موضوع تعبير عن الريف ومظاهر الحياة به

عندما يذكر الريف تتبادر إلى الذهن صور الطبيعة الحلّابة الرائعة، وصوت العصافير، وأزيز النحلات العاملات، وحيوانات الحقل، وثمار وأزهار من أنواع وألوان شتى، تطيب بها النفوس، ويشعر معها الإنسان بالسعادة والاكتفاء.

يقول أرسطو: ” إذا كان طريق ما أفضل من آخر فتأكد أنه طريق الطبيعة.”

مقدمة تعبير عن الريف

إن الحياة في الريف تجعل الإنسان أكثر تناغما وقربا مع الطبيعة الأم، وأبناء المدن الذين يقضون وقتا في الريف يمكنهم بسهولة الشعور بفارق كبير في روتين ونمط الحياة، وفي سرعة الأحداث، ففي الريف يعرف الناس بعضهم البعض، ويساعدون بعضهم البعض ويتشاركون الآلام والأفراح، ولا يحتاجون للتأهب طوال الوقت بسبب سرعة الحياة، وما يواجهونه يوميا من طوارئ في حياتهم.

الحياة في الريف أكثر بساطة وتنظيما، وفي مقدمة عن الريف نذكر ان سكانه يعرفون مواعيد الغرس والجني والري، ويقومون بأعمالهم وسط جو نقي تكسوه الخضرة وحولهم المسطحات المائية، يجنون ما يزرعون ويحصدون ما يغرسون.

موضوع تعبير عن الريف بالعناصر والأفكار

الحياة في الريف أمرا رائعا فحتى الأصوات التي تحيط بسكانه هي أصوات الطبيعة الخلابة، وهم يرون وجوها مألوفة حولهم أينما ذهبوا، تتسلل أشعة الشمس بدفئها من خلال جلودهم، ويتشربون ندى الصباح الصافي النقي، قلوبهم صافية تعرف المودة والرحمة والقرب من الله.

تقول الشاعرة نازك الملائكة:

عند هذي الأكواخ شاعرتي ألقي ** المراسي تحت الفضاء الصاحي

أنظري أيّ عالم فاتن المجلى ** بعيد عن ضجّة الأتراح

أنظري عّلنا بلغنا أخيرا  ** ذلك الشاطىء الذي نتمّنى

بعد ليل من المسير طويل  ** ضاع فيه عمري كلالا وحزنا

موضوع تعبير عن الريف

أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول الريف يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.

الريف من أهم المجتمعات المنتجة، التي لا يمكن لأحد الاستغناء عنها، فهي توفر الثروة الحيوانية والثمار والحبوب، وكذلك منتجات الألبان، والطيور والبيض، وغيرها من المنتجات الريفية العالية الجودة.

ويتمتع الريف بهواء نقي وهو أمر يفتقده سكان المدن الكبيرة حيث تنتشر حولهم الملوثات بمختلف أنواعها من أبخرة مصانع، لعوادم سيارات، لغيرها من الملوثات الناجمة عن الازدحام، ولذلك فإن الحياة في الريف تحسن من الصحّة وخاصة صحة الجهازين التنفسي والدوري، وهي توفّر لك الغذاء الطازج الغني بالألياف لدعم صحة الجهاز الهضمي أيضا.

وفي الريف تتمتع الناس بالمزيد من الخصوصية، فمنازل الأسر تكون عادة مستقلة، وتحيط بها المساحات الزراعية ما يجعل الإنسان لديه حيز أكبر من الاستقلالية، بعكس الحياة في المدينة حيث يتم استغلال المساحات في الأبنية، وتتجاور العمارات السكنية والشقق ويتزاحم الناس في الأسواق وفي وسائل المواصلات الجماعية، ويشعر الإنسان بأنه بلا خصوصية، وفي خضم ما يشبه المعركة اليومية.

الحياة في الريف أكثر أمنا ويتعرض فيها الإنسان لمخاطر أقل بعكس الحياة في المدينة حيث يكون معرضا للكثير من المخاطر المتعلقة بالسلامة وبالأمن.

ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن الريف يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن الريف .

تعبير عن أهمية الريف

وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية الريف فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.

إن القرب من الطبيعة بخضرتها ومسطحاتها المائية يمكن أن يحسن من الحالة النفسية للإنسان ويزيل القلق ويعالج الاكتئاب، والكثير من الدراسات تؤكد على ضرورة تواصل الإنسان مع الطبيعة للحصول على الاستقرار النفسي والعصبي.

والإنسان الذي يوجد في الطبيعة يمكنه أن يمارس العديد من الأنشطة البدنية التي تحسن من صحته الجسدية مثل البستنة والزراعة وتربية الحيوانات، وكذلك ركوب الخيل على سبيل المثال أو السير لمسافات طويلة، أما في المدينة فيقضي أغلب الناس جلّ وقتهم أمام الشاشات ولا يمارسون نشاطا بدنيا.

في الريف يمكنك الحصول على المنتجات العضوية والطازجة بدون المرور بمراحل المعالجة والتصنيع، التي تتعرض لها أغلب المنتجات وحتى تصل إلى أرفف المتاجر ومنها إلى ثلاجتك.

تقل في الريف معدلات ارتكاب الجرائم، ويعرف الناس بعضهم البعض حيث يكون من الصعب أن يتسلل إلى القرية الغرباء ليمارسون الجرائم ضد السكان، وكذلك ترتفع معدلات الأمان.

الحصول على حاجتك من أشعة الشمس التي تقتل الميكروبات الضارة، وتحفّز الجسم على إنتاج فيتامين د طبيعيا من محاسن الحياة الريفية، وكذلك تنفس الهواء النقي الخالي من الملوثات.

العائد الشخصي أحد مزايا العيش في الريف، فالإنسان يستمتع بإنتاج غذاءه وتوفير حاجته، وهو يسعد برؤية نتاج تعبه وجهده، وهذا ما يحدث في وقت الحصاد، حيث يجد الإنسان عمله وقد تحول إلى شئ مفيد وصالح ويساعد على الحياة.

تضمن بحث عن أهمية الريف تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.

موضوع تعبير عن الريف قصير

إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن الريف قصير

كان الريف ولازال ملهما للكتاب والشعراء في مختلف العصور ومن مختلف الجنسيات، قال فان جوخ: “تعلم أن تتمشى لبعض الوقت يومياً، وحافِظ على إعجابك وحُبك للطبيعة، لأن هذه هي الطريقة الصحيحة لفِهم الفن بطريقة أفضل، يجب أن يعشق الرسام الطبيعة ويُعلمنا أن نراها بطريقة أفضل.”

وحتى عندما تتصور الجنة أو تقرأ عنها في الكتب السماوية، ستجد فيها ما لذ وطاب من ثمار وأشجار وارفة الظلال، تجري من تحتها الأنهار.

قال تعالى: “مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ.”

والإنسان هو جزء من الطبيعة، ولا يمكن ان يحصل على التوازن النفسي والجسدي إلا إذا اقترب منها واستمع إلى صوتها، وتناغم مع إيقاعها، فكل مشكلة حديثة يعاني منها الإنسان في العصر الحديث كان السبب ورائها بعده عن الطبيعة، فهو قد أغلق على نفسه بجدران من الأسمنت والحديد، وجلس ساعات طويلة أمام الشاشات حتى أصيب بالبدانة وأمراض القلب والسكر وغيرها من مشكلات العصر الحديث.

وهو يسرف في حرق الوقود الأحفوري ما يتسبب في غضب الطبيعة عليه، فنعاني من الاحتباس الحراري، والتغيرات المناخية العارمة، وذوبان الأقطاب كما لم يحدث من قبل. وهو يقطع أشجار الغابات التي تعمل كرئة للأرض تنقي الهواء من الملوثات وتنتج الأكسجين، فيعاني كما لم يعاني من قبل، وتختفي بسببه الكثير من الأنواع الحية وتنقرض.

يقول توليستوي: “واحدة من أول شروط السعادة هي أن العلاقة بين الرجل والطبيعة يجب أن لا تُكسر.”

وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن الريف .

خاتمة تعبير عن الريف

لقد فطن العلم الحديث إلى ضرورة عودة الإنسان إلى الطبيعة الأم، وفي خاتمة موضوع تعبير عن الريف نذكر ان بعض دول العالم الأول قد بنت كبائن لأبناء المدن في وسط الريف والجبال والغابات ليقومون بتأجيرها في الأجازات السنوية للعيش وسط الطبيعة، وسمحت لهم بممارسة البستنة ليعيش ابناء المدن تجربة الحياة في الطبيعة الريفية الرائعة.

وفي خاتمة عن الريف نذكر قول الفيلسوف باروخ سبينوزا: “أيًا كان ما يناقض الطبيعة فهو مناقض للمنطق، وأيًا كان ما يناقض المنطق فهو سخيف.”