موضوع تعبير عن الرفق بالحيوان للأطفال وأهميته

 

إن الاختبار الحقيقي للأخلاق الإنسانية يكون في تعامل الإنسان مع الحيوانات التي لا يمكنها التعبير عن نفسها، وأحيانًا تكون أضعف من أن تدافع عن حياتها، في مواجهة ما يعرض لها من مخاطر.

يقول الأديب الكبير ميلان كونديرا:

“الطيبة الحقيقية للإنسان لا يمكن أن تظهر في كل نقائها وحريتها الإ حيال هؤلاء الذين لا يمثلون أية قوة، فالإمتحان الأخلاقي للإنسانية، الأمتحان الأكثر جذرية والذي يقع في مستوى أكثر عمقًا بحيث أنه يخفى عن أبصارنا، هو في تلك العلاقات التي تقيمها مع من هم تحت رحمتها، أي الحيوانات، وهنا تحديدًا يكمن الإخفاق الجوهري للإنسان، الإخفاق الذي تنتج عنه كل الإخفاقات الأخري”.

مقدمة موضوع عن الرفق بالحيوان

لقد كتب الله على نفسه الرحمة، وجعل من مواصفات الإنسان المؤمن به أن يكون رحيمًا بمخلوقات الله جميعًا، فالرحمة واللين من مكارم الأخلاق، وهي من الأمور التي لا يراقب فيها الإنسان إلا ربه ولا يكون عليه من رقيب سوى ضميره.

والرفق واللين من الصفات التي وصف بها الله رسوله الكريم (عليه الصلاة والسلام) في قوله (تعالى): “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ”.

أما قسوة القلب والغلظة فكانت مرافقة للجحود والكفر بنعم الله وبوحدانيته، وذاك كما جاء في قوله (تعالى): “فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.

تعرف على تفسيرات أكثر لابن سيرين.

موضوع تعبير عن الرفق بالحيوان

لقد بين الله في آيات الذكر الحكيم أن الحيوانات والطيور وغيرها من الكائنات هي أمم مثلها مثل البشر، ولها خصائصها ويجب الحفاظ على حياتها ما لم ينتج عنها ضررًا يهدد الحياة الإنسانية، وفي ذلك قال (جل وعلا): “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ”.

فالله لم يخلق شيئا عبثًا ولكل مخلوق دوره في التوازن البيئي، وحتى الحيوانات التي يتم تربيتها للأكل، يحدد الله طريقة رحيمة لذبحها بحيث لا يتعذب الحيوان.

والرسول (عليه الصلاة والسلام) أوصى في الكثير من المواضع بالرفق بالحيوان، وبين أن الرحمة والرفق بهذه الكائنات يمكن أن يكون سببًا في عفو الله واستحقاق جنته، بينما القسوة على هذه الكائنات يمكن أن يؤدي بالإنسان إلى النار، ومن ذلك ما جاء في الأحاديث النبوية التالية:

• “من أُعطِي الرِّفق فقد أعطي حظه من خير الدُّنيا والآخرة”.
• “الراحمون يرحمهم الرَّحمن”.
• “ينما رجل يمشي بطريق إذِ اشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى منَ العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب منَ العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئرَ فملأ خفه ماءً، ثم أمسكه بفِيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله (تعالى) له، فغَفَرَ له”، قالوا: يا رسول الله: وإنَّ لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال: في كل ذات كبدٍ رطبة أجرا”.
• “دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض”.

ومن الأمور التي يرفضها الإسلام أن تحمّل الحيوان فوق طاقته، أو تسيء إليه، أو تتركه جائعًا، أو عطشانًا، أو أن تقوم بصيده لمجرد الصيد وليس للطعام، ولقد لعن النبي الكريم من يتخذ روحًا كهدف له فيقتله كرياضة بدون أن يستفيد من لحمه ويطعم غيره، فحتى الصيد له قواعده.

بل أن الرسول يوصي من يذبح حيوانًا بألا يحد الشفرة أمام هذا الحيوان، وأن يتأكد من أنها حادة بشكل كافي لينتهي من الذبح سريعا دون أن يتألم الحيوان، كما أمر بإراحة الذبيحة قبل ذبحها.

ويروى عن الرسول أنه أمر صبيان كانوا يتلهون فأخذوا فرخين من عشهما بردهما إلى أمهما قائلًا لهم: “مَن فجعَ هذِهِ بولدِها ؟”، كما غضب عندما حرق أحدهم عش نمل قائلا: “إنه لا ينبغي أن يُعذِّب بالنار إلاَّ ربُّ النار”.

ولقد سار الخلفاء الراشدين على هدي رسول الله في الرفق بالحيوان، فكان عمر بن عبد العزيز يوصي الناس بعدم وضع لجامًا ثقيلا للحيوانات، أو تحميلها أثقالًا لا طاقة لها بها، ونهى عن تعذيب الدواب وضربها، وهو أيضًا ما اقتدى به الناس في زمن كان الخير يعمر فيه القلوب، فأجريت أوقاف لتطبيب الحيوانات ورعايتها في الكثير من البلدان الإسلامية، واهتم الناس بإطعامها وتقديم الإحسان إليها.

وفي العصر الحديث تهتم المجتمعات المتحضرة بحقوق الحيوان، وتسن القوانين للرفق به، كما ينتشر بها مراكز رعاية الحيوانات الضالة، وملاجئ الحيوانات المشردة، التي يتم فيها رعايتها وإطعامها، وعرضها للتبني من قبل فاعلي الخير الذين يتبرعون لكفالتها في بيوتهم ورعايتها.

ومن الحكم المأثورة عن أهمية الرفق بالحيوان نختار التالي:

أربع من علم الشقاوة : قسوة القلب، وجمود العين، وطول الأمل، والحرص على الدنيا. –مالك بن دينار

كل عقوبة طهارة، إلا عقوبة القلب فإنها قسوة. –سهيل بن عبد الله

ما ابتلي أحد بمصيبة، أعظم عليه من قسوة قلبه. –حذيفة المرعشي

الرفق لغة يتكلمها الأخرس ويسمعها الأصم. -كريستيان بوفيه

موضوع عن الرفق بالحيوان للأطفال

يجب ذكر في موضوع عن الرفق بالحيوان أن تعليم الأطفال الرفق بالحيوان جزء من تعليمهم الأخلاق الحسنة، ومن تعليمهم قيم التعاطف مع الآخرين ومشاركتهم إحساسهم، وهو أمر فطري وطبيعي يحتاج من الكبار لدعمه واستحسانه لينشأ الطفل رفيقًا بالحيوانات عطوفًا عليها.

إن سلوك بعض الأطفال سلوكًا قاسيًا مع الحيوانات يجعلهم يقذفونها بالحجارة أو يتعمدون إيذائها بشتى الوسائل، هو سلوك غير صحي، ولا طبيعي، ولكنه عادة ما يكون تقليدًا للكبار ممن لا يرعون حقوق الحيوانات، أو يكون ناشئًا عن خلل في التربية ومشكلات نفسية واجتماعية.

فالطفل الذي ينشأ على الرحمة والتعاطف تجده رحيمًا بوالديه وإخوته وبكل المخلوقات، ويكون إنسانًا صالحًا نافعًا، ويراقب نفسه وضميره في تعامله مع الآخرين، والأبحاث التربوية تشير إلى أن الأطفال الذين ينشأون نشأة فيها رحمة ورأفة بالحيوانات يكونون بشرًا صالحين في المستقبل.

وينصح خبراء التربية بعمل التالي لتعليم الطفل الرفق بالحيوان:

• تعليم الطفل كيفية العناية بالحيوانات الأليفة.
• أن يكون الكبار قدوة للصغار في التعاطف والرحمة، بعدم الإساءة للحيوانات سواء في وجود الطفل أو في عدم جوده.
• تبني حيوان يحتاج للعناية لتعليم الطفل المسؤولية والرحمة.
• عدم التمييز بين الحيوانات بسبب الجمال أو الذكاء، فكلها جميلة وكلها تحتاج للمعاملة الحسنة.
• حتى لو لم تكن لديك الفرصة لتبني حيوان أليف يمكنك إظهار الرأفة بحيوانات الشارع وخاصة أمام الطفل ليتعلم الرحمة والرأفة.
• يمكنك أيضًا أخذ الطفل إلى مأوى للحيوانات الأليفة لإطعامهم وتقديم الهدايا لهم.
• تجنب استخدام الأطفال لألعاب الفيديو التي تحتوي على صور من العنف تجاه الحيوانات.
• قراءة القصص التي تحتوي على مواقف فيها رفق بالحيوان وأثر ذلك عليهم، وكيف يكونون شاكرين للإنسان الذي يعاملهم بلطف ويردون له الجميل.

ومن الحكم البسيطة التي يمكن للطفل استيعابها في الرفق بالحيوان:

من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير.

من لا يرحم، لا يرحم.

يدرك بالرفق ما لا يدرك بالعنف.

الراحمون يرحمهم الله.

الرفق بالآخرين هو أول خطوة نحو الرفق بأنفسنا.

الرفق زينة الأعمال وبهاؤها.

الرفق من مكارم الأخلاق وهو تمامها.

موضوع عن آداب الرفق بالحيوان

من الآداب التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان في تعامله مع الحيوانات، ما يلي:

• أن يشكر الله على نعمة خلق هذه الكائنات التي فيها الكثير من المنافع له.
• أن يحسن استخدامها وأن يستفيد منها على الوجه الأمثل الذي خلقت له.
• أن يكون رحيمًا بالحيوانات كافة، سواء كانت في كفالته أو من الحيوانات البرية أو الضالة أو غيرها.
• أن يوفر للحيوانات حاجتها من المأكل والمشرب ما أمكنه ذلك، وخاصة تلك التي في كفالته.
• أن لا يحمّل الحيوان ما لا يطيق من أثقال وأعمال شاقة.
• أن لا يقوم بضربها أو تعذيبها أو إيذائها بأي وسيلة.
• عدم استهدافها من خلال الصيد وخاصة إذا لم تكن مخصصة للأكل.
• أن لا تفرق بين الطير وصغاره الذين هم في حاجة لرعاية الأم.
• أن لا تمثّل بالحيوان أو تتسبب له في تشويه بدني مثل قطع الأذن على سبيل المثال.
• أن لا تقتل الحيوان إلا للضرورة وأن يكون الذبح بحسب ما أوصى الرسول (عليه الصلاة والسلام).
• أن تعالج الحيوان إذا ما أصابه المرض وترعاه وحتى يشفى.

موضوع عن أهداف الرفق بالحيوان

إن الرفق بالحيوان وبغيره من مخلوقات الله (تعالى) من السبل التي توصلك إلى الجنة وتساعدك على كسب رضا الله.

الرفق بالحيوان دليل مراقبتك لله (عز وجل) في أفعالك، وعلامة على حسن الخلق وكمال الإيمان.

الرفق يجعل الناس تحبك والله يحبك، ويكسبك الرضا عن نفسك.

الرفق يجعل نفسك سليمة ليس بها أمراض مثل الغل والكراهية، ويرقق قلبك.

الرفق بالحيوان يجعلك سعيدًا، ويزين الأمور كلها لك، فالإنسان الراقي رفيق في كل الأمور، التي تحتاج إلى الرفق.

الرفق بالحيوان من وصايا الرسول ويجعلك من المحسنين.

الرفق دليل الحكمة وحسن الأخلاق ويشجع على محاسن الأخلاق الأخرى.

بالرفق تنال خير الدنيا وثواب الأخرة.

الرفق بالحيوان في القرآن الكريم

قال (تعالى) في سورة النحل:

“وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ، وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ، وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ، وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ”.

“وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ”.

“وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

“أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”.

ويقول (جلا وعلا) في سورة طه:

“كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ”.

وفي سورة يس جائت الآيات التالية:

“أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73)”.

خاتمة عن الرفق بالحيوان

وفي النهاية بعد سرد معلومات عن الرفق بالحيوان نقول أن تعاملك الراقي الرفيق مع الحيوانات يجعل منك إنسانًا راقيًا مهذبًا محسنًا حسن الخلق، ويقرّبك من ربك ويرقق قلبك، وهو يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك ويغمرك بمشاعر رائعة من رضا الله وتوفيقه.

إن الإحسان إلى الحيوان أحد أسباب الوصول إلى جنّة الله، فالله رحيم يحب الرحماء، فاحسن إلى الحيوان وسيدهشك مدى ما لدى الحيوانات من عرفان ووفاء قد لا تجده لدى الكثير من الناس.

ولا تحقّر من الأعمال الطيبة شيئًا، فالله يجازيك بالحسنة عشرة أمثالها، ويمكنك أن تنال من الخير الوفير ببساطة بوضع الماء في إناء يشرب منه الطير أو الحيوانات الضالة.

يمكنك أيضًا نثر الحب في شرفتك فتأكل منه الطيور التي تسعى للرزق وتطعم صغارها، فكل شئ تقدمه يعود عليك في الدارين، في الدنيا والأخرة.

لسه مش لاقي تفسير لحلمك؟ ادخل على جوجل وابحث عن موقع مصري لتفسير الأحلام.