إن علامة حب الإنسان المسلم للرسول (عليه الصلاة والسلام) هي اتباع سننه، والاهتمام بسيرته، والاقتضاء بأفعاله، وفي ذلك إرضاء لله رب العالمين، واكتسابًا لمحبته وفضله، واستجلابا للبركة في الحياة والعمل، واستحقاقًا لشفاعة الرسول يوم تحتاج إلى شفاعته.
مقدمة إذاعة عن السنن المهجورة
إن المسلم المؤمن المُتَّبِع لسنة النبي (عليه الصلاة والسلام) أقرب إلى الله وأعلى مكانة، وأداء السنن هو طريقك لاكتساب محبّة الله، ويعوض ما يمكن أن يحدث من نقص في أداء الفرائض، ويعصمك من السقوط في البدع غير المرغوبة، وهو من تعظيم شعائر الله (جل وعلا).
في إذاعة متكاملة عن السنن المهجورة نشير إلى أن اتباع السنن النبوية يجعلك ذاكرًا عابدًا شاكرًا لله في كل أوقات يقظتك، وفي كل فعل تقوم به في حياتك اليومية، وهو ما يستجلب البركة، ويحفظك من الشرور، ومع الوقت تصبح هذه السنن سجيّة فيك تمارسها بصورة طبيعية دون أن تشعر أنك تفعل ما هو خارج عن طبيعتك.
وسوف نقدم لكم الآن اذاعة متكاملة عن السنن المهجورة، تابعوا معنا.
فقرة القرآن الكريم لإذاعة عن السنن المهجورة
لقد حثّنا الله على اتباع سنن الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) في أكثر من موضع من آيات الذكر الحكيم، منها ما نورده فيما يلي:
قال الله (تعالي): “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”. –سورة آل عمران
وقال (تعالى): ” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”. –سورة الأحزاب
وقال (تعالى): ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا”. –سورة الأحزاب
وقال (تعالى): ” وَأَطِيعُوا اللَّه وَالرَّسُول لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”. –سورة آل عمران
وقال الله (تعالى): ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”. –سورة النساء
حديث للإذاعة عن السنن المهجورة
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ”. –رواه البخاري
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي”. –رواه البخاري ومسلم
وقال (عليه الصلاة والسلام): ” إنِّي قد تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسنَّتي”. –رواه مسلم
وقال العرباض بن سارية (رضي الله عنه) : “وعظنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) موعظةً بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قال قائل: يا رسول الله! كأنَّ هذه موعظة مودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنَّه مَن يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديِّين الراشدين، تَمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة”. –رواه الترمزي وابن ماجه وأبو داود
حكمة لإذاعة عن السنن المهجورة
من علامة المحبَّة لله (عزَّ وجلَّ) متابعة حبيبه (صلَّى الله عليه وسلَّم) في أخلاقه، وأفعاله، وأوامره، وسنَّته. –ذو النون المصري
اذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فلا تغترّوا به، حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة. –الإمام الشافعي
أي عامل من عمالي رغب عن الحق ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم، وقد صيرت أمره إليكم حتى يراجع الحق وهو دميم. –عمر بن عبد العزيز
ألا أدلك على خير من الجهاد؟ تبني مسجدًا وتُعَلِّم فيه الفرائض والسنة والفقه في الدين. –عبد الله بن عباس
إن الإنسان ليتصاغر أمام من هو أقرأ منه، سنة الله “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”. –جودت سعيد
ليس في سنة الله الإكراه “إن نشأ ننزل عليكم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين”. –مصطفى محمود
الاقتصاد في السنة أفضل من الاجتهاد في البدعة. –عبد الله بن مسعود
حُكمي في أهل الكلام: أن يُضرَبوا بالجريد والنعال، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل ويُقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام. –الإمام الشافعي
كلمة الصباح عن السنن المهجورة
أعزائي الطلاب والطالبات، إن محبة النبي تتجلى في اتباع سننه، وهجر ما نهى عنه، ومن السنن المهجورة التي تركها الناس في العصر الحديث للعديد من الأسباب نتذكر ما يلي:
التَّسَحُّر بالتمر:
إن التمر من الأغذية الغنية بالألياف والسكريات والمعادن الهامة، ولقد أوصى الرسول بالتَّسَحُّر به في الحديث الشريف التالي:
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) قال: “نعم سحور المؤمن التَّمر”. -رواه أبو داود.
الشرب على ثلاثة جرعات:
كان الرسول لا يعب الماء عبًا ويبعد الإناء ثلاث مرات عن فمه ليتنفس، وذكر ذلك في الحديث التالي:
عن أنسٍ (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) يتنفَّس في الشَّراب ثلاثاً ويقول: “إنَّه أروى، وأبرأ، وأمْرأ”. -متفق عليه.
لعق الإصبع وتنظيف اللقمة إذا سقطت:
وذكر الرسول ذلك في الحديث التالي:
عن جابر (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ: “إِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ فِي أَيِّهِ الْبَرَكَةُ”. -رواه مسلم.
وفي لفظ: “إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من الأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشَّيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتَّى يلعق أصابعه، فإنَّه لا يدري في أيِّ طعامه البركة”. -رواه مسلم.
الدعاء بعد تناول الطعام أو الحليب:
كان الرسول (عليه الصلاة والسلام) شاكرًا عابدًا ذاكرًا في جميع أحواله، ومن الدعاء المأثور عنه (عليه أفضل الصلاة والسلام) بعد تناول الطعام أو الحليب ما جاء في الحديث التالي:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم): “من أطعمه الله الطَّعام فليقل: اللهمَّ بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه. ومن سقاه الله لبنًا فليقل: اللهمَّ بارك لنا فيه وزدنا منه”. وقال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم): “ليس شيء يُجزئ مكان الطَّعام والشَّراب غير اللَّبن”.
المضمضة بعد شرب الحليب:
يستحسن المضمضة بعد شرب الحليب وهي من السنن الصحية لحماية صحة الفم والأسنان ومنع تكاثر البكتريا التي يمكنها أن تنتج الأحماض المسببة للتسوس، وجاء ذكر ذلك في الحديث التالي:
عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) شرب لبنًا فمضمض وقال: “إنَّ لـه دسمًا”. -متفق عليه.
الاستغفار:
كان الرسول يستغفر في المجالس كثيرا حتى أن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) قال: إن كنَّا نعد لرسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب عليَّ، إنَّك أنت التَّواب الرَّحيم. -رواه الترمذي
سجود الشكر:
عندما يحدث أمر محمود كان الرسول (عليه الصلاة والسلام) يسجد شكرًا لله (تعالى)، وهو أمر فعله الصحابة عند وقوع نعمة أو انقشاع نقمة.
التهاني:
من السنن المأخوذة عن الرسول (عليه الصلاة والسلام) تهنئة من تجد عليه نعمة أو تُرفَع عنه نقمة، وذلك مما ينشر المودة والمحبة بين الناس ويقرب ما بينهم، ومن الكلمات المأثورة عن الرسول في التهنئة “ما شاء الله، تبارك الله، أسأل الله أن يبارك لك”.
هل تعلم عن السنن المهجورة
نقدم لكم -أعزائي الطلاب والطالبات- المعلومات التالية ضمن إذاعة عن السنن المهجورة :
إن الاقتداء بالرسول واتباع سنته دليلًا على حبك له.
السنن المهجورة هي تلك التي يغفل عنها أغلب المسلمين في العصر الحديث، وهي تتفاوت في أهميتها، بحسب لزوم الرسول (عليه الصلاة والسلام) لها، أو أدائها من حين إلى آخر.
إن السنن من الأعمال التي يرتفع بها المسلم وتعلو درجته.
إن من يُعَلِّم الناس السنة يبقى أجره ما عمل الناس بها.
السنن من الأعمال التي يحبها الله ورسوله.
قراءة سورة الإخلاص وسورة الكافرون من السنن المحببة في صلاتي الفجر والمغرب.
الرسول (عليه الصلاة والسلام) لم يعب طعامًا قط.
الصلاة ركعتين عند دخول المنزل وعند الخروج منه من السنن المستحبة.
ركعتي سنة المسجد من السنن المستحبة عن الرسول (عليه الصلاة والسلام).
الفصل بين الفريضة والنافلة في الصلاة بالحديث أو الانتقال من موضع إلى آخر.
قم بنفض فراشك قبل النوم فهي من السنن المهجورة، ويُستحب أن تقول الدعاء الذي ذكره الرسول (عليه الصلاة والسلام) في الحديث التالي: “إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ”.
إن الوضوء قبل النوم من السنن المهجورة.
إن تسمية الله قبل ارتداء الملابس من السنن المهجورة.
الأذكار بعد الصلاة وقبل النوم من السنن المستحبة كما جاء في الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: “مَنْ قَالَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا عَدَدَ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ وَكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الطَّيِّبَاتِ الْمُبَارَكَاتِ ثَلَاثًا، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِثْل ذَلِكَ، كُنَّ لَهُ فِي قَبْرِهِ نُورًا، وَعَلَى الْجِسْرِ نُورًا، وَعَلَى الصِّرَاطِ نُورًا، حَتَّى يُدْخِلْنَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ”.
من السنن المهجورة عن الرسول (عليه الصلاة والسلام) صلاة ركعتين لله عند التوبة من أحد الذنوب، وعن أبي بكر الصِّديق (رضي الله عنه) أنَّ النَّبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) قال: “ما من رجلٍ يذنب ذنبًا، ثمَّ يقوم فيتطهر، ثمَّ يصلِّي -وفي رواية: ركعتين- ثمَّ يستغفر الله؛ إلا غفر الله له”. -رواه أبو داود والترمذي، وصحَّحه الألباني
الصدقة عند التوبة من السنن المستحبة عن الرسول.
أن تسبح الله وتكبره إذا وجدت أمرًا تعجب له أو تستنكره.
كتابة الوصية من السنن المستحبة عن الرسول (عليه الصلاة والسلام).
أن تزيد من أقرضك برغبتك وبدون اتفاق، من السنن المستحبة عن الرسول (عليه الصلاة والسلام).
منع الأطفال من اللعب خارج المنزل عند قدوم الليل.
أن لا تخلع يدك من مصافحك حتى يبدأ هو.
أن تعريض الجسم للمطر إذا هطل من السنة المستحبة عن الرسول.
خاتمة عن السنن المجهورة للإذاعة المدرسية
في ختام إذاعة مدرسية عن السنن المهجورة نُذكرك -عزيزي الطالب/ عزيزتي الطالبة- أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) كان خير قدوة وخير مثل لنا، وأن الله وصفه بأنه على خُلُق عظيم، وأنه قال (عليه الصلاة والسلام): “أدَّبني ربي فأحسن تأديبي” والعمل بسنة الرسول لا يزيدك إلا أدبًا وقُربًا من الله فلا تبخل على نفسك بفضل أداء السنن المباركة التي تساعدك وتقربك من الله وتستوجب حب نبيك وشفاعته لك.
