كان كل شئ يسير على الأرض يحسب الفطرة، تنمو النباتات، وتتوالد الحيوانات، وتبحث عن غذائها، فالحياة بسيطة، لا أحد يسعى للابتكار أو الهيمنة أو الترقّي، وحتى ظهر الإنسان.
لقد جاء الإنسان ليتوج شجرة تطور الكائنات بعقله الفريد الذي يتمتع بالوعي والمعرفة ويتحدث لغة، ويمكنه التقدير والتمييز والتعلم، وهو يبحث ويسجّل ويحاول أن يحسّن بشكل متواصل من حياته، ويحمي نفسه، ويستخدم الأدوات المناسبة لذلك، وهو ينقل العلم إلى غيره.
مقدمة تعبير عن العلم والعلماء
إن الإنسان منذ ظهوره على الأرض يبحث في كيفية تحسين حياته، فتعلم صناعة الأدوات التي يمكنه بها صيد الفرائس، والأسلحة التي يحمي بها نفسه من الحيوانات المفترسة، وتعلم بناء مسكن أمن يقيه من عوامل الطبيعة التي يمكنها أن تلحق به الضرر، وفي مقدمة عن العلم والعلماء يأتي العلم بالتجربة والبحث والملاحظة وحل المشكلات، وبدونه لما تمكن الإنسان من الصمود وسط طبيعة قد تكون قاسية أحيانا ولصار مصيره إلى الإنقراض كغيره من الكائنات التي ظهرت واختفت ولم يبقى لها أثر لأنها لم تمتلك القدرة على التعلّم والتكيف مع الطبيعة.
موضوع تعبير عن العلم والعلماء بالعناصر والأفكار
كان أول ظهور للعلم المنهجي التطبيقي في مصر القديمة وفي حضارة ما بين النهرين قبل 3500 سنة من الميلاد، وكان للحضارتين تأثيرا بالغا على علم الفلك والطب والرياضيات والهندسة، وتعلم هؤلاء وسائل الزراعة ونظم الري، وتربية الماشية، فتمكنوا من التغلب على الكثير من المشكلات التي تهدد حياة البشر.
موضوع تعبير عن العلم والعلماء
شهدت العلوم والمعارف عصورا من الازدهار والتراجع، وفي العصر الذهبي للدولة الإسلامية شهدت العلوم نهضة كبيرة واعتمد النهوض في تلك الفترة على العلوم السابقة ومنها الفلسفة اليونانية، وتم تأسيس بيت الحكمة في العصر العباسي ببغداد، واشتهر علماء كبار مثل الحسن بن الهيثم في مجال البصريات، وإبن سينا والرازي في مجال الطب وكتبت مؤلفات عظيمة مثل كتاب “القانون في الطب” لابن سينا، وكتاب البصريات لابن الهيثم.
وفي موضوع تعبير حول العلم والعلماء يذكر أن العلماء المسلمين قد ترجموا العلوم القديمة الهامة التي أخذوها عن الإغريق مثل العالم أرشميدس والفيلسوف أرسطو وتمكنوا من صناعة بعض المخترعات الهامة مثل الأسطرلاب الذي كان يحمل رسم القبّة الفلكية ويمكن الاهتداء به في الصحاري والبحار.
من العلوم الهامة التي نذكرها في موضوع عن العلم والعلماء وتفوق فيها العلماء المسلمين، علم الجبر الذي كان الخاورزمي أول من كتب فيه، وتفوق العلماء المسلمين في حساب المثلثات والفلك والكيمياء ومن أهم العلماء الذين برزوا في مجال الكيمياء في ذلك العصر العالم جابر بن حيّان.
تعبير عن العلم والعلماء
في القرن السادس عشر بدأت تباشير تطور علمي وتكنولوجي جديد في حياة البشر، وفي بحث عن العلم والعلماء قام العالم كوبرنيكوس بمحاكاة النظام الشمسي مبطلا النموذج الذي كان معروفا في ذلك الوقت والذي وضعه العالم بطليموس، ووضع كيبلر قوانين حركة الكواكب.
ثم ظهر إسحاق نيوتن وجوتفريد لايبنتس في مجال الفيزياء وقاما بتطوير علم الميكانيكا، وظهر علم تصنيف الكائنات وأصبح هناك فهما أوسع للكهربية والمغناطيسية.
إنشاء عن العلم والعلماء
في القرن التاسع عشر كان للإنسان رصيدا جيدا من العلوم والمعارف، فتح الباب واسعا أمام الاختراعات الحديثة والنظريات العلمية المتطورة الدقيقة، وظهر المحرك البخاري وبدأت ثورة صناعية في مختلف أنحاء العالم، واكتشفت الأشعة السينية والأنشطة الإشعاعية وسبل تفكيك الذرة لاستغلال طاقتها الانشطارية، كما تم اكتشاف الإلكترون.
وفي القرن العشرين تم إنتاج المضادات الحيوية، والأسمدة الصناعية واكتشاف بنية الذرات وهو ما تطور فما بعد لاستخدام طاقة الذرة سلميا وفي صناعة الأسلحة، وصنعت الطائرات والصواريخ العابرة للقارات، كما تم اختراق الفضاء.
ومن الاكتشافات الهامة في ذلك الوقت اكتشاف تركيب الحمض النووي، وصناعة الأقمار الصناعية، كما ظهرت شبكة الإنترنت العالمية والهواتف الذكية وأجهزة الحاسب.
تعبير عن أهمية العلم والعلماء
لقد خصّ الله الإنسان بالعلم والمعارف والقدرة على الاختراع والابتكار، وفي موضوع تعبير عن أهمية العلم والعلماء نشير إلى أن العلم هو أساس نهضة الأمم وبه تتنوّر العقول، وتهتدي القلوب، ويعرف الإنسان ما في الكون الشاسع حوله، وبغير العلم يغرق الإنسان في ظلمات الجهل، ويكون في مرتبة أقل من البهائم.
بحث عن أهمية العلم والعلماء
لقد حثّ الله في كتابه العزيز الإنسان على القراءة والمعرفة والبحث والفهم والتعلّم في العديد من المواضع، نذكر منها:
- (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) – سورة المجادلة.
- (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ) – سورة فاطر
- (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)) – سورة الرحمن
- (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) – العلق
موضوع تعبير عن العلم والعلماء قصير
إن العلماء ورثة الأنبياء، والإنسان الذي يتعلم العلوم والمعارف بغرض البناء وفائدة البشر والذي ينقل هذه العلوم لغيره، ويضيء بها حياتهم وحياة من حولهم له فضل كبير على المجتمع وعلى تقدم بلاده ورقيها ومن خلال تعبير عن العلم والعلماء قصير نذكر أن للعلم فضلا كبيرا على حياة البشر، ويتجلى هذا الفضل في أوقات الشدّة مثل انتشار الأوبئة، حيث تتطلع العيون والقلوب إليهم لانتاج اللقاحات الواقية والعلاجات النافعة.
موضوع عن العلم والعلماء قصير
لقد بلغت مكانة العلم والعلماء مبلغا عظيما عند الخالق، حتى أنه في بحث قصير عن العلم والعلماء جعل طلب العلم عبادة في حد ذاته، ولقد أمرنا الله في الكثير من الآيات بالنظر في الكون وفي خلق الله من كائنات، وصناعته العظيمة التي تدل على قدرته ووحدانيته، فالله يعرف بالعلم وليس بالجهل، والتماس العلم في أي مكان وزمان فريضة للحصول على أسباب القوة والنهوض.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أطلبوا العلم ولو بالصين.”
والعلماء الذين يؤمنون حقا برسالتهم في فائدة البشر ويسعون بكل أمانة وصدق لعمل الخير، هم قلة، فهناك علماء باعوا ما لديهم من معارف لقوى الشر وكانوا سببا في إحداث الدمار ونشر الأمراض، وإخضاع الشعوب، ولذلك فإن العلم النافع ومن يعلمه ويتعلمه هم من يستحقون التشريف والاحترام ورفع مكانتهم عاليا.
يقول طه حسين: ” وأمانة العلم كما تعرف ثقيلة جداً لا ينهض بها إلا الأقوياء، وقليل ما هم.”
ويقول علي طنطاوي: ” العلم غايته الحقيقة ووسيلته الفكر وأداته المنطق، والفن غايته الجمال ووسيلته الشعور وأداته الذوق.”
خاتمة تعبير عن العلم والعلماء
في خاتمة موضوع تعبير عن العلم والعلماء نشير إلى أن زينة العلم التواضع، فالعالم مثل السنبلة الممتلئة التي تنحني بما فيها من خيرات وفيرة، والعالم الحقيقي يكون متواضعا، واثقا من نفسه، وينقل العلم لطلابه، ويسعد بتفوقهم ونبوغهم وتقدمهم في الحياة، وبما يحرزونه من نتائج، ويكون فخورا بما يقدمون للمجتمع من فائدة.
إن خاتمة عن العلم والعلماء يجدر فيها الإشارة إلى أن طريق العلم وعر ويحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، والإيمان بأهمية ما يقوم به العالم، وأن يجرّب ويتعلم من تجاربه، ولا ينكسر أمام أول فشل يواجهه، إنما يدرس مواطن القصور، ويحاول مجددا ويتعلم من تجاربه السابقة، وممن هم أكثر منه علم، ففوق كل ذي علم عليم.
