الحياة مليئة بالتحديات والمصاعب، ويتعاقب فيها الفرح والحزن، والألم والسعادة، وفي حالات الألم والحزن، عليك بالصبر، وعندما تعدّ العدّة وتسعى للوصول إلى هدف من الأهداف، عليك بالصبر، فالصبر فضيلة لا يستطيعها إلا قلّة من الناس، وهؤلاء هم من يمكنهم تحقيق النجاح، وتخطي المصاعب، وبلوغ الأماني، وجني ثمار الصبر.
يقول إبن سينا: “الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء.”
مقدمة تعبير عن الصبر
الصبر في اللغة العربية هو مرادف للتجلّد والتحمّل، وفي مقدمة عن الصبر يمكن اعتبار صوم رمضان صبر على الطعام والشراب، والصبر على المكاره يعني تحملّها بدون جزع، والصبر أيضًا هو القدرة على الثبات أمام الاستفزازات وفي مواجهة الظروف القاسية، والصمود في المواقف التي تشعر فيها بالألم النفسي أو الجسدي، وبدون أن تظهر استيائك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له.”
موضوع تعبير عن الصبر بالعناصر والأفكار
إن الوصول إلى أي هدف في الحياة يحتاج منك إلى الكثير من التخطيط والصبر على المصاعب، فلذّة الراحة تدوم لحظات، ولكن يعقبها الكثير من المعاناة والندم، ولكن الاجتهاد والعمل والانتهاء من واجباتك وتحمّل مسؤولياتك، كلها أمور قد تحتاج منك إلى الكثير من الصبر والتحمّل، ولكن في النهاية تصل بك إلى أهدافك.
وتشير الدراسات إلى أن الحيوانات تفضّل المكافئة السريعة، على تلك التي تحتاج منها إلى الصبر وبذل الجهد، وهنا يكمن الفارق بين الإنسان والحيوان، فالإنسان الذكي العاقل ينظر إلى الأهداف بعيدة المدى ويخطط ويوازن ويتحمّل من أجل الوصول إلى ما يريد.
موضوع تعبير عن الصبر
أولاً: لكتابة موضوع تعبير حول الصبر يجب كتابة أسباب اهتمامنا بالموضوع وآثاره على حياتنا، ودورنا تجاهه.
إن الصبر من الفضائل التي يحبها الله ويجازي عنها عباده خير الجزاء، وهو من وصايا لقمان لإبنه، كما ورد في آيات الذكر الحكيم، قال تعالى: ” يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ.”
والصبر الجميل هو الذي يسلّم الإنسان فيه أمره لله، ولا يجزع، ولا يظهر خوفه وهلعه، أو يتفوّه بأمور قد يندم عليها فيما بعد، والصبر مرّ مذاقه، يؤلم النفس والقلب، ويحتاج إلى الكثير من الإيمان والعزيمة الصادقة.
ومن أشهر القصص المتعلقة بالصبر، قصة نبي الله موسى مع الخضر، فلقد طلب منه أن يرافقه، على أن يعلّمه مما علّمه الله، فوافق الخضر على أن يصبر موسى على ما يراه ويسمعه، وحتى يشرحه له الخضر ويفسر له ما خفي عنه من أمور.
في البداية قام الخضر بخرق سفينة يعمل عليها فتيان يتيمان، فغضب موسى، ولكن الخضر ذكّره بأنه قد وعده بالصبر على ما يراه، ثم قام الخضر بقتل طفل، فتعجّب موسى وسأله: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ فذكّره الخضر مرة أخرى بوعده، فوعده موسى بأنه إذا ما فعل ذلك مرة أخرى سيتركه ويذهب إلى حال سبيله، وسرعان ما جائت المرة الثالثة، فها هو الخضر يبني جدارًا مهدّمًا في القرية التي رفضت أن تضيفّاهما، وهنا قال له موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرًا! فشرح له الخضر ما خفي عنه، وقال له أن الطفل كان سيشب عاقًا لوالديه، فأراد الله أن يبدلهما خيرًا منه، والسفينة كانت ليتيمين وكان ملك البلاد يأخذ السفن السليمة غصبًا، فأراد أن يعيبها ليتركها لهما، وأما الجدار فكان ليتيمين في القرية اللئيمة وكان تحته كنز لهما، فأراد الله أن يبلغا أشدهما، ويستخرجا كنزهما.
وتبين هذه القصة أن الكثير من أمور الحياة قد تبدو سيئة ومؤلمة، أو غير منطقية، ولكن قد يكون في باطنها الرحمة، وقد تكون لحكمة يعلمها الله، ويريد لك بها الخير.
ملحوظة هامة: عند الانتهاء من كتابة بحث عن الصبر يعني إيضاح طبيعته والخبرات المكتسبة منه وتناوله بالتفصيل من خلال إنشاء عن الصبر .
تعبير عن أهمية الصبر
وأحد أهم فقرات موضوعنا اليوم فقرة تعبير عن أهمية الصبر فمن خلاله نتعرف على أسباب اهتمامنا بالموضوع والكتابة عنه.
يعرّف ذو النون المصري الصبر بأنه: ” التـباعد عـن المخالفـات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.”
والصبر من الأمور التي يتقرّب الإنسان بها من ربّه، فهو يلتجأ إليه في الشدائد، ويستعين به على المصاعب، ويطلب منه الأجر والثواب، ويحمده على كل حال، وفي ذلك فضل كبير.
ولقد جعل الله الصبر أحد وسائل الاستعانة به في كافة الأمور فقال جل وعلا: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ.”
والصبر هو صنو الإيمان، فالعبادات مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج، تحتاج إلى الصبر، وكذلك نهي النفس عن الفواحش ومنعها عن السرقة أو الزنا أو إتيان ما يغضب الله كلها أمور تحتاج إلى الصبر والتهذيب. والصبر على الرغم من مرارته فإن ثمرته حلوة المذاق، فالنجاح بعد السهر والاجتهاد، ثمرة رائعة المذاق، والنصر بعد الصبر في أرض المعركة، ثمرة حلوة المذاق.
يقول الإمام علي بن أبي طالب: “حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر.”
تضمن بحث عن أهمية الصبر تأثيراته السلبية والإيجابية على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الحياة بوجه عام.
موضوع تعبير عن الصبر قصير
إذا كنت من عشّاق البلاغة يمكنك إيجاز ما تود قوله في موضوع تعبير عن الصبر قصير
إن الصبر هو أمر إلهي، وبه يُعرف الإنسان الناضج الذي خبّرته أمور الحياة، وفي ذلك قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.”
والصبر كمال الإيمان، وجعله الله سببًا للتمكين، وهو يجعل الإنسان أكثر قربًا من ربه، يلتمس لديه العزاء. وللصبر ثمار حلوة المذاق في الدنيا والأخرة، قال تعالى: “وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا.”
وهناك صبر نفسي وصبر بدني، فأما الصبر النفسي فهو نهي النفس عن المنكرات، وعدم إظهار الجزع، وأما الصبر البدني فهو تحمّل الأعباء والمشاق البدنية.
وهناك صبر اختياري وصبر اضطراري، فالأول هو ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات، والثاني يتشارك فيه كل الكائنات، وهناك حيوانات أشدّ صبرًا على الطعام والشراب والعمل إذا ما تمت مقارنتها بالبشر في حالة الاضطرار.
وبذلك نكون قد أوجزنا كل ما يتعلق بالموضوع من خلال بحث قصير عن الصبر .
خاتمة تعبير عن الصبر
لقد ميّز الله الإنسان عن سائر المخلوقات بنعمة القدرة على الاختيار، وفي خاتمة موضوع تعبير عن الصبر نذكر أنه أحد الأمور التي يختارها الإنسان التقي المؤمن بكامل إرادته، فهو يصبر على أوامر الله ويطيعها ويجتنب نواهيه، وهو يصبر على الأقدار وما يتعرّض له من مصاعب ومشاكل وخسائر وآلام وغيرها من أمور الحياة التي لا مفر منها.
إن الصبر لا يعني السلبية والتسليم وعدم الدفاع عن النفس، ولكنه يعني الالتجاء إلى الله والرضا بالأقدار وتجنب المحرمات، وفي خاتمة عن الصبر نذكر قول الإمام الغزالي: “إن كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلاده، و الرضا به حمق.”
