موضوع تعبير عن عقوق الوالدين وخطورته في الإسلام وكلمات عن عقوق الوالدين

hanan hikal
2021-08-18T13:32:59+02:00
مواضيع تعبير
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: مصطفي شعبان21 يناير 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

إن الكائنات الحيّة في أغلبها تعيش في مجموعات من نفس نوعها، فذلك يوفّر الحماية والأمان والسلامة للقطيع ككل، والإنسان الذي يعد الكائن الأكثر تطورًا بين الكائنات الحيّة على الأرض، يعتمد هو الآخر على مجتمعه في توفير حاجاته الأساسية، وفي توفير الحماية والسلامة لنفسه ولصغاره، ولبنة هذا المجتمع هي الأسرة، ولذلك فإن احترام الصغير للكبير ورعاية الكبير للصغير من أهم أساسيات صيانة المجتمع وحماية الفرد، واستمرارية الحياة نفسها.

مقدمة موضوع عن عقوق الوالدين

مقدمة موضوع عن عقوق الوالدين
مقدمة تعبير عن عقوق الوالدين

إن عقوق الوالدين هو إيذائهما بأي قول أو فعل غير لائق، أو مقاطعتهما وإهمالهما، أو التهرّب من رعايتهما عندما يحتاجان إلى ذلك، والعقوق في اللغة هو العصيان أو “شق عصا الطاعة” ولقد نهى الله عن عقوق الوالدين وأوصى بهما في الكثير من آيات القرآن، وأتت وصايا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه لتأصّل من فضيلة برّ الوالدين وتعمّق من معاني الرحمة والإحسان، لما لذلك من أهمية في حماية المجتمع وترابطه.

تعبير عن عقوق الوالدين

لقد جعل الإسلام العقوق من أكبر الكبائر عند ربّ العالمين، بل أنه يلي الشرك بالله في فداحته وذلك لعظم دور الوالدين في حياة الأبناء، ولأهمية البر في ترابط المجتمعات، وسلامة أفرادها على المستوى النفسي والاجتماعي، ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عواقب عقوق الوالدين تكون في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث: ” بَابَانِ مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ، وَالْعُقُوق”.

وبر الوالدين من أيسر الأعمال التي تفتح الباب واسعًا أمام دخول الجنّة وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ»، قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ.”

خطورة عقوق الوالدين فى الإسلام

إن العاق لوالديه يفتقر إلى البركة والتوفيق في حياته الدنيا، ويكتسب غضب الله عليه في الآخرة، ومن صور عقوق الوالدين رفع الصوت عليهما، والتأفف منهما، أو ضربهما، أو طردهما، أو إهمالهما، ومن الصور الأخرى التي قد لا يفطن إليها الكثير من الناس ما جاء في الحديث الشريف: “يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ.”

مظاهر وصور عقوق الوالدين

إن الله قد أعطى كل ذي حق حقّه، ومن ذلك أن يقوم الوالدان بما عليهما من مسؤوليات تجاه الأبناء، ومن ذلك اختيار الزوجة والزوج الصالحين، واختيار أفضل الأسماء للأبناء، والإنفاق عليهم والعدل فيما بينهم، وتربيتهم تربية حسنة، والرفق بهم، والإحسان إليهم، ورحمتهم، وفي ذلك جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.”

كذلك من حق الوالدين على الأبناء البر والاحترام والتقدير، والرعاية في الكبر، والطاعة فيما لا يغضب الله، وعدم التسبب لهما في الحزن والألم.

عدم إشعارهما بثقلهما عليك، فلا تتأفف منهما ولا تضجر، وأن لا تأمرهما بأداء أعمال وإنما تطلب منهما ما تريده بأدب وتهذيب، وخاصة إذا كانا كبار السن.

انتقاد ما يفعلانه بإسلوب غير مهذب، فلو كان لك ملاحظة ما يجب أن تبديها بذوق وأدب. كذلك عليك مساعدتهما في أداء أعمالهما ما أمكنك ذلك، وأن تحترم ما لديهما من أراء حتى لو كانت غير متسقة مع العصر، ولم تكن قابلة للتنفيذ، فليس عليك أن تسخر منها، ولكن أن تقوم بما هو مناسبًا لك دون أن تسخر منهما.

ومن البرّ أيضًا عدم ذم الوالدين سواء سرًا أو جهرًا، وعدم إدخال من يكرهونهم إلى منزلهم، أو الإتيان بأفعال لا يوافقون عليها في منزلهما، أو فعل ما ينكرونه عليك من أفعال غير لائقة.

قال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.”

موضوع عن عقوق الوالدين أسبابه وأضراره

إن الكثير من الناس يغضبون الوالدين إرضاءً للزوج أو الزوجة، وهو ما يغضب الله عزّ وجلّ، أو قد يتركوهم في دور الرعاية بسبب ضيقهم برعايتهم، أو بسبب عدم توفّر الوقت. وذلك من الأمور المذمومة ومن يفعل ذلك يضيّع على نفسه الكثير من الخير والبركة. فرعاية الوالدين من الأمور التي تستوجب رضا الخالق، ويستحق فاعلها التوفيق في حياته.

بعض الناس تشعر بالضيق من الوقت والجهد والمال الذي ينفقونه في رعاية الوالدين فيتمنوا زوالهما، وهو أمر لا يحبه الله ورسوله وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة.”

وقد يفعل بعض الشباب بجهل بعض الأمور التي توقعهم في كبيرة عقوق الوالدين، وذلك عبر الجهر بسباب الآخرين فيردون الإساءة بالإساءة، ويسبون الوالدين.

إن الإساءة إلى الوالدين وعقوقهما باي صورة من الصور نوع من الجحود، والنكران الذي لا يستقيم مع حسن التربية، وطيب الأصل، فجزاء الإحسان إحسان مثله، وإن كان فضل الوالدين لا يمكن مضاهاته، فعلى الأقل يجب على الأبناء شكرهما على ما قدماه لهم من أعمال جليلة.

ولقد انتشرت صور عقوق الوالدين في العصر الحديث بسبب مزاح الأبناء فيما بينهم بسباب أباء وأمهات أصدقائهم، معتبرين أن ذلك من قبيل الدعابة، ولكنهم لا يدركون حجم ما في ذلك من جرم وإساءة، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ.”

كلمات عن عقوق الوالدين

كلمات عن عقوق الوالدين وأسبابه
كلمات عن عقوق الوالدين

إن الوالدين أعلى الناس فضلًا على الأبناء، فهما من أنجبا وربيا، ووفرا للأبناء الراحة، وقدموهم على نفسيهما، وآثرا راحة الأبناء على راحتهما الشخصية، ولم يرجوا إلا أن يريا الأبناء في أفضل حال، وعلى أحسن صورة، لذلك عليك ان تكون شاكرًا لهما، مقدرًا لجهودهما.

الوالدان يرعيا الأبناء وهما يتمنيان لهما السعادة والوفرة والعمر المديد، بينما الأبناء يرعون الأباء منتظرين أن يأتي أمر الله في أي لحظة فيودعان الدنيا، تاركين لهما الذكريات الطيبة.

والإنسان يمكنه أن يبرّ والديه بعد مماتهما، عبر السؤال عن أحبائهم وأصدقائهم، وود أقاربهم، وصلة أرحامهم، والدعاء لهما بالخير والرحمة، والصدقة عليهما، وكلها من أعمال البرّ التي يحبها الله ورسوله، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”

والله يحب من الإنسان أن يصل رحمه الأقرب فالأقرب، وليس فقط صلة الوالدين والإحسان إليهما، فعلى الإنسان أن يودّ إخوته، وأقاربه، وأن يسأل عن المحتاج منهم، ويسعى للتقرّب منهم ولو بالسؤال عليهم بمكالمة هاتفية، وتفقّد أحوالهم.

لقد كان الناس حتى وقت قريب يسألون عن بعضهم البعض ويراعون حق القربى والجيرة، ويتبادلون الزيارات، ثم جاء العصر بما فيه من مدنية حديثة، فرّقت الناس وباعدت بينهم، وحتى من هم في نفس المنزل، قد يفتقدون بعضهم البعض، ولا يسألون عن حال بعضهم البعض، وكل ذلك مكروه عند ربّ العالمين.

خاتمة موضوع عن عقوق الوالدين

إن كل إنسان سيتقدم به العمر في وقت من الأوقات، وسيجد نفسه في مكان الآخرين، وحتى لو غرّه الشباب والقوة، فإنه سيأتي عليه اليوم الذي يفقد فيه شبابه وقوته، ويتمنى لو أن ابناءه يسألون عنه، ويراعونه في حالة ضعفه، ولذلك عليه أن يقدم في شبابه ما يريد أن يقدمه له الآخرون في شيخوخته، فيراعي والديه ويقدم لهما ما يستحقان من مودّة ومحبّة ورعاية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *