خطبة جمعة قصيرة عن التقوى

hanan hikal
2021-09-12T18:38:19+02:00
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif12 سبتمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن التقوى هي زاد المؤمن في رحلته القصيرة على هذه الأرض، وهي وسيلته للوصول أمنًا مطمئنًا في معيّة الله ورعايته إلى الآخرة، إنها ما يميز الله به بين عباده، ويرفع به درجاتهم، إنها الإيمان الصادق، والعمل الصالح، وعليه ينصلح حال البلاد والعباد، وبها يتقبل الله الأعمال، وخير الدعاء: “الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”. نسأل الله أن يطهّر قلوبنا، ويجعلنا من أهل التقوى وأهل المرحمة.

خطبة جمعة قصيرة عن التقوى

خطبة جمعة قصيرة عن التقوى مميزة
خطبة جمعة قصيرة عن التقوى

إن التقوى علامة سلامة القلب، وكمال الإيمان، ولأن الله يحب من عباده المتقين، الذين يراقبونه في السر والعلن، ويخلصون له النية في جميع أفعالهم واقوالهم، وردت هذه الكلمة في آيات الذكر الحكيم في أكثر من 240 موضعًا، فكل عمل لا يبتغي الإنسان فيه وجه ربّه وتغيب عنه التقوى هو عمل مرائي غير مقبول كما جاء في قوله تعالى: “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.” فالتقوى هي شرط قبول العمل.

والتقوى هي دعوة أنبياء الله للناس كافة، أن يخلصون العبادة لله الواحد القهّار وأن يعبدوه لا يشركون به شيئًا وأن يطابق ظاهرهم باطنهم، ويوافق قولهم عملهم، قال تعالى: “وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ”.

ومن تقوى الله أن تذكره في كل حين، وأن تدعوه مخلصًا له الدين، وأن ترقبه في كل عمل تقوم به، وأن تطيعه فيما أمر به، وأن تشكره على نعمه عليك، بلا كفر ولا جحود ولا نكران. قال تعالى: “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.”

خطبة عن تقوى الله

خطبة عن تقوى الله بالتفصيل
خطبة عن تقوى الله

الحمد لله المستحق وحده للحمد والعبادة، المستأهل للتوحيد والشكر، الذي يحي ويميت وإليه النشور، ونصلى ونسلم على عباده المصطفين الآخيار، الذين حملوا رسالة التوحيد، ودعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونصحوا الأمة بما فيه خيرها وصلاحها، أما بعد؛ إن المتقين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فالله يأمرنا في الكثير من مواضع الذكر الحكيم بتقواه، والإخلاص له، قال تعالى في كتابه العزيز: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ.” فالتقوى هي زاد المؤمن وبها يطمئن في الحياة الدنيا، ويؤمنّه الله يوم الفزع الأكبر.

لقد بلغ من أهمية تقوى الله أن أمر بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال له: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا.” والتقوى كانت دعوة أنبياء الله جميعًا لأقوامهم فنوح على سبيل المثال كان يأمر قومه بتقوى الله وعبادته وحده لا شريك له كما أخبرنا ربّ العزّة في كتابه العزيز: “كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.”

وهي دعوة نبي الله هود لقومه: “كذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.” ودعوة نبي الله صالح لقومه: “وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ”. وكذلك دعوة لوط وإبراهيم وشعيب وإلياس وعيسى. فكل عمل يجافي أوامر الله هو عمل لا يتقي فيه الإنسان ربّه وهو عمل يدعو إلى غضب الله، ويستأهل عقابه.

خطبة جمعة قصيرة عن التقوى والمتقين

أيها الإخوة الكرام، إن الأمر بالتقوى في كتاب الله جاء بمختلف الصور، فتارة يكون بالترغيب وتارة يكون بالترهيب، لأن البشر ليسو سواسية في خوف الله، ومحبته، والرغبة في طاعته، وحب الخير، فمنهم من يكفيه أن يكون تقيًا لأنه لا يرضى لنفسه بغير ذلك، فالتقوى جزء من تكوينه النقي التقي، ومنهم من يحتاج إلى الجزاء المادي لطاعة الله وتجنب نواهيه، ومنهم من يجب زجره وتخويفه بعذاب الله ليتقي الله، ويعود عن المعاصي، ومنهم ما لا يفلح معه شيئًا إلا أن يرد نار جهنم فيلقى فيها مذمومًا مدحورًا.

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا.”

خطبة مكتوبة عن التقوى

الإخوة الكرام إن التقوى في اللغة مشتقة من الوقاية وتعني حفظ الشيء من الخلل والفساد، وفي الشرع تعني التقوى الإخلاص في العبادة والعمل، ووقاية النفس من العصيان، وحفظها عن الوقوع في الخطأ، يقول ابن تيمية: “والتقوى واجبة على الخلق، وقد أمر الله بها ووصى بها في موضع، وذم من لا يتقي الله ومن استغنى عن تقواه توعده.”
ويقول أحد الصالحين: “التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.”

خطبة عن التقوى في رمضان

أيها الحضور الكريم، إن التقوى لازمة على المؤمنين في كافة أمور حياتهم وفي كل الأوقات، وهي ألزم ما تكون في شهر الصيام والعبادات، الذي يغفر الله فيه الذنوب ويتوب عن المخطئين، ويرفع فيه الدرجات، ويغفر للمستغفرين، إنه شهر الطاعة الذي اختص به الله أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

والصيام هو أحد الأعمال التي فرضها علينا ربّ العباد من أجل أن يبث في الناس روح التقوى، ويعيدهم إلى الطريق المستقيم وفي ذلك قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.”

خطبة عن تقوى الله وحسن الخلق

إن تقوى الله هي أصل كل خير، وبها يتحقق كل شئ نافع، وبدونها يظهر الفساد، وتضيع الأخلاق، فالله يأمر بكل ما فيه الخير والصلاح، والأخلاق الحسنة تبدأ من هنا، ولذلك فالإنسان التقي النقي حسن الخلق، لا يرضى في دينه وخلقه أي اعوجاج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *