من أشهر الأدعية التى تعبر عن الرضا وحمد الله سبحانه وتعالى فى اى وقت، ( اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه ملءُ السماوات والأرض وما بينهما)
هذا الدعاء يعني أن العبد يحمد الله فى كل وقت وعلى أي شئ، ويعبر عن رضاه عن القضاء والقدر، فهذا الدعاء ينبغى ترديده بشكل دائم حيث نحمد الله ملئ السماوات والارض حمداً كثير حتى يرضى الله عنا، فالشكر والحمد يجعل النعم تدوم، ويبعد سخط الله عنا، ويزيدنا من فضله.
ينبغي على العبد أن يكثر حمد الله وشكره على كل حال وفى كل المواقف، حيث كان رسول الله كثير الحمد والشكر في السراء والضراء، حيث أن الله يقدر لنا الخير من حيث لا ندرى، وهو لطيف بعباده أكثر من ابائهم وامهاتهم، وكثرة الحمد والشكر تقرب العبد من ربه وتزيد من دعاء الملائكة له وذكره في الملاء الاعلى.
يسعى كل شخص فينا لتحقيق النجاح، ويدعو الله دائما ان يحصل على ما يتمناه، لذلك عندما تصل لهدفك وتنجح فى أى ناحية من نواحي الحياة، يجب ان تشكر الله على نعمته وأن يحقق لك هدفك، وأسهل طريقة لشكره عن طريق التعبير عن ذلك بالعبارات، والتقرب منه سبحانه وتعالى وأداء جميع العبادات والبعد عن جميع المعاصي.
الإكثار من دعاء الله فى كل وقت يقرب العبد من ربه ويريح القلب، ويغفر الذنب.
وهذه بعض الادعيه التى يمكنك قولها فى أى وقت:
قصة النبي مع ضماده الأزدي
كان يمر أحد الصحابة قبل إسلامه يدعى ضماد الأزدي رضى الله عنه ليبحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعالجه حيث انه قد سمع من كفار قريش أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مجنون وهذا إفتراء عليه، ولكن الرجل كان يقصد خيراً حيث انه كان راقياً وكان يريد معالجة النبى محمد صلى الله عليه وسلم من الجن فهذا ما سمعه من كافرين قريش حتى قابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ يسأل الرسول عن هذا الدين فعادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن الكريم ولكن عندما قابل هذا الصحابى قال له “إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله”.
فقال له ضماد الأزدى اعدها علي مرة ثانية فأعادها عليه فقال له أعدها على مرة ثالثة فأعادها عليه ثالثة فقال له ضمادة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، ثم قال ضماد رضى الله عنه للنبى صلى الله عليه وسلم “لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغ ناعوس البحر بمعنى وسط البحر”، ثم قال لنبى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هات يدك أبايعك على الإسلام فبايعه ثم قال له النبى صلى الله عليه وسلم “وعلى قومك؟” قال ضماد رضى الله عنه “وعلى قومى”.
قال: فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سرية، فمروا بقومه، فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئا؟، فقال رجل من القوم: أصبت منهم مِطهرة ، فقال: ردوها، فإن هؤلاء قوم ضماد ) رواه مسلم ، (والمطهرة إناء يتطهر به).
لقد هدى الله صحابى جليل بسبب الحمد لله فسبحان الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء وقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز : إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) القصص)
وللمزيد من عبارات الحمد لله وفائدة الحمد والثناء على الله حيث أن الحمد شئ جميل جدا وصانه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال في الحامدون (إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الشَّكُورُ الصَّابِرُ الَّذِي إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ)
دائما الشخص الراضى بقضاء الله والمحب لله مستريح وهذا لانه راضي بقضاء الله وقدره حيث انه يحب الله أكثر من كل مغريات الدنيا حيث أنه يريد الآخرة ويسعى إليها، فعندما يقول الشخص المؤمن والراضى بكل ما قسمه الله له من خير او سوء الحمد لله على كل حال او يقول اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.
كما يقول أيضا اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك حيث أن الحمد شئ جميل جدا يجعله الله مريح لمن يحمده ويشكر فضله.
والحمد كما ذكرنا فى مواضيع سابقة هو شكر الله عز وجل ولكن الحمد هو أعلى منازل الشكر والله يحب الحامدون كما جاء فى الحديث الشريف .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمُّوَيْهِ الْجَوْهَرِيُّ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَبَّانَ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوَرِّقٍ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ، ثُمَّ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ مَنْ نَاوَأَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ حَتَّى يُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ ).
قال الهيثمي في “المجمع” (10/ 95):
” رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ “.
وقد روى الطبري في “تفسيره” (20/155) من طريق يزيد بن زريع ، وأحمد في “الزهد” (ص194) من طريق روح، كلاهما عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ” كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقُولُ : “إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الشَّكُورُ الصَّابِرُ الَّذِي إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ” وهو بمعنى حديث عمران، وإسناده صحيح أيضا، وسعيد هو ابن أبي عروبة، كان اختلط، وسماع يزيد منه قديم قبل الاختلاط، وهو من أثبت الناس فيه، حتى قال الإمام أحمد : “كل شيء رواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد سماعه منه قديم”
انتهى من “تهذيب التهذيب” (11/ 326) .
إذاً فالحمد لله شئ جميل جداً ويجب على كل مسلم أن يحمد الله فى كل وقت وفى كل حين وفى السراء والضراء والحمد لله تجعل الله يرضى عنك ويخرجك من الضيق والكرب، كما أن الحمد يغير حياتك للأفضل ويجعل الله يحبك فالله يحب العبد الشكور الصابر الذى إذا ابتلى صبر وإذا أعطى شكر كما أتى فى الحديث الشريف .
والحامدون هم أفضل عباد الله يوم القيامة كما أتى فى الحديث الشريف أيضا فعليك أخى المسلم أن تستمر بحمد الله وألا تنسى أن تحمده أبداً ما حييت .