المساجد هي دور العبادة التي يتعبّد فيها المسلمون، حيث يتم إقامة الصلوات الخمسة فيها يوميًا وتقام فيها كذلك بعض الصلوات الأخرى مثل صلاة الجمعة وصلاة التراويح والجنازة، ويعرف المسجد أيضًا باسم “الجامع” لأنه يجمع المصلين، أما لفظ المسجد فيأتي من السجود. وهناك “مصلية” وهي مكان صغير يتم تخصيصه للصلاة في المصالح والمصانع والمدارس وغيرها. وللمسجد مآذنة يرفع من عليها الآذان.
قال تعالى: ” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً”.
مقدمة موضوع عن المساجد وحقوقها
لقد بدأ الإسلام ضعيفًا وكان المسلمون يخافون من افتضاح أمرهم، ويكتمون إسلامهم حتى لا يتعرضون للتنكيل، وظلوا على هذا الحال ثلاثة عشرة عامًا، وحتى هاجر الرسول بأصحابه إلى يثرب التي عرفت فيما بعد باسم المدينة المنوّرة، وفي مقدمة تعبير عن حقوق المساجد بدأ الإسلام في امتلاك أسباب القوة، واحتاج المسلمون إلى مكان يجتمعون فيها ويتشاورون ويؤدون شعائر دينهم، فأمر الرسول ببناء أول مسجد في حي بنو عمرو بن عوف، وأثناء البناء كان صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ لا خَيْرَ إِلا خَيْرُ الآخرهْ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ.”
موضوع تعبير عن حقوق المساجد في الإسلام
إن الإنسان يذهب إلى المسجد لقضاء بعض الدقائق في التعبّد والابتهال إلى الله، والتوجّه إليه بكفاة جوارحه، ولذلك يجب أن يؤدي ما للمسجد من آداب وحقوق ليكون في أفضل حال يؤهّله للوقوف بين يدي الله، وفي موضوع تعبير عن حقوق المساجد بالعناصر والأفكار نذكر من هذه الآداب:
- نظافة الجسد والملبس: فالإسلام يحثّ على الطهارة، وعلى الوضوء والغسل وتحرّي نظافة الملبس، ومكان الصلاة، ومن المستحب أن يتطيب الإنسان عند ذهابه للمسجد، ويتزين إمتثالًا لقوله تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.”
- ويجب أن يتجنّب الإنسان تناول الأطعمة النفّاذة ذات الرائحة الكريهة مثل الثوم والبصل، للحفاظ على نفس طيب ورائحة عاطرة، وذلك إمتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم: “من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا، أو فليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته”.
- يحظر على المرأة في فترتي الحيض والنفاس الذهاب إلى المسجد.
حقوق المسجد وآدابة
حثّ الإسلام على عمارة المساجد والاهتمام بنظافتها، والإخلاص في التعبّد فيها كما قال صلى الله عليه وسلم: “من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة”.
وحذر الله من هدم المساجد أو إتلافها، أو الإساءة للمتعبدين بها، فعمارة المساجد من أفضل الأعمال التي يتقرّب الإنسان بها من الله، وأهم أنواع هذه العمارة عمارتها روحيًا بالذكر والصدق في العبادة، وفي ذلك يقول الشاعر:
منابركم علت في كل حيٍّ *** ومسجدكم من العبّاد خالي
وجلجلة الأذان بكل فجٍّ *** ولكن أين صوتٌ من بلالِ؟
مكانة المسجد في الإسلام
يجتمع المسلمون في المسجد خمسة مرات يوميًا فيتباحثون في أمور دينهم ودنياهم، ويتبادلون الخبرات، ويتعارفون، كما تأتي الحشود من كل حدب وصوب إلى المسجد في يوم الجمعة، لحضور صلاة الجماعة وسماع الخطبة، ويحي المسلمون في المسجد ليالي رمضان بصلاة التراويح وسماع القرآن الكريم، ولذلك فإن المسجد هو دار عبادة ومدرسة ومنتدى اجتماعي ومكان للتباحث والاطلاع على أحوال المسلمين في المنطقة، وللتكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاج.
حقوق المسجد الأقصي
إن المسجد الأقصى هو ثالث الحرمين، وأول القبلتين، وهو يعاني في الوقت الحاضر من الكثير من الاعتداءات، حيث أضرمت النار في بعض أجزاءه في ستينيات القرن الماضي، ويتم انتهاكه بشكل ممنهج من متطرفين اسرائيليين.
ومن حقوق المسجد الأقصى في موضوع تعبير حول حقوق المساجد هو التوعية بقضية المسجد ودعم المرابطين فيه.
يقول أيمن العتوم:
لا تبرحِ الأرضَ واحمِ القدسَ والتحمِ
وانقشْ دِماكَ على بَوَّابةِ الحرمِ
واقبضْ على الجَمْرِ إنَّ القابضينَ
على جمرِ البلاد أضاؤوا عِزَّةَ الأُمم
ما هو مفهوم المسجد في العصرالقديم والحديث
كان أول مسجد وضع للمسلمين في المدية المنورة مصنوعًا من الحجارة وجذوع النخيل، وتطورت العمارة ومعها تطور بناء المساجد حتى أصبح بناية عظيمة مزخرفة بالنقوش الإسلامية، وله قباب ومآذن، وهناك مساجد تعد تحفة معمارية لا نظير لها مثل جامع قرطبة في الأندلس.
دور المساجد في الإسلام
أهم دور للمساجد في إنشاء عن حقوق المساجد هو الصلاة وجمع المسلمين على كلمة لا إله إلا الله، ثم هناك دور دعوي وتعليمي حيث يتلقى الناس في المسجد مبادئ دينهم، ويتفقهون فيه، ويعلمون ما خفي عنهم، ويستفتون أهل العلم.
والمسجد يمكن أن يجمع التبرعات الخيرية وأموال الزكاة ويوزعها على المحتاجين ويرعى الأرامل والمساكين. فالكثير من الفقراء يتعففون عن المسألة ودور العاملين على الصدقات وأموال الزكاة أن يعرفوا هؤلاء ويتولون رعايتهم والاهتمام بشؤونهم.
للمساجد أيضًا دورها السياسي في تاريخ الإسلام، ففيها تم عقد البيعات للخلفاء الراشدين، وكان الحكام يستشيرون رعيتهم في المساجد، ويعلنون قراراتهم من خلال المنابر، ومنها انطلقت الجيوش للفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام.
ودعى من خلالها الحكام رعيتهم لطاعتهم، كما أعلن المعارضون رغبتهم في الإنقلاب على الحكم من خلال المساجد بدعوى أنهم أحق بالحكم من غيرهم.
ومن أهم المساجد في موضوع تعبير عن حقوق المساجد قصير نذكر، المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بمدينة القدس الفلسطينية، ومسجد العتبة الرضوية بمدينة مشهد الإيرانية، ومسجد الملك فيصل بمدينة إسلام أباد الباكستانية، ومسجد الاستقلال بمدينة جاكارتا الإندونيسية، ومسجد العاصمة الجزائرية، ومسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء المغربية، ومسجد بادشاهي بمدينة لاهور الباكستانية، والمسجد الجامع في دلهي الهندية، وجامع تشامنيجا التركي بمدينة إسطنبول، وجامع الصالح اليمني، وجامع الشيخ زايد الإماراتي، ومسجد الكوفة العراقي، ومسجد قباء في المدينة المنورة.
ما هي الأفعال المحرمة في المساجد؟
يحظر على المسلم تناول الأغذية التي تنبعث منها رائحة نفّاذة كريهة مثل الثوم والبصل وتدخين السجائر، وارتداء الملابس المتسخة، أو الامتناع عن التطهّر وتنظيف الجسد.
لا يجب على المسلم اتخاذ المساجد كأماكن لترويج البضائع، وعمليات البيع والشراء، ويحظر أيضًا نشدان الضالة في المسجد.
ولا يجب أن يتحدث الناس بصوت عالي في المسجد، أو يسبون، أو يتحدثون بفاحش القول، أو يتعاركون، أو يدنسونه بالأوساخ.
ما هي تحية المسجد ؟
من الأنفال المستحبة والتي تقرب إلى الله صلاة ركعتين تحية المسجد، ويكره أن يتركها من يدخل المسجد، ويجب أن يصليها قبل الجلوس، وإذا دخل وقت إقامة الصلاة فيمكنه أن يصلي مع الجماعة، ولا تجب عليه بعد ذلك فليس عليه أن يقضيها.
خاتمة موضوع تعبير عن حقوق المساجد
لقد كان المسجد منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهة المسلمين لمعرفة دينهم والتفقه فيه، ولمناقشة أمر دنياهم، والاستماع إلى الخطب والدروس الدينية التي يلقيها المختصون في علوم الدين، إضافة إلى دورها الهام في التآخي والتعاطف والترابط بين الناس، ومساعدة المحتاجين. ويجب على كل مسلم أن يوفّي المسجد حقّه من الاحترام وأن لا يهجر المسجد بل يحرص على الصلاة فيه كلما أمكن له ذلك.
إن العصر الحديث يجعل من المسلم في حالة من القلق بسبب إلصاق شبهة الإرهاب به ما يجعل المحافظة على الصلاة في المساجد أمر شديد الصعوبة إلا أن إرضاء الله أولى بالمسلم من إرضاء البشر، وفي خاتمة موضوع تعبير عن حقوق المسجد نذكر قوله تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.”
