موضوع تعبير عن الأمانة وفضل التَّحلِّي بها على الفرد والمجتمع

إن الأمن والأمان والتأمين والأمانة كلها من المعاني التي لا يمكن لمجتمع أن يكون صحيًا ومترابطًا بدونها، وكلها أمور تبدأ من الأمانة نفسها، والتي تُعد مصدرًا في اللغة العربية، فعندما يكون كل إنسان أمينًا على ما لديه من مسؤوليات ويحفظ السر ويصون العهد ويرد الأمانات إلى أصحابها، يكون المجتمع كله أمنًا مطمئنًا مترابطًا.

مقدمة عن الأمانة

إن معنى الأمانة هو معنى شامل يتضمن كل ما فيه خير ووفاء وأخلاق حسنة، والأمانة عفاف وتعفف عن مصادر المال الحرام وكل ما فيه شبهة، وهو قيام الإنسان الأمين برد ما لديه من ودائع وأداء ما عليه من مسؤوليات وأمانات بدون أن يكون عليه رقيب غير نفسه وضميره الحي ووعيه بأن هناك ربًا سيحاسبه على أفعاله.

ومن الأمانات التي يؤتمن الإنسان الأمين عليها أسرار الناس وما لديهم من شؤون وضعوها بين يديه، وأداء الأمانات من الواجبات التي يأمر بها الله وتحض عليها الأديان السماوية، والإنسان الأمين يؤدي ما عليه من عبادات ويصون جوارحه عن الوقوع فيما يغضب الله، ويرد ما استودع من أمانات للناس.

موضوع تعبير عن الأمانة

إن الإنسان الفاضل هو من يعطي كل ذي حق حقوقه، ويؤدي ما عليه من واجبات ومسؤوليات على أكمل وجه ممكن، وهذا هو المحك الذي يختبر الله به الإنسان، فالله (تعالى) يقول في محكم آياته: “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا”. –سورة الأحزاب

ولقد أمر الله (جل وعلا) الإنسان بأداء الأمانات أمرًا مباشرًا كما جاء في قوله (تعالى): “إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا”. –سورة النساء

والأمانة من أهم سمات الرسل فهم أمناء على رسالات الله إلى عباده، وهم ينصحون الناس بما فيه منافعهم، وبما يقربهم من الله ويجعلهم أهلًا لمحبته ورضاه، وجديرين بجنته، وآمنين من عذابه.

والرسول (عليه الصلاة والسلام) كان يُلقب قبل الدعوة بالصادق الأمين، هذا الأمر جعل الكثير من الناس تؤمن بدعوته، وتصدق أن وحي الله يتنزل عليه، وتستجيب لداعي الله.

والأمانة وُصف بها نبي الله موسى عندما قالت إحدى الفتاتين اللتين سقا لهما: “يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”. –سورة القصص

ووصف نبي الله هود نفسه أيضًا بالأمانة كما جاء في قول الله (تعالى): “أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ.” –سورة هود

ووصف الملك نبي الله يوسف بالأمانة عندما حكّمه في خزائن الأرض كما جاء في قوله (تعالى): “إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ”. –سورة يوسف

إن الله يحب منك أن تكون أمينًا عفيفًا وفيًا حتى ولو لم يكن المجتمع من حولك يتمتع بالكثير من هذه الصفات، فأنت في النهاية ملاقي ربك وهو من يجازيك بأعمالك.

موضوع تعبير عن الأمانة وأهميتها

تخيل معي مدينة يكون حاكمها أمينًا عليها مخلصًا في أداء واجباته تجاه المواطنين ويوفر لهم حاجاتهم ويحمي حقوقهم، ويمارس الطبيب فيها مهنته بأمانة ويعالج المريض بأفضل الوسائل ويبقى معه في كل حالاته وحتى يشفى، ويقوم فيها المعلم بوظيفته بأمانة، ويعلم التلاميذ بكل ما أوتي من علم ويحرص على مصالحهم، وعلى إفهامهم العلوم بالشكل الأمثل، ويدافع فيها المحامي عن حقوق موكليه بأمانة حتى يرد عليهم حقوقهم، وهكذا ألن يكون ذلك مجتمعًا فاضلًا؟

بالتأكيد سيكون هذا مجتمعًا فاضلًا أمينًا يوفي فيه كل إنسان ما عليه من واجبات للآخرين وينال حقوقه كاملة، فيصبح المجتمع مترابطًا متحابًا صحيحًا.

والآن تخيل معي مجتمعًا لا يعرف فيه أحد الأمانة ولا يراعي حقوق الغير ولا يقيم لواجباته وزنًا، فيهمل الطبيب مريضه، ويمنع المعلم علمه عن تلاميذه ولا يهتم الحاكم إلا بمصالحه الشخصية، فهل يمكن أن يستقيم حال هذه المدينة أو يكون بين الناس ترابط أو محبة؟ بالتأكيد لن يكون لمثل هذه المدينة بقاء.

موضوع الأمانة في الإسلام

إن الإسلام حثّ الناس على الأمانة وعلى الوفاء بالعهد في الكثير من آيات الذكر الحكيم، وجعل الأمانة من الأسباب التي تستوجب جنته ورضاه كما جاء في قوله (تعالى): “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)”. –سورة المؤمنون

وكان الرسول (عليه الصلاة والسلام) مثالًا يحتذى به في أمانته، حتى أن أهل قبيلته كانوا يحتكمون إليه في نزاعاتهم، ويستأمنونه على ودائعهم، وحتى عندما اضطر لترك مكّة بعد ما طاله من أذى قومه، ترك علي بن أبي طالب مكانه ليرد ما لدى النبي من ودائع للناس، وهذه الصفات الحميدة هي ما جعل السيدة خديجة تقبل به زوجًا لها وتأتمنه على ما لها من مال وتجارة، وفي أمانته (صلى الله عليه وسلم) قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي:

“أَيُّهَا الْمَلِكُ، كنا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ونسيء الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا على ذلك حتى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ ما كنا نَحْنُ نعبد وَآبَاؤُنَا من دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحديث وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ”.

موضوع عن الأمانة للأطفال

الأمانة من أفضل الأخلاق التي يتمتع بها الإنسان الصالح، وعكسها هو الخيانة، فكل إنسان لا يؤدي ما عليه من أمانات هو خائن للأمانة، والله يكره هذه الصفة في خلقه، وجاء ذلك في قوله (تعالى): “وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا”. –سورة النساء

ويحكى في مقدمة بحث عن بضاعة الأمانة أن تاجرًا كان يبيع الأقمشة عالية الجودة بأثمان معتدلة، واستمر على ذلك سنوات، يتجاوز عن المعسر ويوضح ما في بضاعته من عيوب، وأصبح ذائع الصيت غنيًا بسبب أمانته وحسن تعامله.

وفي يوم من الأيام جاء إليه تاجرًا متعسرًا أراد شراء بضاعة وهو لا يملك مالًا، فأعطاه الرجل بضاعة وقال له أنه عليه رد ثمنها بعد بيعها.

غاب التاجر سنوات ولم يرد للرجل ماله، فذهب إليه فوجد تجارته قد ازدهرت، إلا أنه رفض رد المال وأنكر أنه أخذ منه شيئًا، فعاد الرجل إلى غرفته في الفندق الذي استأجره، ونام وفي الصباح استيقظ على قرع الطبول.

سأل الرجل من في الفندق عن سبب قرع الطبول فقالوا له أن هذا تقليد يفعلوه كلما مات أحدهم، فإذا كان شخصًا عاديًا قرعوا الطبول ثلاثة مرات وإذا كان أميرًا قرعوا الطبول عشرة مرات.

فخطرت على الرجل فكرة، وطلب من قارع الطبول أن يدق الطبل عشرين مرة، فغضب الأمير لما سمع القرع المتتالي وطلب حضور قارع الطبل، وأوشك أن يعاقبه فأخبره بما حدث.

أرسل الأمير في طلب التاجر، وسأله عن السبب في طلبه بقرع الطبول كل هذا العدد من المرات، فقال له أن ذلك حدادًا على قيم الأمانة والصدق والنزاهة.

فأحضر الأمير التاجر المتهرب من دفع ما عليه وأجبره على رد المال للرجل وتعويضه عن الأضرار التي لحقت به من جراء تأخير الدفع.

إنشاء عن الأمانة للصف الخامس الابتدائي

إن الخيانة من الصفات التي لا يجب أن ترضاها لنفسك، فالله يكره منك هذه الصفة، وهي تكسب صاحبها الخزي والعار في الدنيا والآخرة، ويقول النبي (عليه الصلاة والسلام): “لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة”. –متفق عليه

والإنسان المؤمن بالله أمينًا في أفعاله فمن يراقبه هو الله (جل وعلا)، ولذلك هو ليس في حاجة إلى رقابة خارجية، ويرجع الخبراء الخيانة إلى مجموعة من العوامل، من ضمنها ما يمكن أن يعاني منه الإنسان من صفات مثل الجبن والأنانية والنفاق.

فالإنسان الغير أمين يسعى لتحقيق مكاسب شخصية ولو على حساب الغير، ولذلك فهم غير أمين في قوله ويكذب على الناس، وهو يتملق من بيدهم الأمر وينافقهم لتحقيق مصالحه، وهكذا.

إنشاء عن الصدق والأمانة للصف السادس الابتدائي

الأمانة صفة يتمتع بها الإنسان المتصالح مع نفسه ومع مجتمعه، والذي نال تربية حسنة، ويعرف أنه موجود في مجتمع يجب أن يؤدي فيه ما عليه من واجبات تجاه الآخرين ولا يكتفي بمتعته الشخصية ولا يسعى لتحقيق مكاسب على حساب الغير.

والإنسان العاقل هو من يتمكن من تحقيق التوازن بين مصالحه ومصالح الغير، ولا يغضب ربه بتفريطه في الأمانات التي أوكل بها.

موضوع عن الصدق والأمانة

إن الحديث الصادق من الأمانات التي يحاسبك الله عليها، فالكاذب غير أمين والإنسان محاسب بما يقوله، والكذب يمكن أن يفقدك ثقة الناس فيك، ويجعلهم لا يلقون بالًا إلى حديثك.

والعصر الحديث جعل مواطن الخيانة كثيرة وجعل الإنسان يسقط فيها حتى دون أن يشعر بذلك، وعليه أن يستغفر ربه ويتوب ويحاول أن يعوض الناس عما نالهم من أضرار نتيجة لتقصيره في حالة عدم التزامه بالأمانة.

صور وأشكال الأمانة

للأمانة صور وأشكال عديدة من أهمها ما يلي:

• أن تكون أمينًا في أداء العبادات المفروضة:

إن الأمانة التي أوكلها الله للإنسان تستلزم منه أداء العبادات كما علمه الله وأن يحافظ على أداء الصلاة والصوم وأن يأتي الزكاة، وأن يمارس ما فرض عليه من فروض وعبادات بالشكل اللائق.

• أن تكون أمينًا عفيفًا في اجتناب المحرمات:

إن الله يحاسب الإنسان على ما يضمره وما يعمد إليه من أعمال، وحتى لو استخفى من الناس فإنه لا يخفى على الله ما قام به من عمل، ويوم القيامة تشهد عليه جوارحه بما كان يعمل، فعلى الإنسان المسلم أن يصون عينه عن الحرام ويصون يده وجوارحه عن كل ما يُغضب الله (جل وعلا).

• أن تحفظ ما لديك من ودائع وتؤديها لأهلها:

عليك أن تحفاظ  على ما يتم استئمانك عليه من ودائع، وأن تعيدها على حالتها لأصحابها، وهو ما فعله الرسول (عليه الصلاة والسلام) مع المشركين من أهل مكّة عندما هاجر.

• أن تكون أمينا في حديثك:

من الأمانة أن تكون إنسانًا جادًا وأن يكون لحديثك قيمة، ولا تجعله كله هزلًا فالكلمة أمانة، وعليك تحرّي الصدق في حديثك، وأن تتوخى الحذر من الوقوع في عثرات اللسان، فالرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول في الحديث الصحيح: “وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم  أو قال: على مناخرهم- إلا حصائدُ ألسنتهم”. –رواه الترمذي

وقال (صلوات ربي وسلامه عليه): “إن الرجل لَيتَكَلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه”. –مالك

• أن تؤدي ما عليك من واجبات ومسؤوليات:

من أهم أبواب الأمانة القيام بما عليك من مسؤوليات وواجبات فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

• الأمانة في أن تحفظ أسرار الناس ولا تطلع على عوراتهم:

فالإنسان الأمين يحفظ السر ولا يعمد إلى هتك عورات الناس ولا يخون ولا يغش.

تأثير الأمانة على الفرد والمجتمع

إن المجتمع الذي يتمتع أفراده بخلق الأمانة هو مجتمع صالح، يعمه الخيرات ويحيطه الله برضوانه ورعايته، وينتشر فيه الحب والمودة، ويرتقي ويعلو بين المجتمعات.

خاتمة عن الأمانة

إن تحليك بالأمانة هو أمر يرضي الله ويجعل منك إنسانًا فاضلًا نافعًا خيرًا، بينما سمات الغش والنفاق والكذب لا تعود عليك بخير في حياتك وآخرتك، وحتى ولو نالك منها مكاسب قصيرة الأمد.