أهمية دعاء دخول المنزل الجديد من القرآن والسنة

سلوى المغربي
2020-11-09T02:45:41+02:00
اسلاميات
سلوى المغربيتم التدقيق بواسطة: مصطفي شعبان8 يونيو 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات

دعاء دخول المنزل
دعاء دخول المنزل الجديد

من أهم ما يفعله المسلم والشيء الذي يمنحه الأمان في حياته كلها هو أن يظل موصولًا بخالقه (سبحانه)، فيستمد منه المدد والقوة، وليوقن أنه في حفظ ربه ، وأنه لن تقوى عليه القوى لأها في حمى خالقه القوي الذي لا يعجزه شيء، وفي هذا المقال نتعلم ما جاء من السنة النبوية عند دخول مكان جديد لحفظ النفس والتحصن من كل شر.

ما هي أهمية الدعاء عند دخول منزل جديد؟

الإنسان بطبعه يقلق من تغيير ما ألف من حياته، فكل تغيير فيها يصاحبه قلق، حتى مرحلة الزواج ففي بدايتها قلق مفهوم وخاصة عند الفتيات لأنها تنتقل من بيت تعرفه وتحفظ كل ركن فيه إلى بيت جديد لم تألفه.

ومن هنا فالانتقال إلى بيت جديد مهما كان جميلًا أو به من الأمور التي يحبها الإنسان إلا أنه لابد وأن يصاحبه قلق وبالتالي لا يطمئن القلب إلا إذا اتصل بالقوي العزيز الذي تطمئن بذكره القلوب، كما قال (تعالى): “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.” الرعد: 28

لهذا فالأذكار والأدعية التي يقولها المسلم عند نزوله ببيت جديد مهمة جدًا لتحقيق أمانه النفسي في الوقت الذي يحتاج فيه للأمان والاطمئنان.

ماذا قال القرآن والأحاديث النبوية عند دخول منزل جديد؟

  • ذكر الله المكان الذي يسكن فيه الإنسان بعدة أسماء في القرآن الكريم، فاللغة العربية تسميه عدة أسماء ورد بعضها في القرآن الكريم ، وهي لا تحقق مع المكان الذي ينام فيه الإنسان فقط بل إن لكل منها معنى إضافيًا يضيف معاني جديدة أشمل من المكان الذي يعود إليه وينام فيه في نهاية اليوم.
  • فالبيت هو اسم المكان الذي يأوي إليه الإنسان وفيه يقيم، ولا يُشترط فيه البيات، أي أنه يملك مفتاحه ولا يزيحه منه أحد.
  • والبيت الذي لا تملكه يجب ألا تدخله إلا بإذن أهله والاستئذان منهم والتسليم عليهم، فقال (تعالى): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.” النور: 27
  • وفي الآية التالية يؤكد الله أنه لو كان فارغًا ليس فيه أحد فيجب على المسلم ألا يدخله لأن البيوت لها حرمة فيقول (تعالى): “فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ”.
  • وإن كان أهلها بداخلها ولا يريدون استقبال أحد أو إذا كانوا غير مستعدين لاستقبالك وقالوا لك ارجع فيجب عليك أن ترجع على الفور لقوله:”وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ.” النور: 28
  • ولعل لهذا السبب اختار الله للمسجد الحرام اسم البيت فقال (تعالى): “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ” آل عمران: 96، واختار أيضًا للمساجد اسم بيوت الله فقال: “فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ” النور: 36، فهي بيوت الله لا بيوت أي أحد من الناس، فليس لأحد أن يمنع أحدًا من دخولها.
  • وسمى ربنا البيوت سكنًا فقال: “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا” النحل: 80، وذلك لأن النفوس والقلوب تسكن فيه وتهدأ وفيها الأرواح تطمئن.
  • وفي السُّنة جاء ذكر البيوت في مسائل الفقه مثل آداب الاستئذان ففيه ما جاء عن عبد الله بن موسى (رضي الله عنه) قال: “كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أتي باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام عليكم السلام عليكم”. رواه أحمد وأبو داود والبخاري في الأدب وصححه الألباني

دعاء دخول المنزل الجديد

دخول المنزل الجديد
دعاء دخول المنزل الجديد

علمنا الإسلام أن نفعل عدة أمور عند حدوث نعمة أو تجدد نعمة لتحصن أنفسنا وأولادنا وممتلكاتنا ، ويمكن أن نستشف منها أدعية من القرآن لتحصين النفس والغير ومنها أدعية من السنة عند الانتقال لمنزل جديد أو أثناء الدخول في المنزل الجديد، لأنه نعمة من النعم.

كما يجب أن نعرف أنه لا يوجد ذكر خاص بالمنزل الجديد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكن يستفاد من الأذكار العامة التي تخص النعم، ومنها ما يلي:

قول “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”

يفضل أن يقولها عند دخوله المنزل لأول مرة وكل مرة لما جاء عن خولة بنت حكيم (رضي الله عنهما) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “من نزل منزلًا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك”. رواه مسلم

وهذا في كل البيوت قديمها وحديثها سواء كان ناويًا الإقامة أو الرحيل وسواء كان مِلكًا له أو لغيره، ففي هذا الحديث فضل عظيم ونفع عميم.

قول “اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا”

يستحب للمسلم إذا دخل لبيته الجديد أن يقولها وهي سنة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وذلك لما جاء عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ.” صححه ابن مفلح

أدعية من السنة عند الانتقال لمنزل جديد

سجود الشكر

  • وهذا السجود سنة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقد روى أبو داود عن أبي بكرةَ (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم): “أنه كان إذا جاءه أمر سرور، أو بشر به خرَّ ساجدًا شاكرًا لله”.
  • وهذا السجود اعتراف لله بالنعمة التي أنعمها ليكون الشكر فوريًا فور سماعها، ويسجد الإنسان لله ولو كان غير متوضئ لأنه لا يشترط فيها الوضوء فسجود الشكر لا يشترط طهارة ولا ستر للعورة ولا استقبال للقبلة لأن الخبر السار من الأصل يأتي فجائيًا فيخر الإنسان بحالته على ما هو عليه شكرًا لله.

قراءة سورة البقرة في البيت

  • فقراءة سورة البقرة تطرد الشيطان منه لأنه ينفر من سماعها فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ.” رواه مسلم
  • ولم يحدد الزمن الذي ينفر فيه الشيطان فالحديث الذي ورد أنه ينفر ثلاثة أيام فيه ضعف ولذا فيمكن تلاوة القرآن وخاصة سورة البقرة في البيت بكثرة، ولا يختلف قراءتها بالنفس أو سماعها من آلة كالهاتف أو الأجهزة بحسب ما قال بعض العلماء إن كان قد اختلف معهم آخرون من علماء العصر.

الإكثار من قول: “ما شاء الله لا قوة إلا بالله”

  • عند رؤية البيت ودخوله والإعجاب بما فيه، وأصله قول الله (عز وجل) في القرآن الكريم: “وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ” الكهف: 39، ومناسبة الآية قول العبد المؤمن للعبد الكافر لولا إذ دخلت جنتك وعند إعجابك بها قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله لدفع العين عنها، فقد يحسد النعمة صاحبها بدون أن يشعر.
  • فعن أنس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “مَا أَنعَمَ اللهُ عَلَى عَبدٍ نِعمَةً فِي أَهلٍ وَمَالٍ وَوَلَدٍ فَقَالَ: “مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ فَيَرَى فِيهَا آفَةً دُونَ المَوتِ.” رواه الطبراني وصححه ابن القيم
  • ولهذا قال الكثير من العلماء ومنهم ابن القيم رحمه الله: “ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله” وروى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يعجبه، أو دخل حائطًا من حيطانه، قال: “ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.” زاد المعاد
  • ومن شكر الله على نعمة سكنى بيت جديد أن يدعو عددًا من الناس على وليمة طعام تسمى “الوكيرة”، وهذه الدعوة للطعام لإعلان الشكر عمليًا لله لأن الشكر يزيد النعم كما قال الله (سبحانه): “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.” إبراهيم: 7
  • ومن منافع الوكيرة بالإضافة إلى شكر الله (تعالى) التعرف على الجيران الجدد ودعوتهم لبذر بذور التآلف ودعوة الأقارب والمعارف وإكرامهم وتعريفهم بالبيت الجديد وغير ذلك من المنافع، وغني عن القول إن كانت بقصد المفاخرة والشهرة فتنقلب إلى وزر على صاحبها أما موعدها فيكون بالطبع بعد الانتقال إلى البيت الجديد وليس قبله.

فضل دعاء دخول المنزل الجديد

فضل دعاء دخول المنزل
فضل دعاء دخول المنزل الجديد

للمسلم حق على المسلم أن يشاركه في أفراحه وأحزانه ويكون مساندًا له في كل موقف، فلا استمتع بفرحة دون أن يشاركها مع إخوانه ومن يحبهم وكذلك لا قدرة له على تجاوز حزن إلا بدعم ومساندة من إخوانه ومحبيه، لذا فمن فضل هذا الدعاء أن يؤلف بين القلوب ويجمع بينها.

فالدعاء بالبركة وقاية من العيد والحسد الذي لا يقصده الإنسان، فربما يحسد الإنسان النعمة التي أنعم الله بها عليه أو ربما يحسد أحبابه على النعم التي لديهم دون أن يقصد ذلك.

فعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لُبِط به فأتي به النبي (صلى الله عليه وسلم) فقيل له: أدرك سهلًا صريعًا قال: مَن تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: “علام يقتل أحدكم أخاه؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، ثم دعا بماء فأمر عامرًا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه.” رواه ابن ماجه وأحمد ومالك

فعامر بن ربيعة لم يقصد إيذاء سهل بن حنيف (رضي الله عنهما) ولم يقصد حسده، ولكنه لم يبرك عندما رأى النعمة عليه، ولذا فمن السنة أن يبرك المسلم إذا شاهد نعمة تخصه وأعجبته أو نعمة على غيره من إخوانه المسلمين حتى لا يؤذيها بعينه دون أن يقصد.

شرح دعاء دخول المنزل الجديد

شرح قول: “ما شاء الله لا قوة إلا بالله”

  • في سورة الكهف حدث نقاش بين عبد مؤمن فقير وعبد كافر غني، وفيه ظن الكافر أنه كما كانت الدنيا له بكل ما فيها من مال وجاه وسلطان وظن أن مثل ما كان الله يعطيه وهو مستمر على المعاصي والذنوب أن الله راض عن سلوكه وأن مقامه يوم القيامة سيكون مثلما كان في الدنيا.
  • بل وشكك في قيام الساعة من الأساس، ونصحه المؤمن بالتوبة والرجوع وعدم التكبر على خلق الله لكنه لم يرتدع وداوم على ما هو عليه وضرب عرض الحائط بالنصيحة، لكنه فوجئ بين عشية وضحاها بأن الجنة التي يملكها أي الحديقة قد احترقت عن بُكرة أبيها.
  • فقال له المؤمن في نصحه بعد هلاك جنته لو كنت قلت ذلك الذكر لحفظت جنتك، فالعين حق وقد يحسد الإنسان ماله أو ولده، لذا فالنصيحة أن تذكر الله بهذا الدعاء عند دخولك لبيت جديد أو مسكن جديد وعند إعجابك بما فيه.

شرح ذكر: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”

كلمات الله التامات هي كلمات الله التي لا يعتريها النقص ولا العيب وهي الكلمات الشافية والكافية النافعة، وقيل أن كلمات الله التامات هي كلمات القرآن الكريم.

فكل كلام يأخذ سمات صاحبه، فكلامنا فيه النقص والعيب والزلل والخطا والسهو والنسيان أما كلمات الله فتحمل صفاته من الكمال والجلال والعلم الكامل والحكمة الدائمة والنفع المطلق.

أدعية لتحصين النفس أثناء دخول المنزل الجديد

دخول المنزل الجديد
أدعية لتحصين النفس أثناء دخول المنزل الجديد

كثيرًا ما كان يستعمل النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) هذا الذكر في الأمور الشديدة التي يحتاج فيها إلى قوة عظيمة، مثل ما حدث حين هجم عليه الجن، فعلمه جبريل هذا الذكر أي أنه أعطاه السلاح الذي يستطيع أن يدافع به عن نفسه ضد شرور الجن.

فقد سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: “جَاءَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنْ الْأَوْدِيَةِ وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْجِبَالِ وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: فَرُعِبَ، قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ، قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ، قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَام)، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ، قَالَ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ، فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ (عَزَّ وَجَل)”. رواه أحمد والطبرانى وصححه الألباني.

ولهذا إذا دخل أحد منا مسكنًا جديدًا أو سار في طريق لا يأمن فيه على نفسه أو دخل مكانًا مهجورًا يستحب له أن يذكر بهذا الذكر فإن الشياطين تهرب منه ولا تؤذيه.

شرح ذكر “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ”

  • ولج بمعنى دخل، فيسأل الرسول (صلى الله عليه وسلم) ربه أن يدخله خير الدخول، لأن الإنسان قد يدخل على أهل بيته فيجدهم في حال سيء أو يجد فيهم مصيبة تؤلمه، وقد يدخل الإنسان مكانًا وتصيبه آلام وأحزان حتى أنه يكره هذا الدخول، كما يسأله (صلى الله عليه وسلم) خير المخرج.
  • فقد يخرج أيضًا ويصاب في طريقة بمصيبة ما أو يخرج وتحدث في أهله حادثة تؤلمه حتى لدرجة أنه يندم على خروجه، فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو بأن يخرجه خير المخرج، وهذه وصية إلهية وأمر إلهي للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال الله (عز وجل): “وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا” الإسراء: 80
  • ويعود (صلى الله عليه وسلم) ويؤكد أنه يبدأ وينتهي خروجه ودخوله ببسم الله وأنه في كل وقت سواء كان خارج أو داخل بيته متوكل على الله راض بحكمه وقضائه حتى بعد الذكر فإن حدث شيء مما لا يحب فهو راض بحكم الله.
  • وعندما كان يدخل بيته يلقي السلام على أهل بيته ليدخل ومعه البركة على بيته وأهله، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ”. رواه الترمذي وصححه الألباني

دعاء يقال عند شراء منزل جديد

  • من السنة أن يهنئ المسلم أخاه عند حصوله على نعمة جديدة مثل شرائه لأي شيء جديد أو لتجديد نعمة أنعم الله عليه بها أو لصرف بلاء ابتلي به، فهي من السنن التي تقرب القلوب إلى بعضها وتزيد من التآلف والتراحم بين المسلمين حينما يشارك كل مسلم غيره من المسلمين في أفراحهم وأحزانهم.
  • وله أن يتخير من الأدعية ما يناسب المقام إذ أنه ليس هناك دعاء وارد مخصوص وثابت في السنة الشريفة لشراء بيت جديد، ولكن في نفس الوقت لا يوجد ما يمنع من تهنئة المسلم فلا يوجد نهي عن ذلك، فللمسلم أن يدعو بما يراه مناسبًا فيقول مثلًا في هذه المناسبة:
  • “نسأل الله أن يبارك لك في هذا المنزل الجديد، ويجعله مأوى صلاح وخير وبركة، كما نسأله أن يرزقك خيره وخير ما فيه وخير ما جعل له، ويعيذك من شره وشر ما فيه وشر ما جعل له، وأن يرزقك الله الشكر على نعمته.”
  • “أعيذك بكلمات الله التامات الذي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق”، فعن عبد الرحمن بن خنبش أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.” رواه الإمام أحمد وصححه الألباني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *