سيدنا نوح عليه السلام هو أول رسول من الله تعالى إلى البشر، فقد أرسله الله إلى قوم بعد ان انتشر فيه الفساد والشرك بالله تعالى، اخذوا يعبدون الأصنام ، وكانت هذه الأصنام قد بنتها الأجيال السابقة تخليداً لذكرى بعض الصالحين والعلماء بينهم وبعد أن ماتت هذه الأجيال اتخذتها الأجيال التالية آله وقدسوها وعبدوها من دون الله تعالى، كان لابد من إرسال نبي ورسول يهديهم إلى الصواب فأرسل الله تعالى نبيه نوح عليه السلام بالتوحيد.
دعا سيدنا نوح عليه السلام قومه سر وعلي وبشتى السبل والطرق، وأمرهم بتوحيد الله تعالى وعبادته والأستغفار والتوبة اليه فهو غفور رحيم يغفر الذنوب مهما بلغت، قال تعالى (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا)، وتصف هذه الآية بشكل بليغ حال سيدنا نوح عليه السلام مع قومه حيث انه كان يدعوا ليلا ونهارا سرا وعلانية وأمرهم بالأستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فما كان منهم إلا أن استكبروا ووضعوا أصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا دعوة نوح عليه السلام.
ومكث نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة الا 50 عام، ولم يؤمن من قومه إلا قليل، فأمره الله تعالى ببناء السفينة، ويصعد معه على السفين المؤمنين، ومن كل طير وحيوان زوجين، وأعطاه الله علامة على ذلك، وتلك العلامة هي إذا فار تنور، وكان قومه عليه السلام يسخرون منه لبناء السفينة على اليابسة بعيدا عن الماء، ولم يكونوا يعلمون أن الله سوف يرسل عليهم طوفان يغرق هم جميعا، وكان هذا استجابة من الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه نوح حيث قال تعالى فى كتابه ((وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا).
وعندما ظهرت العلامة صعد المؤمنين، وأخذوا معهم من كل طير زوجين، لأن كل من على الأرض سوف يغرق، وكان من الذين لم يصعدوا على السفينة زوجة نبى الله نوح وابنه حيث أنهم كذبوا برسالة نوح عليه السلام وأمره الله ألا يلتفت إليهم،. وقال تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)، فأرسل الله طوفان أغرق قوم نبي الله نوح، وزوجته وابنه، وكان عليه السلام قد طلب من ابنه أن يصعد معهم إلى السفينة، ولكنه أبى وقال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء، ولكن فى هذا اليوم لا عاصم من أمر الله إلا من رحم.
بعد أن يأس نبي الله نوح من قومه، وسخريتهم منه دعا الله تعالى، بأن لا يذر على الأرض من الكافرين ديار، وقد دعى عليه السلام بهذا الادعيه خلال رحلته في دعوة قومه:
وقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز :-
{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} (غافر:60)
ومعنى كلام الله هنا انه الله يقول لعباده ادعونى واطلبوا منى ما تريدون وسوف اجيب وانفذ رغباتك ومطالبك ويقول للذين يتكبروا عن العبادة والتوحيد والدعاء لان الدعاء عبادة كما قال الله سبحانه وتعالى من يتكبر عن ذلك سيدخلهم الله الى جهنم ويعذبهم لانهم تكبروا عن عبادته.
وهناك ادعية كانت لانبياء الله يدعونها الى الله عز وجل وقد كان سيدنا نوح عليه السلام يدعو بهذا الدعاء :
“رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تـزد الظالمين إلا تبارا”.
تحتوى قصة نبى الله نوح على الكثير من العبر والدروس التي يمكن الاستفادة منها فى حياتنا اليوميه: