خطبة عن الصبر

يعني الصبر حبس النفس عن الجزع أو إمساكها عن المكافئة الصغيرة العاجلة والانتظار من أجل الحصول على مكافئة كبيرة تستحق، والصبر فضيلة إذا لم يكن فيه إهدارًا للكرامة، وله العديد من الصور التي تساعد الإنسان على تخطي الكثير من العقبات والمشكلات، والوصول إلى أهدافه، وابتغاء الفضل من ربّ العباد.

خطبة عن الصبر

خطبة عن الصبر 2021

خطبة عن الصبر

أيها الإخوة والأخوات، إن الصبر على المكاره يرفع من قيمة الإنسان الذاتية، ويقربه من الله تعالى، ويساعده على التفكير بعقلانية، والنظر في العواقب، والعمل والكد والكفاح في انتظار الجزاء أو في انتظار ثواب الله، أو في تجاوز محنة من المحن التي تعرض للإنسان في حياته، فلا يستعجل أو يقنط، أو يرتكب خطأً بسبب نفاد صبره واستعجاله.

ولقد أثنى الله تعالى على الصابرين في قوله: “وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ” ووعدهم بحسن الجزاء في قوله: “وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” والصبر وصية الأنبياء كما قال موسى لقومه: “قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا” وفي وصايا سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال: “ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ، ولا نصبٍ، ولا سقمٍ، ولا حَزنٍ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه.”

وفي الصبر قال نبينا الكريم أيضًا: “إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالَى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضِي فله الرِّضا ومن سخِط فله السُّخطُ.”

وبالصبر يكد الإنسان ويعمل من أجل تحقيق مبتغاه، فالطالب يجتهد ويعمل ويصبر على الدرس ويسهر الليالي، وينتظم في مقاعد الدراسة سنوات، من أجل الحصول على الدرجة العلمية، والتسلح بالعلم في مواجهة الحياة، وتحسين فرصه في العمل والحياة.

والفلاح يصبر على النبتة حتى تنمو وتترعرع وتصير ثمرة يمكنه استخدامها في غذاءه ويتكسب منها عيشه، وكذلك العامل والمعلم، وكل إنسان يكدح من أجل تحقيق ذاته، وصون وجهه عن المال الحرام.

خطبة قصيرة جدًا عن الصبر

الأصدقاء الأعزاء في خطبة عن الصبر قصيرة نذكر المثل الصيني القائل: “إن لحظة واحدة من الصبر قد تقي من كارثة كبيرة، ولحظة واحدة من نفاد الصبر يمكن أن تفسد حياة بأكملها.” إن فقدان الصبر في الكثير من الأحيان يجعلك تخسر معركتك، ويعطي للخصم أفضلية عليك، والإنسان مهما بلغ من مستويات الثراء والسعادة والشهرة، لابد وأن يختبر لحظات مظلمة في حياته، فالحياة لها ميزان دقيق بين الحزن والفرح، والنجاح والفشل، والتقدم والتراجع، وكل شئ في تغير مستمر، من صيف إلى شتاء، ومن شباب إلى شيخوخة، ومن غنى إلى فقر، والإنسان معرّض لاختبار أي شئ في حياته في أي وقت، وما لم يكن يمتلك مفاتيح الصبر فقد لا يتمكن من الصمود أمام عواصف الحياة الهوجاء.

خطبة الجمعة عن الصبر

خطبة الجمعة عن الصبر 2021

خطبة الجمعة عن الصبر

الحمد لله الذي يبتلي عباده بالسرّاء والضرّاء، ويختبر ما في نفوسهم، وهو أعلم بمن اتقى، وصلاة وسلام، على من صبر وتحمّل في سبيل نشر الدعوة وأدى أمانتها، ونصح الأمّة بما فيه خيرها وصلاح أمرها.

أما بعد، أيها الإخوة الكرام، إن الله إذا أحب عبد ابتلاه، والتمس في نفسه الصبر والإيمان وقوة العزيمة، فالمؤمن يكون أمره كله خير، فهو في السراء يشكر الله على ما أولاه من نعم، وفي الضراء، يصبر ويحتسب الأجر عند ربّ العزّة كما أنبئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “عَجَبًا لِأَمْرِ المؤمنِ؛ إنَّ أمرَهُ كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحَدٍ إلَّا للمؤمنِ؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضَرَّاءُ صَبَرَ فكان خيرًا له”. وبذلك يكون قد حاز خير الدنيا والآخرة.

والله يكفّر الذنوب ويمحّص الخبيث من الطيب بالابتلاءات وبذلك يتوب الله على الصابرين المحتسبين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.” فكل ابتلاء يكفّر الله به خطيئة ويرفع به درجات الإنسان

خطبة جمعة قصيرة عن الصبر

الحمد لله الصبور الشكور الغني المغني، الذي إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن، فيكون، بإذنه ومشيئته، وسلام على عباده المصطفين الأخيار، ممن ضربوا لنا المثل في الصبر والاحتساب، وتحملوا الكثير في سبيل نشر الدعوة إلى الله، ومكافحة الرزائل، والدعوة إلى مكارم الأخلاق.

فلولا صبر يونس على ما ابتلاه به ربّه بعد أن ابتلعه الحوت، وتسبيحه واستغفاره، ما فرّج الله كربه، ونفع به قومه، ولولا صبر يوسف على الابتلاءات المتعددة، من إلقاءه في البئر، وشهادة الزور التي ألقت به في السجن، وإهماله ليبقى في السجن سنوات يعلمها الله، لما مكّن الله له في الأرض وأتاه مفاتيح خزائن الأرض.

ولولا صبر محمد على إيذاء قومه وفراره بالدعوة، ونشرها بالمحبة والحكمة والتعاليم الأخلاقية، لما مكّن الله لدينه في الأرض، ولولا صبر أيوب على مرضه وخسارته ما أتاه الله الخير كلّه، وأعاد إليه الصحة والمال والأهل. فالصبر على الابتلاءات خير كله، وكذا الصبر على الطاعة، والصبر عن الفواحش.

خطبة محفلية قصيرة عن الصبر

إخواني الكرام، يقول جلّ وعلا في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا.” إن الصبر أمر من اوامر الله عزّ وجلّ لعباده، وبه ينالون مبتغاهم، ويحققون ما يريدون، فبالعمل والجهد والصبر والتوكل على الله يمكن للإنسان أن يحقق أي شيء يريده، وأن يصل إلى ما لم يصل إليه غيره من الناس.

يقول يوليوس قيصر: “إن من السهل عليك ان تجد رجال على الاستعداد بالتضحية بحياتهم، ولكن من الصعب للغاية أن تجد رجالًا يمكنهم الصبر على الألم والمعاناة.”

خطبة عن الصبر على أقدار الله

إخواني الأعزاء، إن سهم القدر نافذ، ولا يملك أحد أن يوقف حركته أو يدفعه سوى الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن الجزع أو الاستسلام أو المقت والغضب والكفر لا يفيد الإنسان في دفع الأقدار التي تسبب له الألم والتعب والنصب والمعاناة، ولذلك يكون حسن التفكّر والتدبّر أثناء الابتلاءات هو ما يرضاه الله للعباد، وهو ما يحقق للإنسان السلام الداخلي، ويجعله قادرّا على التصرّف بحكمة في أسوأ الظروف، وقادرًا على النجاة، وتحقيق ما يريد، والله مع الصابرين.

خطبة عن الصبر على البلاء

الإخوة والأخوات، إن الصبر في الكثير من الأحيان يكون هو الخيار المتاح للنجاة، فالحياة قد تفاجئك بأمور إما أن تتحملها أو أنك ستسيء إلى نفسك وإلى من تحبهم، ولذلك عليك أن تدرب نفسك على تحمّل مشاق الحياة، وأن تكون على استعداد لتقبّل كل ما في الطريق من عثرات، وأن تعمل دائمًا على النهوض، وأن تجعل رضا الله غايتك، والجنّة مبتغاك، والعمل الصالح رفيقك، والنيّة الحسنة النور الذي يهديك في ظلام الليل.

يقول باولو كويلو: “إن أصعب اختبارين ستضعهما أمامك الحياة، الصبر في انتظار اللحظة المناسبة، والشجاعة لتجاوز ما يعرض لك من عقبات.”

خطبة عن الصبر عند مصيبة الموت

إن حياة الإنسان على هذه الأرض محكومة بفترة زمنية يمنحها لنا الخالق بين الولادة والوفاة، ولذلك فإن الموت ومفارقة الأحبة من الأمور التي كتبها الله علينا، وعلينا أن نصبر ونتحمل الفقد بلا جزع، لأن الله سيجمعنا بمن نحب إذا أطعناه، نسأل الله تعالى أن لا يحملّنا ما لا طاقة لنا به وأن يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا هو ولينا ومولانا وعليه فليتوكل المتوكلون.

خطبة عن الصبر على طاعة الله

بالصبر يمحص الله الإنسان الذي يتمتع بإيمان قوي من هذا الذي لم يتعمق الإيمان في روحه ويتجذّر، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – “يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ صلوات ربي وسلامه عليه: الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ، فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ.”

فبالصبر والعمل تبلغ أرفع الدرجات، وتنال المراد في الحياة الدنيا وفي الآخرة، والكثير من الناس يشعرون بالإعياء ويفقدون الرغبة في استكمال الطريق وإكمال العمل لفراغ صبرهم، وقد يكون هؤلاء على بعد خطوة واحدة من تحقيق مبتغاهم، ولكن نفاد الصبر قد جعلهم يخسرون الكثير من العمل، ولا ينالون الجائزة المرجوة.

خاتمة خطبة عن الصبر

في خاتمة خطبة عن الصبر نذكر مقولة بنيامين فرانكلين: “الإنسان الصبور قادر على الحصول على كل ما يريده.” فالصبر ليس استسلامًا ولكنه تفكّر وتدبّر وإيمان لا يتزعزع بنصر الله وتأييده.

الكاتب : hanan hikal