خطبة جمعة قصيرة عن الصبر

hanan hikal
2021-09-13T20:22:18+02:00
اسلاميات
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif13 سبتمبر 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن طبيعة الإنسان استعجال الخيرات، والجزع عند الملمات، والسعي للخلاص مما هو فيه من ظروف سيئة، وفي سبيل ذلك يختلف البشر فيما بينهم اختلافًا بينًا، فمنهم من يصبر ويتقي ويتوكل على الله خالقه، ويعلم أن كل شئ على هذه الأرض هو زائل، وأن الأيام تحول، وكل شئ في تغير مستمر، ومنهم من يحزن ويكتئب في الملمات، ويفرح بما آتاه الله من خيرات ولكنه لا يغضب خالقه، ومنهم من هو يئوس كفور عند الملمات، متفاخرًا مزهوًّا بما فتح الله له به من رزق وما أنعم عليه به من شرف.

إلا أن الله يحب من عباده الصبور الشكور وهو جل جلاله القائل: “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا.” ألا فاصبر على ما أصابك أيها الإنسان فأنت في عين الرحمن.

خطبة جمعة قصيرة عن الصبر

خطبة جمعة قصيرة عن الصبر مميزة
خطبة جمعة قصيرة عن الصبر

سبحان الله الذي جعل من الدنيا دار ابتلاء، وهو الذي جعل من الأنبياء أشد الناس بلاءً، ثم الأمثل فالأمثل، فهو الخبير البصير بقدرة عبده على التحمّل، وهو الذي يجازي الصابرين أفضل الجزاء ” إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.”

ولقد ضرب أنبياء الله المثل الأعلى في الصبر والامتثال لأوامر الله ومنهم نبي الله إبراهيم الذي صبر على أذى قومه، وحتى عندما ألقوه في النار ما لان ولا استكان، ولا خضع لشركهم وكفرهم، فكان جزاءه من ربّ العباد، أن غيّر له من طبيعة النار، فكانت بردًا وسلامًا عليه.

ثم يأتي دور إبنه إسماعيل الذي صبر على أمر الله وأطاع والده، وخضع للذبح، فكان جزاءه من الله أن افتداه بذبح عظيم، وأن جعل من ذلك الأمر منسكًا وهديًا لأمّة الإسلام، وعيدًا يحتفل به المسلمون لآلاف السنين.

وها هو نبي الله أيّوب الذي ابتلاه الله أشد البلاء، فكان صابرًا شاكرًا لأنعم الله، وحتى عندما يشتد به الألم والحزن، لا ييأس من رحمة ربّه، بل يقول: “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”. فكان جزاءه من ربّه أن استجاب له وأزال ما به من ضرّ وجعله في أفضل حال.

وها هو موسى يصبر على أذى الفرعون، فينصره الله عليه بكل ما له من قوة وجبروت وطغيان، وها هو نبي الله نوح، بعد أن صبر على قومه ما يناهز الألف عام، كانت عاقبتهم سوءً فأغرقهم الله، ونجّاه ومن معه من القوم الظالمين. وكذلك نبي الله عيسى الذي صبر على أذى قومه، فرفعه الله إليه وكان من المكرمين.

وفي ذلك يأمر الله تعالى محمد بالصبر على ما يلاقيه في سبيل الدعوة إلى الله فيقول له: “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ.” وهكذا فعل، فكان له التمكين في الأرض، بعد سنوات من المعاناة، وخوض الحروب في سبيل رفع راية الإسلام، ونشر الدعوة.

وأنت أيها المبتلى عليك بالصبر والاحتساب تنال خير الدنيا والآخرة، ويرفع الله لك درجاتك، ويعوّضك خيرًا عن صبرك “وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.”

خطبة قصيرة عن الصبر وفضله

خطبة قصيرة عن الصبر وفضله وأهميته
خطبة قصيرة عن الصبر وفضله

إخواني الكرام، إن الصبر من الخصال الضرورية التي لا غنى عنها لحياة الإنسان على الأرض، فكل شئ يقوم به الإنسان يحتاج منه إلى الصبر، فالطالب يحتاج إلى الصبر على الاستذكار والذهاب إلى دور العلم من أجل نيل درجته العلمية، والمزارع في حاجة ماسة للصبر وانتظار مواسم الزراعة وتعهد زرعته بالعناية والرعاية وحتى تنمو وتزهر وتثمر ثم يجمع محصوله وينتفع منه.

والأمهات يحملن أولادهن تسعة أشهر، ثم يصبرن على آلام المخاض، ويرضعن اولادهن حولين كاملين، ويتحملن السهر والتعب في سبيل أن يشب الأبناء رجالًا ونساءً في أفضل حالاتهم. وكذلك كل شئ وكل نشاط لازم للحياة يحتاج من الإنسان الصبر والتفاني من أجل أن يحصل له خيره.

والصبر أنواع، فهناك صبر في انتظار الجائزة، وهناك الصبر على المكاره، وفي الحالتين تكون عاقبة الصبر خيرًا وهناك أفعال يحسبها الناس صبرًا ولكنها ليست أكثر من استسلامًا وتهاونًا وتراخيًا، وذلك لا يعدّ من الصبر المحمود.

والناس تتمايز بالصبر، فهو مقياس لقوة الاحتمال، والتفكير المنطقي الممنهج في أوقات الشدّة، وهو أيضًا مقياس لإيمان الإنسان بربه وتوكله عليه وثقته فيه، والله يحب من عبده هذا التوكّل وهذا الإيمان.

يقول الإمام عليّ بن أبي طالب:

أَلا فَاصبِر عَلى الحَدَثِ الجَليلِ …  وَداوِ جَواكَ بِالصَبرِ الجَميلِ

وَلا تَجزَع وَإِن أُعسِرتَ يَوماً …  فَقَد أَيسَرَت في الزَمَنِ الطَّويلِ

وَلا تَيأَس فَإِنَّ اليَأسَ كُفرٌ …….. لَعَلَّ اللَهَ يَغني مِن قَليلِ

وَلا تَظُنَّنْ بِرَبِّكَ غَيرَ خَيرٍ ……. فَإِنَّ اللَهَ أَولى بِالجَميلِ

وَإِنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ يَسارٌ ………. وَقَولُ اللَهِ أَصدَقُ كُلَّ قيلِ ف

َلَو أَنَّ العُقولَ تَجُرُّ رِزقاً …… لَكانَ الرِزقُ عِندَ ذَوي العُقولِ

وَكَم مِن مُؤمِنٍ قَد جاعَ يَوماً … سَيُروى مِن رَحيقٍ سَلسَبيلِ

خطبة قصيرة جدًا عن الصبر

إن الإنسان كلما أصبح أكثر نضجًا وحنكة، تعلّم الصبر، ودرّب نفسه على التحمّل، فكلما زادت قدرتك على التحمّل تمكنت من تحقيق المراد، وتجاوزت الظروف السيئة، وتحملت ما تضعه في طريقك الحياة من أسباب التعثّر.

يعرّف الراغب الأصفهاني الصبر قائلًا: “هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، وعما يقتضيان حبسها عنه.” وعنه يقول ذو النون المصري : “هو التـباعد عـن المخالفـات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.” أما الجرجاني فيقول عنه: “هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله.”

خطبة محفلية قصيرة عن الصبر

أيها الحضور الكريم، إن الجزع لا يفيد، بل أنك إذا جزعت خسرت، وفقدت قدرتك على التحكّم بالأمور، وكذا اليأس فإنه يجعلك تفقد الكثير وتخسر الخسران المبين، أما الصبر العاقل المحتسب ففيه الخير كله، ومعه يكون التفكّر والتدبّر والعمل والأخذ بالأسباب، والتوكّل على الحي الذي لا يموت.

فكم كانت الحسابات كلها ضد الإنسان المؤمن بقدرة الله فأيده الله بنصره، وقلب الموازين الكونية لصالحه، وفي ذلك قال ربّ العزّة: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ.” فكل الحسابات الدنيوية تقول أنه لا يمكن لعشرين شخصًا أن يهزموا مائتين، ولكن لله حسابات آخرى، وهو يدبر الأمر وإليه ترجعون.

موعظة قصيرة عن الصبر

إن الإنسان يصبر عندما يكون لديه يقين في قدرة الله تعالى على نجدته، ورفع البلاء عنه، ويصبر عندما يكون لديه يقين في وجود نتيجة طيبة لصبره. يقول يحي بن معاذ: “حُفَّت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها، وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها، فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء إن صبر نفسه على مضض الدواء اكتسب بالصبر عافية، وإن جزعت نفسه مما يلقى طالت به علة الضنا.”

خطبة جمعة مكتوبة عن الصبر

الحمد لله الذي جعل الصابرين في معيّته، وهو الذي يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، وسلام على النبي الأمي الذي بعث متممًا لمكارم الأخلاق، وحثّ المؤمنين على الصبر وعلى تقوى الله، أما بعد، إن للصبر الكثير من الفوائد فبه يمكّن الله لعباده في الأرض، وهو هداية في القلب، ويجلب رضا ومحبة الربّ، والله يؤمّن الصابرين من الفزع الأكبر يوم القيامة، والصبر يجلب الرحمات، قال تعالى: “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *