مين جربت الحلبة لإدرار الحليب؟
أود أن أشارك تجربتي مع استخدام الحلبة لإدرار الحليب، والتي يمكن اعتبارها تجربة ملهمة للعديد من الأمهات الجدد اللواتي يواجهن تحديات في الرضاعة الطبيعية. الحلبة، هذه النبتة العجيبة التي تحمل في طياتها فوائد جمّة، كانت بمثابة منقذ لي في رحلة الأمومة.
قبل استخدام الحلبة، واجهت صعوبة كبيرة في إدرار الحليب، مما أثر سلبًا على صحة طفلي وأدى إلى شعوري بالإحباط والقلق المستمر حول قدرتي على توفير الغذاء الطبيعي والصحي له.
بدأت رحلتي مع الحلبة بعد توصية من إحدى الصديقات التي عانت من مشكلة مشابهة ووجدت في الحلبة الحل الأمثل لها. بعد إجراء البحث والتأكد من فوائدها ومناقشتها مع الطبيب المتابع، قررت تجربة الحلبة كمحاولة لزيادة إنتاج الحليب.
بدأت بتناول الحلبة على شكل مكملات غذائية وأضفت بذور الحلبة إلى نظامي الغذائي، سواء بنقعها أو إضافتها إلى بعض الأطعمة.
خلال الأيام الأولى، لم ألاحظ فرقًا كبيرًا، لكني استمريت بالمواظبة والصبر، معتمدة على النصائح التي تلقيتها بأن النتائج قد تتطلب بعض الوقت. وبالفعل، بعد مرور أسبوعين تقريبًا، بدأت ألاحظ زيادة ملحوظة في كمية الحليب المدرار، وتحسنت قدرتي على إرضاع طفلي بشكل طبيعي، مما أدى إلى تحسن وضعه الصحي وزيادة وزنه بشكل ملحوظ.
من الضروري الإشارة إلى أن استخدام الحلبة يجب أن يتم بحذر وبعد استشارة الطبيب، خاصة للأمهات اللواتي لديهن حالات صحية معينة أو اللواتي يتناولن أدوية أخرى، لتجنب أي تداخلات دوائية أو آثار جانبية غير مرغوب فيها. كما أن الاعتدال في الاستخدام يعتبر مفتاحًا لتجنب أي تأثيرات سلبية قد تنشأ عن الاستهلاك المفرط للحلبة.
تجربتي مع الحلبة لإدرار الحليب كانت تجربة إيجابية جدًا، وأنا أوصي بها للأمهات اللواتي يواجهن صعوبات في الرضاعة الطبيعية. إنها ليست فقط وسيلة طبيعية لزيادة إنتاج الحليب، بل إنها تحمل في طياتها فوائد صحية عديدة أخرى. ومع ذلك، يظل الأهم هو الحرص على استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامها لضمان الأمان والفعالية.
فائدة الحلبة في زيادة إدرار حليب الثدي
تعد الحلبة نباتاً يصل ارتفاعه إلى ما بين 60 إلى 90 سنتيمتراً، ويتميز بأوراقه الخضراء المنقسمة إلى ثلاثة أجزاء، وأزهاره الصغيرة البيضاء. تشتهر بذور هذا النبات بنكهتها المميزة التي تُستخدم عادة في تحضير أطباق الكاري.
يرى العلماء أن فعالية الحلبة في تحفيز إنتاج حليب الأم قد تعود إلى احتوائها على مركبات الفيتويستروجن، التي لها خصائص تشابه هرمون الاستروجين.
للاستفادة من خصائص الحلبة، يمكن نقع ملعقة صغيرة من بذورها في كوب من الماء المغلي لمدة قرابة 15 دقيقة، ثم تناول المشروب من مرتين إلى ثلاث مرات يومياً. ولمن يبحثون عن تركيز أعلى، هناك خيار مكملات الكبسولات التي عادة ما تؤخذ بمعدل 2 إلى 3 كبسولات، بجرعات تتراوح بين 580 إلى 610 ملليجرام، ثلاثة إلى أربع مرات يومياً.
تظهر فعالية كبسولات الحلبة بسرعة، حيث قد تلاحظ الأمهات زيادة في إنتاج الحليب خلال فترة تتراوح بين 24 إلى 72 ساعة، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى مدة تصل إلى أسبوعين لملاحظة التأثير.
هل الحلبة آمنة على الطفل؟
أشارت دراسة تم إجراؤها في عام 2019 إلى أن تناول الأمهات لشاي معد خصيصًا لزيادة إدرار حليب الأم، والذي يتكون من مكونات طبيعية مثل ثمار الشمر المر، اليانسون، الكزبرة، وبذور الحلبة، يمكن أن يكون آمنًا لأطفالهن. قورنت هذه المجموعة من الأمهات بأخرى استهلكت شاي لويزة الليمون خلال التجربة.
خلال فترة الدراسة التي امتدت ل 30 يومًا وأثناء السنة الأولى من عمر الأطفال، لم تُسجل أية تقارير تشير إلى حدوث آثار جانبية لدى الأطفال الذين كانت أمهاتهم تتناول شاي الأعشاب.
العوامل الصحية التي تؤثر على إمداد حليب الأم
تحسين نسبة السكر في الدم
للتحكم في مستويات السكر خلال فترة الحمل دور كبير في الحفاظ على صحة الأم والطفل. تشير دراسة إلى أن الأمهات اللاتي يعانين من سكري الحمل قد يواجهن صعوبات في إنتاج حليب الثدي بالكمية المطلوبة مقارنةً بالنساء اللاتي لديهن مستويات سكر طبيعية في الدم.
إن التزام الحامل بنظام غذائي متوازن يركز على العناصر الغذائية مثل الألياف والبروتينات، واختيار الأطعمة الطبيعية والمتكاملة، يمكن أن يساعد في استقرار نسب سكر الدم.
من الضروري للحوامل أن يتابعن مع أخصائي تغذية مختص لضمان التغذية السليمة التي تدعم صحتهن وتزيد من فرصة النجاح في انتاج كمية كافية من حليب الثدي بعد الولادة.
زيادة الترطيب وتناول المغذيات الكبيرة
تحتاج الأمهات اللاتي يقمن بالرضاعة الطبيعية إلى زيادة استهلاكهن للطاقة بمقدار 300 سعر حراري كل يوم، وكذلك الحرص على الإكثار من شرب السوائل، أكثر من المعتاد مقارنة بالأوقات الأخرى غير أوقات الحمل والرضاعة، مع التركيز على استماعهن لإحساسهن بالعطش.
رغم أن فكرة تناول كميات إضافية من السعرات الحرارية والسوائل قد تبدو مرهقة، فإن هناك طرق بسيطة لتحقيق ذلك. مثلاً، يمكن زيادة السعرات الحرارية بتناول حفنة من المكسرات وقطعة فاكهة مرتين يومياً، أو بتناول قطعة من لوح الطاقة أو شرب مشروب بروتيني.
الوجبات الخفيفة مثل البسكويت والجبن والخضروات المقطعة والحمص والزيتون وأطباق اللحوم الباردة تعد أيضاً خيارات مغذية تساعد على زيادة السعرات الحرارية بفاعلية.
تحسين الوضع الغذائي لدى المرضعات رضاعة طبيعية
يعتبر النظام الغذائي الصحي وتوفر العناصر الغذائية الأساسية أمراً بالغ الأهمية للنساء اللاتي يرضعن أطفالهن. من المهم جدًا لهؤلاء النساء المحافظة على مستويات مناسبة من فيتامين ب6 والحديد خلال فترة الرضاعة.
تناول حبوب ما قبل الولادة التي تحتوي على هذين العنصرين يعد طريقة فعالة للحفاظ على التوازن الغذائي المطلوب.
لزيادة مستويات فيتامين ب6، يمكن للأمهات تناول أطعمة مثل الحمص، كبد البقر، التونة، السلمون والدجاج. كما يمكن تحسين مستويات الحديد بإدخال أطعمة مثل المحار، الفاصوليا البيضاء، لحم البقر، العدس، السبانخ، والتوفو في النظام الغذائي. يفيد أيضًا أن العديد من الحبوب معززة بالحديد، مما يسهل الحصول عليه للأشخاص الذين قد يجدون صعوبة في تحضير الوجبات أو الذين يفضلون تجنب اللحوم والبقول.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري لنمو الدماغ الصحي عند الأطفال أن تضمن الأمهات الحصول على EPA وDHA، الأحماض الدهنية الأساسية التي لا يمكن للجسم تصنيعها. لذا، ينبغي للنساء الحرص على تناول مصادر هذه الأحماض بشكل يومي، لتعزيز النمو العقلي الأمثل لأطفالهن.
مكملات للرضاعة الطبيعية
على الرغم من الفوائد الكثيرة لحليب الأم، لكن الرضع يحتاجون لمصادر غذائية أخرى بعد مرور الأشهر الأولى من عمرهم. مثلاً، يُوصى بأن يبدأ الأطفال الذين يتغذون حصريًا على حليب الأم في تلقي جرعات صغيرة من مكملات الحديد عند بلوغهم الشهر الرابع.
من المهم أن يناقش الوالدان خيارات المكملات الغذاإية مع طبيب الأطفال قبل أن يقررا إدخال أي نوع من المكملات إلى نظام طفلهما الغذائي.
الآثار الجانبية المحتملة للحلبة
الحلبة، سواء أكانت على شكل عشبة فريدة أم في صورة مكملات غذائية، غالبًا ما تكون آمنة للاستهلاك ولا تسبب مخاوف صحية كبيرة. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأشخاص عدة أعراض جانبية خفيفة الشدة في حالات نادرة. من هذه الأعراض:
- قد يشعر البعض برغبة في التقيؤ.
- الشعور بالغثيان.
- ظهور الغازات.
- الإصابة بالإسهال.
- ملاحظة تغيرات في رائحة البول.
- اختلاف رائحة العرق.
تجدر الإشارة إلى أنه من المهم مراقبة هذه الأعراض عند استخدام الحلبة.