نجد أن الدعاء من أهم الأعمال للتقرب إلى الله (عز وجل)، والتي تكون سببًا في حل مشاكل عديدة له لهذا يحتاج الإنسان لبعض الأدعية التي تجعله يختار الأنسب في حياته مثل دعاء الاستخارة الذي سوف نتناوله بالتفصيل من خلال هذا المقال.
نعم بالفعل يمكن أن تتم الاستخارة بدون الصلاة، وهذا لعدة أسباب هامة منها:
هذا الأمر يجعل هناك سهولة في استخارة الله (عز وجل) في جميع الأوقات وبشكل أسرع، وهذا لا يجعلنا ننفي أهمية الصلاة مع هذا الدعاء عند المقدرة.
نعم يجوز للحائض أن تستخدم صيغة الدعاء لقضاء حاجتها دون أن تصلي، ففي هذا الوقت لا يمكنها الصلاة بسبب العذر الشرعي، لهذا جعل الله (تعالى) لها نصيب من التقرب إليه حتى مع عدم قدرتها، فقط عليها أن تخلص نيتها لله (عز وجل) ثم تقوم بالدعاء والتقرب إليه بقلبها وسوف يتقبل منها، إن شاء الله.
يمكن أن تتم الاستخارة بدون صلاة، وهي أن يدعو الشخص بهذا الدعاء:
“اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (يسمي حاجته) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (يسمي حاجته) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ”.
هناك العديد من الأشخاص لا يملكون القدرة على اتخاذ مواقف جدية في حياتهم، ومن أهمها خطوة الزواج لهذا يقبل العديد إلى الاهتمام باستشارة الله (سبحانه وتعالى) في هذا الأمر، فإن وجد انشراح بعدها شعر بالطمأنينة تجاه هذا الزواج، وإن لم يتم القبول والارتياح كانت هذه علامة على عدم النجاح مع هذا الشريك.
وهذا الدعاء هو كما كان سابقًا مع تبديل جزء وهو:
” … وأنت علام الغيوب، فإن رأيت في فلانة (تسمي اسمها) خيرًا لي في ديني ودنياي وآخرتي، فاقدرها لي وإن كان غيرها خيرًا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي ذلك“.
يكون الدعاء مُشابه لدعاء الزواج كما ذكرناه في السابق، وهنا يتم استخارة الله (عز وجل) في الشخص المتقدم حيث يجب أن تتم من كل شاب وفتاة يقبلون على الخطوبة.
لهذا نجد أن الله (عز وجل) أعطانا هذه الفرصة لكي لا نتعجل في أي شيء، وهذا دليل كافي على حبه لعباده والاهتمام بسعادتهم بشكل دائم لأن الخطوبة شيء مهم ويجب التفكير بها بشكل جيد.
إن الإسلام دين يسر، لهذا جعل الاستخارة تتم من دون صلاة لمن لا يستطيع القيام بها، فلا يمكن التشدد بالصلاة وهناك أسباب هامة للعديد من الأشخاص مثل التعب، والانشغال، الحيض وغيرها، تجعلهم لا يستطيعون القيام بها، لهذا أجمع الفقهاء بأكملهم عدم الالتزام بالصلاة أثناء الاستخارة للتسهيل لمن لديهم عذر.
يجوز ولكن لا يتم معرفة مدى تقبلها عند الله (سبحانه وتعالى) حيث إن صلاة الاستخارة يمكن أن تتم من خلال الدعاء فقط حتى إن قام الشخص بالصلاة من أجل الاستخارة فهذا بينه وبين ربه، ولكن علينا أن نعرف بأن الله (عز وجل) فرض الصلاة وجعلها وسيلة هامة للتقرب منه لذلك لا يمكن أن يتذكرك الله وأنت تبتعد عنه، فإن كنت تريد أن يساعدك ربك في أمور حياتك فعليك بالاهتمام بالفرائض التي حددها.
هذه الصلاة يمكن تكرارها أكثر من مرة إلى أن تشعر أن بالراحة لهذا الغرض أو بالنفور منه، ولا شك أنه يمكنك أن تستشير من حولك في هذا الأمر المحير، فيمكن أن يجعل الله إجابة مطلبك داخل أي شخص مُقرب منك لهذا عليك أن تثق بربك، وتصليها بشكل مكرر إلى أن تصل إلى هدفك الذي ترغب به.
ونرى أن جمهور المالكية والحنفية اهتموا بوجوب تكرار هذه الصلاة كوسيلة إلحاح هامة تسعد الله (عز وجل) حيث علمنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن ندعو الله بشكل دائم فقد كان يقوم بهذا ثلاث مرات، وليس هذا فقط بل هناك حديث لابن السني على ضرورة التكرار سبع مرات.
ومن خلال هذا نجد أن الله (سبحانه وتعالى) يحب أن يلح عبده عليه بالدعاء لهذا لا بد من الاهتمام بذلك ليس في الاستخارة فقط، ولكن في أي دعاء.
في البداية من المهم أن نتطرق لأوقات النهى أولًا، وهي ثلات:
وبالتالي لعدم التشبّه بالكفار والمشركين حيث يقوم عِباد الشمس بالصلاة في تلك الأوقات، ولقول الرسول (عليه الصلاة والسلام) بأننا نخالف المشركين في كل شيء.
فلا يجب الصلاة في تلك الأوقات سواء كانت نافلة أو فريضة بحكم أن الفريضة تُقام في وقتها، ويعتبر أداها في غير وقتها من الكبائر لقول الله (تعالى): “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ(238)” إلا إذا كانت لعذر قوي كالنسيان أو النوم، وذلك لقول الرسول (عليه الصلاة والسلام): “مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةً أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا” رواه البخاري ومسلم.
وسُئل الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله): “هل يصلي الإنسان صلاة الاستخارة في وقت النهي؟”.
فأجاب: “صلاة الاستخارة إن كانت لأمر مستعجل لا يتأخر حتى يزول النهي، فإنها تفعل، وإن كانت لسبب يمكن أن يتأخر، فإنه يجب أن تؤخر”. مجموع فتاوى ابن عثيمين (14/275).
إن الاستخارة تتم في كل أمور الحياة مهما كانت بسيطة حيث نرى أن كل شخص يحتاج إلى المشاورة في جوانب حياته بأكملها، ولكنه ليس لديه الخبرة على معرفة كافة الأمور الصحيحة لهذا يلجأ إلى شخص موثوق به ليدله على الطريق الصحيح.
ولا يمكن أن يثق الشخص إلا في ربه (سبحانه وتعالى) لهذا يتقرب إليه بهذا الدعاء للتعرف على النتيجة الصحيحة، ومن خلال هذا يجب على الإنسان أن يقوم بالاستخارة لله (عز وجل) في أي عقبة في حياته، فلا يوجد أمر محدد لهذا.
بالطبع هناك فوائد كثيرة لهذه الصلاة، ومنها:
لا نجد أن هناك علامة محددة لمعرفة هذا الأمر، ولكن هذا يكون من خلال التوكل على الله؛ أي أن هذه الاستخارة تكون نتيجتها من خلال الراحة النفسية أو تيسير الأمور لهذا تكون نتيجتها مختلفة بين الأشخاص، فهناك من يشعر بالطمأنينة لمطلبه، وهناك من يحلم بأن هذا الأمر موفق لذا نجد أن الله (عز وجل) يختار الطريقة الصحيحة لتوصيل النتيجة لهذا العبد.
ولا تعد هذه الصلاة فرضًا بل هي سُنة عن رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم) حيث اهتم بتعليمنا كل ما يحبه الله (سبحانه وتعالى) لكي نتقرب به إليه، ونتعلم كل شيء يساعدنا على التوفيق في الحياة، فلا شك أن الإنسان يعجز أمام العديد من الأشياء، وهنا لا يمكن حلها بشكل فردي أو بأنفسنا لهذا دعانا الرسول إلى فهم هذا الدعاء والقيام به في كل شيء.