كما يمرض الكائن الحي بسبب إصابته بالآفات، يمرض المجتمع عندما تنتشر فيه الأخلاق السيئة والسلوكيات الضارة، التي تجعل منه مجتمعًا مفككًا، تنتشر فيه الجرائم، ويعلو فيه المجرمون، وتختفي الفضيلة، ويسوده الكذب والنفاق والغيبة والنميمة والدجل والإهمال والكذب.
مقدمة تعبير عن الآفات الاجتماعية
يعد الفساد في مقدمة عن الآفات الاجتماعية هو نتاج طبيعي لانتشار الكذب والنفاق والنميمة والسرقة والاحتيال والإهمال والفجور والفظاظة وانتشار المخدرات وغيرها من الآفات المجتمعية، وكلما زادت المفاسد كلما تحلل المجتمع وأصابه الضعف والهوان والانهيار.
قال تعالى: “فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ”
موضوع تعبير عن الآفات الاجتماعية بالعناصر والأفكار
تتضمن الآفات الاجتماعية: الكذب، فالكذّاب يزيف الحقائق ويخدع الأخرين، والمجتمع القائم على التزييف والخداع مجتمع منهار، لا يمكنه أن يتحلى بأي فضيلة، والكذّاب يمكنه ممارسة الغش التجاري أو يمارس النصب أو يسرق وقد يصل الأمر بالكذّاب إلى أن يصاب بالكذب المرضي فلا يشعر بكذبه، وقد يصدق أكاذيبه، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كذّاب.”
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول الآفات الاجتماعية يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
التعصب:
وهو أحد الآفات الاجتماعية الخطيرة ذات التأثيرات المدمرة، فهو يجعل الإنسان يتخذ مواقف عدائية ضد الغير، ويمارس أعمال إجرامية بدون أن يكون لديه معلومات كافية، فيكون لديه حقد أعمى ورغبة في التدمير غير مبررة.
فالمتعصب يكون متجمدا في فكره، لا يتسامح مع الأخرين ولا يقبل الأفكار المعارضة أو الغير متوافقة مع أفكاره ومعتقداته، يقول جورج سنتايانا: “التعصب هو أن تضاعف مجهودك بعد أن تنسى مبتغاك.”
والتعصب يؤدي إلى العنف، وهو أيضا أحد السلوكيات الخطيرة المدمرة للمجتمع والتي تنشر الكراهية والحقد والرغبة في الإنتقام.
العنف:
للعنف صور عديدة منها العنف المنزلي والعنف في المدارس ومنه أيضا أعمال الشغب والتخريب والبلطجة، وغيرها من الأعمال المدمرة للمجتمع، والتي لا يمكن أن يستقيم بها حال مجتمع من المجتمعات.
يتسبب العنف في دمار الممتلكات، وفي إحداث الأذى بالغير ويمكن أن يصل العنف إلى مستويات عليا كما هو الحال في الإبادة الجماعية والحروب.
السرقة:
وللسرقة صور عديدة أيضا منها سرقة الفرص بدون الحصول على المؤهلات الضرورية والتمتع بالكفاءة، وسرقة المال العام، والاعتداء على حقوق الغير، وهي من أكبر الكبائر التي يجعل الإسلام لها حد من الحدود القاسية، ولم يقبل الرسول عليه الصلاة والسلام فيها شفاعة.
عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ﷺ؟ فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله ﷺ؟، فكلمه أسامة، فقال رسول الله ﷺ: أتشفع في حد من حدود الله؟، ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يداها.” – متفق عليه.
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن الآفات الاجتماعية يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن الآفات الاجتماعية .
تعبير عن مخاطر الآفات الاجتماعية
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن مخاطر الآفات الاجتماعية فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
الآفات الاجتماعية إنما هي بمثابة أمراض تفت في عضد المجتمع، وتصيبه بالانهيار والهلاك، ونذكر هنا واحد من أهم هذه الآفات:
تعاطي المخدرات والإدمان:
يتسبب تعاطي وإدمان المواد المخدرة في إصابة المتعاطي بحالات اكتئاب وتتسبب له في الفقر وفي أزمات اجتماعية ويمكن أن تؤدي إلى ممارسته العنف المنزلي، أو العنف الاجتماعي، كما يوجد الكثير من الأمراض التي ترتبط بالإدمان والتي تساهم في تدمير المدمن جسديا.
يزيد تعاطي المخدرات من الأعباء الاقتصادية على الدولة وعلى المتعاطي وأسرته، وتقدر تكلفة العلاج من إدمان الكحول والمخدرات في أمريكا وحدها بحوالي 246 مليار دولار سنويا، وتستقبل أقسام الإسعاف سنويا فيها حوالي مليون ونصف متعاطي بسبب سوء استخدام المخدرات.
والمدمن يفقد عمله في الغالب كما يمكنه القيام بأي جريمة بدون الشعور بالذنب وقد يقوم بالمقامرة وغيرها من الأعمال المدمرة للذات والمجتمع.
تضمن بحث عن مخاطر الآفات الاجتماعية تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
الظلم:
ويأخذ الظلم العديد من الصور في المجتمع، من ضمنها عقوق الوالدين، وإهمال تربية الأبناء وأخذ ما للأخرين من حقوق، والشرك بالله.
ويتسبب الظلم في إثارة الفتن، والرغبة في الانتقام، وينشر الحقد والكراهية بين الناس، جاء في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.”
موضوع تعبير عن الآفات الاجتماعية قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن الآفات الاجتماعية قصير
الطمع:
هو أحد الآفات الاجتماعية ذات الآثر الوخيم على المجتمع، فالإنسان الطمّاع يسعى للامتلاك بدون حتى أن يحتاج للأشياء التي يسعى لامتلاكها، وهو في سبيل ذلك لا يتوقف عند خطوط حمراء، وقد يرتكب جرائم بشعة في سبيل حصوله على ما يريد.
الجُبن:
وهو عكس الشجاعة، ويجعل الناس في حالة من الرعب والفزع الدائم، وهو أبو الكذب والنفاق والتحيّل والوضاعة، والجّبن مضيعة للحقوق وتشجيع للمجرم والظالم على ممارسة ظلمه.
فالإنسان مُطالب بأن ينصر الحق، ولا يخاف في أوامر الله ونواهيه لومة لائم كما جاء في قوله تعالى: “وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ.”
الغيبة والنميمة:
وتعني النميمة نقل الأحاديث على وجه الإفساد، يقول الإمام الغزالي: “النميمة: هي إفشاء السر، وهتك الستر، عما يكره كشفه.”
أما الغيبة فهي ذكر الأخرين في غيابهم بما يكرهون، على نية الإفساد.
قال تعالى: “وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ.”
الإهمال:
أحد المشكلات الكبرى التي يمكنها أن تهدم دول بأكملها، وتنتشر في البلدان المتخلفة التي تنعدم فيها المسائلة، ويجد كل إنسان الفرصة للتهرب من مسؤولياته، وفعل ما يشاء، ولها عواقب وخيمة على المجتمع، حيث يصاب بالتحلل والتفكك والانهيار.
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن الآفات الاجتماعية .
خاتمة تعبير عن الآفات الاجتماعية
إن المجتمع يكون بخير طالما كره الفساد وفي خاتمة موضوع تعبير عن الآفات الاجتماعية لا يوجد مجتمع خالي من العيوب ولكن المجتمع الناجح الصالح، هو الذي يعرف مشاكله ويعمل على علاجها ولا يتغاضى عن المفسد ويغمض عن المظالم.
لقد كرّم الله بني أدم وأمر الملائكة بالسجود لأدم لما آتاه من علم وقدرة على الاختيار والفهم، والتمييز بين الصحيح والخاطيء وبين النافع والضار، وفي خاتمة عن الآفات الاجتماعية نذكر قوله تعالى: “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا.”
