دعاء دخول المسجد والخروج منه وفضل الذهاب إليه وفضل دعاء الدخول إلى المسجد ودعاء الخروج من المسجد

سلوى المغربي
2021-08-22T11:30:24+02:00
ادعية
سلوى المغربيتم التدقيق بواسطة: مصطفي شعبان26 مارس 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات

دعاء دخول المسجد
دعاء الدخول والخروج من المسجد

المسجد هو بيت الله في الأرض, فقد كان صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقولون: “إن بيوت الله في الأرض المساجد، وإن حقًا على الله أن يكرم من زاره فيها”، وذلك تصديقًا لقول نبيهم وحبيبهم (صلى الله عليه وسلم): “من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد فهو زائر الله (تعالى)، وحق على المزور أن يكرم زائره”. رواه الطبراني وحسنه الشيخ الألباني

دعاء الذهاب إلى المسجد

المسجد هو البقعة المنيرة في ظلمة الكون، فكل الأماكن مظلمة إلا الأماكن التي ينيرها ذكر الله، ولا توجد بقعة في الكون أضوأ ولا أنور من المساجد، فالله (عز وجل) نور كقوله: “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ” النور 35، ورسوله (صلى الله عليه وسلم) نور: “قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ”. سورة المائدة 15

والكتاب الذي نزل به محمد (صلى الله عليه وسلم) نور: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”. سورة الأعراف 157

وبيوت الله التي يُذكر فيها الله ورسوله ويُتلى فيها كتابه هي النور، لذلك فالمسلم الذي يسير إليها يدعو ربه أن يملأه بالنور فيقول:

“اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن خلفي نورًا ، واجعل في نفسي نورًا، وأعظم لي نورًا، وعظم لي نورًا، واجعل لي نورًا، واجعلني نورًا، اللهم أعطني نورًا، واجعل في عصبي نورًا، وفي لحمي نورًا، وفي دمي نورًا، وفي شعري نورًا، وفي بشري نورًا، اللهم اجعل لي نورًا في قبري ونورًا في عظامي، وزدني نورًا، وهب لي نورًا على نور”، جُمع من عدة أحاديث صحيحة مروية في البخاري ومسلم الترمذي البخاري في الأدب المفرد بتصحيح الألباني.

 دعاء دخول المسجد

 الدخول إلى المسجد
دعاء الدخول إلى المسجد

ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أكثر من دعاء الدخول للمسجد مما يدل على تنوع الذكر ويتخير المسلم بينها أو يقولها مجتمعة، فلكل دعاء فضله وقيمته عند الله، ومن هذه الأدعية ما يلي:

  • عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ (رضي الله عنهما) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): “إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ”. رواه مسلم
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: “إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”. رواه النسائي وابن ماجه
  • عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة”، ثم قدم علينا كعب، فقال أبو هريرة: “وذكر رسول الله شيئاً إلا أعطاه”، قال كعب: “صدق والذي أكرمه، وإني قائل لك اثنتين فلا تنساهما، إذا دخلت المسجد فسلم على النبي (صلى الله عليه وسلم) وقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرجت فسلم على النبي (صلى الله عليه وسلم) وقل: اللهم احفظني من الشيطان”. أخرجه النسائي
  • عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: علم النبي (صلى الله عليه وسلم) الحسن بن علي (رضي الله عنهما) إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول: “اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وافتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول: اللهم افتح لنا أبواب فضلك”.

شرح دعاء الدخول إلى المسجد

أدعية دخول المسجد على اختلاف رواياتها تتمحور حول شيئين، الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسؤال الله أن يغفر للمسلم ذنوبه وأن يفتح على المسلم أبواب رحمته.

ولعل الحكمة في هذا الدعاء أن الداخل إلى المسجد متجرد من الدنيا، لا يهتم بها، فهو داخل إلى قطعة تكاد تكون من الجنة لا من الدنيا، فهو يصلي على الرسول (صلى الله عليه وسلم) فمن صلى عليه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، ويسأل الله أن يفتح له أبواب رحمته، هو لا يطلب من الله الدنيا فهو غير مشغول بها، بل كل طلباته ودعائه ورجائه هو الآخرة وما قرب إليها من قول وعمل.

دخول المسجد
دعاء دخول المسجد

فضل دعاء الدخول إلى المسجد

حينما يدخل المسلم إلى المسجد فإنه يخرج من سلطان الدنيا وتحكمها فيه، ليخلو فيها بربه (سبحانه)، ويترك الدنيا كلها خلف ظهره ويغتنم لحظات لا يشغل باله بكل ما في الدنيا من مغريات وأيضًا يترك ما فيها من هموم.

ولذلك تجد المؤمن في أكثر لحظاته اطمئنانًا في الحياة وهو في المسجد.

والمكث في المسجد فضله عظيم، إذ أنه عبادة عظيمة قد يغفل عنها كثير من الناس، فمجرد المكث في المسجد ولو بدون صلاة يكسب المسلم حسنات كثيرة لأنها من أحب الأماكن إلى الله، لقول النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا”. رواه مسلم

والمكث في المساجد يكفر السيئات ويمحوها أنه مكفر للخطايا كما أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن رب العزة في الحديث القدسي في اختصام الملأ، وفيه: فَقَالَ الله (تعالى): “يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الكَفَّارَاتِ، قَالَ: مَا هُنَّ؟ قُلْتُ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إِلَى الجَمَاعَاتِ، وَالجُلُوسُ فِي المَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ”. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح

وكثرة الخطأ إلى المساجد تُرفع الدرجات، فجاء عن أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ”. رواه مسلم

دعاء الخروج من المسجد

كما ذكرنا سابقًا في دعاء دخول المسجد فإن الحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) يشمل دعاء الدخول والخروج من بيت الله كما في الروايتين:

  • عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ (رضي الله عنهما) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): “إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ”. رواه مسلم
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: “إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”. رواه النسائي وابن ماجه

فضل دعاء الخروج من المسجد

إن أدعية الخروج من المسجد تتمحور حول سؤال الله من فضله والعصمة من الشيطان الرجيم  فبعد أن يؤدي العمل المفروض ويخرج إلى الدنيا يحتاج أن يطلب من الله أن يفتح له أبواب فضله، ويبارك له في رزقه وأن يجنبه الشيطان ويبعده عنه ويعصمه من مكائده.

فكان كل دعاء منهما مناسبا لمكانه، سواء في الدخول حيث الانقطاع لله وللآخرة وفي الخروج حيث السعي في الدنيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *