ما حكم كفارة اليمين وكيفية إخراجها في الإسلام؟

يحيى البوليني
2020-06-13T09:36:37+02:00
اسلاميات
يحيى البولينيتم التدقيق بواسطة: israa msry11 يونيو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات

كفارة اليمين
كفارة اليمين في الإسلام

قد يحتار الإنسان عندما يقسم على شيء وبعدها يُدرك أنه لا يستطيع تنفيذ قسمه فيبحث عما يفعله لكي يتحرر من هذا القسم وهو ما نسميه في الإسلام بكفارة اليمين، وفي هذا المقال نتعرف على حكم الإسلام ورأي المذاهب الفقهية المختلفة.

ما هي كفارة اليمين؟

معنى الكفارة في اللغة فهي الغطاء، ومنه كلمة الكفر فهي الغطاء عن الدين ومعنى الكفارة في الشرع الإسلامي هو ما يقدره الشارع الكريم لكي يجبر النقص أو الخطأ، أو ما يحقق الزجر عن المعصية أو المخالفة.

ومعنى كفارة اليمين هو الحكم البديل إذا أراد الإنسان أن يتحلل من يمينه ويفعل ما أقسم على تركه أو يترك ما أقسم على فعلا تحقيقًا لخير أكبر ظهر له.

كفارة اليمين بالترتيب

كفارة اليمين ثابتة بحكم القرآن الكريم، فقال الله (عز وجل): “لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.” المائدة: 89

ففيها التخيير بين ثلاثة أمور ولكن يشترط فيها الترتيب والتتابع قبل الوصول إلى حكم الصيام:

  • فأولها إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم الإنسان به أهله، وهذا القدر يختلف من كل إنسان لآخر.
  • والثاني أن يكسو عشرة مساكين كسوة يشترط فيها أن تصح بها صلاته، سواء كان المسكين رجلًا أو امرأة، فيشترط أن تشتمل كسوة المرأة على خمار لتصح صلاتها.
  • والثالث تحرير رقبة مؤمنة، أي عتق إنسان في العبودية وإعطائه حريته بأن يشتريه المسلم ويحرره مجانًا لوجه الله دون تكليفه بدفع أي مبلغ.

وهذا الحكم الأخير لم يسقط ولا ينبغي له أن يسقط ولكن المحل غير موجود الآن لعدم وجود عبيد والحمد لله، كمن يُطالب بغسل اليدين إلى المرفقين في الوضوء ولكن نظرًا لقطع يده فلا يطالب بغسل اليد لأنها غير موجودة فلا يجري العمل بهذا الحكم لانتفاء المحل لا لتعطيل في الحكم ذاته، فالحكم قائم ولكن لا محل له الآن.

فمن لم يستطع الأحكام الثلاثة المخير بينها كمن لا يملك المال لإطعام مساكين عشرة أو كسوتهم وبالأولى ليس معه مال ليشتري عبد ويعتقه فينتقل إلى الحكم الأخير وهو صيام ثلاثة أيام.

ولهذا لا ينتقل إلى الصيام إلا إذا كان عاجزًا عن أداء ما سبق لا كما يفهم البعض أن كفارة اليمين هي صيام ثلاثة أيام فقط فإن هذا تعطيل لحكم الله في كفارة اليمين.

ما مقدار كفارة اليمين؟

المقدار المطلوب معرفته هو في الإطعام، فلم يشترط الله قدرًا معينًا ولكن اشترط أن يطعم المساكين طعامًا من أوسط طعام صاحب الكفارة من غالب طعام أهل البلد.

فإذا كان مقتدرًا ويأكل الأرز واللحم وغيره فيخرج منه وليطعمهم من نفس ما يطعم هو، فإن كان يأكل لحمًا معينًا فلا يجوز له أن يطعمهم لحمًا اقل سعرًا وهكذا، وإن كان فقيرًا فليطعمهم من جنس ما يطعم.

ما حكم أداء كفارة اليمين؟

كفارة اليمين
حكم أداء كفارة اليمين

أفاد العلماء -رحمهم الله- أن حكم كفارة اليمين الوجوب، ويأثم إذا تركها إن كان مستطيعًا على كل من حلف على يمين ثم أراد أن يغير ما أقسم عليه، ولكن بشروط:

  • أن تكون يمينا معقودة: أي أنه كان جازمًا وقاصدًا لليمين فعلًا، فلا كفارة على اليمين اللغو، كمن يقسم لولده أن يفعل به كذا وكذا، أو أنه يقسم على غيره أن يجلس أو يأكل أو مثل ذلك، فهذه الأيمان التي لا يذكرها الإنسان تجري مجرى اليمين اللغو، والواجب على الإنسان أن يحفظ لسانه منها، لقول الله (سبحانه): “لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ”.
  • الحرية الكاملة أثناء اليمين: فلا يمين معقودة على مُكرَه أو مُجبَر، فإذا أكرهك إنسان بقوة أو سُلطة أن تقسم على يمين وحنثت فيها فلا تجب عليك كفارة.
  • أن يكون متذكرًا لقسمه فإن أقسم الإنسان قسمًا وبعد مدة طويلة نسيه وخالفه لم تجب عليه فيه كفارة فالكفارة منوطة بالتذكر.

ما حكم تأخير كفارة اليمين؟

الكفارة لليمين فيها تخيير بين الإنفاق بالمال سواء بالإطعام أو الكسوة أو العتق، ومن لم يجد ينتقل إلى الصيام، فربما يلزم المسلم أداء كفارة اليمين ولكنه لا يجد المال الكافي للقيام بالكفارة ولهذا يلجأ البعض إلى تأجيل الكفارة انتظارًا لتحسن الأحوال.

ولكن قال العلماء لا يلزمه التأجيل، ولكن إذا لم يجد معه ما ينفقه للكفارة انتقل إلى الصيام ولا يلزمه الانتظار.

ما حكم حلف اليمين عند الغضب؟

هناك فرق بين الغضب المغلق والغضب العادي الطبيعي للإنسان، فيجب أن ينتبه الناس إلى مفهوم الغضب المغلق وهو الغضب الذي يمنع الإنسان من الإدراك لتصرفاته ولمن حوله وإذا ما هدأ يقول له الناس أنت قلت كذا وكذا لا يتذكر شيئًا مما حدث.

فإذا كان الإنسان غاضبًا هذا الغضب فهو أشبه بفاقدي العقل مؤقتًا، لذا لا يمين عليه ويُطالب بكفارة، وهذا الحكم ينصرف أيضًا على الذي يطلق زوجته في هذه الحالة فلا يقع الطلاق لأنه كان فاقدًا لأهليته حينها.

أما الغضب العادي الطبيعي الذي يتذكر فيه الإنسان كل ما قال وما قاله الطرف المقابل له فيؤاخذ على يمينه وتلزمه الكفارة إن أراد أن يحنث فيه، وكذلك يقع الطلاق منه إذا طلق في هذا الغضب فهو مالك لأهليته تمامًا.

صيام كفارة اليمين

كفارة اليمين
صيام كفارة اليمين

إذا كان المسلم الحالف لليمين الذي يريد أن يحنث فيه لا يمتلك المال الذي ينفقه على الإطعام أو الكسوة أو العتق، فيلزمه صيام ثلاثة أيام.

هل يجوز صيام كفارة اليمين متفرقة؟

 كثير من العلماء اشترطوا التتابع وجوبًا في صيام الكفارة كما جاء عن الإمام أحمد والإمام أبي حنيفة، ولكن الباقي على استحسان التتابع لا وجوبه كما روي عن الإمام مالك والإمام الشافعي، وقالوا أن الآية الكريمة ذكرت صيام ثلاثة أيام ولم تشترط التتابع فلا يلزم التتابع إلا بدليل.

وعلى هذا القول بالاستحباب يجوز التفريق بين الأيام في الصيام.

كفارة اليمين عند المالكية

اتفق العلماء على أن كفارة اليمين مذكورة في الآية الكريمة فلا خلاف فيها، ولكن اختلفوا في كيفية أدائها، ففي مجال إطعام العشرة مساكين يتبادر السؤال هل يجوز الإخراج النقدي للقيمة أم يشترط الإطعام العيني بالسلعة نفسها؟

  • فقال المالكية بضرورة إخراج الطعام عينًا ولا يجوز أن تخرج نقدًا بثمن الطعام، وقالوا أن الآية الكريمة واضحة الدلالة في الإطعام العيني لا في المقابل المادي، وأن إخراج المال في هذه الكفارة مخالف لما أمر به الله (عز وجل) في الكفارة التي يجب أن تخرج كما أمر الله (سبحانه).
  • فعليه أن من أخرج مالًا في الكفارة فلا يجزئه ذلك وتبقى الكفارة في ذمته حتى يؤديها كما أمر الله.
  • وأما مقدار ما يجزئ من الطعام فالمالكية يقولون بأن مدًا من الطعام يكفي، والمد هو ما يملأ الكفين من الطعام وهو ما يقدر بحوالي 750جراما تقريبًا من الطعام الوسط كالأرز.
  • وقال المالكية بجواز التمليك في الإطعام، فجوزوا أن يعطى الفقير الطعام نيئًا غير مطبوخ ويتملكه ثم يطبخه هو ويتناوله.
  • وقالوا أيضًا أن الآية خيرت بين الأحكام الثلاثة (إطعام عشرة مساكين أو كسوة عشرة مساكين أو تحرير رقبة)، فللعبد الاختيار الكامل بينهم بما يراه أنه أنسب له وأيسر.

وفي صيام الأيام الثلاثة كان للمالكية رأي في هل تصام الأيام الثلاثة متتابعة أم متفرقة؟

  • فقال المالكية لا يشترط التتابع في صيام أيام الكفارات ولا في قضاء أي أيام من الفروض أو النوافل، لأن الله (سبحانه) قال في قضاء رمضان وهو أعظم أيام الصيام وأشدها فرضية: “وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”، فلم يشترط فيه التتابع وتركها مطلقة بلا تحديد، فكيف يشترط التتابع فيما هو أقل منه فرضية.
  • ومع هذا استحبوا التتابع في الأيام مثل قضاء صيام رمضان أو الكفارات حتى يسرع العبد في أداء الديون الإلهية التي تلزمه لكي يسقط الفرض عنه فيعلم الله متى يحل الموت على الإنسان.

وفي صيام الكفارة هل يجوز صيام يوم الجمعة مفردًا؟

  • قال المالكية خلافا لقول الجمهور أن صيام الجمعة منفردًا غير مكروه وقالوا لو صام يومًا قبل الجمعة أو يومًا بعده خرج من الخلاف بكل حال.

كفارة اليمين عند الشافعية

في أحكام كفارة اليمين عند الشافعية اتفاق في الأصول بينهم وبين علماء بقية المذاهب واختلاف في بعض التفاصيل فقط، ومنها:

هل إذا أقسم الإنسان على يمين وأراد أن يحنث في يمينه هل يؤدي الكفارة قبل حنث اليمين وفعل عكس ما أقسم عليه أم يمكن تأخير الكفارة؟

  • قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) حديثين اختلف فيهما الترتيب ففي رواية منهما بأن الكفارة أولًا فقال: “إلا كفَّرت عن يميني وأتيت الذي هو خير”، وفي رواية أخرى تأخير الكفارة في قوله (صلى الله عليه وسلم): “فليأْتِ الذي هو خيرٌ وليكفِّر عن يمينه”، فاختلفت لذلك أقوال الفقهاء.
  • فقال الشافعية بجواز تعجيل كفَّارة اليمين قبل الحنْث واستدلوا بأحاديث كثيرة منها ما ورد عن عبد الرحمن بن سمُرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلَّى الله عليْه وسلَّم) قال: “يا عبد الرحمن، إذا حلفتَ على يَمينٍ فرأَيْت غيْرَها خيرًا منْها فكفِّر عن يَمينِك، ثُمَّ ائْتِ الَّذي هو خير”.
  • واستثنوا فقط الصوم فقالوا بعدم جواز التَّعجيل به قبل الحنث في اليمين، واستدلوا على ذلك أن الصوم عبادة بدنية، فلا يمكن أن تؤدى تلك العبادة قبل حلول وقت أدائها، وهو في هذه الحالة لا يجب إلا بعد الحنث في اليمين أولًا.

اختلفوا في القدر المجزئ للإطعام للفرد في الوجبة.

  • قال الشافعية أن القدر المجزئ لكل فقير مد واحد من غالب قوت البلد، واستدلوا بما رواه نافعٌ عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أنَّه كان يقول: “مَن حلَف بيمين فوكدها، ثُمَّ حنث، فعليْه إطْعام عشرة مساكين، لكل مسكين مد من حنطة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيَّام.” والحنطة هي القمح

اختلفوا في مقدار الواجب المجزئ من الكسوة.

  • قال الشافعية أن ما يجزئ في الكسوة كل ما يعتاد لبسه من ملابس فلم يحدد نوعًا معينًا كالقميص أو العمامة، أو الإزار أو الرداء، واستدل لعدم تخصيص الكسوة لورودها في الآية الكريمة “أَوْ كِسْوَتُهُمْ” مطلقة بلا تحديد، فلا يجب تضييق ما وسعه الله (عز وجل).

مسألة التتابع في الصيام.

  • عند الشافعية لا يُشترط التتابع في صيام الكفارة، لورود التتابع صريحًا في كفارة القتل والظهار، فقال الله: “فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ”، أما في هذه الكفارة فقال الله: “فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ”، ولو أراد الله التتابع شرطًا لأورده.

ومن هنا تبين أن الخلافات بين المذاهب في التطبيقات للأحكام وفي فروعها لا في أصولها وأن كلا منهم يستند لدليل صح عنده.

أسئلة هامة بخصوص كفارة اليمين

كفارة اليمين
أسئلة هامة بخصوص كفارة اليمين

فيما يلي إجابة بعض الأسئلة الهامة عن كفارة الأيمان، وهي أسئلة تهم القارئ لأن بعضها متكرر ويسأل فيه كثير من القراء.

هل يجوز إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد؟

لو أعطى الطعام لشخص مسكين واحد طعام الأيام العشرة مكتملة دفعة واحدة لم يحقق شرط الكفارة فهو لم يسد جوعه لعشرة أيام ولكن إذا أعطى المسكين لمدة عشرة أيام الطعام الذي يسد جوعه جاز ذلك عند الحنفية لأن المقصود بالكفارة سد حاجة عشرة مساكين وقد تحقق هذا.

بينما قال المالكية والشافعية أنه لا يجوز ذلك ولابد من توزيع الطعام على عشرة مساكين بالعدد كما ذكر القرآن، أما عند الحنابلة فإذا كان موجودًا عشرة مساكين فلا يجزئه أن يطعم فقيرًا واحدًا لعشرة أيام أما إذا لم يجد غير فقير واحد أو خمسة مثلاً فيمكنه توزيع العشر وجبات عليهم لإشباع بطونهم.

هل يجوز دفع كفارة اليمين للأهل؟

العبرة ليست في الأهل أو في غيرهم، بل العبرة بتقسيم الأهل إلى من يلزم الشخص نفقتهم ومن لا تلزمه نفقتهم، فمن الأهل الأخ المتزوج أو الأخت المتزوجة فلا يلزم الإنسان نفقتهم.

بالتالي لو كان فيهم مساكين فيجوز أن يطعمهم أما إذا كانت الأخت أرملة أو مطلقة وليس لها عائل سواه ينفق عليها فتكون ممن يلزمه نفقتها فلا يجوز له أن يمنحها من كفارة اليمين لأن إطعامها يلزمه في كل الأحوال، فهذه العبادة حق لله وليس له أن يجعلها في منافعه ليخفف عن نفسه.

فالشروط في المساكين أن يكونوا أهلًا للزكاة فلا تجوز على غير مسلم ولا لهاشمي ولا مطلبي ولا للعبد ولا لمن تلزمه نفقتهم.

متى تجب كفارة اليمين؟

مذهب الجمهور أن أداء كفارة اليمين سواء بالإطعام أو الكسوة أو العتق يكون على الفور لأن تأخيرها غير جائز، وإن لم يجد المال الكافي للكفارة يجب في حقه الصيام إذا حنث في يمينه، وذلك لأن الراجح عند علماء الأصول أن الأمر يفيد الوجوب على الفور لا على التراخي، فالواجب المبادرة والمسارعة في أدائها على الوجه الذي يطيقه العبد.

إذا تراكم على إنسان أكثر من قسم هل يُخرج كفارة لكل قسم؟

اختلف العلماء فيها إلى قولين، وهما:

  • الْقَوْل الأْوَّل: أَنَّهُ يَجِبُ عليه أن يكفر عن كل يمين بكفارة مستقلة فقال به المالكية والشافعية والحنفية وقال به أحمد في رواية عنه.
  • الْقَوْل الثَّانِي: وبه قال الإمام أحمد في الرواية الثانية عنه أنه لا تجب عليه سوى كفارة واحدة.

ونظر العلماء من زاوية أخرى إلى القسم نفسه هل كان على شيء واحد بأيمان متكررة أو على أشياء مختلفة وكل شئ منها بيمين، فقالوا:

  • إن كانت الأيمان على شيء واحد، كأن يقول: “والله افعل كذا من الأفعال”، ثم كرر اليمين أكثر من مرة في أوقات مختلفة وأراد أن يحنث فيه يكفر كفارة واحدة
  • أما إذا كانت الأيمان على أفعال مختلفة لا رابط بينها كان يقول والله: “لن أفعل كذا، ولن أذهب إلى مكان كذا، ولن أشتري من فلان”، فهي أيمان متعددة فجمهور العلماء يقولون أن عليه كفارات متعددة لا كفارة واحدة لأن كل يمين مستقلة بموضوعها.

هل يجوز إخراج كفارة اليمين نقدًا؟

اختلف فيها الفقهاء على قولين وهما:

  • قول الجمهور من أهل العلم من أصحاب المذاهب الثلاثة المالكية والشافعية والحنابلة بعدم جواز إخراج المال بديلًا عن الإطعام، وعدم إخراج المال بديلًا عن الكسوة اعتمادًا على النص القرآني الذي حدد الكفارة بالطعام ولم يذكر نصًا قيمتها المالية.
  • واستدلوا بدليل جميل أيضًا وهو أن الله يخير بين الطعام والكسوة فلو كانت القيمة مراده لما خيرهم بين الطعام والكسوة فكلاهما يترجم لقدر مالي فكيف يخير بين شيئين متماثلين.
  • القول الثاني وهو مذهب الحنفية فقالوا بجواز إخراج المال في الكفارات مراعاة لمصلحة الفقير والمسكين فربما حاجته لأشياء أخرى أعظم من حاجته للطعام والكسوة، ورأي الجمهور هو الأرجح.

هل يجوز إخراج كفارة اليمين طعام غير مطبوخ؟

إذا اختار المسلم الإطعام يجوز له أن يعطي للفقير الطعام مطبوخًا أو غير مطبوخ وكل هذا مجزئ له في كفارته وهذا ثابت في فعل الصحابة (رضي الله عنهم) ومنهم علي وابن مسعود وابن عمر وأبي موسى الأشعري (رضي الله عنهم أجمعين).

هل كفارة اليمين لها وقت محدد؟

توقيت أداء كفارة اليمين عند جمهور الفقهاء أنه يجب أداؤها على الفور لأنها عبادة وأفضل أوقات العبادة أن تؤدى على الفور من وجوبها، وأنه يحرم تأخيرها إذا توفرت القدرة على الأداء.

ولكن أجازوا تأخيرها لوقت قريب وذلك لتحقيق مصلحة الفقير كمن لا يملك المال للإطعام وعلم أنه إذا تأخر ليوم أو يومين فقد يتمكن من الإطعام فيمكن تأخيرها لمصحة هؤلاء الفقراء، أو لأن الإنسان يود أن يعطيها لفقير معين يرى أنه الأحق بها لفقره فيمكن تأخيرها لذلك.

ومن العلماء من قالوا أنه لا يجب عليه التأخير، فإذا وجبت عليه الكفارة ولم يتمكن من الإطعام أو الكسوة لفقره ولم يستطع العتق لعدم وجود العبيد الأرقاء فينتقل مباشرة إلى كفارة الصيام بلا اضطرار إلى التأجيل.

اترك رداً على تالا طلال احمد جمعهإلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليقان

  • تالا طلال احمد جمعهتالا طلال احمد جمعه

    حلو كل شئ بس في مشكله صغيرات انو لا ما اكتاب الطبيعي ما يطلع الا حوامل شكرا لا الكم 😃

  • رياضرياض

    حلفت بأن اللاعب لمس الكرة باليد ولكن لم تبين انه لم يلمسها هل تجب ان تكون كفارة اليمين