موضوع تعبير عن المحبة وأثرها على الفرد والمجتمع

hanan hikal
2021-02-14T22:42:22+02:00
مواضيع تعبير
hanan hikalتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif14 فبراير 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

النفوس العامرة بالمحبة هي كنز نادر الوجود، فمصاعب الحياة تترك آثرها في القلوب، وتسمها بالقسوة والغلظة، فلا تطرب لشقشقة العصافير، ولا لروعة الأزاهير، ولا تفتتن بجمال البحر وأمواجه الرفيقة، ولا تعرف الرحمة والود والتسامح.

مقدمة موضوع عن المحبة

تعبير عن المحبة
موضوع تعبير عن المحبة

إن الإنسان كلما ارتقى روحيًا تسلل الحب ليغمره كله، فصار نبعًا للمحبة والسلام، ينشر من عبير محبته على البشر والحجر والشجر والحيوانات، ويفيض عليهم رحمة وبرًّ وحنانًا.

يقول الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي: “لا خير في حياة يحياها المرء بغير قلب، ولا خير في قلب يخفق بغير حب.”

موضوع عن المحبة

المحبة ليست مجرد إحساس يشعر به الناس، ولكنها أفعال تترجم هذا الإحساس، وانفعالات تؤكده، وتعمّق من تأثيره، وما لم يحب الإنسان ما يفعله، ويحب من يتعامل معهم، ومن يرتبط بهم في حياته، لا يمكنه أن يحقق تقدمًا يذكر على الصعيد العملي ولا الإنساني، فبالمحبة يصبح كل شئ محتمل، وكل شئ أجمل وأعلى قيمة.

ما هي فوائد المحبة؟

المحبة هي ما يربط الإنسان بربه ورسوله ودينه، فتجعل منه إنسانًا أفضل يسعى للإرتقاء بأعماله وأفعاله، ليرضى عنها خالقه.

والمحبة تربط بين الأم ووليدها فلا تجد راحتها إلا في راحته، وتؤثره على نفسها وصحتها ورغباتها، ولا ترى في الوجود من هو أهم منه. والمحبة تربط الطفل بأمه فيراها أجمل الناس وأرق الناس، وتربط الطفل بأبيه فيراه أعظم الرجال، وتربط الإنسان بوطنه فيراه الأروع والأكثر أصالة وأعمق حضارة، مهما سافر واغترب بعيدًا عن الأوطان.

والمحبة تتضمن كل معاني الإيثار والتسامح والحنان والمودّة والإخاء والتضحية والسلام والتعايش، فقلب المحب نضرٌ عامرٌ بالخير، كما يقول مصطفى صادق الرافعي: “سبحانك اللهم، إن هذا الشجر ليتجرد ويذوي ثم لا يمنع ذلك أن يكون حياً يتماسك ويشب، وإنه ليخضر ويورق ثم لا يعصمه ذلك أن يعود إلى تجرده ويبسه، فما السعادة أن نجد الزينة الطارئة ولا الشقاء أن نفقدها، وما الشجرة إلا حكمة منك لعبادك تعلمهم أن الحياة والسعادة والقوة ليست على الأرض إلا في شيء واحد هو نضرة القلب.”

موضوع تعبير عن المحبة بين الناس

إن انتشار المحبة والسلام بين الناس أدعى لانتشار الخير والمعروف بينهم، فالكراهية تستهلك الكثير من طاقتهم، وتهدر الوقت والأعصاب والطاقات فيما لا يفيد، وإنما هي تضر بهم من عدة وجوه.

فالإنسان عندما يكره ويحقد ويغضب ينتج جسده مركبات كيميائية تؤثر على القلب وترفع من معدلات ضغط الدم، ويمكن أن تتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض. وفي البغض تنمو المكائد، وتنتشر الدسائس، وتضيع الحقوق، فهي تفتح الباب واسعًا أمام الشرور.

موضوع عن المحبة والتسامح

عندما تحب وتتسامح فأنت تتسامى على كل ما هو سيء وضار، والإنسان المتسامح ينتظر الفضل من ربّ العباد، فلقد أثنى الله على هؤلاء في كتابه الحكيم فقال: “الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.”

تعريف المحبة

المحبة هي شعور غامر يجعل الإنسان يفضل أحدهم على نفسه، ويريد خيره وسعادته، ويعمل على ما فيه الخير له، ويسعى لأن يجعله أفضل، والمحبة تختلف عن الانجذاب والتعلق والرغبة في أنها نورانية، لا تريد إلا الخير، ولا تسعى إلا في الخير، فهي مشاعر تسمو على الأحقاد، وعلى حب الذات، وعلى العداوة.

انواع المحبة بين الناس

من أنواع المحبة، المحبة لله وفي الله عزّ وجلّ وبها يتسامح الناس ويتصافحون ويتعاونون على البرّ والإحسان، ومحبة الرسول بالاقتداء بهديه والعمل بسنته، ومحبة الأهل والأصدقاء، ومحبة الناس كافة، ومحبة مخلوقات الله.

آثر المحبة على الفرد والمجتمع

موضوع عن المحبة
آثر المحبة على الفرد والمجتمع

إن محبة الإنسان لغيره ترتد عليه محبة وسعادة، فالحب معدي، ولا يمكن مقابلته إلا بحب مثله، وكلما أحببت الناس والحيوانات والنباتات والأشياء كلما أغدقت عليها عنايتك واهتمامك، وعندها ستجد أنها تبادلك اهتمامًا باهتمام، فالإنسان بطبيعته يحب من يحبه، والحيوان يميل إلى من يعطف عليه، والنبات ينمو ويترعرع ويغدق عليك ثماره، عندما تمنحه المحبة والاهتمام.

وحتى أشيائك ستكون أفضل عندما تعاملها بمحبة واهتمام، فلا تهملها، ولا تبددها، والمحبة التي تعمر القلب يشعّ نورها من الوجه. يقول مصطفى صادق الرافعي: ” فإن كل لذة الحب، وإن أروع ما في سحره، أنه لا يدعنا نحيا فيما حولنا من العالم، بل في شخص جميل ليس فيه إلا معاني أنفسنا الجميلة وحدها، ومن ثم يصلنا العشق من جمال الحبيب بجمال الكون، وينشئ لنا في هذا العمر الإنساني المحدود ساعات إلهية خالدة، تشعر المحب أن في نفسه القوة المالئة هذا الكون على سعته.”

موضوع عن المحبة في المسيحية

إن المحبة في المسيحية هي روح الدين، وهي التي يمكن بها للإنسان أن يتحرر من كل الشرور، وبالمحبة يصل الإنسان إلى الله، ويعرفه ويعبده حق عبادته، ولقد كانت المحبة أهم وصايا المسيح لأتباعه، فلقد أوصاهم بمحبة الناس كافة وحتى أعدائهم.

يقول إيليا أبو ماضي:

ان نفسًا لم يشرق الحب فيها ** هي نفس لم تدرِ ما معناها

أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي ** وبالحب قد عرفت الله

كلام عن المحبة

إن المحبة الحقيقية هي درجة لم يصل إليها إلا من منحه الله نضوجًا وفهمًا كبيرًا للحياة، فعرف أنه لا شئ في الدنيا يستحق الكراهية، وأن الإنسان الذي ينتهج البغض والحقد سلوكًا وقناعة في حياته، يضرّ بنفسه أكثر مما يضرّ بغيره.

إن المحبة هي الشغل الشاغل للبشرية منذ القدم، وفي عصور ما قبل الإسلام كان العرب يحتفون بالمحبة ويعطونها الكثير من المرادفات بحسب درجتها، ومن هذه المرادفات: المودة، والصبابة، والهيام، والهوى، والعشق، والتيتم.

ولقد كان هناك حبًا عذريًا لا شهوة فيه، وينسب إلى قبيلة “عذرة” التي صدح شعرائها بهذا النوع الخالص من الحب الروحي المجرد الذي لا هدف له سوى المحبة.

وجاء الإسلام برسالة المحبة والسلام بين الناس، فالمسلم لا يؤمن حتى يحب الناس ويحب لهم ما يحبه لنفسه من خير، ويحب خالقه، ولقد منّ الله تعالى على عباده بأن زرع في قلوبهم المحبة والمودة الخالصة، وقال في كتابه العزيز: “وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا.”

والمحبة هي الكمال الإنساني في أعلى وأسمى درجاته، يقول الجاحظ: “ينبغي لمحبِّ الكمال أن يعوِّد نفسه محبَّة النَّاس، والتَّودُّد إليهم، والتَّحنُّن عليهم، والرَّأفة والرَّحمة لهم، فإنَّ النَّاس قبيل واحد متناسبون تجمعهم الإنسانيَّة، وحلية القوَّة الإلهيَّة هي في جميعهم، وفي كلِّ واحد منهم، وهي قوَّة العقل، وبهذه النَّفس صار الإنسان إنسانًا.”

وتبدأ المحبة بالتعلّق، ثم يريد القلب من تعلّق بهم، ويسعى للتقرّب منهم، ثم يصبح الإنسان صبًا، ويغرم ، ويقدم لحبيبه صفو الوداد، ويكون شغوفًأ به، حتى يصل به الأمر للعشق والتتيم، ثم التعبّد والخلّة وهما أعلى درجات المحبة.

خاتمة موضوع عن المحبة

إن المحبة هي السعادة الحقيقية فكن ناقلًأ للسعادة ودرّب نفسك على التسامح وحب مخلوقات الله جميعًا، وستجد في نفسك اطمنانًا لا يفوقه شيئًا في روعته وجماله، وسترتسم على وجهك ابتسامة صافية نابعة من قلبك المحب، وسيتجاوب معك الكون في تناغم لا يصل إليه إلا أصفياء القلوب الذين يفيضون على هذا العالم حبًا وسلامًا وجمالًا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *