حساسية اللاكتوز عند الرضع
الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز لديهم صعوبة في تكسير سكر اللاكتوز الموجود في الألبان، لأن أجسامهم لا تنتج إنزيم اللاكتيز بكفاية.
هذه الحالة يمكن أن تظهر من الطفولة بسبب عوامل وراثية، وهي كذلك توجد عند الكثير من الأشخاص في مرحلة البلوغ.
عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز يؤدي إلى تراكمه في الجهاز الهضمي، مما قد يسبب أعراض مثل الانتفاخ، آلام البطن والغازات، هذه الأعراض تنجم مباشرة عن تحلل اللاكتوز غير المُهضم بفعل البكتيريا في الأمعاء الغليظة.
من المهم التمييز بين عدم تحمل اللاكتوز وحساسية حليب البقر، إذ في حالة حساسية الحليب، يستجيب الجهاز المناعي للبروتينات الموجودة في الحليب، الأمر الذي يؤدي إلى أعراض حساسية مثل الطفح الجلدي وصعوبة التنفس، على عكس ما يحدث في عدم تحمل اللاكتوز حيث تكون المشكلة هضمية وليست مناعية.
أسباب حساسية اللاكتوز عند الرضع
مشكلة حساسية اللاكتوز، رغم كونها نادرة في مرحلة الطفولة، تصبح أكثر شيوعاً مع تقدم العمر. تحدث هذه الحساسية بسبب مشكلات تتعلق بإنزيم اللاكتاز، وتتضمن أسباب ظهورها الأنواع التالية:
أولاً، النقص الأساسي في إنزيم اللاكتاز، وهو الأكثر شيوعا، حيث يعاني نحو 70% من الأشخاص المتأثرين بهذه الحساسية من هذا النوع، يتسم هذا النوع بتناقص تدريجي في نشاط الإنزيم مع الزمن، وقد تظهر الأعراض في أي مرحلة بعد الخامسة من العمر، وعادة ما تصبح أكثر وضوحا خلال سنوات المراهقة.
ثانيًا، النقص الخلقي في إنزيم اللاكتاز، وهو حالة وراثية نادرة يولد فيها الرضيع بدون هذا الإنزيم منذ الولادة.
في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال من حالة تُسمى عدم تحمل اللاكتوز الثانوي، وهي مرتبطة غالبًا بحدوث مشاكل في الجهاز الهضمي ناتجة عن التعرض لعدوى معينة كالتهاب المعدة والأمعاء.
هذه العدوى قد تتسبب في حدوث تلف مؤقت بالأغشية الداخلية للمعدة والأمعاء الدقيقة، كما أن الأطفال المصابون بمرض السيلياك قد يتطور لديهم حساسية مؤقتة تجاه اللاكتوز.
تتحسن هذه الحالة غالبًا بمرور الوقت، ويلاحظ تحسن الأعراض عادة خلال بضعة أسابيع. كذلك، من الممكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى ظهور أعراض عدم تحمل اللاكتوز المؤقت في الرضع والصغار.
أعراض حساسية اللاكتوز عند الرضع
تعاني بعض الرضع والأطفال حديثي الولادة من حساسية اللاكتوز، ويظهر ذلك من خلال عدة مؤشرات واضحة، مثل ظهور طفح جلدي في مناطق قريبة من الحفاضات.
كما قد يبدي الطفل توتراً ملحوظاُ وعدم ارتياح، ويكون عادة مستمر في حركته.
أما بالنسبة للتغذية، فقد يواجه صعوبات خلال الرضاعة الطبيعية ويلاحظ أنه لا يكسب وزناً بمعدل طبيعي، وبالتالي يكون معدل نموه أبطأ من المعتاد.
يجب التنبه إلى أن هذه الأعراض قد تتشابه مع أعراض لاضطرابات صحية أخرى، الأمر الذي يستدعي ضرورة التواصل مع أخصائي الرعاية الصحية لتأكيد التشخيص ومناقشة الطرق المثلى للعلاج والمتابعة.
علاج حساسية اللاكتوز عند الرضع
- لا يوجد حل شافٍ لتحسس الأطفال والرضع من اللاكتوز، ويستلزم الأمر إما تجنب مأكولات تحتوي على اللاكتوز بشكل كامل أو خفض الكميات المستهلكة منها.
- بالنسبة للرضع، يعتبر استمرار الرضاعة الطبيعية طريقة فعالة للتعامل مع حساسية اللاكتوز، رغم أن حليب الأم يحتوي على 5-7% من اللاكتوز.
- هذا الحليب يزود الرضيع بالعناصر الغذائية الضرورية التي تشمل اللاكتوز، الذي يلعب دورًا مهمًا في نموهم.
- يشار إلى أن الرضع قد يكونون قادرين على استيعاب كميات محدودة من اللاكتوز، وزيادة هذه الكميات تدريجياً قد تساهم في تحفيز أجسامهم على إنتاج المزيد من إنزيم اللاكتاز الضروري لهضم اللاكتوز.
نصائح للتعايش مع حساسية اللاكتوز
لمن يعاني من حساسية اللاكتوز، يمكن اعتماد عدة استراتيجيات للتحكم بالأعراض وتحسين جودة الحياة، منها:
- استخدام أنواع الحليب التي تكون منخفضة اللاكتوز أو خالية منه تماماً.
- قبل تناول منتجات الألبان، ينصح بأخذ مكملات إنزيم اللاكتيز التي تساعد في تحليل اللاكتوز. هذه المكملات متاحة على هيئة قطرات أو أقراص يمكن إضافتها إلى الحليب.
- تجنب الأعراض غير المرغوبة بتناول أطعمة خالية من اللاكتوز خلال الوجبات التي تحتوي على الحليب، مما يساعد على تخفيف سرعة الهضم.
- اختيار العصائر والمشروبات الأخرى المعززة بالكالسيوم لتعويض نقصه المحتمل.
- ضم الأطعمة الغنية بالكالسيوم والخالية من الألبان إلى النظام الغذائي، مثل البروكلي، الفول، التوفو، وحليب الصويا، بالإضافة إلى الأجبان الصلبة مثل الشيدر التي تحتوي على نسب لاكتوز أقل.
- يُعد الزبادي الغني بالبكتيريا الحية خيارًا مثاليًا لمن يجدون صعوبة في هضم اللاكتوز، إذ يُحسّن من عملية الهضم ويخفف من احتمالية ظهور الأعراض المرتبطة بحساسية اللاكتوز.
- من الضروري أيضاً فحص تفاصيل الأطعمة المغلفة والمُعدة سابقًا، كالخبز والكعك والبسكويت، للتأكد من عدم إحتوائها على اللاكتوز الذي قد يُضاف فعليًا إليها. ب
- الإضافة إلى ذلك، من المهم التعرف على المصطلحات التي قد تشير إلى وجود اللاكتوز في المكونات كالزبدة والجبن والقشدة، فضلاً عن الحليب المجفف والمكونات الصلبة المستخلصة من الحليب.