هل التفكير الزائد مرض نفسي

هل التفكير الزائد مرض نفسي

هل التفكير الزائد مرض نفسي؟

لا، حيث أنه يُعد التفكير المُفرط حالة قد تُرافق العديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب القلق العام، دون أن يكون مصنفاً كمرض نفسي مستقل، في بعض الحالات، قد يسهم التفكير المفرط في تطوّر اضطراب القلق العام.

هل التفكير الزائد مرض نفسي

ما التفكير الزائد (المُفرِط)؟

يتميز التفكير المفرط عن النمط الطبيعي للتفكير بأنه يشكل عائقًا يحول دون تمتع الفرد بحياته اليومية بسلاسة.

فالإفراط في التفكير قد يؤدي إلى صعوبات متعددة كالتشتت الذهني خلال ساعات العمل، أو مواجهة مشاكل في النوم مثل الأرق.

علامات التفكير الزائد

عندما يتنقل الشخص بين أفكار متعددة بشكل مفاجئ يمكن أن يشير ذلك إلى عدم الاستقرار الفكري، قد يميل بعض الأشخاص إلى تصور أسوأ النتائج الممكنة للمواقف التي يواجهونها.

كما يواجهون تحديات في اتخاذ القرارات؛ إذ يعانون من الشك في صوابية قراراتهم حتى بعد الاستقرار عليها.

هذا بالإضافة إلى الصعوبات في التركيز على الأمور الجارية، والرغبة المستمرة في الحصول على اعتراف وموافقة الآخرين على ما يقررونه.

المشاكل التي يسببها التفكير المفرط

أولاً: صعوبة التركيز

التفكير المفرط قد يسيطر على الذهن ويصعّب علينا التركيز في أداء مهامنا اليومية، قلق دائم حول ما سيحدث في المستقبل أو الاستغراق في تحليل الأحداث بشكل متكرر يمكن أن يستهلك كل تركيزنا.

هذا بدوره، يخفض من مستويات الإنتاجية ويؤثر سلبًا على قدراتنا العقلية، مما يجعل من الصعب علينا الاهتمام بالعمل أو حتى بأبسط الأنشطة اليومية.

ثانياً: الاكتئاب

عندما يتحول التفكير إلى إفراط، فإنه يميل إلى اتخاذ طابع سلبي، وهذا الاستغراق المستمر في السلبية قد يؤدي إلى الشعور بالتعب المستمر وربما الاكتئاب.

الغوص المتكرر في ذكريات الأخطاء التي وقعت في الماضي أو القلق حول التحديات والمخاطر المستقبلية قد يؤدي إلى زيادة مشاعر اليأس والشعور بفقدان القيمة.

مع الزمن، يمكن أن تتحول هذه المشاعر إلى اكتئاب جاد.

ثالثاً: التعب

التفكير المفرط يؤدي إلى إجهاد نفسي يستهلك طاقة الإنسان، مما يسبب الإرهاق والكسل.

ويوضح منجال أن هذا الإرهاق، الذي لا ينقطع، يؤثر سلباً على الآداء اليومي للأفراد، ويخل برتم النوم الطبيعي، وقد يزيد من حدة المشكلات الصحية العقلية كالاكتئاب والقلق.

رابعاً: القلق

التفكير المفرط قد يسبب القلق، والخوف من الأحداث المستقبلية وتوقع النتائج يميل إلى إثارة مشاعر القلق ويظهر أيضاً على شكل أعراض جسدية.

هذه الحالة قد تصل إلى حد حدوث نوبات الهلع أو التأثير على الصحة النفسية بشكل يخلق حلقة من الفزع تؤثر سلبياً على جودة الحياة.

خامساً: التهيج

الاستغراق المفرط في التفكير قد يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي وزيادة الشعور بالانزعاج، مما يجعل الشخص يتفاعل بحدة تجاه المواقف البسيطة.

يوضح مونجال هذا الأمر بقوله إن هذه الحالة قد تضعف الصحة العاطفية للفرد وتسبب توترا في علاقاته مع الآخرين، كما قد تتسبب في تفاقم الشعور بالقلق مع الوقت.

سادساً: الأفكار التخريبية

يؤدي التفكير المفرط إلى تشويش دورات النوم الطبيعية، حيث يصعب على الشخص تهدئة ذهنه والحصول على نوم هادئ.

وفقاً لمنجال، تتكاثر الهواجس والقلق ليلاً، مما يحول دون استغراق الفرد في النوم أو يؤدي إلى الاستيقاظ بشكل متقطع خلال الليل.

هذه الحالة قد تنجم عنها مشاكل مثل نقص النوم، الإرهاق وانخفاض مستوى الأداء خلال اليوم.

هل التفكير الزائد مرض نفسي؟

كيف نتغلب على التفكير الزائد (المُفرِط)؟

المُلْهِيات: لتجنب الغرق في بحر التفكير بالمشاكل لفترات طويلة، من الفعال أن تشغل نفسك بنشاطات أو هوايات تساعد على تحويل انتباهك لأمور إيجابية.
ممارسة الزراعة أو حتى الاسترخاء بالنوم يعد من الطرق المفيدة لتحريف تركيزك عن الأفكار السلبية، وبذلك تفتح مساحة في عقلك للاهتمام بالأمور المحيطة التي تستحق التقدير والانتباه.

تحدي الأفكار السلبية: عندما تجد نفسك غارقًا في التفكير بمواقف سلبية، مثل تصور حدوث الأمور السوء، من المهم أن تذكر نفسك بأن هذه الأفكار لا تمثل حقائق ثابتة، وقد لا تعكس الواقع بدقة.

التأمل: التأمل يساعد في التحكم بالأفكار السلبية ومشكلة الإفراط في التفكير، ليس الغرض منه إزالة كل الأفكار، بل يهدف إلى توجيه الذهن نحو التركيز على الأمور الجوهرية والواقعية.

تقبُّل الذات: غالبًا ما يتولد التفكير المبالغ فيه بسبب الشعور بعدم الثقة بالنفس أو بالاختيارات المتخذة. للتخفيف من حدة هذه الأفكار، من المهم أن نتعلم كيفية الرضا عن أنفسنا وقبول الأمور التي خارج نطاق سيطرتنا.

العلاج النفسي: على الرغم من أن الإفراط في التفكير ليس بالضرورة حالة نفسية كما ذُكِر، إلا أنه يمكن أن يؤثر سلباً على حياة الفرد بطرق معتبرة.
يُوصى في هذه الظروف بالاستعانة بمختص نفسي مؤهل لمساعدتك على إدارة هذه المشكلة بكفاءة وفاعلية.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *