تبدو السبل الملتوية وسيلة سهلة ومجزية للوصول في الكثير من الأحيان، إلا أن مثل هذه الوسائل لا تأتي بخير أبدًا، فالطريق الوحيد الأمن للوصول يبدأ من الجد والاجتهاد في العمل، وإخلاص النوايا، والسعي لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة للنجاح، وتعلُّم ما ينفع.
مقدمة إذاعة مدرسية عن الجد والاجتهاد
عزيزي الطالب/ عزيزتي الطالبة، إن السعي لاكتساب المعارف والمهارات يجعل منك إنسانًا أفضل على كل المستويات، وفي مقدمة عن الجد والاجتهاد عليك أن تُدرك أن الجُهد الذي تبذله في الطريق الصحيح يعود عليك بالخير، ومهما كانت الصعاب التي تتحملها في سبيل الوصول إلى أهدافك، فإن كلها سيهون عندما تُحقق أحلامك وتصل إلى أهدافك، وتنال ما تصبو إليه.
فالبناء الذي يتم تأسيسه بشكل صحيح وبالطريقة العلمية والخامات السليمة، هو بناء قوي يصمُد في وجه الريح، والهزَّات الأرضية، أما البناء الذي لا يلتزم بَنَّاؤُه بالمعايير الصحيحة هو بناء هشّ يمكن لأي هبّة ريح أن تُسقطه، ولن يُجدي نفعًا حينها إن تمّ إنجازه في وقت قياسي، وإن كان بناءه سبق البناء المؤسس بالشكل الصحيح في الوقت وعلاه في الارتفاع.
عليك أن تعرف أن الإنسان الذي نما وارتفع على أساس من الغش وخداع الذات هو إنسان فاشل وسيأتي اليوم الذي تنقشع فيه غيمة الأكاذيب التي يُخبّيء فيها ضعفه وفشله وينال من خلالها حقوق وامتيازات ليست له، ويبقى الشيء الأصيل هو الأثمن والأعلى شأنًا وقيمة.
وفيما يلي سوف نقدم لكم فقرات مختلفة لإذاعة عن الجد والإجتهاد.
آيات قرآنية لإذاعة عن الجد والاجتهاد
إن الاجتهاد والسعي والإخلاص في العمل من الأعمال التي تُقربنا إلى الله ويُثيبُنا عليه، وفي ذلك جاءت الكثير من الآيات البَينِّات نختار منها التالي:
قال (تعالى) في سورة التوبة: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”.
وقال (تعالى) في سورة الكهف: ” فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”.
وفي سورة الملك يقول (عز وجل): “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ”.
وجاء في سورة الزلزلة: “يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ* فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”.
حديث لإذاعة عن الجد والاجتهاد
من الأحاديث التي أوصانا فيها الرسول (عليه الصلاة والسلام) بإتقان العمل نختار التالي:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
“إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدّ أحدكم شفرته ولِيُرح ذبيحته”.
“ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده”.
“ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”.
“من بات كالًا من عمل يده بات مغفورًا له”.
“من بنى بنيانًا من غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرسًا في غير ظلم ولا اعتداء كان له أجر جار ما انتفع به من خلق الله (تعالى)”.
حِكَم عن الجد والاجتهاد
تعلمت الصمت من الثرثار، والاجتهاد من الكسلان، والتواضع من المتكبر، والغريب أني لا أقر بفضل هؤلاء المعلمين. -جبران خليل جبران
إنك بالإبرة تستطيع أن تحفر بئرًا. -نابليون بونابرت
أحسن وسيلة للتغلُّب على الصعاب اختراقها. -نابليون بونابرت
بمتابعتنا النهر نبلغ البحر. -بلوطس
يهب الله كل طائر رزقه ولكن لا يلقيه له في العش. -ج. هولاند
التوفيق والاجتهاد زوجٌ. فالاجتهاد سبب التوفيق، وبالتوفيق ينجح الاجتهاد. -عبد الله بن المقفع
من صحَّ فكره أتاه الإلهام، ومن دام اجتهاده أتاه التوفيق. -سقراط
ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا شيئًا نناضل من أجله. -سوفاج
ساعد نفسك يساعدك الله. -سوفوكليس
طريق المهمل مليئة بالأشواك. -شيشرون
قليلة هي الأمور التي يستحيل تحقيقها على الاجتهاد والمهارة، فالأعمال العظيمة لا تتم بالقوة، بل بالإصرار. -صمويل جونسون
العجز عن الاجتهاد والعجز عن الحياة مقترنان. -عباس محمود العقاد
الاجتهاد قرين الشك، فلا يصح الاجتهاد فيما لا شك فيه ولا يأتي الاجتهاد بما لا شك فيه. -وائل محمود
إن الانتماء أساس تحقيق الشعور بذاتك والتفوق. -فلاديمير بوتين
التفوق في العلم يزيد من الفخر بالأوطان. -أحمد زويل
اطلبوا قدر طاقتكم، فهناك خبث وراء كل ما يُطلب فوق طاقته. -نيتشه
الجندي الذي لا يأمل أن يصبح يومًا جنرالًا جنديٌ خامل. -مثل روسي.
من جدّ وجد، ومن زرع حصد. -مثل عربي.
شعر يقال في إذاعة عن الجد والاجتهاد
قال الإمام الشافعي:
بقدر الكـد تكسـب المعالــي … ومن طلب العلا سهر الليـالـي
ومن طلـب العلـى بغيـر كدٍ … أضاع العمر في طلب المحالٍ
وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي … ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا
وما استعـصى على قومِ منالٌ … إذا الإقـدام كـــان لــهـم ركابا
وقال الشاعر جبران خليل جبران:
يا بني العلم والفضيلة جدوا … كل كد فيه فلاح فكدوا
اطلبوا العلم لا تملوا طلابا … لا تكلوا إذا لقيتم صعابا
وابتغوا بالفضيلة التقويما … فهي والعلم لم يزالا قديما
ذلكم ما تقوله لبنيها … هذي الدار بارك الله فيها
فخذوا من ذاك أشعار حلاكم … وأبينوا آثاره في علاكم
إنما العلم والفضيلة نور … ورجاء ورحمة وسرور
واذكروا ما حييتم خير ذكرى … فضل هذا الحمى وفاء وشكرا
فاحفظوه ورتلوه نشيدا … وأعيدوا آياته ترديدا
وقال الشاعر خليل مطران:
اعـزم وكد فإن مضـيت فلا تقف … واصبـر وثـابــر فالنـجاح محققُ
لـيـس المُوفَّق من تـواتيـه الـمنى … لـكـن مـن رزق الثبـات مـوفــقُ
الجد والاجتهاد في طلب العلم
الكثير من الناس ممن لم ينالوا حظهم من التعليم لسبب أو لآخر يحسدون هؤلاء الذين منحتهم الحياة الفرصة للتحصيل والانتظام في التعليم، فهي نعمة عليك أن تكون شاكرًا لها عزيزي الطالب، وأن تُوفِّيها حقها من الشكر بالجد والاجتهاد في الدراسة.
إن كل علم تُحصِّلُه، وكل معرفة تصل إليك ترفع من وعيك وتزيد من قيمتك كإنسان، وترفع من درجاتك في مجتمعك، وهو أيضًا عمل تتقرب به إلى الله الذي يحب منك أن تُتقن عملك وأن تجتهد فيما فيه منفعة نفسك وغيرك.
عليك أن تتذكر أنك لست وحدك في هذه الدنيا، وأنك جزء من مجتمعك، وتَقَدُّم أي مجتمع إنما يُقاس بمحصِّلة اجتهاد عناصره، ورغبتهم في تحقيق التقدم والارتقاء.
أما المجتمع الخامل الذي يتواكل أفراده، ويتقاعسون عن بذل الجهد، يكون مجتمعًا مُتَخَلِّفًا، متراجعًا، ويُشَكِّل عبء على البشرية بوجه عام.
عبارات جميلة عن الجد والاجتهاد
النجاح هو محصلة الجهود التي تبذلها يومًا بعد يوم.
ليس عليك أن تُحبَط من الفشل مادمت قد بذلت الجهد المطلوب.
لا يمكنك إحراز نتائج ما لم تبذل الجهد وتجتهد.
إن إتقانك للعمل وجدّك واجتهادك يُكسبك الخبرات التي تساعدك في تحقيق أهدافك.
إن الموهبة هي هبة مُهدرة ما لم تقترن بالعمل والاجتهاد.
النجاح رائع عندما تتذكر حجم ما بذلته من جهد لأجل الوصول إليه.
الجد والاجتهاد يمنحاك الثقة بالنفس والرضا عن الذات.
الجهد الكامل انتصار كامل.
الجد والاجتهاد هما معيارا الجدارة.
كل ما يصل إليك من الخارج بدون استحقاق لن يُشعرك بالفخر الذي تحصل عليه من عملك وجهدك.
بذل الجهد اليومي هو ما يجعلك على قيد الحياة.
انتظار النجاح لا يصنع النجاح، ولكن السعي إلى النجاح هو ما يصنعه.
أفضل جهد يقوم به الإنسان هو في تحسين ما حوله.
بين الخيال والواقع بذل الجهود، فكل شيء جيد سيبقى خيال ما لم تجتهد في إخراجه للواقع.
ليكن هدفك أن تجتهد لتصبح شخصًا أفضل.
لكل جهد يُبذل مكافأة مُستَحَقّة.
البعض يتمنى النجاح والبعض الآخر يتحدث عنه أما الناجح فهو من يقوم بالعمل ويبذل الجهد.
إذاعة عن الجد في العمل
إن الجدّ في العمل يعني أنك تراقب الله في أعمالك، وأنك شخص ناضج وإنسان مسؤول لا تحتاج إلى رقيب عليك لتقوم بأعمالك، والنجاح الحقيقي الذي يُضيف إليك كإنسان ويرفع من شأنك هو ذلك الذي يأتي بعد بذل الجهد وأداء الأعمال المطلوبة.
أما النجاح السهل الذي يتحقق عبر الغش أو اعتمادًا على المال أو النفوذ، فهو نجاح هش لا يضيف إليك كإنسان، ولا يُرضي شغفًا، ولا يُحقق لك الإشباع الذي يُحققه النجاح المستحق.
هل تعلم عن الجد والاجتهاد في الدراسة
إن البقاء والرغبة في الاستمرارية من أهم بواعث الجد والاجتهاد مثل البحث عن الطعام والشراب.
الدوافع الذاتية للتقدم والارتقاء من أهم الدوافع لبذل الجهد والاجتهاد.
إن العالم المحيط يمكن أن يكون له أثرًا كبيرًا في دفعك ومساندتك لتحقيق أهدافك، ولكن عليك أن تستمد قوتك من داخلك إذا لم يكن المجتمع مساندًا.
العناية بالصحة أحد أهم وسائلك للجد والاجتهاد والتقدم.
القوة الذاتية والثقة بالنفس وبذل الجهد يمكنك بهم تحقيق المستحيل.
إن علاج السلبيات التي تَعُوقك عن تحقيق أهدافك والعمل بجد واجتهاد يضمن لك التفوق.
عليك تجاهل هؤلاء الذين يُثَبِّطُون عزيمتك ويقولون لك أنه ليس بإمكانك أن تنجح وتتفوق.
التركيز على الأهداف والسعي لها من أهم عوامل النجاح.
كراهية الفشل تساعدك على النجاح.
عليك أن تُدرك مواطن القوة والضعف فيك وتعمل بما لديك من مواهب وإمكانيات ولا تقارن نفسك بغيرك.
الخوف يُثنيك عن بذل الجهد وهو أكبر عائق أمام أي تقدم.
لا تهتم بآراء الناس فيك وكن واثقًا بنفسك.
لا تُقلل من شأن الآخرين ولو كانوا خصومك.
عليك أن تتفاءل وتكون شخصًا إيجابيًا مُنتجًا تحقق النجاح الذي تصبو إليه.
خاتمة لإذاعة مدرسية عن الجد والاجتهاد
أعزائي الطلاب والطالبات، في ختام إذاعة مدرسية عن الجد والاجتهاد تَذكَّر أن العالم في سباق محموم من أجل امتلاك أسباب القوة والرُّّقِيّ، وعليك أن تكون جزءًا من هذا السباق وإلا ستظل في المؤخرة، مجرد كَمّ مهمل زائد على المجموع.
والشباب في الدول المتقدمة يعرفون ذلك، ولذا يدرسون باجتهاد ويمارسون الرياضة، ويُصقلون مواهبهم بالعلم والعمل واكتساب الخبرة، فتجد من بينهم من يُحقق التفوق الرياضي، وينال الجوائز والمِنح بسبب ذلك، أو من يُصقل موهبته الموسيقية من سن مُبَكِّرة فيحقق نجاحًا، ويصبح اسمًا بارزًا وهو ما زال مراهقًا، ومنهم من يتمكن من تحقيق تفوُّق علمي باهر يُؤهله للالتحاق بكُبرى الجامعات وهو ما زال في سن الثانية عشرة.
القراءة أيضًا والتدريب على المهارات المختلفة يمكنه أن يُحسِّن من قدراتك ويجعلُ منك إنسانًا أفضل ويساعدك على تخطِّي الحواجز، ويحقِّق لك الأحلام والأمنيات التي سوف تبقى محرد أمنيات لا سبيل لتحقيقها إذا لم تأخذ بالأسباب وتجتهد في سبيل تحقيقها.
شكرا على اجتهادكم