دعاء سيدنا ايوب عليه السلام وقصته كاملة

سبب دعاء سيدنا أيوب

النبي ايوب عليه السلام، كان وما زال يضرب به المثل فى الصبر، حيث صبر على البلاء والمرض وتحمل الكثير من المشقة دون أن يشكو وكان ذلك خلال اربعه عشر سنة، ولم يجد أحد بجانبه سوى زوجته، فلجأ الى الله ودعاه قائلا (ربي انِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فهذا دعاء أيوب وهو مريض.

فاستجاب الله له وخفف عنه بلاءه وشفاه من مرضه، حيث عندما خرج النبي أيوب عليه السلام لقضاء حاجته، وخرجت معه زوجته تسانده للوصول إلى مكان بعيد عن اعين الناس، فاوحى الله له بعد أن انتهى من قضاء حاجته، ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) وأخرج الله نبع من الماء، عين يشرب منها، وعين اخرى يغتسل بها، وشفاه الله من كل مرض وعاد صحيح كما كان، حيث أنه عندما عاد الى زوجته لم تعرفه، وقالت له هل رأيت نبي الله ايوب، والله لم أحد شبيه به منك اذا كان صحيح، قال لها أنا هو.

كرب سيدنا ايوب عليه السلام

من محبة النبي أيوب عليه السلام نتعلم معنى الصبر الحقيقى على البلاء والمرض، حيث ابتلاه الله بالمرض فى حسدة، وابتلاه بضياع المال حتى ان زوجته اصبحت تخدم الناس فى البيوت، وابتلاه فى اولادة، وصبر عليه السلام على المرض طوال أربعة عشر عام، دون أن يشتكي، وبعد اربعة عشر عاما قال دعاء أيوب عليه السلام ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين) (الأنبياء:83-84).

فخفف الله عنه همه ومرضه، واخرج له عينين من الماء عين يغتسل بها وعين اخرى يشرب منها، حتى عاد صحيح حتى ان زوجته لم تتعرف عليه بعد أن شفى.

ونتعلم من هذا الصبر على بلاء الله تعالى الذي يخفف به ذنوب عبده، وليعلم العبد أن الدعاء هو الحبل الذي يصل بين العبد وربه، ويلجأ به العبد الى الله فى الشدائد، وان فرج الله قريب لا محاله، وكرمه كبير حين يكرم عبد.

دعاء سيدنا ايوب عليه السلام

وقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز :-

{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} (غافر:60)

ومعنى كلام الله هنا انه الله يقول لعباده ادعونى واطلبوا منى ما تريدون وسوف اجيب وانفذ رغباتك ومطالبك ويقول للذين يتكبروا عن العبادة والتوحيد والدعاء لان الدعاء عبادة كما قال الله سبحانه وتعالى من يتكبر عن ذلك سيدخلهم الله الى جهنم ويعذبهم لانهم تكبروا عن عبادته .

وهناك ادعية كانت لانبياء الله يدعونها الى الله عز وجل وقد كان سيدنا ايوب عليه السلام يدعو بهذا الدعاء :

“رب إنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”

شروط استجابة الدعاء

إن الدعاء هو الحبل المتين الذي يصل العبد بربه، ويلجأ إليه العبد الى ربه فى الشدائد ليزيل عنه الشدائد.

  • الشرط الاول والاهم فى الدعاء هو أن يكون خالص لوجه الله تعالى، فالإخلاص أساس أي عمل حتى يتقبله الله.
  • عدم اشراك الله فى اى شريك معه فى الدعاء، فلا يجب أن يدعو المسلم إلا بالله تعالى، ولا يقسم إلا به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) فإذا أشرك العبد الله فى الدعاء فلا يستجاب له.
  • الثقة فى استجابه الله في دعائه، واليقين أن الله يسمعه ولا يخذله، وسوف يسهل له الخير أينما كان، فإن الله لا يختبر بل تدعوه وأنت موقن فى استجابته.
  • الخضوع الى الله وخشوع القلب، والرغبة والترجى له اثناء الدعاء.
  • عدم الاعتداء على اى احد فى الدعاء وطلب الشر له، فلا يدعو بقطيعة الرحم والإثم، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وبين أن الله لا يستجيب لهذه الأدعية.
الكاتب : خالد فكري