الأرض ليست إلا كرة صغيرة تسبح في عمق فضاء سحيق يحتوي على ملايين الأجرام السماوية، التي تتحرك وفق نظام كوني دقيق ضمن مجرّات تحوي النجوم والكواكب والأقمار وغيرها من الجسيمات التي تتحرك في بلازما من الهيليوم والهيدروجين والنيوترونات، والإشعاعات السماوية ونسبة كبيرة من الطاقة الناشئة عن الإنفجار الأول.
والإنسان خلق فضوليًا يسعى لاستكشاف ما حوله واختراق هذا الكون الفسيح الشاسع، يقول ويليام بوروز: ” لقد خلق الإنسان ليسافر عبر الفضاء. لم يخلق ليبقى على حالته البيولوجية الحالية، كما لم يخلق الشرغوف ليبقى شرغوفا.”
مقدمة تعبير عن الفضاء
لطالما كان الفضاء الخارجي بمثابة سر غامض للإنسان، والتحليق فيه حلم يراوده منذ القدم، ولقد حدد العلماء حدود الفضاء الخارجي بالنسبة للأرض بأنه ما يفوق ارتفاع 100 كيلو متر من سطح البحر، وفي مقدمة عن الفضاء نذكر أن الأمم المتحدة قد أقرّت في عام 1967 إتفاقية تحظر على أي دولة فرض سيطرتها على الفضاء الخارجي، وتترك الحرية لكل الدول في استكشاف الفضاء، ثم في عام 1979 أقرّت إتفاقية أخرى تقضي بجعل أسطح الأجرام السماوية القريبة وما حولها من مدارات خاضعة لسلطة المجتمع الدولي، وأن يكون استخدام هذه الأجرام ومداراتها سلميًا وحظرت نشر الأسلحة عليها ومنعت الاختبارات الحيّة للصواريخ والقنابل.
موضوع تعبير عن الفضاء بالعناصر والأفكار
تتطلع العيون إلى السماء، لترى فيها الرحابة والاتساع، وتتابع بشغف النجوم اللامعة، وانعكاسات القمر الفضيّة الرائعة الجمال على صفحة الماء، وكما آثار ذلك خيال الشعراء والفنانيين على مرّ التاريخ، آثار ايضًا فضول العلماء والباحثين والمخترعين لاختراق جنبات السماء والوصول إليها، واكتشاف ما بها من أسرار باستخدام التلسكوبات الفلكية وغيرها من أجهزة الرصد.
ولقد تمكّن الإنسان في مطلع القرن العشرين من إنتاج المناطيد التي حلّقت به على ارتفاعات لم يكن يحلم ببلوغها، ثم تمكن من صناعة الطائرات، والمركبات الفضائية التي أوصلته إلى القمر، وتم إرسالها إلى بعض الكواكب القريبة لاكتشاف ما عليها من خامات وتضاريس.
وللوصول إلى أدنى مدار حول الأرض يجب الانطلاق بسرعة 28.100 كيلو متر بالساعة كما يجب أن يتم التحضير للوقاية من الإشعاعات الضارة ولانعدام الجاذبية فكل ذلك يؤثر على صحة الإنسان ويسبب هشاشة العظام والضمور العضلي، ويحتاج إلى مركبات ذات مواصفات خاصة.
موضوع تعبير عن الفضاء
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول الفضاء يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
إن العلم يبدأ بالتساؤل ولذلك كان للفلاسفة دورًا هامًا في البحث والدراسة، وعلى سبيل المثال اعتبر أرسطو أن الكون لا يمكن أن يكون فارغًا، في عام 350 قبل الميلاد، وهو نفس ما قال به الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت، واعتبر الفلكي الصيني زانج هينج أن الكون فسيح ولا نهائي، أما مكتشف التليسكوب الفلكي والعالم جاليليو جاليلي فقد قال أن الهواء له كتلة ولذلك فهو يخضع لقوانين الجاذبية، وأثبت العلماء من بعده أن الارتفاع عن سطح الأرض يقلل من الضغط الجوي.
ومع التطور العلمي اكتشف العالم الألماني أوتو فون غويريغ أن للأرض غلافًا جويًا يحيط بها مثل القشرة وتقل كثافة هذا الغلاف كلما ارتفعنا لأعلى.
وفي عام 1931 طرح عالم الفلك البلجيكي جورج ليمايتر نظرية الإنفجار الكبير التي تعتبر أن نشآة الكون كان بسبب إنفجار مادة عالية الكثافة منضغطة بشكل كبير، وأن الكون يتمدد باطراد منذ ذلك الحين.
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن الفضاء يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن الفضاء .
تعبير عن أهمية الفضاء
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية الفضاء فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
إن موارد الأرض محدودة، وأعداد البشر في اطراد، وذلك يجعل العلماء يتجهون نحو الفضاء للبحث عن موارد جديدة، او كواكب صالحة للحياة، تحتوي على الماء والأكسجين اللازمين للحياة.
إلا أن ذلك مازال غير ممكنًا حتى الأن، وذلك للتحديات التي يواجهها الإنسان خارج كوكب الأرض بسبب نقص الضغط الجوي وانعدام الجاذبية، فنقص الضغط الجوي يمكن أن يتسبب في حدوث إنفجارًا رئويًا، وكذلك يعاني الإنسان من نقص الأكسجين خارج الأرض، ومن نقص الجاذبية، ولذلك يعاني روّاد الفضاء من الكثير من الأعراض على الرغم من ارتدائهم الملابس المجهّزة للخروج من الأرض، ومن الأعراض التي يعاني منها هؤلاء الدوار والغثيان والصداع والكسل والقيء، إضاقة إلى مشاعر الضيق والاكتئاب.
ومن الأعراض الأخرى، احتباس سوائل الجسم واضطراب نبضات القلب، وانخفاض إنتاج خلايا الدم، وإضعاف مناعة الجسم، واضطرابات النوم، وانتفاخ الوجه.
والسباق على اختراق الفضاء أحد مجالات الهيمنة والسيطرة التي تمارسها الدول العظمى لإظهار تقدمها العلمي، وقدراتها التكنولوجية، وبالإضافة إلى ذلك يتم إطلاق الكثير من الأقمار الإصطناعية التي تدور حول الأرض بغرض نشر القنوات الإعلامية، ووسائل التواصل الحديثة، وكذلك بغرض الاستكشاف، والتجسس، وغيرها من المهام التي يمكن للأقمار الإصطناعية القيام بها.
إن عناصر تكوين جسم الإنسان من نفس العناصر التي يتآلف منها الكون، ولذلك فإن الاهتمام بالفضاء يجب أن يكون جزء من حياة الإنسان ووجوده، يقول كارل ساجان: “النيتروجين الموجود في الحمض النووي لدينا، والكالسيوم في أسناننا، والحديد في دمائنا والكربون الموجود في فطائر التفاح تم تصنيعه في المناطق الداخلية من النجوم المنهارة. نحن مصنوعون من النجوم.”
تضمن بحث عن أهمية الفضاء تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن الفضاء قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن الفضاء قصير
إن اقتحام الفضاء والسيطرة عليه مازال حلمًا يراود الدول العظمى، التي تطوّر في كل يوم من تكنولوجيا المركبات الفضائية لتكون أكثر كفاءة وقدرة على الذهاب بعيدًا، على الرغم من كل التحديات التي يمكن للإنسان أن يواجهها في الفضاء، فالأشعة الكونية تسبب له الكثير من المشكلات الصحية وتدمر خلايا الجسم، وتحدث اضطرابات في أعداد خلايا الدم، ويمكن أن تسبب السرطان أو تحدث أضرارًا عصبية وتؤثر على العيون وعلى الرئتين، وهو ما يستلزم الكثير من الاستعدادات وسبل الوقاية.
ويتم تحديد الفارق ما بين رحلات الطيران العادية والرحلات الفضائية بما يعرف بإسم “خط كارمان” الذي يقع على ارتفاع 100 كيلو متر من سطح البحر فتحته يمكن للرحلات الجوية التحليق وفوقه يمكن اعتبار الرحلة فضائية، وتحتاج المركبات إلى سرعة عالية لتجاوز هذا الخط. وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن من يحلّقون على ارتفاع أكثر من 80 كيلو متر عن سطح الأرض رواد فضاء.
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن الفضاء .
خاتمة تعبير عن الفضاء
إن النظر في الفضاء يجعل الإنسان يبدو صغيرًا جدًا ويجعل الأرض تبدو مجرد نقطة زرقاء في محيط لا متناهي، بكل ما عليها من صراعات وخلافات ومشكلات، فكل شئ أمام الكون الفسيح يبدو صغيرًا وتافهًا اللهم إلا شغف الإنسان بالعلم والعمل وأحلامه التي تفوق أحلام أي كائن أخر على سطح الأرض وفي خاتمة موضوع تعبير عن الفضاء لكل إنسان أن يحلم وأن يبحث وأن يعمل على إثبات وجوده في هذا الكون الشاسع.
ويظل الفضاء الرحب حلم في خيال الشعراء مهما صال الإنسان وجال فيه، يقول جبران خليل جبران في خاتمة عن الفضاء : “إن حياة الإنسان لا تبتدىء في الرحم كما أنها لا تنتهي أمام القبر، وهذا الفضاء الواسع المملوء بأشعة القمر والكواكب لا يخلو من الأرواح المتعانقة بالمحبة والنفوس المتضامنة بالتفاهم.”
