موضوع تعبير عن البحر وجماله

يعمر البحر بالأسرار والكائنات الغامضة، وله جماله الساحر الأخّاذ الذي يجذب العيون، ويشغل القلوب، وهو يشتهر بتقلباته وأمواجه العاتية أحيانا والرقيقة الهادئة أحيانا أخرى، وهو قادر على قهر أكثر البحّارة خبرة وعلما، وعلى الرغم من كل ما أحرزه الإنسان من تقدم علمي، وقدرة على اكتشاف الكون مازالت أعماق البحر السحيقة بمثابة سر مبهم لم يتم الكشف عنه بشكل كامل، ولم يُعرف بعد أنواع الكائنات التي تقطنه.

مقدمة تعبير عن البحر وجماله

من خلال مقدمة عن البحر وجماله يعرّف البحر بأنه تجمّع للمياه المالحة يتصل بالمحيط وفي بعض الحالات يطلق إسم بحر على البحيرات المالحة الغير متصلة ببحار أو محيطات أخرى مثل البحر الميت وبحر قزوين، وكان العرب يطلقون إسم بحر على أي تجمّع للمياه سواء مالحة أو عذبة، وحتى على المحيط، فقد أسمى هؤلاء المحيط الأطلسي باسم بحر الظلمات.

قال الإمام الشافعي:

أعرض عن الجاهل السفيه ** فكل مـا قـال فهـو فيـه

ما ضر بحر الفرات يومـاً ** إن خاض بعض الكلاب فيه.

 موضوع تعبير عن البحر وجماله بالعناصر والأفكار

تمثل المياه المالحة أكثر من ثلثي اليابسة، ويعيش فيها ألوان وأشكال مختلفة من الكائنات ما بين أسماك ونباتات، ومفصليات ولافقاريات أخرى.

وكان البحر دائما مصدرا للإلهام، وسحره يجذب إليه راغبي المغامرة، فمنذ العصور السحيقة سعى الإنسان لشق عباب البحر وركوب أمواجه، وأول من عرف ركوبه البحر كان قدماء المصريين والفينيقيين، وأبحر كلاهما في البحرين الأحمر والمتوسط.

موضوع تعبير عن البحر وجماله

في موضوع تعبير حول البحر وجماله يذكر أن هناك فوارق يتم بها التمييز بين البحر والمحيط، وأبرز هذه الفروقات المساحة فمساحة البحر تكون أقل من مساحة المحيط، وكذلك عمق البحر لا يزيد عن ألفي متر ويحاط البحر باليابسة ويظهر فيه أنواع أكثر من الكائنات الحيّة، كما أنه يتأثر بالعوامل الجويّة والظواهر الطبيعية مثل المد والجزر، وتأثير الاحتباس الحراري عليه يكون أكبر.

موضوع عن البحر وجماله

إن البحر من أهم مصادر الغذاء للإنسان، وهو أيضا أهم مخازن الأكسجين على كوكب الأرض وفي تعبير عن البحر وجماله تنتشر الطحالب البحرية على مساحات واسعة من البحار وهذه الطحالب تقوم بعملية البناء الضوئي وتنتج النسبة الأكبر من الأكسجين في العالم، وهي تصلح كغذاء عالي القيمة للكائنات الحية وللإنسان أيضا.

بحث عن البحر وجماله

يقول الكاتب الكبير جبران خليل جبران:

“حياة الغيوم فراق ولقاء، دمعة وابتسامة، كذا النفس تنفصل عن الروح العام، وتسير في عالم المادة، وتمرّ كغيمة فوق جبال الأحزان، وسهل الأفراح، فتلتقي بنسمات الموت، فترجع حيث كانت، إلى بحر المحبّة والجمال، إلى الله.”

ومن خلال إنشاء عن البحر وجماله يداعب البحر خيال الكتّاب والشعراء ويستثير غرور المغامرين، ويبعث الأمل في نفس المكتئبين، وهو صديق المتفردين، ورفيق الحالمين، ولا أحد إلا ويقف مبهورا صامتا أمام روعة البحر وسحره الغامض.

تعبير عن أهمية البحر وجماله

يذكر في موضوع تعبير عن أهمية البحر وجماله أنه المصدر الأهم للأكسجين على كوكب الأرض، كما أنه من أهم مصادر الغذاء للكائنات الحيّة قاطبة، ويضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من أشكال الحياة المختلفة، ويأتي لون البحر الرائع المريح للنفس من تحلل ضوء الشمس الأبيض فيمتص اللون الأحمر عند عمق أربعة أمتار ثم يمتص اللون الأصفر على عمق عشرة أمتار، وهكذا حتى يبقى الأزرق وحده على عمق مائة متر، وهو اللون الأعلى اختراقا، حيث لا يمكن للون أخر أن يصل إلى تلك الأعماق، فيبقى الأسود وحده بعد ذلك، ولذا يغلب على البحر اللون الأزرق، ويمكن أن يعزى اللون المخضر لوجود الطحالب الخضراء بكثرة.

بحث عن أهمية البحر وجماله

لقد ذكر البحر في العديد من مواضع الذكر الحكيم، فهو مثوى قوم فرعون حين حاولوا مطاردة موسى وأتباعه كما جاء في قوله تعالى: “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ”.

وهو الذي يحمل الفلك في البحر من أجل السفر والتجارة كما جاء في قوله تعالى: “وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ.”، وهو مصدرا للغذاء الطيب كما جاء في قوله تعالى: ” أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ.”

وهو الذي يرهب الإنسان إذا ما ثار فيجعله يخلص الدعاء إلى ربه ويعود إليه مبتغيا منه النجاة كما في قوله تعالى: “وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ.” ولقد ذكره الله فيما لديه من علم حيث أن أعماقه مازالت مجهولة للبشر لأنه لم توجد بعد معدات يمكنها الوصول إلى أعماقه السحيقة وتحمّل ضغط الماء الشديد في تلك الأعماق كما جاء في قوله: “وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.”

موضوع تعبير عن البحر وجماله قصير

إن للبحر فضل كبير على حياة الكائنات، وعلى البيئة بوجه عام، فهو قادر على امتصاص نسبة كبيرة من الحرارة التي تصل إلى الأرض، ما يساهم في تقليل مشكلة الاحتباس الحراري وفي تعبير عن البحر وجماله قصير تؤدي الحرارة إلى تبخر مياه البحر فترتفع إلى طبقات الجو العليا بفعل الرياح، ثم تتجمع في صورة سحاب يتجه نحو اليابسة حاملا الخير الوفير ويهبط المطر في بعض المواضع ماءً عذبًا صالحًا للشرب.

موضوع عن البحر وجماله قصير

يمتص البحر نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون بسبب النباتات البحرية والطحالب التي تعيش فيه وتمتص هذا الغاز من أجل القيام بعملية البناء الضوئي، ويساعد ذلك على تقليل آثار ظاهرة الصوبة الزجاجية التي يتسبب فيها زيادة نسب غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى في الغلاف الجوي، ما يساعد على خفض حرارة الأرض، ومن خلال بحث قصير عن البحر وجماله يذكر أن البحار والمحيطات هي مخزن الأكسجين الأهم على سطح الأرض.

ويحوي البحر العديد من الثروات منها النفط والغاز واللؤلؤ الطبيعي وغيرها من الموارد الهامة الوفيرة، كما أنه يسهّل التواصل بين البلدان بعضها البعض عن طريق حركة الملاحة، حيث يتم تبادل السلع والسفر لغرض العمل والسياحة والعلاج وغيرها من الأغراض.

وبسبب النشاط العالي في صيد الأسماك والكائنات البحرية فيما يعرف “بالصيد الجائر” تنقرض بعض الكائنات، أو تهاجر من بيئتها الطبيعية إلى مناطق أخرى، وكذلك فإن نشاط استخراج النفط والغاز من البحار يتسبب في ارتفاع نسب التلوث بها ما يؤثر بشكل كبير على الحياة البحرية، وهو ما يؤثر بالتالي على البيئة وعلى المناخ فهذه الكائنات لها أهمية كبيرة في التوازن البيئي، ولذلك كان من الضروري أن تتضافر الجهود للحفاظ على نظافة البحار وتجنّب الملوثات التي تؤثر على الحياة بها.

خاتمة تعبير عن البحر وجماله

في خاتمة موضوع تعبير عن البحر وجماله يجب أن يعي العالم أهمية الحفاظ على الحياة البحرية، وأن يحارب الملوثات التي يمكن أن تفسد التوازن الحيوي في البحار والمحيطات، لأن البحار والمحيطات هي ما يحافظ على الحياة على الأرض ويوفّر الأكسجين والغذاء للغالبية العظمى من الكائنات، وأي خلل يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على كوكب الأرض ككل.

يقول ثور هايردال في خاتمة عن البحر وجماله “نمت الحضارة منذ اللحظة التي أصبح بيننا تواصل فيها – خاصة التواصل بالبحر الذي سمح للناس بالحصول على الإلهام والأفكار من بعضهم، وتبادل المواد الخام الأساسية.”

فالبحر كان ولازال مصدرا للإلهام، وصديق من لا صديق له.