الجنين في الشهر الأول

عقب عملية التلقيح، تنمو البويضة المخصبة، المعروفة أيضًا بالزيجوت، حيث تنقسم بسرعة إلى مجموعة من الخلايا خلال الـ 24 ساعة الأولى.

تمر هذه البويضة بقناة فالوب، حيث تقضي قرابة ثلاثة أيام، مستمرة في الانقسام أثناء تحركها نحو الرحم.

في هذه المرحلة، تحدث عملية التغريس، حيث تثبت البويضة نفسها في بطانة الرحم بعد أن تتخلص من غلافها الواقي، بمجرد أن تلتصق هذه البويضة بجدار الرحم، يبدأ جدار الرحم في التكاثف استعدادًا لحماية ورعاية البويضة، ويغلق عنق الرحم بطبقة مخاطية لتأمين البيئة الداخلية.

في هذه الفترة قد تلاحظ الحامل ظهور نزف خفيف أو بعض قطرات الدم، خلال نمو الزيجوت، يتطور الجنين داخل تركيب يعرف بالغشاء الأمينوسي، وهو يمتلئ بالتدريج بالسائل الأمينوسي، مما يساهم في حماية الجنين أثناء تطوره.

كذلك، يتم تكوين المشيمة التي تعمل على إيصال العناصر الغذائية من الأم إلى الجنين، وتعالج أيضًا الفضلات.

خلال هذه المرحلة، يبدأ تشكل ملامح الوجه مع بروز المنطقتين المظلمتين التي ستتحولان إلى عيني الطفل، بالإضافة إلى بدء تكون الفم، الفك السفلي، والحلق.

الخلايا الدموية تأخذ شكلها وتبدأ في التدفق ضمن الدورة الدموية، إذ يتشكل قلب صغير ينبض بمعدل 65 نبضة بحلول نهاية الأسبوع الرابع، وفي هذا الشهر، يصل حجم الجنين إلى مقدار حبة السمسم.

تغذية الأم في الشهر الأول من الحمل

في بداية الحمل، يُعدّ فيتامينان ضروريان لصحة الأم والجنين، وهما:

• حمض الفوليك: يتواجد حمض الفوليك بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية مثل الخضار الورقية، الفواكه، البقوليات والحبوب الكاملة.
  من الضروري أن تحرص الأمهات على تناول مكملات حمض الفوليك لدعم نمو الجهاز العصبي للجنين ولتقليل مخاطر مشاكل تطور العمود الفقري مثل الانشقاق النخاعي، حيث يسبب هذا الانشقاق عدم إغلاق العمود الفقري بشكل كامل.
  كما يُنصح بتناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا وذلك قبل بدء الحمل لضمان تهيئة الجسم لتحمل الحمل.
• فيتامين د: ينصح الأطباء الحوامل والمرضعات بتناول 10 ميكروغرام من فيتامين د يوميًا لضمان صحتهن وصحة أطفالهن.

أهم النصائح الغذائية التي ينصح بها خلال الفترة الأولى من الحمل

لتعزيز صحة المرأة، من الضروري أن تستهلك بمعدل 1000 ملغ من الكالسيوم يوميًا، والذي يمكن الحصول عليه من الأغذية مثل الحليب، السلمون والسردين.

يُستحسن الابتعاد عن الكافيين لأنه يؤثر سلبًا على قدرة الجسم في استيعاب الحديد والكالسيوم، من المستحب أيضًا تجنب المحليات الصناعية والإقلاع نهائيًا عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية خلال فترة الحمل.

في الشهر الأول من الحمل، قد لا تجري المرأة فحص الأمواج فوق الصوتية، ولكن يجب إجراء فحوصات للأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان والزهري لأنها قد تؤثر على صحة الجنين، في الأسبوع الثالث من الحمل، يمكن للمرأة إجراء فحص دم للتأكد من حدوث الحمل.

خلال هذه الفترة الهامة، من الضروري أن تتابع المرأة مع طبيب نسائي لإجراء هذه الفحوصات اللازمة قبل نهاية الثلث الأول من الحمل.

تُستخدم تقنية الأشعة فوق الصوتية في الكشف عن تجمع السوائل أو التغيرات في سماكة الجزء الخلفي من عنق الرحم خلال فترة الحمل.

كما يتم إجراء تحليل لبروتينات البلازما المتعلقة بالحمل عبر عينة من الدم، يتم فحص مستوى الهرمون التناسلي المشيمي، الذي تفرزه المشيمة في بداية الحمل، حيث أن ارتفاع أو انخفاض مستويات هذا الهرمون قد يشير إلى وجود احتمال للتشوهات الكروموسومية في الجنين.

متى يكتمل نمو الجنين؟

عندما يصل الحمل إلى الأسبوع التاسع والثلاثين، يكون الجنين قد تطور بشكل كامل.

خلال هذه المرحلة يواصل جسم الجنين عملية تراكم الدهون بهدف الحفاظ على توازن درجة حرارته بعد الولادة، من حيث الحجم يتراوح طول الجنين عادةً بين 45 إلى 50 سنتيمتراً، ويزن ما يقارب 3.2 كيلوجرام.