الإنسان مخلوق ضعيف وله قلب يشعر بمن حوله وقد يصيبه الحزن في بعض الأوقات ولذلك جاء في ديننا الحنيف الكثير من الأدعية والأذكار التي حثنا على المواظبة عليها لطرد الحزن والهم وإليكم المقال بالتفصيل لنتعرف عليها.
دعاء الهم والحزن
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشرًا فيصيبه ما يصيب البشر ويتألم مما يتألم منه البشر وكانت تصيبه الأحزان والهموم، فكان يدعو ربه ويلجأ إليه ويلوذ به ويعتصم بحماه من كل ما يؤرق باله.
فعندما مات ابنه وفلذة كبده إبراهيم الوحيد الذي رزق به من زوجته خديجة (رضي الله عنها)، كان مصابه جللًا ولذا لا يستغرب منه أن يحزن، لكنه ظل راضيًا بقضاء الله وقدره، فهو يعلم بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما كان منه إلا أن قال: “إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.” رواه البخاري
وكان من دعائه عندما تزداد همومه والذي يردده كثيرًا وكان ينصح به صحابته وخاصة من وجده مهمومًا محزونًا فكان يعلمه هذا الدعاء ومنهم الصحابي الجليل أبا امامة.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: “دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.” رواه أبو داود
مجموعة أدعية الهم والحزن وتفريج الكرب
ورد في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة أدعية كثيرة لفك الكرب والهم والحزن، ومنها:
دعوة ذا النون وهو نبي الله يونس (عليه السلام)، “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، ودليلها ما روي عَنْ سَعْد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ.” رواه الترمذي والإمام أحمد وصححه الشيخ الألباني
وهو دعاء وارد في القرآن الكريم في قوله (تعالى): “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ.” الأنبياء: 87-88
أدعية لفك الكرب والهم والحزن
هناك في السنة أدعية كثيرة لفك الكرب والهم والحزن عن القلب المحزون، فالحزن غلاف يحيط بالقلب لا يستطيع الإنسان بمفرده أن يفكه ويصرفه، ولا استطاعة له على ذلك إلا بالاستعانة بالله وبالدعاء، ومن أدعية فك الكرب والهم والحزن ما يلي:
- عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أهمه الأمر رفع طرفه إلى السماء فقال: “سبحان الله العظيم”، وإذا اجتهد فى الدعاء قال “يا حي يا قيوم” رواه الترمذي
- أن يدعو ويقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.”
- أن يدعو ويستغفر بسيد الاستغفار ونصه: “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ” فمن قَال هذا الاستغفار مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِه فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَه مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِه فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
- أن يكثر من دعاء: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.”
- “اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ.”
- أن يُكثِر من الصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكما رُوي عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) أنه قال: “يا رسولَ اللهِ، إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قلت: الربعَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت: فالثُّلُثَيْنِ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: أجعلُ لك صلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك.”
- أن يقول: “اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا.”
وغير ذلك من أدعية الهم والكرب التي تطمئن القلب وتشرح الصدر.
أحاديث من السنة بها دعاء لتفريج الهم والحزن
عَلَّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المؤمنين جميعًا دعاء لا يذهب همومهم فقط بل يبدل الله مكان الهم والحزن فرجًا.
فعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “ما أصاب عبدًا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا.” رواه أحمد وغيره وصححه الألباني
وعلمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعوات سماها دعوات المكروب، وهذه يحتاجها كل مسلم على وجه الأرض فلا أحد يخلو من الهم والغم والكرب، فعن أبي بكرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: “دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”، رواه البخاري في الأدب المفرد و أحمد وأبو داود.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم عند الكرب هذا الدعاء، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ يدعو عِنْدَ الْكَرْبِ: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ، وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.” رواه البخاري ومسلم
فضل دعاء الهم والحزن
إن أحوج ما يكون الإنسان لله (سبحانه) عند همه وغمه وحزنه، فهو ضعيف يحتاج إلى الركون إلى القوي وعبد يحتاج إلى معونة سيدة (سبحانه)، فأفضل ثمرة لدعاء الهم والحزن أن يرتبط الإنسان بربه ، وأن يشعر أنه معه في كل وقت، أن يستند على مولاه في شدته وأزمته، ويطمئن قلبه لحظة أن يودع ربه همومه وغمومه وأحزانه، ليكون كما فعل وقال نبي الله يعقوب (عليه السلام): “قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ.” يوسف: 86
دليلةمنذ 4 سنوات
تفسير من رات ان شخصا التقط بساعة ذهبية من الشمس واهداها اليها
وايضا تفسير من رات ان شخص يهديها قرط من البلور و اسورة من فضة
شكرا.