كيف اعالج نفسي من الاكتئاب

غالباً ما يحتاج مرضى الاكتئاب إلى التدخل الطبي للتشخيص الدقيق والعلاج المناسب، حيث يساعد الطبيب أو المعالج النفسي في تحديد نوع الاكتئاب واختيار الطريقة المثلى لمعالجته، علاوةً على ذلك، يمكن لبعض الأساليب اليومية أن تلعب دوراً إيجابياً في دعم عملية التعافي، ومنها:

العلاج النفسي

العلاج النفسي يُعد عنصراً أساسياً في مواجهة الاكتئاب، حيث يوفر فرصة للمريض للتحاور مع أخصائي نفسي لفهم ومعالجة المشاعر السلبية بكفاءة أكبر.

تتعدد أساليب العلاج النفسي التي يمكن الاستعانة بها، مثل العلاج السلوكي المعرفي. بالإضافة إلى ذلك، قد ينضم المريض إلى جلسات العلاج التي تشمل أفراد الأسرة أو مجموعات أخرى، مما يُعزز من فعالية العلاج الشخصي.

أدوية علاج الاكتئاب

تتعدد خيارات العلاج بالأدوية لمواجهة الاكتئاب، وهي تشتمل على أصناف عدة تُستخدم لعلاج الحالات ذات الشدة المتوسطة إلى الشديدة. من أبرز هذه الأدوية:

– الأدوية المضادة للاكتئاب التي تنتمي لفئة المضادات الثلاثية الحلقات.
– الأدوية التي تعمل كمثبطات لأوكسيداز أحادي الأمين.
– الأدوية التي تحد من استرداد السيروتونين بشكل انتقائي.
– الأدوية التي تعيق امتصاص كل من السيروتونين والنورأدرينالين.

من المهم الإشارة إلى أن تأثير هذه الأدوية قد يتأخر، ولا بد من التقيد بالتوجيهات الطبية عند استخدامها وأن تؤخذ بناءً على وصفة طبية وتحت إشراف دؤوب.

من الضروري أيضًا ألا يقدم المريض على توقيف الدواء بمفرده دون استشارة الطبيب؛ وذلك لتجنب الانتكاس أو التعرض للأعراض الانسحابية التي من الممكن أن تظهر إذا ما جرى التوقف عن تناول الدواء بشكل مفاجئ.

العلاجات البديلة للاكتئاب

لدى المصابين بالاكتئاب، يمكن أن تسهم طرق علاج مساندة في التخفيف من حدة الأعراض، ومنها:

– تقديم الدعم والرعاية الأسرية، حيث يساعد تفاعل الأسرة وتواصلها مع المريض في تحليل أسباب الاكتئاب واقتراح حلول فعّالة تكمل العلاج الطبي والسلوكي.

– استخدام مكملات غذائية معينة مثل زيت السمك، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بها لتجنب التفاعلات الدوائية أو الآثار الجانبية المحتملة.

– اعتماد تغيرات في نمط الحياة من خلال إدراج النشاط البدني باستمرار، حيث يساهم في تعزيز إفراز هرمون الإندورفين الذي يحسن المزاج، ويوصى بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيًا.

– اللجوء إلى العلاج بالضوء لمواجهة حالات مثل الاضطراب العاطفي الموسمي، حيث يساعد التعرض لضوء صناعي محدد الشدة على تحسين المزاج وتخفيف الأعراض.

– المواظبة على تطبيق تمارين اليوغا والتأمل، لما لها من دور مساعد في تعزيز الاسترخاء والتوازن النفسي.

– تجربة العلاج بالوخز بالإبر، الذي يمكن أن يقدم تحسنًا في مزاج الشخص ويرفع من مستوى التوازن العقلي.

يعتبر الجمع بين هذه العلاجات والاستشارات الطبية أمراً جوهرياً لتحقيق أفضل النتائج في التعافي من الاكتئاب.

اسباب الاكتئاب

تتضمن عوامل خطر الإصابة بالاكتئاب العديد من الجوانب التي قد تؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة، ومن الأسباب الشائعة التي يمكن ذكرها:

• الجينات والبيئة العائلية: يمكن أن يتأثر الشخص بشكل كبير إذا كان هناك تاريخ مرضي للاكتئاب أو الاضطرابات المزاجية الأخرى في عائلته.
• الأمراض المزمنة: الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المستمرة وخاصة تلك التي ترافقها آلام دائمة، مثل الأرق، مرض باركنسون، والسرطان، قد يجدون أنفسهم معرضين لخطر أكبر للإصابة بالاكتئاب.
• استخدام المواد المخدرة والكحوليات لفترات طويلة، بما في ذلك بعض الأدوية مثل موانع الحمل، قد يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب.
• في دماغ الإنسان؛ هناك عدة نواقل عصبية مسؤولة عن تنظيم المزاج، وقد يؤدي فقدان توازن هذه النواقل إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
• البيئة المحيطة؛ فإن التعرض لصدمات عاطفية كفقدان شخص قريب أو مواجهة فشل ما أو العيش تحت ضغط مستمر قد يكون من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب.

اعراض الاكتئاب

الاكتئاب قد يؤثر بشكل ملحوظ على الجانب المزاجي للفرد، ويتسبب أيضاً بمشكلات صحية جسدية.

من الأعراض النفسية المتكررة التي يعاني منها المصابون بالاكتئاب نجد الشعور المستمر بالحزن والإحباط، كما يلاحظ المصابون فقدان الاهتمام بأنشطتهم المعتادة التي كانوا يجدون فيها متعة سابقاً.

من الشائع أيضا أن يشعروا بالذنب، وانعدام القيمة الذاتية، وتدني مستوى الثقة بالنفس، على صعيد الأعراض الجسدية، يمكن أن يعاني المصاب من تغيرات في الشهية، إما بالزيادة أو النقصان.

يمكن أن يعاني الفرد من تغيرات غير متوقعة في عادات النوم، مما يؤدي إلى زيادة الحاجة للنوم أو قلتها بشكل ملحوظ.

كما قد يواجه تقلبات في الوزن، سواء بالزيادة أو بالنقصان دون وجود نية لذلك. يصبح التركيز والتفكير أمراً معقداً، بالإضافة إلى صعوبة في اتخاذ القرارات.

يُلاحظ كذلك شعور بالإرهاق المستمر وانخفاض ملحوظ في مستوى الطاقة، الأمر الذي يؤثر على قدرة الشخص على ممارسة الأنشطة اليومية، حتى الأبسط منها.