ماذا تعرف عن شروط صلاة الاستخارة وأحكامها؟

 

صلاة الاستخارة

تعليم صلاة الاستخارة

هي إحدى الصلوات التي أوصانا بها النبي المصطفى ليعلمنا (عليه الصلاة والسلام) كيفية التوكل على الله والرضا بما يقدره لنا، وقد أوصانا بها عند اتخاذ خطوة جديدة في حياتنا، أو عند الحيرة في أمر ما وذلك من بابا حسن الظن بالله وأن ما يهيئة لنا (سبحانه) هو الخير دائمًا حتى وإن لم يتوافق مع أهوائنا فهو أعلم بحال عباده.

تعليم صلاة الاستخارة

هناك صلوات كثيرة تم سنها بعيدا عن الفروض نتقرب بها إلى الله عز وجل ومن أشهر هذه الصلوات هي صلاة الاستخارة.

خطوات صلاة الاستخارة

تكون الصلاة عبارة عن ركعتين لله في غير وقت الفريضة حيث يتوضأ ويُسن أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون وفي الثانية الإخلاص.

بعد التسليم يُستحب أن يبدأ المستخير دعائه بالصلاة على النبي ويدعو بدعاء الاستخارة والذي نصه كما يلي:

“اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله واجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله واجله فاصرفه واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به”.

ويحرص المؤمن على تسمية أمره وحاجته أثناء الدعاء.

ماذا نفعل قبل الصلاة؟

يجب الوضوء قبل الصلاة واستحضار النية لله بأنه وحده يعلم أين الخير.

ماذا نفعل اثناء الصلاة؟

يجب على المسلم قبل الصلاة أن يستحضر قلبه ويسلم أموره لله (تعالى) فهو وحده يعلم أين الخير ويوقن أن الله سيوجهه لما فيه خير له.

تعرف على كافة شروط صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة هي صلاة مباحة للجميع في أمور الدنيا ولكن لابد أن تكون لها شروط كالتالي:

أن تكون الاستخارة في أمور قد يخفي على المؤمن خيرها وشرها فلا يجوز استخارة الله أن تصلي أو تقيم عبادة معينة أم لا، وأيضًا الواجبات وأمور الدين، وكذلك الحرمات والأمور الغير مستحبة في الدين باستثناء بيان خصوص الوقت فعلى سبيل المثال لا يجوز أن أستخير الله أن أتزوج أم لا بل أستخير أن أتزوج هذا العام أم العام الذي يليه، ومثال آخر أن أستخير الله في أمر الذهاب للحج هذا العام أم العام القادم.

جميع الأمور المتعارضة لأمور الدنيا مستحب التوجه إلي الله بصلاة الاستخارة لمعرفة أي طريق تسلكه مع إخلاص النية فكون الله الواحد الأحد هو القادر على تسيير الأمور

في أي وقت تُصلى صلاة الاستخارة؟

تُعرف صلاة الاستخارة بالصلوات المسببة وأقوال العلماء فيها كالآتي:

يجوز أداء صلاة الاستخارة في وقت النهي إذا وجد سبب لها حيث أنها من ذوات الأسباب وذلك قول الإمام الشافعي ورواية عن الإمام أحمد أيضًا وبعض الحنابلة ودليلهم في ذلك أنه قد تم إباحة بعض الصلوات في وقت النهي مثل قضاء الصلاة الفائتة وجواز إعادة الصلاة لمن دخل المسجد وفيه جماعة يصلون فأراد أن يصلي معهم ولو كان في وقت النهي والصلوات المقترنة بسبب لا تدخل في أحاديث النهي.

لا يجوز أي من صلوات النوافل المقترنة بسبب مطلقًا وهذا مذهب الأحناف والمالكية وهو عن قول الإمام أحمد والدليل علي ذلك أن أحاديث النهي بلغت حد التواتر فهي أحاديث قوية ومؤكدة وإذًا لا تجوز صلاة الاستخارة في وقت النهي.

من أراد القيام بالاستخارة عليه بالدعاء في أي وقت يريد حيث أن الدعاء مباح في جميع الأوقات أما الصلاة فيجب أن يبتعد عن الأوقات المكروهة عند المذاهب الأربعة وقد صرح بذلك المالكية والشافعية بالرغم من كونهم أباحوها في الحرم المكي في أوقات الكراهة عند الشافعية أما الحنابلة والحنفيه فقد ثبتوا بذلك على عموم المنع.

من أراد أن يستخير الله في أمر فيجب أن يأتي إلى الله مقبلًا بذهن خال وأن لا يميل إلى أحد الأمرين فعندما يصلي ويدعو أن يظهر الله له الخير وييسره له حيث كان.

أما إذا كان من بادئ الأمر يميل إلى أحد الخيارين فيمكن أن يختلط عليه الأمر ولا يحسن الاختيار ويجب علي المستخير أن يتحرى أوقات الإجابة للدعاء واختيار الوقت الأكثر بركة وهو الثلث الأخير من الليل فهو من أفضل أوقات استجابة الدعاء على الإطلاق لحديث: “ينزل ربنا (تبارك وتعالى) كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.

حكم صلاة الاستخارة

إن الاستخارة سنة أجمع عليها العلماء واستدلوا علي مشروعيتها ما رواه الإمام البخاري عن جابر (رضي الله عنه):

“اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم”.

ما هي فوائد صلاة الاستخارة؟

يتجاهل كثير منا فضل وأهمية وفوائد صلاة الاستخارة حيث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته مداومين على صلاة الاستخارة في معظم أمورهم قبل أن يقبلوا عليها وذلك بالرغم من صلاحهم وإيمانهم القوي وشدة قربهم من الله والكثير من إنجازاتهم إلى يومنا هذا نشهد منها كثيرًا من أمور تخص رفع شأن الأمة الإسلامية.

ويجب أن يلجأ المؤمن القوي إلى الله بصلاة الاستخارة في جميع أمره حيث أن صلاة الاستخارة دليل على شدة إيمان الفرد المسلم ويقينه بأن الله (عز وجل) هو من بيده مقاليد الأمور وهو الواحد الصمد الذي يعلم السر وما يخفى وعلي درايه بشأن عباده وما هو الصالح لهم ويعلم ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وصلاة الاستخارة هي من دلائل ترك الأمر بيد الله جميعًا وتفويض الأمر كله إلى الله واليقين بأنه هو من بيده الأمر كله ويختار للمسلم الصالح.

الكاتب : Om Rahma