في اذاعة مدرسية عن وسائل التواصل الإجتماعي قد أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة الناس اليومية، فعليها يعرضون أفكارهم وأخبارهم ومشاعرهم، ويستعرضون بعض الأحداث التي قد تعرض لهم، ويتحدثون لبعضهم البعض.
ولوسائل التواصل الاجتماعي العديد من الاستخدامات، فجميع الشركات أصبحت تعرض منتجاتها من خلال هذه المنصات، وجميع الصحف والمواقع الإخبارية تعرض ما لديها من أخبار على صفحات التواصل الاجتماعي، وكل شيء تقريبًا يجد طريقُه إلى الناس من خلالها.
إن وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة للتحدث مع الأصدقاء والأهل، وهي تمنحك الفرصة للتعرف على أشخاص لهم نفس اهتماماتك في مختلف أنحاء العالم، وتطلعك على كل ما هو جديد في المجالات التي تحب متابعتها، ويمكنك من خلالها البحث عن مواصفات أي منتج تحتاج إليه وتتعرف على أسعاره في السوق ورأي الناس في كل علامة تجارية تنتجه.
إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي مثلها مثل كل شيء أخر لها إيجابيات وسلبيات، فعلى الرغم من كل ما يمكنك تحقيقه من خلالها من فوائد، إلا أنها أيضًا قد تتسبب في إضاعة وقتك المخصص لأعمال أخرى، إذا ما أدمنت استخدامها، كما يمكن أن توقعك ضحية لمَن ينشرون الأخبار الزائفة، أو الأفكار المتطرفة، أو المعلومات غير الصحيحة أو المتنمرين.
عزيزي الطالب/ عزيزتي الطالبة، إن وقتك وما تفعله به يؤثر في حياتك ومستقبلك تأثيرًا كبيرًا، ولذلك وحتى إذا كنتَ تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا إيجابيًا، فعليك أن تكون أنت متحكمًا بها من خلال إعطائها جزء محدد من وقتك، ولا تترك لها الفرصة للسيطرة عليك وإهدار وقتك المخصص للواجبات الدراسية أو الأسرية أو غيرها من الأنشطة.
عليك أيضًا أن لا تعتبر ما ينشر على هذه المواقع أمر مُسلم به أو صحيح بالضرورة، وأن تتعلم كيفية تحري المصداقية في المعلومة أو الخبر من خلال المصادر الموثوقة حيث أن هذه المواقع فرصة كبيرة للكثير من المزيفين لبث أفكار أو معلومات مغلوطة.
أسعد الله صباحكم، أعزائي الطلاب/ الطالبات، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت فرصة سانحة لكل الناس جيدهم ورديئهم لعرض بضاعته، واستخدامها لتحقيق منافع خاصة له، ولذلك عليك أن لا تثق باي شخص لا تعرفه مهما بدا من بعيد جيدًا على مواقع التواصل طالما لا تعرفه بشكل شخصي.
فالكثير من الفتيات -على سبيل المثال- وقعن ضحية لوَهم وسائل التواصل الاجتماعي، فأرسلت صورها الشخصية لأحد المشاركين في هذه المواقع، فأصبح يبتزها بسبب هذه السَقطة.
كما أن الجماعات المتطرفة وجدت فرصة في مثل هذه المواقع لتجنيد شباب أبرياء أو بث أفكار مغلوطة عن الدين أو عن المجتمع، ما جعلهم يتبعون هؤلاء ويضيعون حياتهم ويسقطون في فخهم، ناهيك عن عمليات النصب أو انتهاك الخصوصية التي يمكن للبعض إجرائها من خلال هذه المواقع.
لذلك عليك أن تكون حريصًا عند استخدام هذه المواقع، ولا تنجرف وراء الأشخاص والأفكار الغير مقبولة.
لقد خلق الله الناس لإعمار الأرض والتعارف والتكافل والتراحم فيما بينهم، وبناء مجتمعات سليمة ومتحابة، وأوصانا بأن لا نفرق بين الناس على أساس اللون أو العرق أو الجنس أو غيرها من الفروق الفردية، ولكن على أساس التقوى، ومن ذلك ما يلي:
قال الله (تعالى) في سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
ولا يقتصر الأمر الإلهي على التعارف والتحابب والتكافل بين الناس وعدم التفرقة بينهم إلا على أساس التقوى، ولكن على المسلم أن يكون فطنًا، يميز الخبيث من الطيب ويعرف الجيد من السيء، وفي ذلك يقول الله (تعالى) في سورة الزمر: “فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”
الرسول (عليه الصلاة والسلام)، كان حريصًا على تعليم الناس أداب التواصل فيما بينهم وله العديد من الأحاديث في ذلك نذكر منها التالي:
عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه (صلى الله عليه وسلم): لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ رواه مسلم.
و عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه (صلى الله عليه وسلم): “حقّ الْمُسْلمِ سِتٌّ: إِذا لقِيتَهُ فسلِّمْ عليْهِ، وإِذَا دَعاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لهُ، وإِذا عطس فحمِد اللَّه فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا ماتَ فاتْبعهُ”.
الاستخدامات الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي:
الاستخدامات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي:
عزيزي الطالب/ عزيزتي الطالبة، إن لكل شيء سلبيات وإيجابيات، والأمر يتوقف على شخصيتك أنت ومدى ثقتك بنفسك، وقدرتك على تقدير الأمور، فأنت وَحدك من يمكنه الإنتفاع بما في هذه المنصات من فوائد وتجنب ما يمكنه أن ينجم عنها من أضرار.
ولمن يعتقد أنه يقضي الكثير من الوقت على هذه الشبكات يمكنك استخدام تطبيقات تحسب لك الفترات الزمنية التي استخدمت فيها هذه المواقع، واحرص على تقنين استخدامك لها.
في الختام أعزائي الطلاب/ الطالبات، نقول أنه لا شيء يضاهي التجارب الإنسانية الطبيعية، وأن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكمل التواصل الطبيعي بين البشر وتقرب المسافات، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها كليًا في إقامة علاقات طبيعية بين البشر.
ولذلك عليك أن تنتهي من واجباتك ومسؤولياتك الدراسية والأسرية وتقوي علاقاتك بأهلك وأصدقائك، وتقدم العلاقات الحقيقية على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك يُفضل ممارسة نشاط فني أو رياضي ومشاركة الآخرين اهتماماتك على أرض الواقع للتمتع بالصحة النفسية والجسدية وتجنب كل ما يمكن أن ينشأ عن الاستخدام الغير مقنن لشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي.