خطبة قصيرة عن الصبر وفضله

hanan hikal
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: israa msry2 أغسطس 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن الصبر هو سلاحك الأساسي الذي يمكنك الاعتماد عليه في مواجهة الشدائد، وهو الذي يقويك ويشحذ عزيمتك لتحمُّل المصاعب في سبيل الوصول لأهدافك، ولولا الصبر، ما تحملت الأم متاعب الحمل تسعة أشهر وحتى تضع وليدها، ثم غذّته وتعهدته بالرعاية، وغمرته بالحب، حتى يشب إنسانًا قويًا نافعًا لنفسه ولغيره. ولولا الصبر ما نقلت قدم عن قدم ولا بلغ مسافر مقصده، ولا كانت سلوى على الفقدان، ولا استمرار للحياة بصورتها التي نعرفها.

خطبة قصيرة عن الصبر

خطبة عن الصبر
خطبة قصيرة عن الصبر

الحمد لله رب العالمين، من جعل الصابرين لهم أجر عظيم، وربط على قلب أم موسى ليكون ابنها آية للعالمين، ليرينا الله كيف يمنّ على عباده، وكيف يصرّف الأمر من لدنه، فبالصبر قام فرعون بتربية غريمه الذي كان سببًا في هلاكه غارقًا بعد أن أنفق الكثير في ملاحقة نساء بني إسرائيل بحثًا عن صاحب النبوءة الذي سيرسله الله برسالته.

قال تعالى في سورة القصص: “وأصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغًا إنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ.”

ثم كافئها الله على صبرها في قوله تعالى: “فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.”

خطبة قصيرة جدا عن الصبر

الإخوة والأخوات الكرام، فاصبر وما صبرك إلا بالله، فمن الصبر تعلم موسى بعض الحكمة من تصاريف الدهر التي لا يفهم أكثر الناس معناها أو الحكمة من ورائها. كما جاء في قصة الخضر عليه السلام معه حيث اتفق معه على مصاحبته على أن لا يسأله عن أي فعل يقوم به حتى يشرح له أسبابه بنفسه، ولكن موسى لم يستطيع صبرًا على ما رأه فافترقا في المرة الثالثة.

وكان الخضر قد خرق سفينة يعمل عليها مساكين في البحر، فخاف موسى أن يؤدي ذلك لإغراق من عليها واعتبر أن ما فعله الخضر عملًا سيئًا، إلا أن الخضر أنبئه بأن الله أوحى إليه بذلك لأن الملك الذي يحكم المدينة، يأخذ كل سفينة غصبًا وأنه بهذا الفعل يحمي مصدر رزقهم من المصادرة.

كذلك في قصة قتل الفتى، قال الخضر: “وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا  فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا.”

أما في مسألة القرية التي رفضت أن تستضيف الخضر وموسى فأقاما لهم جدارًا كان سينهار، فكان التفسير وراء ذلك: “وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا.”

ولو صبر موسى لزاده الله حكمة وعلمًأ بمصاحبة وليه الخضر، ولو صبر الإنسان على ما يعرض له من أحداث الدنيا التي لا يفهم المغزى من ورائها، لأعقبه ذلك فرجًا وفرحة وسرورًا، أو يؤجل الله له جزاء صبره في الآخرة كما قال في كتابه العزيز: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.” وقال: “وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ.”

خطبة جمعة قصيرة عن الصبر

أيها الإخوة الكرام، لقد ضرب الله لنا مثالًا في الصبر بنبيه أيوب، إذ يقول ربنا في كتابه الحكيم: “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ.”

لقد منّ الله على عبده أيوب بعد اختباره اختبارًأ قاسيًا بالخير كله، فجعله مبرّء من الأسقام وألبسه ثوب العافية، ووهبه الخير كله، ورحمة منه وتوفيقًا ولجزاء الآخرة أفضل وأدوم.

ولقد جعله الله ذكرى لكل إنسان تسلبه الدنيا محاسنها، وتولي وجهها عنه، ليبقى صابرًا محتسبًا لا يفتر عن ذكر الله، ودعائه، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

خطبة جمعة عن الصبر

خطبة عن الصبر
خطبة قصيرة عن الصبر

الحمد لله حمدًأ كثيرًا ملئ السماوات والأرض، نحمده حتى يرضى، فإذا رضي أعطى بغير حساب، أما بعد، لقد شرّف الله نبيه أيوب ورفعه، ورفع عنه البلاء وجعله في أحسن حال، جزاءً وفاقًا من ربّه على صبره وقربه من الله عزّ وجلّ، وهو درس لنا نتعلم منه أن عاقبة الصابرين خير عند ربّ العالمين.

ولقد ذكر الله تعالى قصة أيوب لعبده محمد عليه الصلاة والسلام، ليجد العزاء فيما لاقاه من قومه من مطاردة وتكذيب وإساءة، وليثبّت قلبه، ويقوي عزيمته على تحمل المصاعب.

والصبر على الشدائد من علامات قوة القلب والعقل والجسد، والله يحب المؤمن القوي كما جاء في الحديث الشريف: ” الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ.”

والمؤمن عليه أن يصبر على أداء الطاعات، وأن يحتسب أجر ذلك عند ربّه، ويصبر على المحرمات، فلا يقربها وإن كان فيها الفائدة احتسابًا لوجه الله الكريم، ويصبر عند الشدائد فكلٍ من عند الله، بل يبتغي من الله الجزاء والعزاء والمواساة على ما وقع فيه من شدة.

خطبة محفلية قصيرة عن الصبر

الإخوة الأعزاء، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، أما بعد، فالمؤمن العاقل يعلم أن الدنيا دار ابتلاء، وأكثر ما يهونها عليه هو الصبر والاحتساب، وما أُعطي عبد من خير مثل أن يُعطى القدرة والقوة والتحمل والصبر على ما في الحياة من مصاعب.

ومن عظمة ما في خصلة الصبر من خير ومنافع، أن ذكرها الله عزّ وجلّ في كتابه الحكيم بصور مختلفة في 104 موضع، ومن ذلك قوله تعالى: “وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.”

والصابرون هم أحباب الله كما جاء في الآية الكريمة من سورة آل عمران: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ.” والصابرون في معية الله جل وعلا حيث قال: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.”

وبالصبر تنال المراد، قال تعالى: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة.” وتلقى الفضل من ربّ العباد، وتصل إلى ما تصبو إليه من غايات، وتلقى في الآخرة خير الجزاء، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.” والصابرون لهم البشرى، قال تعالى: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.”

خطبة عن الصبر على أقدار الله

الحمد لله خالق السماوات ورافعها بغير عمد ترونها، وأشهد أن رسوله محمد بن عبد الله أدى الأمانة، وكان من الناصحين، أما بعد؛

حديثنا اليوم عن فضيلة الصبر يجعلنا نتذكر عباد الله الصابرين، الذين اصطفاهم ورفعهم وطهرهم وجعلهم آية للعالمين، ومن هؤلاء نبيه يوسف عليه السلام، الذي صبر واحتسب على ما لاقاه من ظلم سواء من إخوته الذين القوا به في غيابات البئر غدرًا بسبب حب أبيه له، أو من زوجة عزيز مصر التي راودته عن نفسها فلما أبى اتهمته زورًا بأنه من أراد الاعتداء عليها فأُلقي به ظلمًا في السجن على الرغم من أن القوم قد رأوا البينات، وعرفوا انه صادق في نفيه لهذا الجرم وأنه كان المفترى عليه من امرأة العزيز.

ولما مر بالاختبار ونجح فيه نجاه الله من السجن ومن الظلم وبرّءه ورفعه مقامًا عاليًأ وجاء له بإخوته، وجمع شمله بأخيه الشقيق وبوالديه، وتمت نعمة ربّه عليه جزاء وفّاقًا لصبره على المكاره.

قال تعالى: “قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.”

خطبة عن الصبر على البلاء

إن الإنسان ساعة الابتلاء قد ييأس ويقول ما يمكن أن يعد اعتراضًا على مشيئة الله، وينهار، ويشعر بالظلم وبأنه لم يكن يستحق ذلك وهو المخلص في طاعة ربه، ولكن إذا تذكر وصبر، واعتبر أن كل ذلك هو امتحان من الله، وأن الابتلاءات إنما هي أمور يمحص الله بها عباده ليعلم من هو الصادق من الكاذب، وأن جزاء الصابرين خيرًا وتوفيقًا وعطاءً لا ينفد من ربّ العباد، سيساعده ذلك على التحمل والاحتساب.

فأشد الناس بلاءً هم الأنبياء، ثم الأقرب إليهم في التقوى والطاعة لله، ثم الأقرب فالأقرب، وإذا أحب الله عبد امتحنه، حتى يطهره من ذنوبه، وينقيه من خطاياه فيلقاه طاهرًا بريئًا بلا دنس.

خطبة عن الصبر عند مصيبة الموت

الإخوة الكرام، إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد حزن حزنًا شديدًا على مفارقة ولده، ولكنه لم يقول إلا ما يرضي رب العباد، فله ما أعطى وله ما أخذ، وعلينا أن نأمل في أن نلقى أحبائنا في جنّة الخلد حيث لا فراق ولا آلم ولا نصب، ولا عذاب، وعلينا أن ندعو الله عزّ وجلّ أن لا يرينا مكروهًأ في من نحب، ولا يفرقًنا عنهم، إنه سميع قريب مجيب.

المصادر:

1

2

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *