تطورات الطفل في الشهر الخامس
تطور التركيز وإدراك الطفل
خلال الشهر الخامس من عمر الطفل، يتطور الإدراك والقدرة على التركيز بشكل ملحوظ.
يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتمييز الأشياء الدقيقة أكثر فأكثر، ويشهد تقدمًا في قدرته على متابعة الأشياء المتحركة.
أصبح بإمكانه الآن أن ينتقل بالأشياء من يد إلى يد أخرى بسهولة.
يعي الطفل استمرار وجود الأشياء في محيطه حتى لو لم تكن ظاهرة لعينيه، ويعرف تلك الأغراض بمجرد النظر إلى جزء بسيط منها. كما زادت قدرته على التمييز بين الألوان المختلفة.
اللعب مع الطفل في هذه المرحلة يصبح أكثر إثراء لتطوره، حيث يمكن وضع أغراض متنوعة أمامه ومراقبته وهو يتفاعل معها.
من المفيد جدًا أخذ الطفل إلى الأماكن الطبيعية حيث يمكنه استكشاف مظاهرها مثل الفراشات والطيور، مما يعزز من قدراته الإدراكية ويحفز حواسه.
تطور ردود أفعال الطفل
خلال الشهر الخامس من عمر الطفل، ستلاحظين قدرته المتزايدة على إظهار مشاعره بوضوح، يصبح الطفل أكثر تفاعلًا في هذه المرحلة، حيث يمكنك مشاهدة بعض التطورات المثيرة:
– يظهر اهتمامه ومتابعته لما تقولينه وينظر إلى تحركاتك وتصرفاتك بشغف.
– يختبر فرحة عارمة تجعله يضحك بصوت عالٍ عند رفعه في الهواء.
– يتواصل بشكل لمسي، حيث يمد يده طالبًا الاحتضان والمسك.
– تبدأ مشاعر مثل الحب والحزن والإعجاب في التبلور والظهور على تعبيراته.
– يستجيب لنداء اسمه بشكل قد يختلف من طفل لآخر، فلكل طفل وتيرته الخاصة في التطور.
– يبدي محاولات لتقليد الأصوات والكلمات التي تقولينها، وينطق بعض الأصوات السهلة كـ “بابا” و “ماما”، لذا من المهم تكرار هذه الكلمات بشكل مستمر لتشجيعه على التحدث.
هذه المرحلة مهمة لتعزيز التواصل والعلاقة العاطفية بينك وبين طفلك، فكل تفاعل يسهم في تنمية قدراته العاطفية واللغوية.
تطور تحركات الطفل
في الشهر الخامس من عمره، يبدأ الطفل بإظهار تطورات ملحوظة في قدراته الحركية والبدنية.
يبدأ بالجلوس بشكل مستقل لبضع ثوانٍ، مما يتطلب من الوالدين ضرورة اختيار مكان آمن لتجنب السقوط، مع الحرص على أن تكون ساقي الطفل مفتوحتين على شكل الحرف “V” لضمان استقراره أثناء الجلوس.
كذلك، يزداد تحكم الطفل في رأسه خلال هذا الشهر، خصوصاً عندما يجلس على بطنه، ما يساهم في تقوية عضلات الرقبة والظهر لديه.
أيضاً، يصبح الطفل قادرًا على التقلب نحو الجوانب، الأمر الذي يستدعي مراقبة مستمرة له لضمان سلامته.
ويظهر بعض الأطفال القدرة على الوقوف لفترات قصيرة إذا ما تمسكوا بأيدي آبائهم أو بأشياء محيطة بهم، وهو تطور يمنحهم وأهاليهم فرحة كبيرة.
تطور نوم الطفل
ستلاحظين تحسيناً ملحوظاً في جودة واستمرارية نوم طفلك، حيث:
- يُمكن لطفلك أن ينام من ست إلى ثماني ساعات متواصلة إذا كانت حاجاته الأساسية مُلبية، مثل تغذيته جيدًا وتنظيف حفاضه وغياب آلام المغص. هذه المدة الطويلة من النوم تُمكنك بدورها من الحصول على راحة كافية.
- خلال النهار، قد يختار طفلك أن يأخذ قيلولات قصيرة ومتفرقة، مما يتيح لك فرصة لإدارة وإنجاز مهامك المختلفة في أثناء هذه الأوقات.
تطور تحدث الطفل
في هذا العمر، لا يتمكن الطفل من نطق الكلمات بوضوح تام، إلا أنه:
- يظهر قدرة على نطق بعض الأحرف التي تعلمناها سابقًا.
- ينتج أصواتًا متكررة وعالية، وهذه طريقته في تطوير مهاراته اللغوية، مما يستدعي منك التفاعل معه بتكرار ما يصدره من أصوات وتحفيزه على الإستمرار في الكلام.
- يستخدم أساليبه الخاصة للتعبير عن مشاعره، مما قد يكون مزعجًا للبعض ولكنه مصدر بهجة لك.
تطور مهارات الطفل الاجتماعية
في الشهر الخامس من عمره، يبدأ الطفل بمرحلة جديدة حيث يستطيع التواصل بشكل أكثر فعالية مع من حوله، ويصبح متجاوبًا بشكل ملحوظ مع محيطه الاجتماعي، خاصة مع الأفراد الذين يشعر بالألفة تجاههم.
التفاعل الاجتماعي للطفل يتأثر كثيرًا بتجاربه الأولية وبيئته اليومية.
فالأطفال الذين لم يتعودوا على التواجد في بيئات مليئة بالناس والضوضاء قد يظهرون توترًا ويبدأون بالبكاء عند ملاقاة أشخاص جدد.
تطور وزن وطول الطفل
خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، يمر بمراحل نمو متسارعة تشمل زيادة في الوزن والطول.
في الأشهر الخمسة الأولى، يتأثر وزن الطفل بعدة عوامل منها نوع التغذية التي يحصل عليها، حيث يتراوح وزنه غالباً بين ستة وثمانية كيلوغرامات.
الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي عادة ما يستهلكون كميات أكبر من الحليب مما قد يؤدي إلى زيادة في وزنهم مقارنة بأقرانهم الذين يرضعون طبيعياً، رغم أن الحليب الطبيعي يعد الأفضل لصحة الطفل.
أما بالنسبة للطول، في هذه المرحلة من النمو، يكون طول الطفل عادة ما بين 61 و70 سنتيمتراً.
تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في تحديد طول الطفل، لذا قد يختلف الطول بصورة ملحوظة بين طفل وآخر.
تطور تغذية الطفل
في الشهر الخامس من عمر الطفل، يتناول ما يقارب أربع زجاجات من الحليب يومياً. خلال هذه الفترة، تبدأ بعض الأمهات بتقديم الفواكه والخضروات المطهوة بأحجام صغيرة استعداداً لانتقال الطفل لمرحلة تناول الأطعمة المتنوعة في الشهر السادس.
يستخدم الطفل حاسة التذوق لاستكشاف الأشياء من حوله، حيث يميل لوضع الأغراض التي يمكنه الإمساك بها في فمه. خلال هذه المدة، يمكن للطفل تناول وجبتين خفيفتين يومياً بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية.
يعتمد تقديم الطعام في هذه المرحلة على التدرج؛ فيبدأ بملعقة واحدة يومياً ويستمر لعدة أيام قبل زيادة الكمية شيئاً فشيئاً.
كما يُنصح بإعطاء الطفل كميات صغيرة من الماء، تقريبا ملعقة يومياً، وتزداد هذه الكمية تدريجياً على حسب رغبة الطفل وشعوره بالعطش.
مع ذلك، يجب الحرص على ألا يشغل الماء حيزاً كبيراً من معدة الطفل لتجنب الشعور بالامتلاء السريع.
