خطبة عن التهاون في الصلاة

إن الله الذي خلقك ورزقك وكفاك ونصرك، يدعوك في كل يوم وليلة لتقف بين يديه، كما تقف في حضرة ملك الملوك، تتقرب إليه بالعبادة وتذكره في خلوتك، وفي الجماعة، فكيف تضنّ على نفسك بهذه الدقائق الثمينة التي تكون فيها في حضرته تبثّه شكاواك، وتفضي إليه بمكنونات صدرك التي يعلمها بقدرته، والتي هو قادر على أن يبدلها لك فرحًا وسروًا وخيرًا وسعادة.

يقول جلال الخوالدة: “حين يشتد الوجع، ويتصاعد الألم، ليس هناك علاج فوري وفاعل مثل وصفة الصبر والصلاة لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها.”

خطبة عن التهاون في الصلاة

خطبة عن التهاون في الصلاة بالتفصيل

خطبة عن التهاون في الصلاة

الحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء، وإليه يرجع الأمر كله عاجله وأجله، وصلاة وسلامًا على أنبياءه وأصفياءه المطهّرين، أما بعد:

ايها الإخوة الكرام، إن العصر الحديث قد طغت فيه الماديات، وانشغل الناس في الكثير من الأشياء وما عادوا يقيمون وزنًا للروحانيات والعبادات التي تقرّبهم من السماء، وحتى أن أغلب من يؤدون الصلوات يكونون حاضرين فيها بدنيًا ولكنهم يغيبون تمامًا على المستوى الروحي، وكأنهم يؤدون حركات فارغة لا معنى لها ولا حياة فيها، وهو ليس المقصود أبدًا من تلك العبادة السامية الرائعة.

فالصلاة تستلزم منك الحضور الذهني والجسدي والروحي والنفسي، والخشوع لله الواحد القهّار بكل جوارحك، إنها ليس حركات تؤدى ولكنه عهد تلتزم به أمام ربّك بأنك في طاعته، وأنك ستنتهي عمّا حرّم وتمتثل لما أمرك به راضيّا طائعّا، وأنك في محبته ومعيته نهارك كلّه.

وهناك من اعتبر أن أداء الصلاة يكون يوم الجمعة وفي العيدين فقط، ولا يهتم بأداء باقي الصلوات فهو يحب الرياء والشهرة ولا يهتم بما دون ذلك، والبعض يرى أن الصلاة المنفردة تكفي رغم أن صلاة الجماعة ميسرّة له، وكلها من أعمال التهاون في العبادة التي تثير غضب الربّ.

قال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩ (58) ۞ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا.”

خطبة عن التهاون في الصلاة مختصرة

خطبة عن التهاون في الصلاة

خطبة عن التهاون في الصلاة مختصرة

الحمد لله المختص وحد بالعبادة، المتفرّد بربوبيته، وهو الحسيب الوكيل، وإليه المآب، نحمده ونستعينه ونستهديه، ولا نشرك بعبادته أحد. ونصلي نسلم على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم.

لطالما كانت الصلاة من أهم العبادات التي فرضها الله على المؤمنين به في كل الأقوام، وضمن جميع الرسالات، ولقد ذكرها الله في كتابه العزيز قرابة المائة مرّة، وأمر بها وجعلها مفروضة في جميع الحالات، في الصحة والمرض، في المكوث والسفر، في الجماعة وفردًا، في الليل والنهار، في السلم والحرب، إنها مفروضة في كل حال.

وكما فرضها الله من فوق السماوات السبع في ليلة أن أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كانت أول ما وصّى به نبيّه موسى الكليم عندما تحدث إليه للمرة الأولى كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي، إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى  فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى.”

فعليك أخي المؤمن / أختي المؤمنة أن لا تتهاون في أداء هذا الركن الهام من أركان الإسلام لعظمه وقيمته عند ربّ العباد. ففيه الذكر الذي أمر به الله تعالى عباده حيث قال: “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا.”

خطبة عن التهاون في صلاة الجمعة

الحمد لله الذي جعل من البشر رسلًا هادين مهديين بإذنه، ونصلي ونسلّم على النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد، أيها الإخوة، إن من أشد المنكرات ترك صلاة الجمعة، فهي من الفروض التي اختصها الرحمن بالذكر في كتابه العزيز وحثّ على أدائها قائلًا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.”

فهي مفضلة عند ربّ العباد عن التجارة وعن اللهو وهي أمر من الله أن يلبيّ الإنسان داعي الله، ويذهب متعطرًا نظيفًا متطهرًا يستمع إلى الخطبة ويصلّي مع الناس. يقول الإمام الشافعي: “حضور الجمعة فرض فمن ترك الفرض تهاونا كان قد تعرض شرا إلا أن يعفو الله.” وقال ابن عباس: “من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره.”

وترك صلاة الجمعة يجعل الإنسان غافلًا عن عبادة ربّه، ويحرمه من سماع الخطبة التي فيها تفقّه في الدين وتذكير بما غاب عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين‏”.

خطبة عن التهاون في صلاة الفجر

الحمد لله الذي يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم، وهو الذي يعّز من يشاء ويذل من يشاء وإليه المصير، ونصلي ونسلم على من لا نبي بعده، أما بعد؛ عباد الله، إن صلاة الفجر اختصها الله بأنها تميّز بين المؤمن الحق والمنافق، فهي من أثقل الصلوات على المنافقين، الذي يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وعنها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة.” إنهم هؤلاء الذين يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا فما منعهم ظلام ولا برد عن حضور صلاة الفجر في الجماعة، فكان لهم حسن المآب عند ربّ العباد.

إن صلاة الفجر فيها من النور والرحمة ما لا يعرفه سوى من هو حريص عليها، وهي صلاة تحضرها الملائكة، وتستغفر لمن فيها، وهي تنظّم وقتك، وتبعث في جسدك النشاط والحيوية، وأفضالها كبيرة وعظيمة.

خطبة عن التهاون في صلاة الجماعة

الحمد لله الذي جعل في الأرض مساجد يذكر فيها اسمه، وحفّها بالملائكة تسبّح بحمده وتقدّس له، وجعل فيها رجالًا يرفعون من كلمة الله أكبر ويقيمون الصلاة ولا يتخلّفون عن أداء صلاة الجماعة إلا بعذر، وفي هؤلاء قال تعالى في سورة النور: “فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ‏.‏ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ‏‏.”

إن الكثير من الناس في العصر الحالي يعتقد أنه من المباح ترك صلاة الجماعة والاكتفاء بالصلاة الفردية، ولكن الله أمر المؤمنين بصلاة الجماعة حتى في الحرب، وفي حالة الخوف ولقد شرح لهم كيفية أدائها حتى لا يغفلون عن سلاحهم ولا يتركون ظهورهم للمشركين فينقضّون عليهم ويغلبوهم، وفي ذلك جاء قوله تعالى في سورة النساء: “وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ.”

خطبة مكتوبة عن التهاون في الصلاة

سبحان ربي يختص برحمته من يشاء وهو يعلو ولا يعلى عليه، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونصلي ونسلم على الحبيب الشفيع سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل السلام وأتم التسليم، أما بعد؛ إن التهاون في الصلاة من الكبائر التي نهى الله عنها، والتي تقرّب الإنسان من الشرك، وتجعله من النادمين.

وفيها جا ءالحديث التالي: “عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي اله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْماً قَرِيباً مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: “لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ”، ثُمَّ قَالَ: “أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.”

الكاتب : hanan hikal