حواديت زمان الجميلة

ibrahim ahmed
قصص
ibrahim ahmedتم التدقيق بواسطة: israa msry9 يوليو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات

حواديت زمان
قصص للأطفال

القصص القديمة تحمل الكثير من الجمال والمتعة، نظرًا لأن هذه القصص تحمل في طياتها الكثير من التراث القديم الذي نرتبط به ارتباطًا كبيرًا، وترى دائمًا الكِبار في السن يميلون إلى سماع القصص القديمة والحواديت الخاصة بالزمن الماضي، فما بالكم بالصغار أنفسهم الذين تستهويهم هذه القصص ويكون لسماعهم لها دور مهم في تعميق الكثير من القيم العربية والصفات الجميلة عمومًا وربط التراث بعقول هؤلاء الأطفال وقلوبهم.

وها نحن ذا نكتب لكم خمس قصص من خيرة القصص التراثية القديمة المشهورة ونعدكم أنكم سوف تكونون على موعد مع جرعة كبيرة من المتعة والفائدة لكم ولأبنائكم.

قصة الأميرة نورهان

في زمن بعيد، كان هناك ملك وملكة يحكمان مدينة على أطراف الساحل، كانت هذه المدينة تعيش بأمان وسلام تحت حكم الملك وزوجته نظرًا لعدلهما مع الرعية وعدم جورهما على أحد، ولم ينجب هذا الملك لفترة طويلة.

وبعد مرور سنوات عديدة جدًا على زواجه من دون إنجاب وسيطرة اليأس عليه فوجئ بنبأ حمل زوجته، وبعد مرور فترة الحمل ولدت الملكة طفلة جميلة تم تسميتها نورهان، وقد كانت من أجمل أميرات القصر كله، وفرح بها الملك فرحًا شديدًا وقرر نتيجًة لذلك أن يُقيم احتفالًا كبيرًا بسبب مولدها دعا فيه الملوك من كل مكان والفقراء والأغنياء وجميع من استطاع دعوتهم في وليمة عظيمة.

الأميرة نورهان
قصة الأميرة نورهان

وكان من ضمن المدعوات من يعرفهم الناس باسم “الجنيات السبع” وهُم جنيات طيبات يسكنون منطقة معينة خاصة بهم، ولا يشتركون إلا في أعمال الخير وقد أراد الملك أن يحضروا الحفل وأن يروا الأميرة نورهان ليستخدموا قواهم السحرية الطيبة وتتمنى كل جنية منهم أمنية صالحة لمستقبل هذه الأميرة.

وقد كان الأمر كذلك؛ فقد جائت الجنية الأولى وتمنّت أن تكون هذه الأميرة من أفضل أميرات العالم، وتمنّت الثانية أن تحظى الأميرة بعقل كبير وصالح كعقل الملائكة، أما الثالثة فتمنت لها دوام الصحة والعافية والنشاط والرشاقة، والرابعة تمنّت أن يكون للجنية صوت جميل عذب.

ولم تستطع بقية الجنيات إكمال أمنياتهم، وذلك بسبب دخول واحدة من الجنيات الشريرات إلى قاعة الاحتفال، وكان الملك لم يقم بدعوة هذه الجنية إلى الحفل لسابق معرفته بشرها ومكرها، وفور أن دخلت هذه الجنية أسرعت بالكلام قائلًة أن: “هذه الأميرة سوف تنتهي حياتها عند سن السادسة عشر وذلك بسبب ماكينة حياكة” حيث أن هذه الماكينة سوف تقوم بوخزها، على الفور أمر الملك حرّاسه بالقبض على هذه الجنية المشعوذة الشريرة ولكن لم يستطع الجنود اللحاق بها واختفت.

بكت الملكة بكاءًا مريرًا، ولم يستطع الملك أن يتمالك نفسه ففعل مثلها أيضًا وأجهش بالبكاء لما عرفوا من موعد انتهاء حياة ابنتهم بعد مولدها بعدة أيام، ولذلك السبب قام الملك في محاولة يائسة منه بالتخلص من جميع ماكينات وآلات الخياطة التي في المدينة، وقام بتجريم ومنع العمل في هذا المجال.

وقامت واحدة من الجنيات بدورها بإخبار الملك وزوجته أن النبوءة الخاصة بالجنية كاذبة حيث أن الأميرة لن تموت ولكن تقع في سُبات عميق مدته مائة عام كاملين، وحدثت النبوءة كما توقعت الجنية الشريرة حيث أن الأميرة بينما تتمشى في حديقة القصر الواسعة شعرت بأن هُناك من يُناديها من مكان بعيد فتبعت الصوت حتى وصلت إلى مصدره ووجدت عجوز شمطاء ذات شعر أبيض تجلس وتحيك الملابس في غرفة.

فطلبت الأميرة من هذه العجوز أن تُجرب بدافع فضولي غريب، فوافقت العجوز بابتسامة خبيثة وقامت آلة الحياكة فعلًا بوخز الأميرة ووقعت في سُباتها العميق، فقررت واحدة من الجنيات أن تستغل قدراتها السحرية، وتجعل جميع أهل هذه الأميرة بما فيهم الملك والملكة أن يناموا نفس مدة نوم الأميرة لكي لا تشعر بالوَحشة عندما تستيقظ وتجد أن جميع من تعرفهم قد ماتوا.

وبعد مرور المائة عام كان من المفترض أن تستيقظ الأميرة لكن جزءًا من النبوءة نسيت أن أخبركم به، وهو أن من سيقوم بإيقاظ هذه الأميرة وجميع أهلها هو واحد من الأمراء الذين سيأتون إلى المدينة على متن سفن عبر البحر، وقد جاء الأمير بالفعل وسعى لاستكشاف هذا القصر المهجور الذي أخبره السكان أنه قصر ملعون ويقف على حراسته وحش ضخم لا يستطيع أحد هزيمته.

لكن الأمير لشجاعته المفرطة قرر أن يخترق هذا القصر، واستطاع أن يهزم الوحش بعد قتال مرير، وحرر الأميرة من نومها وبقية أهلها، وتزوج الأميرة بعد موافقة أبيها، وعاشوا جميعًا حياة سعيدة تعوِّضهم عما فات.

الدروس المستفادة من القصة:

  • لكي تحيا المدن والشعوب بأمان يجب أن يسود العدل.
  • ألا يجب على الإنسان أن يفقد الأمل في الله حتى ولو مر على الأهداف وقت طويل.
  • أن يعرف الطفل معلومة مثل أن فترة الحمل تمتد لمدة تسعة أشهر وقد تكون سبع أو ثمان شهور.
  • يجب على المرء أن يُشارك أفراحه مع جميع من يحبهم، وأن يستغل هذه الفرحة في إدخال السرور على قلوب الآخرين كإطعام الفقراء مثلًا أو منحهم شيئًا كالملابس.
  • أن يعرف الطفل الفرق بين الخيال والواقع في أحداثه وشخصياته لهو أمر مهم حيث أن الهدف الأساسي من سرد مثل هذه القصص الخيالية هو جعل رأس الطفل بيئة خصبة للإبداع والتخيّل مما سينعكس إيجابًا على مستقبله ويمنحه القدرة على الإبداع في شتى أمور حياته وفي مجال عمله.
  • يعرف الطفل بعض المصطلحات واللغويات الجديدة مثل كلمة أجهش بالبكاء، وكلمة سُبات وشمطاء.
  • الشجاعة من الصفات التي يجب أن يمتلكها الفرد، والجرأة والإقدام على فِعل الأمور الخيّرة ومساعدة الآخرين، وتخليص العالم من الشرور.
  • الحق دائمًا ينتصر ولو طال عليه الزمن، ذلك لأن الله وعد المؤمنين الذين في الأرض والأشخاص الذين وقع عليهم الظلم أنه سوف ينصرهم وأن قول الحق دائمًا يعلو.

قصة الشاطر حسن

الشاطر حسن
قصة الشاطر حسن

في زمن سحيق بعيد كان ذلك الشاب صاحب العشرين من العمر الرشيق مفتول العضلات المُسمى”الشاطر حسن” يعمل في الصيد، وقد كان فقيرًا ولا يمتلك الكثير من الأموال، بالإضافة لامتلاكه منزل صغير ومركب متواضع قد ورثهم عن أبيه.

كان الشاطر حسن يكتسب رزقه من خلال الصيد وبيع ما رزقه الله به من أسماك في الأسواق، وقد كان هذا الولد يُحب التجارة كثيرًا ويؤمن أن فيها من الرزق الكثير، وقد كان مشهورًا في السوق بنزاهته في البيع والشراء، فكان كلما اصطاد السمك وذهب ليبيعه باعه فورًا دون تأخير.

كان الشاطر حسن كلما فرَّغ من عمله يذهب إلى شاطئ البحر للجلوس هُناك، وتأمل المكان والتفكير في كل شيء فقد كانت عادته التي ورثها من والده، وبينما كان يجلس ذات يوم إذ به يُشاهد فتاة جميلة تلفت نظره وتأسر لبه، لكنه تأدبًا لا يستطيع أن يتحدث معها وإنما يظل يراقبها على استحياء وخجل.

وتكرر هذا الأمر مرات عديدة وبشكل أكبر، فكان إذا ذهب للصيد وجدها تراقبه، وإذا ذهب إلى الشاطئ وجدها أيضًا، كما أنها ذات يوم قد أرسلت أحد خدمها ليشتري منه السمك الذي صاده.

ولكن بعد فترة قد انقطعت هذه الفتاة تمامًا عن المجئ لمدة أسبوع تقريبًا، لم يستطع الشاطر حسن أن يفعل شيئًا ولكنه كان يشعر بأن الكثير من الأشياء تنقصه، وأنه بحاجة إلى رؤية هذه الفتاة لما يبعثه مرآها في داخله من راحة واطمئنان.

وبعد مرور هذا الأسبوع، وبعد أن فرغ الشاطر حسن من صيده ورسى بقاربه على الشاطئ وجد الكثير من الحرس الملكي في انتظاره، شعر بالقلق والحيرة ولم يتوقع أبدًا أن يكون لها علاقة بالأمر، ولكنه علم من الحرس أنه مطلوبٌ لدى الملك بشكل عاجل  بخصوص ابنته وأن ابنة الملك هي تلك التي كانت يراها دائمًا على الشاطئ.

ذهب الشاطر حسن إلى الملك وقد استقبله بترحيب كثير و بوجه حزين وقال له: “ابنتي مريضة للغاية، وقد قال الأطباء أن عليها أن تأخذ رحلة علاج واستشفاء في البحر، وقد كانت تحكي لي كثيرًا عنك دون أن تعرفك عندما كانت تراك تصطاد وتتأمل الشاطئ، ولعلك أنسب شخص للقيام بهذه المهمة، سوف أضع ثقتي كلها فيك وأرسل معك ابنتي والحرس وآمل أن تعودوا لي سالمين وقد شُفيت ابنتي”.

وافق الشاطر حسن فورًا، وقد قضى حوالي شهرًَا كاملًا في هذه الرحلة برفقة الأميرة المريضة ووصيفاتها والكثير من الحُرّاس على متن سفينة ملكية كبيرة، وبعد أن انتهى الشهر تم بفضل الله علاج الأميرة، وقد عاد الشاطر حسن وجزاءًا لما فعل قد قرر الملك أن يقوم بمنحه تلك السفينة الكبيرة هديًة له، ولكن الشاطر حسن فاجئه برغبته في الزواج من ابنته، وفاجئته ابنته برغبتها أيضًا في الزواج.

عجز الملك عن الرفض القاطع ولكنه قرر أن يستخدم الحيلة والمكر في ذلك، فقد قال للشاطر حسن أن من يتزوج ابنته عليه أن يبذل النفيس والغالي لأجلها، ولذلك فعليه أن يأتي بجوهرة فريدة من نوعها لم ير أحد مثلُها قط.

وقد استغل الملك فقر الشاطر حسن وعلم أنه لن يستطيع أن يأتي بها، وعاد الشاطر حسن مهمومًا لكنه وضع ثقته بالله وذهب للصيد، وقد كان يومًا عصيبًا فلم يقدر غير أن يصطاد سمكة واحدة، قرر أن تكون هذه السمكة هي طعامه لهذا اليوم ورضي بما قسمه الله له من رزق.

وبعد أن قام بفتح السمكة ليجهزها للطعام، فوجئ بأن في داخلها جوهرة ثمينة لامعة، حمد الله كثيرًا على ما وجد وطار فرحًا، وذهب بها مهرولًا للملك الذي فوجئ ولم يجد مهربًا من الموافقة، وفي غضون أيام عُقِد القران وتزوج الشاطر حسن والأميرة.

الدروس المستفادة من القصة:

  • على المرء أن يتحلى بالنزاهة والصدق في معاملاته لكي يحبه الناس.
  • الشخص النزيه الصادق في معاملاته يكسب ود الناس، وإن كان يعمل في التجارة فإن رزقه ومكسبه سيزيد بالتأكيد.
  • على الطفل أن يعرف أن النزاهة في البيع والشراء من صفات التاجر المُسلم، وأن التجارة كانت مهنة العرب قديمًا وقد برعوا فيها.
  • الفقر لا يعيب المرء لكن سوء الأخلاق يعيبه.
  • على المرء أن يترك لنفسه وقتًا للتأمل والتفكير في الخلق والملكوت.
  • لا يجب على المرء أن يستغل فقر الآخرين وحاجتهم.
  • يجب على الشخص أن يضع ثقته بالله (عز وجل).
  • من المفترض أن يكون الشخص قنوعًا راضيًا برزقه لكي يمنحه الله المزيد ويبارك له فيه.

قصة حصان طروادة

حصان طروادة
قصة حصان طروادة

في البداية علينا أن نعرف ما هي مدينة طروادة؟ هي مدينة تقع في أراضِ الأناضول “تركيا حاليًا” وهي من المدن التاريخية الكبرى التي شهدت أحداثًا عظيمة هامة ومن هذه الأحداث تلك التي نحكيها لكم اليوم وهي قصة حصان طروادة.

الجدير بالذكر أن هذه القصة ما هي إلا جزء صغير للغاية من أشهر الملاحم الأدبية التي كتبتها إحدى الشخصيات اليونانية المدعوة “هوميروس” والذي يقول البعض بأن هذه ليست شخصية حقيقية لكن على كل حال فنحن لدينا ذلك العمل الأدبي الذي يُعد أيقونة هامة جدًا وهو ملحمتي الإلياذة والأوديسة.

حسبما روت الأسطورة، فقد كان أجاممنون يسعى إلى توحيد جميع مدن اليونان وما حولها تحت رايته، وقد كانت مدينة طروادة تلك ذات الأسوار المنيعة والضخمة من ضمن أهدافه، إلا أنه لم يجد الحُجة المناسبة ليستولي عليها، خاصًة أنه كان يستصعب احتلالها نظرًا لمناعة أسوارها.

وقد حدث أن هربت زوجة أخيه مع أمير طروادة المدعو باريس وفي روايات أخرى للحكاية فقد قيل أنه تم اختطافها رغمًا عنها، واستغل الملك أجاممنون هذا الأمر وجمع جيشًا جرارًا وقام بالهجوم على طروادة.

تقول الأسطورة الخاصة بهذه القصة أيضًا أن عدد السنوات التي قضاها جيش اليونان في حصار طروادة هي عشر سنوات يستبعدها الكثير من الناس نظرًا لطول هذه المدة، لكن الأمر غير مستبعد إطلاقًا وذلك لطمع أجاممنون الشديد في الاستيلاء على هذه المدينة، ومعرفته أيضًا بأن هذه الفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى بأن يقف على أبواب طروادة ومعه جميع جنود اليونان من كل حدب وصوب.

بعد كل هذه المدة الطويلة من الحصار والقتال الذي لم يكن سهلًا على الإطلاق نظرًا لقوة جنود طروادة واستماتتهم في الدفاع عن مدينتهم بقيادة أميرهم البطل أقوى فرسان عصره الأمير “هيكتور”، أراد اليونان استخدام الخديعة لإنهاء هذه الحرب سريعًا مستغلين شدة إيمان أهل طروادة بالخرافات.

فقاموا بإقامة حصان عظيم هذا الحصان كان هو حصان طروادة، وتقول بعض الروايات أنهم زعموا تركه ورحلوا، أما الروايات الأخرى فتقول أنهم قد طلبوا السلام مع ملك طروادة ومنحوه هذا الحصان كهدية، وقد ابتلع الطرواديون الطُعم وأدخلوا هذا الحصان إلى داخل مدينتهم.

وقد كان هناك الكثير من الجنود اليونان والإسبرطيون داخل هذا الحصان، وبعد أن قضت المدينة يومًا حافلًا بالثمالة والاحتفالات خلدت للنوم فخرج هؤلاء الفرسان ليقتلوا الحُراس ويفتحوا الأبواب للجيش اليوناني ليدخل إلى مدينة طروادة ويعيث فيها فسادًا وحرقًا وهتكًا للأعراض.

الجدير بالذكر من باب الأمانة العلمية أنه لا يوجد أي دليل واقعي ملموس على هذه القصة غير كتابات الإغريق التي يقع أغلبها تحت بند الأساطير والخُرافات، إلا أنها تظل قصة واردة الحدوث من تاريخ الإغريق القديم.

الدروس المستفادة من القصة:

  • أن يُلقي الطفل نظرة على العالم الخارجي ويعرف أن هُناك الكثير من المدن والأحداث خارج الإطار الصغير الخاص به.
  • أن يكون على علم ببعض القصص التاريخية الهامة.
  • أن يُحب التاريخ ويسعى للتفتيش بين ثناياه عن أحداث ودروس وعبر.
  • ضرورة الدفاع عن الوطن ضد أي إاعتداء بكل ما أوتي الشخص من قوة.
  • لا يجب أن يؤمن المرء بالخرافات لأنها قد تضره كثيرًا.
  • سلوك المُعتدين والمحتلين دائمًا ما يكون بربريًا همجيًا يدعو إلى التخريب والهدم لذلك يجب التصدي لهم.
  • لا ينبغي أن تمنح الأمان والثقة لأعدائك بسهولة لأنهم قد يدبروا لك المكائد.

قصة بائعة الكبريت

بائعة الكبريت
قصة بائعة الكبريت

حكاية بائعة الكبريت من أشهر حكايات الأطفال الموجودة في العالم، نظرًا لكونها من أكثر القصص المؤثرة الموجودة بالنسبة للأطفال، ولأن كاتبها أيضًا من أهم وأكبر كُتّاب قصص الأطفال “هانز آندرسن”.

الجدير بالذكر أن هذه القصة قد تم تحويلها إلى فيلم كرتوني شهير تم عرضه ودبلجته على قناة “سبيستون” بالإضافة طبعًا إلى ترجمتها إلى الكثير من لُغات العالم وصياغتها بطرق مختلفة بواسطة العديد من الكُتّاب، وقد قام بعض الكُتاب بتعديل نهاية القصة لجعلها ملائمة أكثر للاطفال.

هذه فتاة صغيرة جميلة، ذات شعر أشقر يميل إلى الصُفرة، كانت هذه الفتاة تعيش مع جدتها الحنونة التي تحبها حُبًا كثيرًا، ولكن بعد وفاة جدتها اضطرت للحياة مع والدها القاسي الذي كان يضربها ويجبرها على العمل لتأتي له بالأموال.

وكان عمل هذه الفتاة هو بيع الكبريت، وفي ليلة رأس السنة وقد كانت واحدة من أشد ليالي الشتاء بردًا ولم تكف فيها السماء عن إسقاط الثلوج رأى والد الفتاة أن هذا الوقت سوف يكون مُناسبًا لتبيع فيه عُلب الكبريت لأن الناس في المنازل سيكونون بحاجة إليها، فأخرجها في هذه الليلة لتبيع الكبريت وتعود له بالمال.

خرجت الفتاة بملابس خفيفة جدًا، ودون قبعة أو وشاح يقيها البرودة القارصة، وكان جسدها ينتفض من شدة البرد وتحاول أن تبيع عُلب الكبريت للمارة الذين يرفضون وينظرون لها باحتقار، ثم تحاول الطرق على أبواب المنازل ولكن الجميع مشغولون برأس السنة ولن يفتح لها احدٌ الباب، لذلك عرفت هذه الفتاة المسكينة أنها لن تستطيع بيع أي شيء الليلة؛ وفي الوقت نفسه فهي لو عادت لوالدها كما جاءت فإنه سوف يضربها ويوبخها.

فقررت الفتاة أن تأخذ ركنًا في أحد الشوارع الجانبية، وتستعين على برد الشتاء بإشعال أعواد الثقاب تلك لتتدفأ بها، وكانت قد تذكرت جدتها واشتاقت لها، وكلما أشعلت عودًا من أعواد الثقاب ساعدها في تذكر جدتها أكثر من ذي قبل، وساعد في استحضار خيال جدتها لديها، كما أنها كانت تتخيل نفسها تعيش في منزل جميل مرتب به مدفأة وقد جلست أمامها، وكانت تتخيل الطعام اللذيذ الذي تتناوله والحساء الساخن، وجميع تلك الأشياء التي افتقدتها تلك الفتاة المسكينة.

وظلت هذه الفتاة ترتجف بكامل جسدها من شدة البرد ومن الثلج الذي قد فعل بها الأفاعيل، وقد أحزنها أن أعواج الثقاب قد أوشكت على النفاد وأنها بذلك لن تستطيع تخيّل جدتها مرة أخرى، ولن تستطيع تخيّل بقية الأشياء التي كانت تتمناها.

لذلك تمنّت في قرارة نفسها لو أن تذهب حيث ذهبت جدتها، وقد خُيّل إليها بالفعل أن جدتها تجئ من بعيد لتأخذها، فأشعلت أعواد الثقاب لكي تستطيع استحضار صورة جدتها أكثر من ذلك، واستمرت حتى عانقتها الجدة وسقطت الفتاة مغشيًا عليها وماتت بين الثلوج وقد سقط معها على الأرض ما تبقى من عُلب الكبريت، في مشهد يصفع البشرية والإنسانية على وجهها ألف صفعة.

وقد رأى الكثير من الكُتّاب أن هذه النهاية كانت مأساوية للغاية فقاموا بتغييرها وجعل تلك الصغيرة تذهب إلى أحد ملاجئ الأيتام وتحيا فيه حياة سعيدة.

الدروس المستفادة من القصة:

  • تغرس القصة رغم قسوتها الكثير من معاني الرحمة في قلب الطفل، فيرأف لحال الفقير ويسعى إلى إصلاح حياته وتحسين أموره.
  • لا يجب أن تحتقر أي شخص أو بائع في الطريق؛ لأنه إنسانٌ مثلك.
  • يجب على الوالدين توجيه الطفل للعمل في العمل الخيري والتطوع لخدمة مجتمعه والفقراء والمساكين في المحيط القريب منه أو على الأقل غرس هذه الخصلة فيه ليستغلها حينما يكبر.
  • الطعام والشراب، والمنزل حقوق أساسية من حقوق البشر التي يتحتم توفرها وليست منحة أو فضل من أحد على أحد.
  • القصة هدفها تحريك مشاعر الإنسانية نحو العمل لمصلحة الغير، وتوفير الحقوق اللازمة لحياة جميع أبناء البشر

قصة الحاج أمين

الحاج أمين
قصة الحاج أمين

الحاج أمين هو كما يقولون اسمٌ على مُسمى، فهو تاجر أمين له صيت وسُمعة في كل مكان، من أمهر التُجار وأكثرهم ثراءًا في مدينته، ونظرًا لهذه الأخلاق العالية وهذه الأمانة فكان جميع من يبتغي حفظ شيء أو ترك شيء لشخص سواء كانت أموال أو مقتنيات كان يتركها عند الحاج أمين.

وقد كان في المتجر المجاور للحاج أمين تاجر آخر يهودي، وكان يكرهه كرهًا عظيمًا ودائمًا يقول: “ذلك الملعون أمين يأخذ كل الرزق مني” فهو لا يعلم أن الرزق بيد الله، وكان ذلك التاجر اليهودي مشهورٌ بالغش في التعاملات وعدم النزاهة، فكره الناس أن يختلطوا به وفضّلوا عليه الحاج أمين.

وذات يومِ ليسَ ببعيد، جاء وافدٌ من مدينة بعيدة بغرض التجارة في المدينة، وقد كان ثريًا ويمتلك خاتمًا برّاقًا لامعًا يجذب الأنظار، فخاف على الخاتم أن يُسرَق وخاف على نفسه أيضًا، فقرر أن يبحث عن أكثر الأماكن أمنًا في المدينة ليضعه فيها ريثما ينتهي من تجارته.

وبالطبع فهو قد اهتدى إلى صديقنا الحاج أمين، رحب به الحاج كثيرًا، وأكرمه ومنحه واجب الضيافة، ووعده بحفظ الخاتم له، وطلب منه أن يضعه بنفسه داخل صندوق كان موضوعًا في مكانٍ أشار له فيه.

مرت الأيام التي قضاها التاجر، ولما جاء ليستعيد خاتمه طلب منه الحاج أمين أن يذهب حيث وضعه ليسترده، واثقًا كل الثقة من أنه سوف يجده، ولكن كانت المفاجأة أنه لم يجده! كان خطب الحاج أمين عظيمًا جليلًا، فكيف يضيع الخاتم وهو لديه؟ ومن الذي جرؤ على هذه الفِعلة.

كما أنه تعرض لموقف في غاية الحرج أمام ذلك التاجر الغريب وطلب منه على استحياء منحه فرصة يومان على الأكثر، وقال تلك الدعوة الشهيرة: “وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد”، لم يستطع الحاج أمين النوم، وظل يدعو الله ويتضرع أن يفك الكرب، وكان ينوي في قرارة نفسه أنه إن لم يستطع أن يُعيد الخاتم إلى صاحبه سوف يعوِّضه مكانه بخاتم مثله، أو أموالًا كثيرة.

ومر اليوم الأول دون أن يعرف شيئًا عن الخاتم بعد أن أبلغ الشرطة وسأل كل الأقربين منه، وجاءه صيّاد السمك يعرض عليه البضاعة، فقرر أن يشتري سمكة لتناول الغداء ولما أحضرها للمنزل وقامت زوجته بفتحها فوجئت بوجود خاتم قابع في داخلها، وأخبرته على الفور.

وقد ذُهِل هو الآخر بدوره، فلم يكن يتوقع هذا ولم يعرف كيف حدث، وعلى وجه السرعة أرسل إلى التاجر الغريب وقد أخبره بأنه قد وجده الخاتم، وحكى له الحكاية التي ذاع صيتها وانتشر في كل المدينة، وفي اليوم التالي جاء التاجر اليهودي وعلى وجهه علامات الأسى والحزن وقد اعترف للحاج أمين بأنه من سرق الخاتم ليكيد له كيدًا عظيمًا ويضرّه ولكن إرادة الله فوق كل شيء، وأخبره بأن الله قد رد كيده، وأنه قد رجع عمّا كان فيه وقد أعلن إسلامه بعد هذا الحدث فورًا.

الدروس المستفادة من القصة:

  • الأرزاق لا يجب أن يتنازع عليها الأشخاص فهي بيد الله أولًا وأخيرًا، ولكن على المرء الأخذ بالأسباب.
  • ضرورة إكرام الضيف.
  • حُسن الظن بالله في أصعب الظروف.
  • على المرء أن يؤمن أن كيد البشر غير مُجدي إذا كان الله يقف في صفك.
  • يجب على الطفل أن يتأمل هذه الآية: “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)”.
  • باب التوبة والعودة مفتوح دائمًا أمام المرء مهما ارتكب من أخطاء، المهم هو الندم والرغبة في التوبة من القلب.

يؤمن موقع مصري بأن الأطفال هم قادة المُستقبل الذين بسواعدهم تُبنى الأوطان، ونؤمن أيضًا بدور القصص والأدب عمومًا في تشكيل شخصيات الأطفال وتعديل سلوكياتهم، لذلك نحن مستعدون لكتابة القصص حسب رغباتكم في حال وجدتم سلوك غير معتدل لدى أطفالكم أنتم بحاجة إلى تبديله من خلال قصّ قِصة مُعبرة عليهم، أو أنكم أردتم غرس صفة معينة محمودة في داخل الأطفال، فقط اتركوا رغباتكم بالتفصيل في التعليقات وسيتم تلبيتها في أسرع وقت.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *