انخفاض وزن الجسم عن المعدل الطبيعي

عندما يقل وزن الشخص عن الحدود المعتبرة صحية وطبيعية، يصنف ذلك تحت مسمى النقص في الوزن.

يحدد ذلك عبر مؤشر كتلة الجسم، الذي إذا ما كان أقل من 18.5 كجم/م2 يشير إلى نحافة غير صحية. يتأثر حوالي 8-9% من السكان بهذا النقص، مما يدل على أنه ليس بالقضية النادرة.

يستخدم مؤشر كتلة الجسم لقياس الوزن مقارنة بالطول، ويعطي فكرة تقريبية عن مدى تناسب هذين العنصرين، هذا المؤشر يساعد في التعرف على مقدار الدهون بالجسم ويبين إذا ما كان الشخص يعاني من نقص وزن مضر بصحته.

اختلال الوزن، سواء بزيادة أو نقصان، ينطوي على مخاطر صحية جمة، الأشخاص ذوو الوزن المنخفض معرضون لمشاكل عديدة كضعف المناعة، زيادة خطر الإصابة بالكسور نتيجة ضعف العظام، وكذلك تساقط الشعر، الأمر الذي يستدعي الانتباه لضرورة حفظ التوازن الصحي في الوزن.

أعراض فقدان الوزن غير المبرر

يعاني المريض في بعض الحالات المرضية من فقدان ملحوظ في الوزن، وهذه غالبًا ما تكون العلامة الأولى لوجود مشكلة صحية، إلى جانب ذلك، قد يظهر العديد من الأعراض الإضافية التي تتفاوت بحسب السبب الأساسي للمرض، وتشمل:

– الشعور بالتعب الشديد والإجهاد الدائم.
– حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي.
– تدهور القدرات العقلية مما قد يؤدي إلى الخرف.

أسباب  فقدان الوزن غير المبرر

هناك عوامل مختلفة تؤدي إلى فقدان الوزن دون قصد، وتشمل هذه العوامل تناقص السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص، مشاكل في عملية استيعاب المواد الغذائية بسبب مشكلات في الجهاز الهضمي، أو زيادة في استهلاك الطاقة بالجسم.

1. الأسباب الجسدية لفَقْد الشهية

تتعدد العوامل التي تسبب فقدان الوزن غير المقصود وتتنوع، ومن بين هذه العوامل نجد:

– الإصابة بالأمراض المعدية التي تصيب الجهاز الهضمي.
– وجود أمراض معدية أخرى مثل الالتهاب الرئوي.
– الإصابة بأمراض معدية مزمنة مثل الإيدز والسل والتهاب شغاف القلب.
– الحالات الطبية التي تؤثر على عملية الأيض بما في ذلك اليوريميا ومرض السكري.
– فشل القلب الاحتقاني من النوع اليمني قد يؤدي أيضًا إلى فقدان الوزن.
– استخدام العلاج الكيميائي الذي قد يؤدي إلى تقليل الشهية وبالتالي فقدان الوزن.

2. الأسباب النفسية لفقدان الوزن

تتعدد العوامل النفسية المؤدية لنقص الوزن، ومن أبرزها:

1- اضطراب فقد الشهية العصابي، وهو يصيب بشكل أساسي الفتيات المراهقات، حيث تُقدّر نسبة الإصابة به بين 1% إلى 2% منهن.
2- اضطراب النهام العصابي، الذي يظهر من خلال تناول الشخص كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير ثم محاولات التخلص منها بطرق مختلفة.
3- الاكتئاب السريري، وهو يعد من الأسباب الشائعة لفقدان الوزن بين المراهقين، إذ يمثل حوالي 10% من حالات فقدان الوزن في هذه الفئة.

هذه الحالات تتطلب التعرف والعلاج المناسب لضمان الصحة النفسية والجسدية.

3. اضطرابات البلع

قد يواجه بعض الأشخاص صعوبات في عملية البلع؛ هذه الصعوبات قد تسفر عن تناول غذاء أقل وتقليص الوزن. الأسباب التي تؤدي إلى هذه الاضطرابات متعددة وتشمل:

– وجود قروح مؤلمة داخل الفم تعيق البلع.
– الشعور بألم في الحنجرة أثناء البلع قد يكون نتيجة لالتهابات مثل التهاب الحنجرة.
– تكون الانسدادات في المريء نتيجة وجود أورام.
– مشاكل في حركة المريء تعرقل مرور الطعام.
– الإصابة بأمراض تسبب التقيؤ، ما يؤدي إلى قلة الطعام المستهلك وبالتالي انخفاض الوزن.

فهم هذه الأسباب يساعد في تحديد الإجراءات اللازمة لتحسين الحالة وتعزيز جودة الحياة.

4. مرض السرطان

السرطانات التي تصيب أعضاء متعددة مثل الكبد، البنكرياس، والجهاز الهضمي بوجه خاص، غالبًا ما تؤدي إلى ضعف الشهية وانخفاض ملحوظ في وزن الجسم.

هذا النوع من فقدان الوزن، الذي لا يُخطط له المريض، قد يكون في بعض الأحيان أول دلالات الإصابة بالمرض. حيث تُظهِر الإحصاءات أن نسبة كبيرة من كبار السن الذين يعانون من تراجع حاد في الوزن يكون لديهم سرطان، والأمثلة لا تقتصر على سرطان القولون بل تمتد لتشمل أمراض مثل سرطانات الغدد الليمفاوية وسرطان الدم.

ترجع أسباب هذا التقليل في الوزن إلى نقص الشهية وزيادة استهلاك الطاقة في الجسم تحت تأثير الأورام الخبيثة.

5. زيادة نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)

يُعد مرض فرط نشاط الغدة الدرقية من الأسباب التي تؤدي إلى استنزاف طاقة الجسم، مما ينتج عنه انخفاض الوزن.

تتعدد المخاطر الناجمة عن فقدان الوزن بشكل غير متوقع، ومنها:

• الضعف العام الذي يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، وخاصة بين الصغار.
• كما أنه قد يسفر أيضاً عن حالات من الاكتئاب نظرًا للتأثيرات النفسية التي يمكن أن يخلفها هذا النقص في الوزن.
• أضف إلى ذلك، يتزايد خطر الوفاة المبكرة نتيجة للتدهور الكلي في حالة الجسم.

علاج فقدان الوزن غير المبرر

عند معالجة حالات نقصان الوزن الغير متوقع، يُعتمد أولـًا على تحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.

يُجرى التحقق من العوامل المختلفة التي قد تؤدي إلى هذا النقص، مثل المشكلات الصحية أو التغير في العادات اليومية.

بعد التوصل إلى تفسير معقول للحالة، يتم وضع خطة علاج تتناسب مع السبب المكتشف، وهذا قد يشمل تعديلات في النظام الغذائي، والعلاجات الدوائية، أو حتى إجراءات أخرى بحسب ما تقتضيه الحالة.

1. علاج مسبب المرض

لعلاج حالات نقصان الوزن المفاجئ، من الضروري تشخيص العارض أو المرض الرئيسي المسؤول عن هذا النقصان.

في بعض الأحيان، إذا لم يتضح السبب مباشرة، قد ينصح الطبيب بالانتظار ومراقبة التطورات مع الالتزام بنظام غذائي يُساعد على استقرار الوزن.

2. النظام الغذائي المتبع

في بعض الحالات، قد ينصح الطبيب بتناول مكملات غذائية لزيادة السعرات الحرارية في الجسم. كما يمكن إضافة بعض المواد التي تعزز طعم الأطعمة، مما يشجع على الأكل بشكل أفضل.

وفي ظروف معينة، يُحال المريض إلى أخصائي تغذية للحصول على استشارات متخصصة تفيد في تحسين التغذية.