كيف نحول العمل إلى متعة؟

كيف نحول العمل إلى متعة

كيف نحول العمل إلى متعة؟

الابتعاد عن المثالية الزائدة

من المهم أن يتحلى الإنسان بالسلوكيات الإيجابية مثل الكرم ومساعدة الآخرين والعمل بروح الفريق.

ومع ذلك، قد يذهب البعض إلى أبعد من ذلك في أحياناً، فيتحملون مسؤوليات تفوق قدراتهم، وهذا ليس ما نأمله.

هون على نفسك، فأنت إنسان:

الإنسان بطبيعته قابل للخطأ وليس محصنًا ضد الوقوع فيه، نحن لا ننتمي إلى زمرة الملائكة الطاهرين أو الأنبياء الذين تمامين من الأخطاء.

يغفل الكثيرون عن قبول هذه الطبيعة الإنسانية، مما يدفعهم إلى التعامل بقسوة مفرطة مع أنفسهم عندما يرتكبون أخطاء، وهي أمور متوقعة في مسيرة حياتنا.

لا تبالغ في التمسك بالمواعيد:

تعتبر مهام تحديد واحترام مواعيد تسليم المشاريع من الأمور المحورية في بيئة العمل. في حين أن الالتزام بالمواعيد مطلوب ويعكس مهنية عالية، إلا أنه قد يتحول أحيانًا إلى ضغط زائد يثقل كاهل العاملين.

لاسيما عند التركيز المفرط على التسليم في المواعيد المحددة بدون تأخير، حيث يمكن أن يؤدي هذا التركيز إلى إهدار الوقت بالتفكير المستمر في كيفيات وأوقات الإنجاز.

لو تم التصرف بأقل قدر من الضغط، ربما كان من الممكن إتمام الأعمال بفعالية أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب هذا الهاجس بمواعيد التسليم في توتر العاملين وتأثير ذلك سلباً على علاقاتهم الاجتماعية وحتى على الجودة النهائية للمشروعات المسلَّمة.

لا تلتزم بقاعدة 20/80:

وفقاً لنظرية مشهورة، هناك نسبة صغيرة من الناس، وتحديداً 20%، يتولون تنفيذ 80% من الأعمال الضرورية.

الاعتقاد بهذه النظرية قد يجعل الشخص يعتمد على نفسه إلى حد كبير، ظناً منه أنه ضمن الفئة الأكثر إنتاجية.

هذا الافتراض قد يؤدي إلى تحميل النفس ما فوق طاقتها، حيث يتجنب الشخص الاعتماد على زملائه في العمل، مما يضع على عاتقه عبء كبير قد ينفذه بصمت واستسلام.

بيد أن هذه النظرية، رغم شهرتها، قد تحمل نظرتين مختلفتين: الأولى تميل إلى التشاؤم والثانية ترى أنها بعيدة عن الواقع.

العمل ضمن فريق لا يعد عيباً بل هو من الأساليب المثلى لتحقيق الإنجازات بفعالية من حيث السرعة والجودة والكمية.

لذا، من المهم عدم الاعتماد على النفس فقط في تحقيق الإنجازات لتجنب الضغط الزائد والحفاظ على شغف العمل.

توقف عن حسبان كل الأمور:

يشتكي بعض الموظفين من أن رؤسائهم يحققون منهم منافع أكبر مما يقابلونهم به من مقابل مادي.

إذا كنت تعتقد هذا، فقد أدخلت نفسك في دائرة من التنافس غير الصحي حيث تعتبر أن عملك مجرد فرصة لتحقيق استفادة متبادلة على نحو ماكر.

في هذا المناخ، تصبح العلاقة بين الموظف ورئيسه مبنية على الخديعة والاستغلال بدلاً من التعاون والاحترام المتبادل.

كيف نحول العمل إلى متعة

أهمية إضفاء المتعة للعمل

تشير الدراسات إلى وجود صلة وثيقة بين وجود جو مرح في مكان العمل وارتفاع مستويات الإنتاجية.

الأبحاث توضح كيف تسهم المشاعر الإيجابية في تعزيز القدرة على الإبداع، اتخاذ القرارات، والتحفيز بالإضافة إلى تحسين الذاكرة وجوانب أخرى ضرورية لتحسين الأداء العام.

كما وجدت دراسة أن الأشخاص الذين شاهدوا مقطع فيديو كوميدي لمدة خمس دقائق تحسنت قدرتهم على التوصل إلى حلول إبداعية لمشكلات معقدة بنسب ملحوظة تتراوح بين 58% إلى 75% مقارنة بنسبة 11-16% قبل المشاهدة.

هذا يبين أن الجدية في العمل مطلوبة، لكن تبني أسلوب يتضمن بعض الفكاهة يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية بالغة.

الفكاهة ليست فقط مصدر إلهام للموظفين بل تعد بمثابة حافز يزيد من رضاهم عن عملهم ويعزز من التماسك بينهم، وفقًا للعديد من الأبحاث التي أشارت كذلك إلى أن تفاعل الرؤساء مع موظفيهم بطريقة هزلية يرفع من معدلات الأداء العام.

تعي أوساط الأعمال بشكل متزايد أهمية تهيئة البيئات التي توفر جواً من المتعة والراحة للعاملين، فالعمل في مكان يسوده الانسجام والبهجة يمكن أن يعود بفوائد كبيرة على الإنتاجية. بيد أن الاهتمام بمثل هذه البيئة غالباً ما يكون منخفض الأولوية، مما يؤدي إلى اعتماد سياسات تسلطية قد تشمل الضغوط الزائدة والمعاملة القاسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 موقع مصري. جميع الحقوق محفوظة. | تم التصميم بواسطة A-Plan Agency