إن اتباع إجراءات واحتياطات السلامة على الطرق، من أهم وسائل حماية الأرواح والممتلكات، فالمركبة هي آلة ثقيلة الوزن تسير بسرعة عالية، وأي انحراف أو خطأ قد ينتج عنه عواقب وخيمة وقد يتسبب في فقدان بعض الناس لأرواحهم أو إصابتهم بإصابات بليغة.
مقدمة عن السلامة المرورية
لتحقيق السلامة المرورية يجب أن يتم تبني جميع الخطط والبرامج التي تساعد على حماية الناس على الطرق، وصيانة الممتلكات، بما في ذلك وضع لوائح وقوانين مرورية، وتوفير أجهزة الرصد، وسبل المحاسبة والانضباط.
ولضمان السلامة المرورية يجب أن يتحرى المجتمع سلامة المركبة وسلامة الطرق وكفاءة العنصر البشري الذي يتولى قيادة المركبة.
موضوع تعبير عن السلامة المرورية
يتطلب تحقيق السلامة المرورية تضافر الجهود بين الدولة والمجتمع، كما يتطلب من الناس أن تكون واعية لما يجب عليها عمله، من صيانات دورية والتزام بالقوانين واللوائح المرورية، وأن ينال السائق تدريبات مناسبة، ويتمكن من القيادة بحرفية، وأن يكون في كامل وعيه.
ولذلك يجب ضمان عناصر ثلاثة لتحقيق السلامة على الطرق وهي سلامة المركبة وأهلية السائق واتباع القواعد الهندسية السليمة في إنشاء وتعبيد وتمهيد الطرق.
أهم وسائل السلامة في المركبة
الإطارات: يجب أن يتم التأكد من ملائمتها للمركبة من حيث المقاسات والنوع والقدرة على التحمل على الطرقات وفي درجات الحرارة المختلفة، وكذلك مراعاة سنة الإنتاج ووسائل التخزين والنقل.
المرايات العاكسة: وهي ضرورية لكشف الطريق حول السيارة ومساعدة السائق على معرفة الوقت الملائم لتغيير المسار أو تعديل السرعة.
مصابيح السيارة: يجب أن تتمتع باللون والنوع والمقاس الملائم للسيارة، وكذلك أن يكون درجة الإضاءة بها ملائمة فهي أداة تنبيه هامة للآخرين في حالة التوقف وتغيير الاتجاه، وهي مهمة في حالة السير في الظلام أو في الضباب.
المساحات الخاصة بالمطر: وهي ضرورية لتوضيح الطريق أمام السائق في حالة هطول الأمطار أو ارتفاع الرطوبة وتكوّن الشبورة.
المكابح: من الضروري إجراء الصيانة الخاصة بها والتأكد من سلامتها لإيقاف المركبة وتهدئة السرعة عند الحاجة.
الأقفال: يجب التأكد من أن أقفال المركبة سليمة، وأنها لن تنفتح بشكل مفاجئ أثناء القيادة لحماية الأرواح.
إشارات الإنذار والمؤشرات: وهي خاصة بمستويات البنزين والزيت ومنسوب الحرارة وقياس السرعة وسلامة البطارية.
الوسائل الأخرى: مثل أحزمة الأمان وطفاية الحرائق، والعجلة الاحتياطية، وحقيبة إسعافات أولية، وأدوات فك وتركيب، ومثلث عاكس، وفرش مقاوم للحريق، ومقاعد الأطفال، ومساند الرأس، والوسائد الهوائية، وكلها لازمة لسلامة المركبة ومن بها من ركاب.
الوسائل الخاصة بالطريق لتأمين السلامة المرورية
الطرق من أهم العوامل المؤثرة في السلامة المرورية، وتحتاج إلى تخطيط هندسي متخصص، ولإضاءتها بالشكل العلمي، ووضع اللافتات والإشارات التوجيهية، والإشارات التحذيرية، إضافة إلى تمهيدها وإزالة العوائق، والتأكيد على الحمولة المناسبة والارتفاعات المسموح بها على الطريق.
قائد المركبة:
السائق من أهم العوامل المؤثرة في السلامة المرورية ومن الضروري أن يتمتع بمجموعة من المميزات أهمها:
- يكون عاقلًا راشدًا.
- يتمتع بحواس سليمة.
- يتجنب تشتيت الانتباه خلال القيادة ويركز على القيادة وحدها.
- أن يكون مسؤولًا ويتمتع بحس المسؤولية.
- أن يكون لديه معرفة بميكانيكا السيارة ووسائل وإجراءات الأمن والسلامة، ويعمل على صيانة المركبة صيانة دورية.
- يستخدم حزام الأمان ومسند الرأس.
- يتأكد من وجود حقيبة الإسعافات وطفاية الحرائق وسلامة الوسائد الهوائية.
- أن يكون متمرسًا على طريقة القيادة الآمنة.
- يضع النظارات الطبية في حالة كان يحتاج إليها للرؤية الواضحة.
- يتابع المرايات العاكسة وإشارات السيارة.
- أن يبدأ حركة السيارة بالطريقة الصحيحة.
- التأكد من سلامة المكابح، وإشارات التوقف.
ومن العوامل الأخرى التي تساهم في السلامة المرورية وجود لافتات إعلامية وإشارات تحذيرية وعلامات بالدهان والأضواء، وإشارات مرور، وموظف لتنظيم السير، ووضع المتاريس والحواجز في أماكنها الضرورية.
مفهوم السلامة المرورية
يتضمن مفهوم السلامة المرورية اتخاذ كل التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة لحماية مستخدمي الطرق من مشاة وراكبي دراجات وسائقي سيارات وممتطي الخيول ومستخدمي وسائل المواصلات الجماعية.
ومن الإستراتيجيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال:
- ضمان بقاء طاقة الارتطام ضمن المعدل الأدنى بالسيارة حتى لا يتعرض المستخدم للموت أو الإصابات الشديدة عند وقوع الحوادث.
- يتطلب ضبط عامل طاقة الارتطام التوازن بين المتانة وحماية الناس، وعلى سبيل المثال فإن ارتطام سيارة بأحد المشاة وهي على سرعة 30 كيلو متر يمكن أن تتسبب في قتله، بينما لو حدث هذا الاصطدام مع مركبة أخرى يربط راكبيها الحزام فإنهم لن يتعرضوا للأذى.
- يجب توافر وسائل وقاية مستدامة من الاصطدامات على الطرق وفي المركبات.
- تطبيق معايير حديثة في إنشاء الطرق.
أهمية السلامة المرورية
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من مليون ومائتي ألف إنسان يفقدون حياتهم سنويًا بسبب حوادث الطرق بحسب إحصائيات قامت بها المنظمة في عام 2004م، وهو الأمر الذي يزيد من أهمية السلامة المرورية وضرورة اتباع وسائل الحماية الخاصة بالطرق والمركبات.
وترتفع حدة مشكلة الحوادث المرورية في البلدان النامية التي تفتقر لوجود شبكات طرق مصممة على المعايير الحديثة، ووسائل نقل تتمتع بمواصفات الأمان والسلامة الضرورية.
وتشير الدراسات إلى أن الحوادث عادة ما تقع أثناء تعديل السرعات، بحيث تتباطأ مركبة أو تتسارع وسط المركبات الأخرى مما يثير الارتباك.
وتعود أهمية السلامة المرورية للأسباب الآتية:
- تقليل عدد الحوادث وحماية الأرواح والممتلكات.
- تقليل مخاطر الحوادث والكوارث الناجمة عنها عند وقوعها.
- تقليل احتمالية وقوع حوادث على الطرق.
إن الاهتمام بالسلامة المرورية أمر طبيعي لحماية الإنسان لحياته وحياة من يهمه أمرهم، فقد تتسبب الحوادث المرورية في أن يدفع الإنسان ثمنًا باهظًا، سواء مالي أو جسدي.
موضوع بحث عن السلامة المرورية لطلبة المدارس
إن التوعية بكل ما هو صحيح وجيد تبدأ من سن التعليم الأولي، فالإنسان الذي ينشأ على الصدق مع نفسه ومع الآخرين، وعلى تحمل المسؤولية ومعرفة الصحيح من الخاطيء ويتدرب على السلوكيات الجيدة لتصبح جزء لا يتجزأ من حياته، سيكون قائدًا جيدًا للمركبة، ويهتم بتنفيذ اجراءات الأمن والسلامة المطلوبة.
إن التربية الصحيحة والتوعية واكتساب المهارات اللازمة منذ الصغر تجعل منك مُؤهلًا لقيادة المركبة عندما تبلغ السن القانونية، ولا تعمد إلى مخالفة قواعد الأمن والسلامة لأنك إنسان مسؤول تعرف مدى خطورة مثل هذا الفعل.
إن الحفاظ على الأرواح والممتلكات هي غريزة طبيعية في الإنسان فهو يبحث عما يحفظ له بقاءه، ويتجنب ما فيه مخاطرة يمكن أن تؤثر على حياته.
والإنسان منذ القدم يعمد إلى السكن في مناطق آمنة، ويقترب من أماكن الغذاء والماء، ويسافر في مجموعات آمنة، وهو ما يجعل من اتباع قواعد السلامة المرورية أمرًا طبيعيًا يأتي في ذات السياق.
ولقد حثنا الدين الإسلامي على حماية الأرواح والممتلكات في العديد من آيات الذكر الحكيم ومن ذلك ما جاء في الآيات التالية:
- “وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”. –سورة النساء
- “وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”. –سورة البقرة
والرسول (عليه الصلاة والسلام) أيضًا نصح باتخاذ إجراءات الحماية والوقاية لصيانة الأرواح وحماية الصحة ومن ذلك ما جاء في الأحاديث النبوية التالية:
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: “غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ”. رواه مسلم
- وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “لا يشيرُ أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار”. رواه مسلم
والإسلام يهتم بأن يكون المسلم صالحًا طيبًا في ذاته، ولا يحتاج إلى رقيب عليه، فيراقب الله في أفعاله، ومن ذلك الالتزام بما يحفظ الأرواح والممتلكات، ويقي الآخرين مما يمكن أن ينتج عن تقصيره من شرور.
وكلها أمور يجب على قائد المركبة أن يكون واعيًا بها، فيحمي نفسه ومن معه في المركبة، ويحمي الآخرين ويحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم، فلا يقود قيادة متهورة، ولا يخالف قواعد المرور، ويصون المركبة بالصورة الصحيحة التي تضمن عملها بالشكل الصحيح.
أسباب حوادث الطريق
من أهم أسباب وقوع الحوادث نختار ما توصل إليه الخبراء في هذا المجال:
- السرعة الزائدة وتأتي على رأس القائمة حيث يصعب على قائد المركبة التحكم في السيارة.
- الانشغال بالجوال وغيره ما يشتت من تركيز قائد المركبة حيث أن الحوادث تقع في لحظة.
- كسر الإشارة أيضًا من أهم أسباب وقوع الحوادث حيث يكون الاتجاه الآخر مفتوحًا والسيارات تسير على سرعة عالية، ولا تتمكن من تفادي السيارة التي كسرت الإشارة.
- السير عكس الاتجاه أيضًا من الأسباب الهامة في وقوع الحوادث.
- عدم الالتزم بالقواعد والقوانين والإرشادات الخاصة بالقيادة، من أهم أسباب وقوع الحوادث.
- القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات والمواد المذهبة للعقل.
- سوء تنفيذ الطرق وعدم وجود شبكة طرق ممهدة بالشكل الصحيح.
- عدم صيانة المربكة بالشكل الدوري وافتقارها لوسائل الأمان والحماية.
كيف يمكن تجنب حوادث الطريق؟
- السير بالمعدلات القانونية المعتمدة والموضحة على الطرق وعدم تجاوز السرعات المقررة.
- النظر في جميع الاتجاهات أثناء القيادة والتأكد من خلو التقاطع قبل عبوره.
- هدئ السرعة اثناء مرورك من خلال التقاطعات وتأكد من أنك تسير في أمان.
- تأكد من خلو الطريق من جهة اليسار إذا أردت الدخول على الطرق السريعة أو أردت الدوران.
- عليك مراقبة السيارات من حولك وتجنب أخطاء الغير وخاصة على الطرق السريعة.
- عند تغيير الحارة تأكد بشكل كامل من خلو الحارة التي تسعى للدخول فيها.
- احذر عند المرور من بين الشاحنات والمركبات الثقيلة.
- احرص على ترك مسافة بينك وبين السيارة التي تسير أمامك حتى لا تصطدم بها إذا ما توقفت بشكل مفاجيء.
- تأكد من أن السيارة تعمل بالصورة الصحيحة وأنك تُجري الصيانة في موعدها.
خاتمة عن السلامة المرورية
وفي خاتمة بحث عن الحوادث المرورية نقول انها مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل مواطن، فالحميع جزء منها، وعلى الدولة ككل، وفيها حماية للأرواح والممتلكات، ويجب أن يؤدي كل إنسان مسؤوليته تجاه الآخرين في هذا الشأن.
وحتى المشاة يجب أن يتحلوا بالمسؤولية للعبور من أماكن عبور المشاة، وتجنب السلوكيات الخاطئة المتعلقة بوسائل النقل الجماعية.
ويقع على عاتق الدولة مسؤولية سن القوانين والتشريعات التي تحمي المواطنين على الطرق، والتأكد من جدارة الأشخاص قبل إعطائهم رخص القيادة، وإنشاء الطرق الجيدة المبنية على أساس علمي وهندسي سليم.
وتعد المدارس ووسائل الإعلام من أهم عوامل نشر الوعي باتباع إجراءات السلامة المرورية وإنشاء أجيال تقدّر المسؤولية ووتبع الإجراءات الصحيحة في التراخيص والقيادة، ولا تهمل الصيانة أو تقود تحت تاثير المخدرات والمسكرات أو تستخدم الهاتف المحمول ووسائل الإلهاء الأخرى خلال القيادة.
