كيف اعرف مصدر رائحة الفم؟

عند مراجعة الطبيب بشأن مشكلات رائحة الفم الكريهة، سيبدأ بسؤالك عدة استفسارات للتحري عن نظافة الفم ونوعية الطعام الذي تتناوله يوميًا وما إذا كانت لديك حساسية تجاه شيء معين، بعد ذلك سيقدم لك بعض الاختبارات الأساسية لتحديد سبب المشكلة ومنها:

– فحص الهاليمتر، الذي يقيس مستويات السلفر في الزفير.
– اختبار آخر لرصد الغازات المتطايرة مثل كبريتات الهيدروجين.
– فحص بانا لتقييم كمية الإنزيمات التي تفرزها البكتيريا المؤثرة في رائحة الفم.
– وأخيرًا، تحليل مستوى إنزيم البيتا جلاكتوسيديز الذي يلعب دوراً في تكوين رائحة الفم السيئة.

أنواع رائحة الفم الكريهة

تختلف أسباب رائحة الفم الكريهة وتتنوع مصادرها، فقد تكون رائحتها شبيهة بالفواكه أو الحلويات، ممّا يعكس غالبًا زيادة في مستويات السكر بالدم أو الإصابة بما يُعرف بالحماض الكيتوني السكري.

وتوجد رائحة أخرى تماثل رائحة البصل المحمص، تظهر عادةً عند اعتماد الجسم على الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة.

قد يُعاني البعض من رائحة فم النتنة أو المتعفنة، التي يمكن أن تنتج عن وجود خراج أو العدوى في مناطق مثل الفم، الحلق، أو الرئتين، بالإضافة لاحتمال أن تكون مؤشراً لوجود مشاكل في الكبد.

وأخيرًا، الرائحة الحامضة للفم يمكن أن تكون دليلاً على الإصابة بالارتجاع المريئي، حيث تنتقل أحماض المعدة إلى المريء بشكلٍ متكرر.

عندما يكون للفم رائحة تشبه رائحة البول أو الأمونيا، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في الكلى تعرف باسم الأزوتيميا.

إذا كان هناك رائحة تماثل رائحة الأقدام المتعرقة، فقد يكون السبب وراء ذلك هو إصابة الشخص بمرض إحمضاض الدم الإيزوفاليريكي، حيث يحدث تراكم لمادة اللوسين في الدم، وذلك أمر شائع بين الرضع.

أما الرائحة التي تشبه رائحة السمك، فغالبًا ما تكون بسبب متلازمة رائحة السمك، وهي حالة وراثية تؤدي إلى تراكم الترايميثيلامين في الجسم بسبب عيب في الأيض.

وفي حالات فرط الميثيونينيميا، وهو اضطراب جيني آخر، يمكن أن يعجز الجسم عن تمثيل الأحماض الأمينية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ظهور رائحة الفم التي تشبه الملفوف المسلوق.

اسباب رائحة الفم الكريهة

أمراض الجهاز الهضمي

عندما يحدث خلل أو مرض في الجهاز الهضمي، قد ينعكس ذلك على رائحة الفم التي تصبح مشابهة لرائحة البراز. من الأمراض الهضمية التي تظهر تأثيرها على نقاء النفس هي:

– الارتجاع المعدي المريئي، حيث ترتد محتويات المعدة مثل الأحماض وعصارة الصفراء وبقايا الطعام غير المهضومة إلى المريء، مما يؤدي إلى تغير في رائحة الفم.

– انسداد الأمعاء، الذي يعتبر عائقاً يمنع الطعام من المرور بشكعمل طبيعي، مما قد يؤدي إلى تكرار القيء وظهور رائحة فم غير مستحبة ناتجة من المعدة.

أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي

تتكاثر بعض الجراثيم على اللوزتين في أعماق الحلق، مما يؤدي إلى ظهور رائحة الفم الغير محببة. كما تلعب الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي دورًا كبيرًا في ذلك، وتتضمن الأسباب:

– الإصابات والالتهابات في الأنف، الحلق، أو الجيوب الأنفية.
– الإصابة بأمراض مثل الزكام والإنفلونزا.
– تضخم والتهاب القصبات الهوائية يؤدي إلى تراكم المخاط بكثرة في المسالك التنفسية، مما يساهم في ظهور رائحة الفم السيئة، فضلًا عن أثر البكتيريا المسببة لالتهاب القصبات في تفاقم المشكلة.
– الالتهاب الرئوي، الذي قد يحدث بسبب استنشاق مواد مثل القيء أو الطعام، يؤدي إلى تورم والتهاب الرئة والمسالك التنفسية، مصاحبًا ذلك رائحة فم غير مرغوبة.
– الحساسية، حيث تسبب أدوية الحساسية جفاف الفم، ويؤدي احتقان الجيوب الأنفية إلى التنفس من الفم، ما يزيد من جفافه ويسهم في سوء رائحة الفم.

مرض السكري

عند الأشخاص الذين يعانون من السكري، غالبًا ما تتأثر معدلات الأنسولين في الدم، ما يؤدي إلى تقليل قدرة الجسم على استخدام الكربوهيدرات كمصدر للطاقة.

في هذه الحالة، يتجه الجسم نحو استهلاك الدهون المخزنة لإنتاج الطاقة، الأمر الذي ينتج عنه جزيئات تُعرف بالكيتونات.

تراكم هذه الكيتونات في الدم يؤدي إلى زيادة حموضته، مسببًا حالة خطرة تُعرف بالحماض الكيتوني. هذه الحالة لا تُسبب فقط روائح كريهة للفم بل قد تشكل أيضًا خطرًا جديًا على حياة المريض.

عدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان

عندما لا تُزَال بقايا الأطعمة من الفم، تتجمع هذه البقايا على الأسنان وفي الفراغات بينها، فضلاً عن تجمعها على اللسان واللثة.

هذا التراكم يُعيق تحلل هذه البقايا ويُفضي إلى ظهور رائحة الفم غير المستحبة. بالإضافة إلى ذلك، يُعزز هذا التراكم من نمو البكتيريا التي تُشكل طبقة البلاك.

ومع مرور الوقت، قد تؤدي هذه الطبقة إلى حدوث التهابات اللثة، دواعم الأسنان، وتسوس الأسنان، وهو ما يُساهم بدوره في زيادة سوء رائحة الفم.

يُعتبر استخدام الفرشاة والخيط الطبي بانتظام وسيلة فعّالة لإزالة جزيئات الطعام العالقة بين الأسنان، مما يُساهم في الحد من مشكلة رائحة الفم الكريهة ويحافظ على صحة الفم والأسنان.

جفاف الفم

يتمتع اللعاب بدور حيوي في الحفاظ على نظافة الفم بصورة دائمة. ومع ذلك، قد يواجه البعض مشكلة جفاف الفم لأسباب مختلفة، سواء كانت طبيعية أو بسبب إصابات معينة.

قد ينجم جفاف الفم عن مشكلات في الغدد اللعابية أو كأثر جانبي لبعض الأدوية، وأحياناً بسبب التنفس الطويل عبر الفم، مما يسبب ظهور رائحة غير مستحبة للفم.

تقويم الأسنان وأطقم الأسنان

إذا لم يتم تنظيف تقويم الأسنان بانتظام، فإن بقايا الطعام المتراكمة على الأسنان قد تؤدي إلى تكاثر البكتيريا وظهور رائحة الفم الكريهة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي استخدام طقم الأسنان الذي لا يثبت بشكل صحيح إلى ظهور تقرحات والتهابات في الفم، الأمر الذي يعزز من فرصة إصدار رائحة فم غير مستحبة.

علاج رائحة الفم الكريهة

لمعالجة رائحة الفم الكريهة، يتطلب الأمر تحديد المسببات أولاً. ومع ذلك، هناك بعض الخطوات العامة التي يمكن اتخاذها للحد من هذه المشكلة أو القضاء عليها.

المحافظة والالتزام بتنظيف الأسنان

من المهم الحرص على غسل الأسنان بعناية بعد تناول كل وجبة، ولكن يجب القيام بذلك على الأقل مرتين في اليوم ولمدة دقيقتين في كل مرة.

بالإضافة إلى ذلك، من الضروري استبدال فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر أو أقل، وذلك لمنع تكون البكتيريا عليها ولضمان تحقيق أعلى درجات نظافة الفم.

استخدام خيط الأسنان

لا تكفي الفرشاة وحدها لتنظيف الأسنان بشكل كامل، حيث تقوم بإزالة الجزء الأكبر من البقايا والجير على الأسطح المرئية للسن، لكن هناك نحو 40% من الأسطح تقع بين الأسنان حيث لا تصل الفرشاة.

لذا، من الضروري استخدام خيط الأسنان للوصول إلى هذه المناطق الضيقة وضمان نظافة فموية شاملة.

استخدام غسول الفم أو المضمضة بالماء

يُوصى بتطبيق معقم الفم ذو خصائص مقاومة للبكتيريا مرتين في اليوم للمساعدة في التخلص من رائحة الفم الغير مستحبة.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هذا الاستخدام يسهم فقط في القضاء على البكتيريا السطحية ولا يتعامل مع الأسباب الجذرية للمشكلة. لذا، لا يجب الاعتماد عليه كحل دائم لرائحة الفم.

تنظيف طقم الأسنان وجسر الأسنان

يشدد أخصائيو طب الأسنان على ضرورة العناية بنظافة الأطقم الصناعية والجسور وكافة الأجهزة المستخدمة داخل الفم بأساليب تنظيف محددة، لمنع تراكم البكتيريا عليها.

تنظيف اللسان

يشهد اللسان تجمع لفضلات الأطعمة والخلايا التي تلاشت حيويتها وكذلك البكتيريا، وهذه الظاهرة أكثر شيوعاً بين الأفراد الذين يعانون من قلة الرطوبة في الفم أو الذين يدخنون.

تجنب جفاف الفم

من الضروري الاهتمام برطوبة الفم من خلال استهلاك كميات مناسبة من المياه يوميًا. من الهام أيضًا الابتعاد عن المشروبات الكحولية والتدخين لأنها قد تساهم في جفاف الفم.

يُعد استخدام العلكة بدون سكر وتناول الأطعمة التي تحتاج إلى مضغ متواصل طرق فعّالة لتنشيط الغدد اللعابية وبالتالي المحافظة على ليونة ورطوبة الفم.

تجنب تناول بعض أنواع الأطعمة

يُفضّل تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة مثل الثوم والبصل والتوابل المختلفة وأنواع الحلويات لأنها قد تؤدي إلى ظهور روائح غير مستحبة في الفم.

من ناحية أخرى، يُنصح بإدراج الأطعمة الصلبة والمقرمشة، مثل التفاح والجزر، ضمن وجباتك اليومية، خصوصًا وجبة الإفطار، لأنها تساعد على تنظيف اللسان والتخلص من الروائح الكريهة في الفم.

تجنب التدخين

الامتناع عن التدخين مفيد لأنه يؤدي إلى تحسين رائحة الفم التي تفسدها مركبات التبغ الضارة في السجائر.

مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري

من الضروري عمل زيارات دورية لطبيب الأسنان للتحقق من الحالة الصحية للأسنان والفم بوجه عام. ذلك يشمل الكشف عن حالة اللثة وفحص جميع الأجهزة المستخدمة لتصحيح أو استبدال الأسنان، مثل أطقم الأسنان الصناعية وجسور الأسنان.

أيضًا، يُعد تنظيف الأسنان بانتظام لدى الطبيب مرتين في العام أمراً مهماً للحفاظ على صحة الفم.

إذا كانت هذه الخطوات لا تكفي للتخلص من رائحة الفم الكريهة أو التقليل من حدتها، فمن المستحسن اللجوء إلى الطبيب لمعرفة الأسباب وتلقي العلاج اللازم الذي يتناسب مع الحالة.