تعرَّف على فضل وآداب الأشهر الحرم وما ورد فيها من سُنن وتشريعات

سلوى المغربي
2020-11-09T02:46:05+02:00
اسلاميات
سلوى المغربيتم التدقيق بواسطة: مصطفي شعبان8 يونيو 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات

الأشهر الحرم
الأشهر الحرم تعريفها وآدابها

من هذه الأشهر الاثني عشر هناك أربعة أشهر مميزة ومختلفة سماها الله بالأشهر الحُرُم، فقال (تعالى): “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.” التوبة 36، وفي هذا المقال نتعرف بالتفصيل على هذه الأشهر وآدابها التي يجب علينا اتباعها.

ما هي الأشهر الحرم؟ وما معناها؟

  • دلالة تحديد الشهور باثني عشر شهرًا وتحديد الأشهر الحرم بأنها أربعة لأن العرب كانت قبل الإسلام تتلاعب بهذه الشهور وتغير وتبدل فيها كيفما شاءت، فكانوا يعمدون إلى التغيير في الأشهر الحرم وفق أهواءهم لتحقيق مصالح فئات من القبائل التي تسيطر على الحرم المكي في بيت الله الحرام مما كان يسمى بالنسيء وقد حرمه الله.
  • وقال فيه (سبحانه): “إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.” التوبة: 37
  • تشريع الأشهر الحرم كان من قبل ظهور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فهو مما ترسب في عقائد الناس من عهد إبراهيم (عليه السلام) وسار عليه المؤمنون وعموم العرب من بعده لمدة تقترب من أربعة آلاف عام حتى بعد عبادتهم للأصنام فقد كان فيهم آثار من ديانة سيدنا إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام).
  • وفي الجاهلية كان كثير من القبائل تعيش على القتال والإغارة على بعضها البعض بما يسمى قطع الطريق، فكانت الجزيرة العربية كما كان الكون أجمع أشبه بالغابة، لذا كان من الضروري أن تكون لكل قبيلة قوة تحميها لأن أي قبيلة إذا ضعفت أكلها جيرانها فأغاروا عليها، فيقتلون رجالها وينهبون أموالها ويسبون نساءها وأطفالها، فتصبح المرأة جارية عند المغيرين ويصبح أطفالها عبيدًا بينما يُقتل الرجال الأقوياء القادرين على الحرب والقتال، وأما الضعفاء فيتخذونهم عبيدًا أيضًا.
  • فشرع لهم الأشهر الحرم ليأمن الناس فيه من القتال، فكان الرجل فيها يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يملك أن يفعل به شيئًا لأنه في الأشهر الحرم، وكانت هذه الشهور للحج والتجارة حتى يستطيع الناس أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم إذا خرجوا للحج أو خرجوا للتجارة خلالها.

لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟

سميت هذه الأشهر الأربعة بالأشهر الحرم لأن القتال بين الناس كلهم محرم في هذه الشهور، فالجاهليون حرموا فيهم القتال ولكن كانوا يتلاعبون بين الأشهر فيحرمون بعضهم عامًا ويحلونه عامًا وجاء الإسلام فحرمهم وحرم فيهم القتال ولكن ثبتهم فلا مجال للتلاعب فيهم وجعل هذه الشهور ذات مكانة كبيرة.

ولذا يحث العلماء كل المسلمين على عدم التهاون في حقها وأن يملأوها بالطاعات والصدقات وكافة أعمال البر وينتهوا فيها عن الظلم بكافة أشكاله وأيضًا عن الاعتداء على الغير في نفسه وممتلكاته، فهي في كل الأحوال محرمة ولكن حرمتها أشد في هذه الأشهر.

لماذا حُرِّم القتال في الأشهر الحرم؟

الأشهر الحرم
تحريم القتال في الأشهر الحرم

حُرم القتال في الأشهر الحرم للحيلولة دون اعتداء القوي على الضعيف ولئلا تسود العداوات بين الناس، فالعربي بفطرته كان لا يتحمل شبهة إساءة على كرامته أو حقه أو حتى اعتداء يقع على أملاكه، وكان يستهين بالموت ويفضله على أي موقف فيه ذلة أو حتى شبهة ذلة.

فحرب البسوس يذكر بعض المؤرخين أنها دامت ما يقرب من أربعين عامًا وقُتل فيها آلاف الأنفس وكان سببها اعتداء رجل اسمه كليب على ناقة لامرأة تدعى البسوس، فثارت الحرب بينهما، وقامت حرب أخرى بين العرب بين قبيلتي عبس وذبيان من أجل حصانين تنافسا في سباق فسبق أحدهما الآخر.

ولذا كان الناس لا يستطيعون الحياة مع الحروب الطويلة والنزاعات المستمرة، فكانت الهدنة السنوية للقتال هي أربعة أشهر، لا يُسمع فيها صوت السلاح أبدًا لعل صوت أحد العقلاء يوقف نزيف الدم ويتمكن في السعي بين المتصارعين فيصلح بينهما، وأيضًا لحاجة الناس إلى الأمان في طرق التجارة حتى تؤمن حاجات الناس الاقتصادية للمعيشة وحتى يتمكنوا من أداء عبادتهم في أمان.

كم عدد الأشهر الحرم؟

الأشهر الحرم أربعة وهي بالترتيب:

  • شهر رجب وهو الشهر السابع من شهور العام ويسمى رجب الفرد، أي أنه الشهر الذي يأتي وحده كشهر منفرد لأن الشهور الثلاثة الأخرى متصلة ببعضها البعض بينما رجب منفرد.
  • شهر ذي القعدة وهو الشهر الحادي عشر من السنة وسمي ذو القعدة لأن العرب تقعد فيه عن القتال ليذهبوا إلى مكة للحج.
  • شهر ذي الحجة وهو الشهر الثاني عشر والأخير من العام وفيه يستكمل الحجاج حجهم ويبدأ بعضهم في الرحيل من مكة بعد انتهاء مناسك الحج.
  • شهر المحرم وهو الشهر الأول من العام الجديد وهو متصل بما قبله حيث يأخذ الحجاج طريقهم إلى بيوتهم وقبائلهم فيعطون فرصة ألا يغير عليهم أحد في طريق العودة بعد حجهم.

هل رمضان من الأشهر الحرم؟

  • بداية نلفت الانتباه أن لفظ الشهر جاء في القرآن الكريم كله اثنتي عشرة مرة، ست مرات منها بالتعريف وست مرات بالتنكير، وورد عدد أيام الشهر في السنة الشريفة.
  • فعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين.” رواه البخاري
  • والمقصود أن أغلب الناس في عهده (صلى الله عليه وسلم) كانوا أميين لم يتعلموا القراءة ولا الحساب، فعلمهم أن الشهر القمري بحسب مولد القمر ونهايته يبلغ مرة تسعة وعشرين يومًا ومرة ثلاثين.
  • وأكثر ما يحتاج الناس إلى معرفة دخول الشهر ونهايته وأكثر الشهور تسليطًا للضوء على استطلاع رؤية الهلال في بدايته ونهايته هو شهر رمضان المبارك، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توقيت بداية ونهاية الشهر مربوطة بالهلال أي ببداية الشهر القمري والنهاية ببداية الشهر التالي.
  • فروى الترمذي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “لا تصوموا قبل رمضان، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه غيابة فأكملوا ثلاثين يومًا”، قال الترمذي حديث حسن صحيح، والغيابة هي السحابة التي تمنع رؤية الهلال.
  • وعلى الرغم من عظم شهر رمضان إلا أنه ليس من الأشهر الحرم، لأن تشريع الأشهر الحرم جاء مطابقًا للتشريع الذي أُنزل على إبراهيم (عليه السلام)، وشهر رمضان هو شهر أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) وبه اختص الله هذه الأمة وحدها، فلم تكن العرب تعرف فضلًا خاصًا لشهر رمضان.
  • وإنما جاء الإسلام بتشريع أعم، فحرم الله الظلم والاعتداء في العام كله، فحرم اعتداء أي قوي على أي ضعيف حتى لو كان هذا القوي من المسلمين وكان الضعيف على ملة تخالف دين الإسلام، فالاعتداء محرم في كل مكان وفي كل وقت وحين وتحت أي ظروف، فقال (سبحانه): “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.” البقرة: 190
الأشهر الحرم
تعريف الأشهر الحرم
  • وهل تتخيل أن هناك تشريعًا في الكون يحرم على أتباعه أن يعتدوا على الضعفاء أثناء الحرب؟ إنه الإسلام الذي حرم على أتباعه أن يعتدوا على ضعيف حتى في أثناء القتال أو في الطريق إليه.
  • فهذا الخلق هو أرقى ما وصلت إليه البشرية من أخلاقيات وسلوكيات ووصايا الحروب، إنها وصية خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيدنا أبي بكر الصديق لجيش أسامة (رضي الله عنه) وهو خارج للقتال فقال له:
  • “أيها الناس، أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم شيئًا بعد الشيء فاذكروا اسم الله عليه، وتلقون أقوامًا قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقًا. اندفعوا باسم الله “، تاريخ الطبري.
  • إنه يدعوهم لعدم ظلم الحيوان بعدم ذبحه إلا للأكل، وعدم ظلم الجماد فلا يحرقوا نخلًا ولا شجرًا، وبالأحرى عدم ظلم الإنسان، فلا يُظلم الشيخ الكبير ولا الطفل الضعيف ولا المرأة، ولا المتعبدون المنقطعون في الصوامع للعبادة فهم لم يفعلوا شيئًا ولم يحملوا سلاحًا.
  • فهل امتلك العالم كله سلوكيات حرب مثل هذه؟ وكيف نقارن بين هذه الوصايا وبين القنابل التي تلقى على الناس فلا تفرق بين إنسان وحيوان وجماد، ولا بين متعبد ناسك ولا مريض بمشفى.

آداب الأشهر الحرم

الأشهر الحرم هي أشهر قرب من الله يتقرب الإنسان فيها بكبح جماح نفسه عن المظالم، فلا يظلم نفسه ولا يظلم غيره، فهذا أمر الله في القرآن الكريم لقوله (سبحانه): “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ”. التوبة: 36

فمن آداب الأشهر الحرم أن يحرص المسلم على التقرب من ربه بأداء العبادات فشهر رجب شهر لزيادة القربات والطاعات إلى الله وذلك قبل شهر رمضان وما بعده من الأشهر الحرم الثلاث وهي شهور الحج، فدائمًا ما ترتبط الأشهر الحرم بمواسم الخيرات والعبادات والأجر العظيم.

فضل الأشهر الحرم

الأشهر الحرم
فضل الأشهر الحرم
  • للأشهر الحرم فضائل عظيمة على الناس، وقد توارث الناس ديانة إبراهيم الخليل (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام)، إذ تبقى للناس من دين إبراهيم بعض المناسك ومنها الأشهر الحرم.
  • فكان العرب منذ أيام الجاهلية وقبل الإسلام يعظمونها، فلا يجرؤ أحد على أن يعتدي على أحد فيها، فكانت أيام سلام وهدنة وبيع وشراء ونكاح وتنقل آمن بين أرجاء الجزيرة العربية وخارجها، وعندما جاء الإسلام أكد على حرمتها وعلى تحريم القتال فيها.
  • فقال (صلى الله عليه وسلم): “ألا إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السمواتِ والأرضَ السنةُ اثنا عشرَ شهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ ثلاثةٌ مُتوالياتٌ ذو القعدةِ وذو الحجةِ والمحرمِ ورجبُ مضرَ الذي بين جمادى وشعبانَ.”
  • وثبت الإسلام هذا المفهوم في عقائد الناس المتبعين لهديه أن في أي وقت أو مكان يضاعف الله فيه السيئات يعظم فيه أيضًا من الحسنات.
  • والأشهر الحرم فضل في تسيير احتياجات الناس ومتطلباتهم فلها فضل أيضًا في تيسير عباداتهم، فهي مرتبطة بالعبادات ففيها الحج والعمرة اللذان يلزمهما أمان الطريق للحفاظ على الأنفس والممتلكات، فكانت  فرصة للناس لأداء عباداتهم بيسر وسهولة وأمان.
  • وهذا هو المقصود بنهي الله عن الظلم فيهن، فقال (تعالى): “فلا تظلموا فيهن أنفسكم”، فالمسلمون كالجسد الواحد فمن ظلم غيره فيعتبر كمن ظلم جزء من نفسه.
  • فالعشر الأوائل من ذي الحجة على فضلها الذي أقسم الله بها موجودة في الأشهر الحرم، وباقي مناسك الحج والعمرة في الأشهر الحرم سواء في رجب الذي تكثر فيها العمرات وأشهر الحج الثلاثة كلهم في الأشهر الحرم، وأعظم يوم في العام وهو يوم عرفة وما يليه من أيام عيد الأضحى كلها تقع أيضًا في الأشهر الحرم، فكانت الوصية بحفظ هذه الشهور وعدم الاجتراء عليها.

هل تُضَاعف الحسنات والسيئات في الأشهر الحرم؟

إن الله عادل، بل هو العدل المطلق، ففي الأيام الفاضلة وفي الأماكن الفاضلة التي يضاعف الله فيها الحسنات تتضاعف أيضًا عقوبة السيئات، لتمام العدل والحكمة، والأشهر الحرم من الأيام الفاضلة التي يضاعف فيها الثواب على الطاعات ولأجل هذا تتضاعف عقوبة السيئات أيضًا، فهذه الأيام لها حرمة ومن انتهك الحرمة عوقب بمزيد من العقوبة.

فقال عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) وهو يفسر آية “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” حيث قال: “تحفَّظوا على أنفسكم فيها واجتنبوا الخطايا، فإن الحسنات فيها تُضاعف والسيئات فيها تُضاعف”، الواحدي في الوسيط في تفسير القرآن المجيد.

ونقل ابن كثير عن قتادة -رحمهما الله- ما يلي: “إن العمل الصالح والأجر أعظم في الأشهر الحرم، والذنب والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهنّ، وإن كان الظلم على كل حال عظيم، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء كما يصطفي من خلقه صفايا”.

فأيضًا هناك تفضيل للمسجد الحرام كمكان على سائر بقاع الأرض، فالحسنة فيه كالصلاة مضاعفة إلى مائة ألف ضعف، وكذلك السيئة فيه مضاعفة بل مجرد نية المعصية يعاقب الإنسان عليها.

فقال (سبحانه): “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.” الحج: 25

ممنوعات الأشهر الحرم

لعل أشهر ممنوع من الممنوعات وهي المحظورات التي حرمها الله هو الظلم، ويقصد بالظلم كل شيء من شأنه أن يضع الأمر في غير محله، فعدم أداء كل حق مفروض ظلم، والشرك بالله هو أعظم أنواع الظلم كما قال الله (سبحانه) على لسان لقمان الحكيم: “وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.” لقمان: 13

وارتكاب المعاصي ظلم للنفس لأن الإنسان يتعرض بها لغضب الله (سبحانه)، وأكل حقوق العباد أو عدم دفع حقوقهم أو حتى مجرد تأخيرها وأنت تملك أداءها نوع من الظلم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ”، أي مماطلة الغني في أداء الحق الذي عليه وهو يملك لأنه غني نوع من الظلم رغم أنه سيؤدي الحق ولكن متأخرًا، فالله (عز وجل) يعتبره ويحاسب العبد عليه على أنه نوع من الظلم.

حكم الصيد في الأشهر الحرم

الصيد في الأشهر الحرم جائز في أي مكان وإنما يحرم فقط في مكة والمدينة أو إذا كان محرمًا للحج في الطريق فمنع الله الصيد في مكة والمدينة المنورة أو في الطريق إجلالًا وتعظيمًا لمناسك الحج والعمرة، وذلك على خلاف فقبل الإسلام لم يكن العرب يمتنعون عن الصيد أثناء موسم الحج فمنع الإسلام ذلك.

أما في الأشهر الحرم في أي مكان آخر سوى مكة والمدينة ولم يكن الإنسان ناويًا الحج أو العمرة فله أن يصيد ما يرزقه الله بصيده بلا حرج.

هل يجوز فطام الطفل في الأشهر الحرم؟

فطام الطفل ليس اعتداءً إذا كان في موعده أو إذا كان لسبب انقطاع لبن الأم أو غيره مادام غير مضر بالرضيع فليس منهيًا عنه لا في الأشهر الحرم ولا غيرها، والاعتداء والظلم هو المنهي عنه فقط في تلك الأشهر وفي غيرها لكن إثمه فيها أعظم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *