ يجب على الطفل تعلمه، وهذا هو أكثر شئ سيحتاج لمعرفته.” لأنه بدون الصبر والتحمل لا يمكن للإنسان أن ينجز شيئًا في حياته ولا أن يعتمد على نفسه ويمتلك قوته.

خطبة عن الصبر عند مصيبة الموت

إن الموت أحد ضروريات الحياة التي لا مفرّ منها، وكل إنسان ملاقي ربّه في يوم من الأيام إن عاجلًا أو أجلًا، وهو محاسب على ما قدمته يداه في دنياه، ومما يؤخذ منه العبر حديث السيدة فاطمة عندما كان النبي عليه الصلاة والسلام في مرض الموت:

“عنْ أَنسٍ قَالَ: لمَّا ثقُلَ النَّبِيُّ جَعَلَ يتغشَّاهُ الكرْبُ فقَالتْ فاطِمَةُ رَضِيَ الله عنْهَا: واكَرْبَ أبَتَاهُ، فَقَالَ: ليْسَ عَلَى أَبيكِ كرْبٌ بعْدَ اليَوْمِ فلمَّا مَاتَ قالَتْ: يَا أبتَاهُ أَجَابَ رَبّاً دعَاهُ، يَا أبتَاهُ جنَّةُ الفِرْدَوْسِ مأوَاهُ، يَا أَبَتَاهُ إِلَى جبْريلَ نْنعَاهُ، فلَمَّا دُفنَ قالتْ فاطِمَةُ رَضِيَ الله عَنهَا: أطَابتْ أنفسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رسُول الله التُّرابَ؟” – روَاهُ البُخاريُّ

ويفضل عند الموت الدعاء التالي: “إنَّ للَّه مَا أَخَذَ، ولهُ مَا أعْطَى، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسمَّى، فلتصْبِر ولتحْتسبْ.”

إنه الصبر والاحتساب ما يفرّق بين الأنفس المؤمنة الموقنة بقضاء الله وقدره وغيرها من النفوس التي لم تخبّر الحياة بالشكل الصحيح، فهي تهلع وتجزع دونما فائدة ترجى.

خاتمة خطبة عن الصبر

إن الصبر ليس رفاهية، أو شئ يمكن التخلي عنه وتجاوزه إلى غيره، ففي الكثير من الأحيان لا يكون لنا خيارًا آخر غيره، وعلينا أن نجعله في سبيل الله، فننال خيري الدنيا والآخرة، وقديمًا قال الشاعر:

سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري

وأصبر حتى يأذن الله في أمري

وأصبر حتى يعلم الصبر أنني

صابر على شئ .. أمرّ من الصبر

إن الصبر هو الدواء المرّ الذي لا علاج ولا شفاء بدونه، فعلينا في الكثير من الأحيان أن نتجرّعه في صمت وحتى ولو لم نستسيغه، لأنه ليس بيدنا حيلة آخرى، وحتى نتمالك قوانا، وندرس الأرض من تحتنا، ونفهم، ونمتلك الأسباب ونعبر ما نحن فيه من بلاء بعزم وقوة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *