إن الإنسان هو نتاج للعوامل الوراثية التي يحملها، بالإضافة إلى تأثيرات البيئة التي يعيش فيها، فالبيئة لها تأثيرًا كبيرًا على سلوك الإنسان وعلى صحته ونمط معيشته. والعيش في بيئة نظيفة يمكن أن يؤثر تأثيرات إيجابية على الصحة العامة، وعلى التكوين الجسدي والنفسي للإنسان، بينما ترفع البيئة الملوثة من فرص الإصابة بالأمراض، والانخراط في سلوكيات تضر ولا تنفع.
مقدمة تعبير عن تلوث البيئة
إن اهتمام الإنسان ببيئته جزء هام من اهتمامه بصحته، وبجودة معيشته، وفي مقدمة عن تلوث البيئة لا يكفي أن يتجنّب الإنسان التدخين، ويأكل غذاءً صحيًا ويمارس الرياضة، إذا ما كان يعيش في بيئة ملوثة، ولذلك يكون من الواجب تضافر الجهود للحد من التلوث وزيادة المساحات الخضراء، والعمل على إيجاد وسائل أمنة للتخلص من النفايات، والحفاظ على سلامة ونظافة موارد الماء، وترشيد استهلاك الطاقة حيث أن حرق الوقود يتسبب في زيادة معدلات التلوث بدرجة عالية تؤثر على سلامة ووجود الكائنات الحيّة.
موضوع تعبير عن تلوث البيئة بالعناصر والأفكار
لقد خلق الله الكون في تناغم تام، وتناسق كبير، وهذا التناغم والتناسق هما ما يجعلا الحياة تستمر، والكون يسير في حركته السرمدية بدون خلل، قال تعالى: “وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ.
ولقد حافظت الكائنات الحية منذ أن خُلقت على الأرض على هذا التوازن ما حفظ الحياة على الأرض، وحتى ظهر الإنسان فبدأ في إحداث نسب أعلى من التلوث نتيجة اكتشافه لكيفية إشعال النار، واستخدامها في أغراض التدفئة والطهي، ثم تطور الأمر وحتى الثورة الصناعية التي بدأت في القرن العشرين، حيث تم إحراق كميات مهولة من الوقود الحيوي والأحفوري منذ ذلك الحين، مع تسرب كميات ضخمة من الغازات الضارة بالبيئة والمخلفات السامة، التي تركت آثارًا سيئة على الكوكب كله وما عليه من كائنات، ورفعت من درجة حرارة الأرض، وأذابت نسبة من جليد الأقطاب، ما أحدث تغيرات مناخية عنيفة وساهم في إنقراض الكثير من الكائنات الحية.
فعرف الإنسان إن الإفراط في حرق الوقود، واستخدام الطاقة النووية بدون أخذ الاحتياطات الضرورية، والصرف في المياه الجارية، والإسراف في إنتاج البلاستك وغيرها من المنتجات الضارة بالبيئة يمكن أن يقضي على صور الحياة على الأرض في أسرع فرصة، فالسر دائمًا في الاعتدال كما أمر الله تعالى في كتابه الحكيم حيث قال: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.”
موضوع تعبير عن تلوث البيئة
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول تلوث البيئة يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
إن للتلوث العديد من الصور التي تؤثر كلها على حياة الإنسان وعلى صحته، وعلى الكائنات الحية بوجه عام، وعلى أمن وسلامة الكوكب، ومن صور التلوث الأكثر شيوعًا، التلوث الحراري والضوضاء والتلوث الكيميائي والإشعاعي والحيوي، كذلك التلوث الضوئي والبصري.
ولقد بدأ الإنسان في إحداث تلوث بالبيئة منذ أن بدأ في استخدام النار، وقام بتصنيع وصقل الحديد لإنتاج أدوات الصيد والأسلحة، ثم تطور الأمر قليلًا في ظل الحضارة الفرعونية والرومانية واليونانية، وبدأ البشر في صناعة العديد من المنتجات، ما رفع أكثر من مستويات التلوث البيئي.
وفي العصر الحديث بلغ التلوث حدًا كبيرًا وتنوعت مصادره وأشكاله ومن ذلك:
التلوث الكيميائي: وهو ما ينتج عن عمليات التصنيع من مخلفات حيث تلقي بها الكثير من المصانع في المجاري المائية، كما تنتشر بعض هذه الملوثات في الهواء، ويكون لها آثارًا ضارة على الحياة وعلى البيئة التي تنتشر فيها. ومن أهم أنواع الملوثات الكيميائية، الزئبق والرصاص وكبريتيد الهيدروجين ومركبات السيانيد التي تدخل في صناعة الأسمدة والمبيدات.
التلوث الحيوي: ويعد أقدم صورة للتلوث على الأرض، حيث انتشرت الأوبئة في مختلف العصور نتيجة التلوث الحيوي بالبكتريا والفيروسات، ويمكن أن تنتشر الكائنات الدقيقة المسببة للمرض عبر الهواء أو الماء أو الغذاء أو التربة، كما تنتقل بين البشر بالمعاشرة والاختلاط.
التلوث الإشعاعي: ينتج عن تسرّب المواد المشعّة للبيئة وهو من أنواع الملوثات الشديدة الخطورة حيث يمكن أن يتسبب في دمار كبير للمادة الوراثية، كما أنه ينتشر بدون أن يترك رائحة مميزة أو لون أو آثر يمكن للإنسان أن يشعر به.
الضجيج: أحد أنواع التلوث التي قد لا يفطن الكثير من الناس إليها، ويسبب تلف في السمع واضطرابات القلق والارتباك ووجع الرأس وانخفاض القدرة الإنتاجية للفرد.
تلوث الهواء: ويؤثر على الصحة العامة بشكل مباشر مسببًا الحساسية وأمراض الصدر الأخرى، ويضاعف من فرص الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة.
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن تلوث البيئة يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن تلوث البيئة .
تعبير عن مخاطر تلوث البيئة
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن مخاطر تلوث البيئة فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
إن البيئة تؤثر على حياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية تأثيرات مباشرة، فالعيش في بيئة نظيفة له فوائد جمّة على الصحة والنشاط والحالة النفسية للإنسان، وبالعكس فإن العيش في بيئة ملوثة يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية، ويزيد من فرص الإصابة بالأمراض، كما يقلل من الإنتاجية، ومن جودة الحياة بوجه عام.
تضمن بحث عن أهمية تلوث البيئة تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن تلوث البيئة قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن تلوث البيئة قصير
إن الحفاظ على نظافة البيئة واجب كل إنسان يعيش على كوكب الأرض لاستمرار الحياة والإبقاء على كوكب الأرض صالحًا للعيش، ويمكن لكل إنسان أن يشارك بالجهد الممكن في سبيل حماية البيئة عبر تجنب التبول والتبرز في المسطحات المائية، مثل الترع والأنهار، التوقف عن صرف مخلفات المصانع في البحار والأنهار، وعدم استخدام مياه الصرف في الري إلا بعد عمل المعالجات الضرورية لتنظيفها من الملوثات.
إن الكثير من الناس لا يفطنون لحجم ما يمكن أن تتعرض له أجسادهم من مشكلات صحية بسبب التعرض للملوثات، فالتلوث بغاز الأوزون الناجم عن عوادم السيارات على سبيل المثال يمكن أن يسبب الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك تلوث المياه يمكن أن يتسبب في انتقال الأمراض الجلدية والمعوية، وهكذا فإن كل ملوث يدخل إلى البيئة يمكن أن يتسبب في تلفًا كبيرًا للصحة وللحياة في المناطق الملوثة.
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن تلوث البيئة .
خاتمة تعبير عن تلوث البيئة
إن الإنسان مطالب بالحفاظ على الحياة على الأرض، وبعدم تركها نهبًا للفساد والانهيار، فمن خلال خاتمة موضوع تعبير عن تلوث البيئة نذكر قوله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ.”فالله خلق الإنسان لإعمار الأرض وإصلاح ما فسد فيها وعليه أن يكون أهلًا للقيام بهذه المهمة.
وفي خاتمة عن تلوث البيئة تذكر أن كل ما تتعرض له البيئة من ملوثات يؤثر على الحياة بصورة من الصور، وأن وسائل النقل الحديثة والتبادل التجاري جعل من السهل انتشار أي ملوث في مناطق مختلفة من أنحاء العالم خلال وقت قصير، ولذلك كان من المهم أن تتضافر الجهود لحماية الحياة على الأرض والتخلص من الملوثات بكل السبل العلمية والتوعية المستمرة باستخدام القنوات الإعلامية ومن خلال المناهج التعليمية.
