ما هي الرؤى المبشرة ودلالات تفسيرها؟

israa msry
2021-10-18T17:09:49+02:00
تفسير الاحلام
israa msryتم التدقيق بواسطة: ahmed yousif23 يناير 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

الفرق بين الرؤية والحلم
الرؤى المبشرة

الرؤى المبشرة

قال الله (تعالى): “لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)”، والبشرى هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له كما جاء في الحديث الصحيح

ومما يسعد المسلم ويبهجه أن يرى رؤيا يشتبشر بها خيرًا -كل حسب ما يحتاجه في حياته- فالمريض يسعى للعافية وكم تكون سعادته عندما يرى رؤيا تدل على شفائه، والمرأة العازبة تفرح بالرؤى المبشرة بالزواج في الحلم، ومن عليه دين أو مهموم وتحيط به المشاكل من كل جانب ينتظر رؤيا دالة على الفرج.

إن تفسير الرؤيا و المنام أمر ليس بهين، فهذا الحقل مليء بالأسرار والمعارف التي قد يصل إليها البعض عن طريق الدراسة والبحث والإطلاع على كتب السابقين، وقد يصل إليها البعض الآخر عن طريق الاصطفاء الروحي والإلهام واستقبال الخواطر، فإن ذهبنا لابن سيرين أو النابلسي، لوجدنا أن كل واحد منهما قد عكف على الدراسة، والدراسة هنا تتوجه نحو الطبائع البشرية والمعارف الظاهرية.

فلدراسة طبيعة الإنسان الذي يُراد تفسير رؤيته المفتاح الذي نستطيع من خلاله كشف النقاب عن اللغز الدفين، كما أن معارف وعلوم العصر من الضروري الاطلاع عليها، وذلك لأن ما هو موجود في عصر من العصور قد يتبدل في عصر آخر، فالجمال كانت وسيلة السفر، أما الآن، فالسيارات والقطارات والطائرات، ومن ثم نجد من يذهب نحو عملية القياس عند تفسيرالمنام، وذلك باعتبار تأويل الجمل من الممكن القياس عليه تأويل السيارة بصورة أو بأخرى.

وكما ذكرنا آنفاً، فإن العامل الأكبر لإعطاء التفسير الدقيق للرؤية يكمن في الإطلاع على الطبيعة البشرية، وإدراك بواطنها وظوارها، والإلمام بما يصدر منها من أقوال وأفعال.

فعلى سبيل المثال وليس الحصر، قد ذهب ابن سيرين ذات مرة لتفسير نفس الرؤية لشخصين، وأعطى لكلًا منهما دلالتين مختلفتين، فالتكبير في المنام قد يكون رمز للحج في القريب العاجل وأداء الشعائر الدينية وذلك إذا كان المرء مجبول على الصلاح والتقوى، فتصبح رؤيته بشارة له، ولكن التكبير أيضاً يؤول إلى الإنذار والعقوبة وذلك إذا كان الإنسان مفطور على الفساد وسلب حقوق الغير.

ومن هذه الجزئية يتضح لنا أن التفسير أو التأويل وفقاً لتغاير المصطلحات يحتمل أكثر من دلالة ومغزى وذلك عند إدراك ماهية الشخص الرائي وطباعه وخصاله ومدى صلاحه من فساده.

وإذا كان التفسير قائم على الدراسة والبحث، فنجد من جانب آخر أن هناك من تخطر لهم الخواطر، ويرتقون لمنزلة قد حظوا بها من خلال الاصطفاء، ولنضرب مثلاً على ذلك:

إذا تطلعنا لسيرة النبي يوسف (عليه السلام) لوجدناه رجلاً زاهداً متشبثاً بالتعاليم الإلهية قد وهبه الله القدرة على التأويل دون أن يُتاح له امكانية الدراسة المسبقة، وهذا نوع من أنواع التجلي الإلهي، ففي سورة يوسف يقول المولى (عز وجل) على لسان النبي: “يا صاحبي السجن أما أحدكم فيسقي ربه خمراً وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان”.

والمُلاحظ هنا هو اليقين المطلق الذي يحمله المُفسر، فلا جدال أو شك بأن ما باح به سوف يقع لا محالة، ولعل هذا ما يميز بين النبي وأولياء الله وبين الباحثين والدراسين.

ومن هذه النقطة يتضح لنا أن العلم قد يكون كسبي، نُحصله من الخبرات والمعارف والتجارب، ونستشفه من صور الحياة، وقد يكون العلم فطري، ينبع من الداخل وينمو تلقائياً أو بفعل الممارسة والتأمل والإيمان الشديد، كما أن الباحث الذي يميل بكافة جوارحه لـتفسيرالرؤيا لا بُد في المقام الأول أن يكون مؤمناً ومُتدبراً، فإن فعل، كان الكشف الإلهي دليله حيث عين البصيرة التي تمده بما يجهله الآخرون من معارف وبواطن.

ومن الجدير بالذكر أن نؤكد أن ليس كل ما يراه الإنسان في منامه رؤيا، فلقد قسم سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) ما يشاهده المرء في نومه إلى ثلاث، فقد خبرنا: “الرؤيا ثلاث؛ منها: أهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، ومنها ما يَهُم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة”، ولقد قال أيضاً: “الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ويتعوذ من شرها، فإنها لن تضره”.

ولعل ما أخبرنا به النبي نستطيع أن نُقسمه إلى قسمين:

القسمالأول:

الدلالة الفقهية للرؤيا، وفيها نستطيع أن نستنبط من أحكام الشريعة وآيات الذكر الكريم التفسير الدقيق للرؤية واضعين في الاعتبار ظروف العصر وطبائع النفس، وقادرين في نفس الوقت على التمييز بين الرؤيا وأضغاث الأحلام.

القسمالثاني:

الدلالة النفسية للرؤيا، فقد توصل النبي لاكتشافٍ عظيم قد عكف علماء النفس عليه طويلاً ألا وهو أن ما تراه في منامك قد يكون بشكل أو بآخر نابع مما تفعله في الواقع، ويجدر بنا أن نشير إلى مثال لتبسيط المسألة، إذا كانت تعمل طبيباً أو قاضياً أو معمارياً، فليس من العجيب أن ترى في نومك أنك تُعالج مريض أو تفصل في حُكم من الأحكام أو تبني برجاً شاهقاً، وقد تتساءل عن دلالة رؤيتك رغم كونها ليست إلا انعكاس لعمل تمارسه أو مهنة تزاولها في الواقع.

إذن فالواقع بشكل أو بآخر يؤثر في عقلك الباطن، الأمر الذي يدفعه لإظهار الأحداث والمواقف التي تمر بها متى ذهبت إلى فراشك، وبتعبير آخر أو على حد قول سيجموند فرويد -عالم النفس المشهور- “تأثير اللاوعي في الوعي”.

نقطة أخرى يتوجب علينا إضافتها، أن النبي قد بيَن لنا أن ما يراه الإنسان في منامه قد يضره في الواقع، وذلك عندما ذكر بأنه إذا ما رأى أحدكم ما يكرهه فلا يخبر به أحدا، فإنها لن تضره، إذن فإن عالم الأحلام قد يؤثر بشكل كبير على عالم الحقيقة، ولذلك فقد وضع لنا العلاج البسيط القائم على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولينفث ثلاث.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *