أوجب الله على الإنسان طاعة والديه لما لهما من فضل كبير في حياته، وتربيته وتعليمه وتهذيبه، ولما بذلاه من جهد في سبيل راحته وليوفرا له احتياجاته، وجعل برهما فريضة من الفرائض، وعقوقهما إثم عظيم، وفي ذلك صيانة للمجتمع من التفكك والانهيار، ونوع من الاعتراف بالفضل ورد الجميل والإحسان وكلها صفات للإنسان الصالح.
مقدمة تعبير عن طاعة الوالدين
إن للوالدين عليك حق برهما والإحسان إليهما، فقد ولد الإنسان ضعيفًا صغيرًا لا يدري عن أمور دنياه شيئًا فرعاه والداه وحتى بلغ اشدّه وصار قادرًا على القيام بمهمة حماية نفسه وتحمّل مسؤوليات الحياة، وفي مقدمة عن طاعة الوالدين كانت الوصيّة الإلهية ببرهما والإحسان إليهما واضحة في الكثير من الآيات القرآنية كما في قوله تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.”
موضوع تعبير عن طاعة الوالدين بالعناصر والأفكار
الحياة الأسرية هي كنز لا يقدره إلا من حكمت عليه الأقدار بفقدان العائلة، والوالدين هما عماد العائلة، فهما من أنجبا الأبناء وربياهم وتوليا رعايتهم وحتى بلغوا أشدهم، ولأن الحياة أخذ وعطاء، وكل إنسان قدّم الخير يستحق رد الجميل، يكون طاعة الوالدين واجبة على كل إنسان طالما أنهما يأمران بما فيه الخير، وحتى لو خالفت أوامرهما ذلك الشرط عليك أن تحسن إليهما وتصاحبهما بالمعروف ولا تنهرهما أو تسبب لهما الحزن والألم وذلك كما جاء في قوله تعالى: “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.”
ومن بر الوالدين الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما، وإشعارهما بالمحبّة والاهتمام قدر المستطاع، وأن تظهر لهما الامتنان والشكر على ما قدماه لك من أعمال.
موضوع تعبير عن طاعة الوالدين
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول طاعة الوالدين يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
لقد ضرب الله مثلًا في طاعة الوالدين وبرّهما بما جاء في قصّة نبي الله إبراهيم مع إبنه إسماعيل فلقد أوحى الله إلى إبراهيم في منامه بأن يذبح إبنه الذي هو أعزّ عليه من نفسه، فلمّا تلى رؤيته على إبنه قال له: “يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ.”وهنا قمّة البرّ بالوالد، وطاعته حتى فيما يتعلّق بالحياة نفسها، ولذلك جاء رد الله تعالى عاجلًا حيث قال: “فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.” وأنزل الله أضحية كفداءً وتكريمًا لإسماعيل وإبراهيم، وأصبح ذلك اليوم عيدًا للمسلمين تقدم فيه الأضحيات إلى الله جلّ وعلا، وتكون نموذجًا يحتذى به في طاعة الإنسان لربه، وطاعة الإبن لأبيه.
ولم يتوقف دور إسماعيل عند هذا الحد، ولكنه كان خير عون لأبيه في بناء الكعبة ووضع أساسها كما أخبرنا ربّ العزّة في قوله: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.”
ولأننا لسنا في مجتمع من الملائكة، جائت قصّة يوسف وأبيه مع إخوته لتخبرنا بالكثير عن تلك العلاقة المتشابكة بين الأسرة الواحدة، فبينما كان إخوة يوسف يحبون أبيهم ويرغبون في أن يكون ودّه وحبّه خالصًا لهم دون يوسف وأخيه، عصوا أمره، ولكنهم تابوا وأصلحوا، وحاولوا تعويض أبيهم عمّا لاقاه من فراقه ليوسف وأخيه.
ولذلك استأمنهم نبي الله يعقوب عند موته على عبادة الله الواحد الأحد كما جاء في قوله تعالى: “أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.”
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن طاعة الوالدين يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن طاعة الوالدين .
تعبير عن أهمية طاعة الوالدين
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية طاعة الوالدين فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
إن طاعة الوالدين من طاعة الله ما لم يأمرا بالشرك أو غيره من الأفعال التي لا يرضاها الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار، إنما الطاعة في المعروف.”
إن طاعة الوالدين من الأمور التي تدل على حسن التربية، وعلى إحساس الإنسان بالمسؤولية والعرفان بالجميل، فالوالدين هما أكثر من يرجو صلاحك، ويهتم لأمرك، ويسعى لخيرك.
طاعة الوالدين من موجبات الجنّة كما أنها سببًا لنشر المودّة والمحبّة في البيت، وبين أفراد الأسرة، ولتيسير الحياة على الناس، ولأن الإنسان يرى عواقب ذلك في حياته وبعد مماته.
وطاعة الوالدين من أجلّ وأهم صور صلة الرحم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه.”
تضمن بحث عن أهمية طاعة الوالدين تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن طاعة الوالدين قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن طاعة الوالدين قصير
إن العصر الحديث تكثر فيه المشاغل وتتباعد المسافات ويضيق الوقت، وفي غمرة الإنشغالات قد ينسى الإنسان ما لوالديه عليه من حقوق، وهو ما يسبب لهما الألم والحزن، ولذلك لا يجب أبدًا أن يُغفل الإنسان هذا الواجب الذي يفيده هو نفسه قبل أن يكون فائدة للوالدين.
وطاعة الوالدين وبرهما من أسباب إجابة الدعاء، وذلك كما ورد في قصّة أصحاب الغار الذين أغلقت عليهم فتحة الغار صخرة كبيرة فدعى أحدهم ربّه مستعطفّا إياه بما كان يقوم به من أعمال لوالديه ابتغاء مرضاة ربّه ففرّج الله عنهم بعض مما هم فيه من بلاء.
كما أن طاعة الوالدين تكفيرًا للذنوب، ورغبة فيما عند الله من فضل، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل أخبره أنه ارتكب ذنب من الكبائر، ويريد أن يتوب ويكفّر عن ذنبه، حيث قال: “هل لك من أم؟ قال: لا، قال: فهل لك من خالة؟ قال: نعم، قال: فبرها.”
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن طاعة الوالدين .
خاتمة تعبير عن طاعة الوالدين
إن الحياة ما بين علو وانخفاض، ضعف وقوة، والإنسان يجب أن يقدم في ايام القوة والرخاء ما يجعل الأخرين يقدمون له العون عندما يكون في حالات ضعفه وحاجته، وفي خاتمة موضوع تعبير عن طاعة الوالدين لا يوجد من هو أولى من الوالدين بتقديم الحب والدعم والرعاية، لأن ذلك أقل ما يمكنك به أن توفيّ بعض من جميلهما عليك.
لقد ضرب الله لنا الأمثال في بر الوالدين وطاعتهما كما ضرب لنا الأمثال في عصيناهما وعقوقهما، وفي خاتمة عن طاعة الوالدين نذكر إبن نوح الذي ناداه أباه أن يركب معه في السفينة رحمة به وخوفًا عليه، فأبى أن يطيعه، وكان مصيره الهلاك، وكذلك كل إنسان لا يعرف لوالديه حقوقهما عليه ولا يوفيّهما جميل صنعهما.
