لقد خُلق الإنسان فضوليًا، فهو يسعى دائمًا لكشف الأسرار من حوله، وهذه الفضيلة قادته لاقتحام الفضاء والغوص في البحار، ولمواجهة الحيوانات المفترسة فروّدها، وتتبع طيران الطيور حتى تمكن من الطيران والتحليق في الأفق بالطائرات الشراعية والألية. وتمكن من تدجين الحيوانات وتربية الطيور منذ عشرة ألاف سنة، وبدأ في تسجيل تجاربه، وما عرف من معلومات نتيجة للتجارب اليومية التي يقوم بها، فنفع نفسه ومن بعده بهذه المعارف.
مقدمة تعبير عن فضل العلم
إن المعارف والعلوم لا تتوقف فقط عند ما يجده الإنسان في حياته من خبرات، ولكن في مقدمة عن فضل العلم يمكن للعالم والباحث التنبؤ بأشياء لم تكتشف بعد، كما فعل العالم مندليف الذي وضع الجدول الدوري للعناصر وترك أماكن للعناصر التي لم تكتشف بعد. وكما يتوقع علماء الفلك الظواهر الطبيعية من خسوف وكسوف.
ولقد كانت شجرة العلم بذرة صغيرة في بداية خلق الإنسان تعهدها بالرعاية والسقاية يومًا بعد يوم وحتى صارت شجرة وآرفة الظلال، وظهر ذلك جليًا في القرن الثامن عشر حيث بدأت الثورة الصناعية في العالم، وأصبحت التكنولوجيا جزءً من حياة الناس اليومية، وتم اختراع العديد من المخترعات البالغة القيمة مثل الميكروسكوب الذي سمح للإنسان بإلقاء نظرة على عالم الميكروبات، والميكروسكوبات الإلكترونية ذات التكبير العالي للغاية، والتلسكوبات التي سمحت للعلماء بدراسة الأجرام السماوية بشكل أفضل، ما ساعدهم على ابتكار مركبات فضائية يمكنها الوصول إلى الأجرام القريبة مثل القمر والزهرة والمريخ.
موضوع تعبير عن فضل العلم بالعناصر والأفكار
يقول أغسطس هير: “التفكير هو الريح، المعرفة هي الشراع، والبشرية هي السفينة.”
وبدون العلم لا يمكن للإنسان أن يستكمل رسالته على الأرض، فلقد أمره الله بأن يمعن النظر فيما حوله من معجزات، وأن يعمل ويجتهد لعمارة الأرض، ومنفعة الناس، والمعرفة تتيح للإنسان استغلال موارده على الوجه الأمثل، وتأمين حياته، والتمتع بالرفاهية فلقد سخّر الله للإنسان ما يساعده على البقاء، ويوفّر له حياة أمنة.
قال تعالى: “وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.”
لقد فتح الإسلام الباب واسعا أما الناس للبحث والتعلّم ودراسة ما حولهم، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنتم أعلم بشؤون دنياكم.”
موضوع تعبير عن فضل العلم
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول فضل العلم يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.”
لقد رفع الله الناس فوق بعضهم البعض بما أكتسبوا من علوم ومعارف، فالعلم قوة وريادة، وعلى أساسه تكتسب الدول تأثيرها في محيطها، وتتمكن من حماية أمنها وتوفير احتياجاتها، وعلم بلا قوة هو علم ضائع لا يجد ما يحميه، ولذلك فإن الدول التي لا تحترم علمائها ولا تستخدم علمهم في تطبيقات نافعة هي دول ضعيفة لا نهضة لها.
يقول هيرودوت: “إن أكثر أنواع الألم مرارة عند المرء هو أن يملك الكثير من المعرفة لكنه لا يملك شيئا من القوة.”
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن فضل العلم يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن فضل العلم .
تعبير عن أهمية فضل العلم
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية فضل العلم فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
إن التطور العظيم الذي وصل إليه الإنسان في مجالات المواصلات على سبيل المثال نموذجًا لما للعلم من فضل في حياة الناس، فبعد أن كانوا يستخدمون الحيوانات في تنقلاتهم، أصبح لدينا الأن طائرات تكسر حاجز الصوت، وقطارات سريعة ومركبات من كل شكل ولون تجوب الأرض بطولها وعرضها، بل أن الإنسان قد وضع قدمه على القمر باستخدام المركبات الفضائية التي حملته إلى خارج الأرض.
كذلك التطور الحادث في مجالات التشخيص الطبي والعلاجات الحديثة والأدوية، كلها أمور شهدت طفرة كبيرة في العالم المعاصر.
وفي عصر العلم لا يمكن للإنسان أن يحيا بدون اللحاق بركب الحضارة ويتعلّم العلوم الحديثة، وتلقي العلم بمثابة فريضة على الإنسان المسلم، وهو من الأعمال التي تقربّه إلى الله وينصلح بها أمر دنياه وأخرته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن سَلَكَ طَرِيـقـَاً يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيقاً بِهِ إلى الجَنَّةِ.”
وقال أيضا: “مَن خَرَجَ في طَلَبِ العِلمِ فهو في سَبِيلِ اللهِ حتى يَرجِعَ.”
تضمن بحث عن أهمية فضل العلم تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن فضل العلم قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن فضل العلم قصير
لقد بلغ من أهمية العلم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعل فداء الأسير في غزوة بدر نظير تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، ولقد أكد ابو حامد الغزالي هذا المعنى في كتاب إحياء علوم الدين حيث قال: “أما فرض الكفاية – من العلوم المحمودة – فهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا كالطب إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان، وكالحساب فإنه ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث وغيرها. وهذه هي العلوم التي لو خلا البلد ممن يقوم بها لحرج فلا يتعجب من قولنا إن الطب والحساب من فروض الكفايات، فإن أصول الصناعات أيضاً من فروض الكفايات كالفلاحة والحياكة وغيرها.”
لقد كان الاهتمام بالعلم في أوجه في عصر ازدهار الدولة الإسلامية، وحتى أن العلماء المسلمين قد ابتكروا علومّا لم تكن موجودة في ذلك العصر مثل علم الجبر وحساب المثلثات، وابتدعوا المنهج العلمي القائم على البحث والتجربة والاستنتاج في الكتابة.
ولقد كان للمسلمين فضلًا في إدخال الصور التوضيحية للكتب، كما هو الحال في رسم عمليات جراحية، وخرائط جغرافية، وكتب المسلمون الموسوعات والقواميس ورتبوها بحسب حروف الأبجدية.
وكانت المكتبات العربية تضم أقسامًا للترجمة، وأقسامًا للنسخ والحفظ والتوزيع، ويعمل بها أعداد كبيرة من المترجمين من لغات عديدة، وناسخين، وموزعين، وانتشرت المكتبات في القاهرة والقيروان وبغداد ودمشق وازدهرت بشكل كبير. فالعلم كله منافع إذا ما وجهّته إلى الخير، يقول عمر بن الخطاب: “العلم إن لم ينفعك لم يضرك.”
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن فضل العلم .
خاتمة تعبير عن فضل العلم
إن العلم هو أفضل ما يمكن الإستزادة منه، ففي خاتمة موضوع تعبير عن فضل العلم كلما تعلمت كلما علا قدرك وأصبحت اكثر نضجًا وفهمًا لحقيقة الأمور من حولك، وأكثر وعيًا بالحياة وبسبل حل المشكلات ومواجهة الأزمات. ولا يوجد أمة نهضت إلا وأسست نهوضها على العلم والمعرفة، ولولا العلم ما كانت حضارة ولا كان تاريخا، فالعلم سبيلك للوصول إلى الحقائق، ويحتاج منك إلى الكثير من الصبر والاجتهاد والجدّ والكد.
يقول مارك توين: “الرّجل الذي لا يقرأ لا يتميّز عن الرّجل الذي لا يستطيع القراءة.”
وفي خاتمة عن فضل العلم نذكر أنه وحده السبيل لحماية نفسك وبلادك، والإبقاء على الأمان والرخاء، فكما قال ألفن توفلر: “إن الأمة التي تتفوق في المعرفة ، تتفوق في القوة.”
